ثلاثة قصائد جديدة

حجم الخط
0

1- مدينة الغرق

الرّاحة الزهرّية في عيد الطوفان،
تتأرجح في أنفاسنا.

مدينتي، تغلق بحرها
بحر بلادي، أو الحرب،
بحر لارنكا، أو السلْم…
أنتمي للطوفان.

أرسلتُ للشوارع قصائدي القادمة،
أرسلتُ لها المهرّبين وسترات الحبّ.
حاجز ألعاب المدينة، يقرأ هويتي:
الاسم: بحر
العمر: بحر
لون الصوت: بحر،
العلامات المميزة: غريق.
سأقود آخر السفن،

أغوي المدينة من أضوائها،
وأقطف من كلّ لونٍ ذكراً وأنثى،
وتبقى السفينة امرأتي.

أنتم تنظرون، لكنّكم لا ترون شيئاً
لن أعترف.

كنتُ وحيداً
والحبّ وحيداً يمضي
ووحيداً يبقى
وكلّ الذين يحبّون يبقون وحيدين.

بعيدة عني هناك،
روحي،
في أرض صفر.

«لارنكا»
ترفعني تمثالاً من الأعشاب
وتسدل الطوفان،
تصالحني بالرّاحة و«البسكويت»
وتتسرّب إلى قصائدي
تثقب سفينتي
وأغرق فيها…

2ـ ثلاث ضربات
يصحو فجري، ثمّة حزنٌ يهزّني من كتفي،
أغسلُ أحلامي، أمشطُ خيباتي، ينهض موتي إلى العالم.
***
من الغد سوف أخرب السكينة في حياتكم وحياتي
من الغد…
وسوف تنهار الأشياء
والناس
الأنبياء
العلاقات
الأفكار
سوف أنهار أنا…
الآن تعود قصائدي من الديار الملعونة
الآن يطمئنّ طغياني.
***
يقتلُ الطيور يوم الأحد.
زوجها يحبّ الصيّاد، ويحبّها
يعود إلى البيت ليحبّها بعد القتل.
وحبّنا طائر ليليّ،
يسرق الطلقات من حزنها
قبل أن تقتلهُ.

3 ـ غيابات مبررة

مباركةٌ هي الغيابات،
البحص لا يحكي في لياليها عن صفعاتنا،
يأكلنا الصيف على فحم الشاطئ،
وأيادينا ترتفع كالأفاعي،
عروقنا مالحة،
لن يرقص وداعنا.
ضوء الطائرة يقترب من اليابسة،
إنها ديكيليا المختومة.
احتسبناها تنوس،
تلك الغيابات،
تلك اللقاءات المدفونة.

حرّاس القاعدة البريطانيّة ينظفون نوافذهم الغريبة
وفضولي يستغرق في إشارات التحذير
سوف يمرّ دخاننا،
وعدسة القنّاص على بطاقات لجوئنا.

ساحل ضيعتك؛ نهايتي
أجمعُ تنك المشروبات وأقذفه في أضواء الطيّارات
وحرّاس القاعدة ينامون على أرضنا أيضاً…
________
*لارنكا: مدينة في جزيرة قبرص.
ديكيليا: بلدة قبرصيّة؛ تقع في الجزء الجنوبيّ الشرقيّ من الجزيرة، بين مدينتي لارنكا وفاماغوستا، تشتهر منطقة ديكيليا بشكلٍ أساسي ّبوجود أكبر قاعدة عسكريّة بريطانيّة في الجزيرة، وهي أرض ذات سيادة مستقلّة عن قبرص.

شاعر سوري ـ قبرص

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية