الديمقراطيون بمجلس النواب بصدد مساءلة ترامب للمرة الثانية

حجم الخط
8

واشنطن: قال مصدران مطلعان، اليوم الجمعة، إن الديمقراطيين بمجلس النواب الأمريكي يعتزمون طرح اتهامات بحق الرئيس الجمهوري دونالد ترامب يوم الإثنين بإساءة التصرف مما قد يقود إلى مساءلة ثانية لترامب بعد اقتحام حشود من أنصاره مبنى الكونغرس (الكابيتول) في تصرف اعتُبر هجوما على الديمقراطية الأمريكية.

وخضع ترامب للمساءلة من قبل، وإذا نجحت مساعي الديمقراطيين، الذين لهم الأغلبية في مجلس النواب، فستكون سابقة من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة إذ لم يخضع أي رئيس من قبل للمساءلة مرتين.

لكن من غير الواضح إن كان النواب سيتمكنون حقا من تنحية ترامب من منصبه إذ أن أي مساءلة ستستدعي محاكمة في مجلس الشيوخ الذي لا يزال الجمهوريون حتى الآن يهيمنون عليه.

ودعا ديمقراطيون مايك بنس نائب الرئيس ووزراء الحكومة إلى تفعيل التعديل الخامس والعشرين بالدستور الأمريكي، الذي يسمح بتجريد الرئيس من صلاحياته إذا لم يستطع أداء مهامه. لكن أحد المستشارين قال إن بنس يعارض الفكرة.

ويأمل الديمقراطيون، الذين قالوا إن المساءلة قد تطرح في مجلس النواب هذا الأسبوع، أن تؤدي التهديدات بالمساءلة لتكثيف الضغوط على بنس والحكومة للتحرك للإطاحة بترامب قبل انتهاء ولايته بعد أقل من أسبوعين.

وقال المصدران إن المواد التي تشكل مجموعة من الاتهامات الرسمية بسوء الإدارة صاغها نواب ديمقراطيون هم ديفيد تشيتشيلن وتيد ليو وجايمي راسكين.

واتهمت نسخة من تلك المواد وزعت على الأعضاء في الكونغرس ترامب “بالتحريض على العنف ضد حكومة الولايات المتحدة” في محاولة لإبطال هزيمته أمام الرئيس المنتخب جو بايدن في انتخابات الرئاسة 2020.

مسودة مساءلة ترامب تقول إن الرئيس تورط في جرائم كبرى بالتحريض على تمرد، وإنه أدلى عامدا بتصريحات شجعت على عمل مخالف للقانون بمبنى الكونغرس

كما استندت المواد على مكالمة دامت نحو ساعة أجراها ترامب الأسبوع الماضي مع سكرتير ولاية جورجيا الجمهوري براد رافينسبرجر التي طلب منه فيها “إيجاد” أصوات كافية لإبطال فوز بايدن في الولاية.

وكشفت وثيقة حصلت عليها شبكة “إن.بي.سي نيوز” أن مسودة مساءلة ترامب تقول إن الرئيس تورط في جرائم كبرى بالتحريض على تمرد، وإنه أدلى عامدا بتصريحات شجعت على عمل مخالف للقانون بمبنى الكونغرس”.

وأضافت أن ترامب “أظهر أنه سيظل تهديدا إذا سُمح له بالبقاء في المنصب”.

وقالت المسودة، التي دعت لمساءلة ترامب بناء على بند واحد هو التحريض على تمرد، إن ترامب “عرض الأمن الأمريكي ومؤسسات الحكومة إلى خطر كبير وهدد سلامة النظام الديمقراطي وتدخل في انتقال سلمي للسلطة وعرض قطاعا من الحكومة للخطر وخان الأمانة بصفته رئيسا”.

وعلق المتحدث باسم البيت الأبيض جاد ديري، مساء الجمعة، أن مساءلة ترامب مع بقاء 12 يوما فقط على انتهاء ولايته “لن تؤدي إلا إلى زيادة حدة الانقسام في البلاد”.

ووصفت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، في وقت سابق من اليوم الجمعة، ترامب بأنه “مختل”. وأضافت أن الكونغرس عليه أن يفعل كل ما في وسعه لحماية الأمريكيين من ترامب حتى رغم أن ولايته الرئاسية توشك على الانتهاء في 20 يناير/ كانون الثاني.

مسودة المساءلة: ترامب عرض الأمن الأمريكي ومؤسسات الحكومة إلى خطر كبير وهدد سلامة النظام الديمقراطي وتدخل في انتقال سلمي للسلطة وعرض قطاعا من الحكومة للخطر وخان الأمانة بصفته رئيسا

وقالت إنها تحدثت مع الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة عن اتخاذ إجراءات احترازية لمنع ترامب من القيام بأعمال عسكرية عدائية أو إطلاق أسلحة نووية.

وقالت بيلوسي “الموقف مع هذا الرئيس المختل لا يمكن أن يكون أكثر خطورة وعلينا أن نفعل كل ما بوسعنا لحماية الشعب الأمريكي من اعتدائه غير المتزن على بلادنا وعلى ديمقراطيتنا”.

جاءت تلك التطورات الاستثنائية بعد أن حرض ترامب آلافا من أنصاره يوم الأربعاء على الزحف إلى مبنى الكونغرس مما أدى إلى فوضى شهدت اقتحام حشود للمبنى وهرولة النواب إلى الاختباء ومقتل شرطي وأربعة آخرين.

ويبحث عضو جمهوري واحد على الأقل في مجلس الشيوخ، وهو السناتور بن ساس عن ولاية نبراسكا، دعم مساع محتملة من أعضاء ديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي لاتخاذ إجراءات لمساءلة ترامب للمرة الثانية بغرض عزله.

وقال السناتور ساس، الذي انتقد ترامب مرارا، اليوم الجمعة، إنه سيدرس “بالتأكيد” الوسائل التي يمكن للنواب استخدامها. وقال لمحطة (سي.بي.إس) الإخبارية إن ترامب “لم يحترم القسم الذي أداه”.

وحث حلفاء لترامب من بينهم السناتور لينزي غراهام وزعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن مكارثي الديمقراطيين على التخلي عن مساءلة ترامب لتجنب إثارة المزيد من الانقسامات.

وقال غراهام على تويتر “إذا ضغطت رئيسة المجلس بيلوسي لتنفيذ المساءلة في آخر أيام رئاسة ترامب فإن ذلك سيضر أكثر مما سينفع”.

وحتى إن وافق مجلس النواب على مساءلة ترامب في هذا الوقت القصير، سيرجع القرار النهائي المتعلق بعزله إلى مجلس الشيوخ الذي لا يزال يخضع لسيطرة الجمهوريين الذين قضوا بتبرئته بالفعل من مساءلة سابقة. ومع بقاء 12 يوما فقط في ولاية ترامب الرئاسية وعطلة مجلس الشيوخ، فإن احتمال عزله غير مرجح.

وتتطلب الإطاحة بالرئيس الأمريكي تأييدا من أغلبية نسبتها الثلثين في مجلس الشيوخ. ولم يصدر تعليق من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ السناتور الجمهوري ميتش ماكونيل بشأن مساءلة الرئيس بغرض عزله.

وقال مصدر مطلع إن بيلوسي وصفت في بداية مؤتمر عبر الهاتف مع الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس ترامب بأنه “متمرد” وقالت إن الأعضاء اجتمعوا لمناقشة الخطوات المقبلة.

وقال الرئيس المنتخب بايدن إنه يعتقد منذ فترة طويلة أن ترامب لا يصلح لتولي السلطة لكن أمر مساءلته متروك للكونغرس لاتخاذ قرار بشأنه. وأضاف بايدن للصحفيين إن تركيزه منصب الآن على احتواء جائحة كوفيد-19 وضمان تسريع وتيرة برنامج التطعيم ودعم الاقتصاد.

وقالت بيلوسي في المؤتمر الهاتفي مع الديمقراطيين إنها ستتحدث مع بايدن مساء اليوم الجمعة (بالتوقيت المحلي) وفقا لمصدر استمع للمناقشات.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه إن أي استخدام لسلاح نووي هو عملية تتطلب الكثير من المداولات. وقال مصدر إن بيلوسي تلقت تطمينات من ميلي بأن هناك إجراءات حماية متبعة لاستخدام الأسلحة النووية.

