غارات إيرانية على داعش… ونظام إقليمي جديد

حجم الخط
19

كشفت وزارة الدفاع الامريكية عن ان مقاتلات ايرانية شنت ضربات ضد تنظيم «داعش» في شرق العراق خلال الايام الماضية، وهو ما رفضت طهران تأكيده او نفيه رسميا.
لكن المتحدث باسم البنتاغون قال انه «لم يتغير شيء في ما يتعلق بسياستنا القائمة على عدم تنسيق انشطتنا مع الايرانيين». اما وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فسعى ضمنيا امس الى تشجيع ايران على شن المزيد من الغارات في العراق، اذ قال أن أي ضربة عسكرية إيرانية لتنظيم «داعش» في العراق ستكون»إيجابية».
وبغض النظر عن وجود «تنسيق استخباراتي ما» بين الجانبين من عدمه، فان المشاركة الايرانية المباشرة تشكل نقطة تحول مهمة في الحرب ضد داعش الذي يعتبر مراقبون انه بدأ يفقد السيطرة تدريجيا على مناطق في العراق، كما انه لم يعد يحقق تقدما في سوريا اثر تعرضه لنحو الف غارة جوية من طائرات التحالف الذي اكد في بيان امس الاربعاء اثر اجتماعه في بروكسل انه «تم وقف تقدم»التنظيم في العراق وسوريا.
وينبغي هنا التوقف عند محاور رئيسية تعيد صياغة هذه الحرب التي يتوقع ان «تستمر لسنوات» حسب التصريحات نفسها للوزير كيري.
اولا- ان المشاركة الايرانية في العراق، تمثل برهانا جديدا على التقارب الذي يتحرك ببطء لكن بثبات نحو التحالف مع الولايات المتحدة او «الشيطان الاكبر» كما كانت تسمى في الخطاب السياسي التقليدي لطهران. ولاشك انها تعكس التقدم المهم الذي شهدته المفاوضات النووية مع الغرب رغم عدم الوصول الى الاتفاق ضمن المهلة المحددة. وحسب تصريحات لوزير الخارجية جواد ظريف قبل يومين فان اطرافا غربية رأت ان تمديد المهلة لعدة ايام فقط بدلا من سبعة شهور كان كافيا للوصول الى اتفاق.
ثانيا- ثمة اعتبارات سياسية واستراتيجية تقف وراء قرار طهران ان تشن الغارات، رغم ان المعطيات على الارض في العراق لا تبرر تدخلها حسب الشرط الذي كانت اعلنته وهو»حدوث تهديد من قوات داعش لبغداد او المراقد الشيعية المقدسة». اي ان الامر لا يقتصر على «مغازلة» واشنطن، اذ ان هناك مصلحة مشتركة في اضعاف داعش الذي سيؤدي تلقائيا الى تقوية حلفاء طهران سواء في العراق او سوريا. اما على المستوى الاستراتيجي فان التدخل يرسم بوادر «نظام اقليمي جديد» تشغل فيه ايران مكانا متقدما بتأييد ودعم كاملين من واشنطن، لكن من دون تحالف معلن معها.
ثالثا- ان حديث كيري عن استمرار الحرب ضد داعش لسنوات، يشير الى ان التحالف الدولي يسعى الى ترسيخ وجوده كنواة لاعادة ترتيب التوازنات والعلاقات اقليميا، بما يدفع باتجاه ما يمكن وصفه بـ «التعاون العملي للاضداد»، اذ ان النموذج الايراني الامريكي قد يتسع ليشمل امثلة اخرى ترسم تقاطعا عربيا اسرائيليا واخر ايرانيا خليجيا او مصريا او اسرائيليا. ويبدو ان البوادر بدأت في الظهور فعليا. وحسب التصريحات نفسها لجواد ظريف، فان طهران تمكنت من القضاء على ما كانت تواجهه قبل شهور فقط من اجواء دولية واقليمية معادية لم تنقصها التهديدات بالحرب، ووصفها الوزير بـ «ايران فوبيا».
واخيرا فان هذا النظام الجديد يطرح العديد من الاسئلة والتحديات الصعبة عراقيا وسوريا واقليميا. اما بالنسبة الى العراق، ان كان التدخل الايراني سيصب في خانة الصراع الطائفي الذي يبقى مستعرا حتى بعد تشكيل الحكومة الجديدة، وبالتالي يدفع البلاد الى الانفجار من الداخل؟ وكذلك ماهية امكانية ان يخرج من «العباءة الايرانية» وهو ما يشكل شرطا ليتمكن من استعادة التوازن في علاقاته الاقليمية؟
اما سوريا، فيبدو ان التطورات الجديدة تكرس اتفاقا اقليميا ودوليا ضمنيا آخذا في الاستقرار، يتحدث ظاهريا عن «عدم شرعية الاسد حتمية الحل السياسي»، لكنه يضمر اقرارا واقعيا ببقاء النظام ضمن ذلك الحل.
اما على المستوى العربي، فان السؤال البديهي هو: هل يملك العرب القدرة او الارادة لمواجهة ما يمثله هكذا نظام اقليمي من تحديات ليس فقط لمكانتهم بل ووجودهم نفسه؟ ام سيكونون كمن استعان من رمضاء داعش بنيران تحالف ايراني امريكي؟

رأي القدس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حراحشة -المفرق:

    (والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت)

  2. يقول غادة الشاويش:

    محمد علي الايراني بعد التحية والسلام :
    اولا ارحب بملاحظتك الموضوعية ولكن ماذا ترى بام عينينك اخ محمد علي هناك شعب عظيم هو الشعب السوري الذي انقض عليه العالم ولم يلق السلاح رغم ان معركته غير متكافئة وهناك نحن الفلسطينيون سنكوناشرس من كل خصوم اعدائنا لن نسمح بالمساس بالمخيمات من اجل التوطين لا لطهران ولا للسعودية ومن يعتديعلينا لن نوفره مهما كان الثمن واما الاسرائليلي فاعتقد ان شعبنا لا ينقصه الفهم قاطعتمونا منذ الالفين واثنا عشر حدث طلاق البنادق المشؤوم هل توقفت معركتنا هل ركعنا على بابكم هل غيرنا موقفنا هل استجدينا منكم صواريخا هل نفع ضغطكم علينا وتحرشكم في مخيماتنا في لبنان في فرض اي شيء اقسم لك اننا سنحرق كالبركان اليد التي تمتد الى لاجئ ولا مشكلة لدينا طالما ان هناك مخططا لالغائنا والمعركة مفروضة علينا سندفع الجميع ثمن مغامراته ملف اللاجئين خط احمر ومن سيتحرش بالمخيمات على طريقة اليرموك سيتحمل عواقب تحول اللاجئين الى الجنوب لضرب العدو وسيدفع ثمن مغامراته ونفاقه باهظا بالنسبة لنا كشعب فلسطيني لم نترك مكانا في الارض لم نشتري او نصنع منه السلاح وعسكرة مجتمع اللاجئين هي فريضة ومن سيجربنا سيندم وباختصار احيانا تكون قويا ولكن لن تكون قادرا على دفع ثمن قوتك هل فهمت الرسالة اخ محمد علي ارجو ذللك لك مني تحية الذين لا يركعون ولا يسجدون الا لخالقهم بنادقهم عرقهم ودينهم خنادقهم وقبلتهم القدس وجرحهم سلاحهم والايام اتية وستجري المناورات الهية بالنار ثمة مغرورون يحسبون مكسبا ويفتحون على انفسهم نار الجحيم واعني بكلامي الابتذال والمنافقة يستطيعون اخذ خطوة والتورط فيها لكن اقسم لك ولشعبنا لن يخرج متامر على قضية الاجئين وظالم للمستضعفين سالما وهذا وعد من لا تنام اعينهم
    وزارةالمستضعفين عاصفة الثار ام ذر الغفارية جريحة فلسطينية تعتقد ان معارك كثيرة قادمة ولا افلح من اسرف في القول واقل العمل ولا افلح من ندم وفتح النار على نفسه تقبل تحيتي

    1. يقول محمد علي . الخليج الفارسي / ايران:

      الاخت غاده لك الشكر الجزيل على ردودك الاخويه ..

      ثانيا لم يرد الى ذهني مطلقا وانا اكتب الفلسطينيين ..

      بل كنت اقصد الاعم وهي الامه العربيه والاسلاميه ..

      نحن في مركب واحد وماقصدته بالحمل ليس المخيمات بل الامه العربيه النائمه ..