وقال مكتب ميلي إن بيلوسي بادرت بإجراء الاتصال وإن الجنرال “أجاب عن أسئلتها المتعلقة بسلطة القيادة المتعلقة بالأسلحة النووية”.

وبعد يوم من تعهد ترامب بصيغة غير معتادة في تسجيل فيديو بضمان انتقال سلس للسلطة للرئيس المنتخب جو بايدن، عاد للغة أكثر تصادمية مرة أخرى.

وأشاد على تويتر بأنصاره وقال إن نحو 75 مليون شخص ممن أدلوا له بأصواتهم “سيكون لهم دور كبير في المستقبل ولفترة طويلة. لن يتعرضوا للازدراء أو يعاملوا بطريقة ظالمة بأي شكل من الأشكال” دون أن يفصح عن أي تفاصيل أخرى.

كما أكد ترامب في تغريدة على تويتر، اليوم الجمعة، أنه لن يحضر حفل تنصيب خلفه الرئيس المنتخب بايدن يوم 20 يناير/ كانون الثاني.

وسيعد ذلك مخالفة لتقليد متبع منذ زمن يشهد مرافقة الرئيس لمن سيخلفه إلى مبنى الكونغرس حيث تقام المراسم. ويعد التقليد جزءا مهما من الانتقال السلمي للسلطة.

وقال بايدن ردا على ذلك إن عدم حضور ترامب للتنصيب سيكون أمرا جيدا لكنه أشار إلى أنه يرحب بحضور بنس لمراسم تنصيبه.

(رويترز)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح //الأردن:

    *معها حق.
    ترامب مجنون وصعب توقع تصرفاته.

  2. يقول Al NASHASHIBI:

    CONGRATULATION FOR THIS justification

  3. يقول محمد شهاب أحمد:

    فضيحة كبرى لأمريكا.

  4. يقول ابو سرور:

    فعلا هالزلمة لا يؤتمن جانبه شكله انجن .

  5. يقول حامد - الجزائر:

    الأمر الخطير جدََا هو أن يحكم دولة عظمى كأمريكا مجنون كترامب يده على السلاح النووي و هو يتصرف كرعاة البقر في أفلام الويسترن حاملا مسدسه يهدد هنا و هناك.
    لقد عانت الإنسانية من هذا الأرعن المتهور و صبرت لتصرفاته الطائشة و هو يهدد كوريا الشمالية تارة و يفرض العقوبات الإقتصادية على الصين و روسيا و إيران و يبتز في وضح النهار السعودية و ينصب عليها ليستلم مئات الملايير من الدولارات و يمنح القدس والجولان هدية لإسرائيل وحتى الصحراء الغربية ما كنا ندري انه يملكها ليهديها للمغرب لقاء تطبيعه مع الكيان الصهيوني.
    هكذا عاش العالم مع هذا المجنون المُختل عقليََا الذي لا يحترم عهدََا ولا يثبت على مبدأ إستغل المؤسسات الدستورية لبلاده ليعيث الفساد في الأرض فهو يمنح ما لا يملك لمن لا يستحق ويفرض العقوبات،يلغي حقوق شعبه من الضمان الصحي،يخرج من الإتفاق النووي الإيراني لأنه لم يعجب إسرائيل ومن إتفاقية المناخ لأنها لم تعجبه،يعادي الفلسطينيين،يوقف إعانات بلاده للسلطة الفلسطينية و يوقف مساهمة بلاده المالية لوكالة الأنوروا.حقيقة و إلى آخر يوم متبقي من عهدته يحبس العالم أنفاسه مخافة من تهور يصدر منه في آخر لحظة قد يشعل فيها حربََا على إيران مُستخدمََا السلاح النووي.

  6. يقول كمال - نيويورك:

    رغم كل ما حصل تبقى أمريكا أعرق ديموقراطية في العالم, و نظام السلطات الثلاث المستقلة يحمي هذه الديموقراطية كما يجب فالقانون الديموقراطي مبني بطريقة محكمة كي يعمل دائما مهما حصل

  7. يقول ثابت ابراهيم:

    يا حسرة على مصر ما يحدث في امريكا اكبر فضيحة للسيسي

  8. يقول حكيم...:

    اذا دافعت عنه الصهيونية العالمية فلن يحدث شئ.،امريكا ليست دولة مستقلة يا جماعة.

إشترك في قائمتنا البريدية