      الامه التي تتهم الغير بانهم ظالمون وتستسلم لكونها خانعه ذليله وذلك ليس صحيحا بالمره ..

      امه العرب ليست ضعيفه ولكن الواقع الحالي يقول انه ضعيف لانه اهمل نقاط قوته ..

      ايران استطاعت تقويه نفسها .. والامه العربيه امكاناتها اضعاف الامكانات الايرانيه لكن طالما انها معطله فان امتي هذه ستبقى خانعه ولن تستطيع تحرير فلسطيننا المقدسه من ايدي قطعان الصهاينه ..

      لا تنتظري من امه اهملت فلسطينها ان تذهب لتقاتل ايران ولا مقارنه بين الطرفين الصهيوني الصغير والايراني الكبير .. نعم امه العرب امه ليست كبيره بل امه عظيمه ان امتلك فقط الاراده ولا شيئ غير الاراده ..

      لك مني الف تحيه معطره بانتصار اهلنا في غزه على عدونا وعدو الانبياء الصهاينه ..

  3. يقول علی من ایران:

    طائرات ایرانی ضرب مواضع داعش فی العراق تحت الامر الجیش العراقی لا تحت الامر الجیش الایرانی.
    هذا تعاون بین الایران و الجیش العراق العربی. هذا تعاون بین الفارس و العرب لقتال الوحوش الداعشی. شیخ الازهر قال: الداعش وحوش.
    داعش یقاتل الشیعه و اهل السنه فی العراق و السوریا و الان اهل السنه العراق یقاتل ضد الداعش. داعش عدو الشیعه و السنی. طائرات ایرانی فقط ضرب داعش لحمایه الشعب العراق.
    الداعش نتیجه الخطایا السیاسی آل سعود فی السوریا. آل سعود یدعم الداعش و ثم ینسی مسئولیتهم للشعب العربی خصوصا شعب السوری و العراقی.

  4. يقول ادهم السيد.. اليمن:

    العرب. وحصان طرواده
    بات واضحا ان من يدفع ثمن المغامرات الامريكيه والغربيه وتحلفاتهم الشيطانيه شرقا وغربا هم من الاعراب هكذايسيرون كالبلهاء لم يستوعبوا التاريخ بل علي العكس ااستوعبهم التاريخ باشكال متعدده فهم في جانب يظهرون كحصان طرواده الذي ستعبر منه ا مريكا وحلفائها الي بلدان عربيه لم تستطع دخولها من قبل ولو سياسيا وفي جانب اخر يظهرون كل ذكائهم وحذقهم في مهاجمة بعضهم والتملق لحلفائهم.

  5. يقول غادة الشاويش:

    اخشى يا اخ محمد علي اخشى ان يرتكس الزمان وينتكس الزمان ونصل الى الى القاع ، قاع قتال الاخوة الاعداء ، الممانعة تتحرش علنا بالمخيمات وتتهمها بالارهاب وترتدي نظارات امريكية واسدية في التعامل معنا مع اللاجئين الفلسطينيين هجر اليرموك وبدلا من تحييده تم الزج به بقرار من النظام وتبرير وحصاره وقتله جوعا اثنان لا يجتمعان فلسطين وامريكا ، ا لن تتزوجوزنا بالاكراه لان احدا لا يمكن ان يحب قتلته الانتهازيين وقاتلي اطفاله جوعا وعطشا بحصار اليرموك ثم يتصور معهم مؤديا لهم تحية الولاء شخصيا لا اعتقد ان طهران ستحرر معنا فلسطين اعتقد ان هناك اثنان لايجتمعان نحن في المخيمات بحسب اعلام الممانعة تكفيريون وارهابيون وبيئة حاضنة للارهاب لاننا لم نؤيد الطاغية ولم نبصم له ولم نعطه شيك الممانعة ليبرر قذارة جهاز امنه وسلاح جوه انتم اصطففتم مع قاتل شعبنا متواطئون فيتهجيراليرموك وقريبا عين الحلوة لان اعلامكن ينيشن يوميا على هذا اما نحن واما فيلم الكاوبوي الايراني ( مكافحة الارهاب ) لان دور
    نا طوال حياتنا في الافلام الامريكية الظالمة هو الارهاب نحن نفخر بهذا الدور وسنبقى عليه ارهاب الاحتلال والعمل مع الالمريكيين لا يجتمعان اما نحن واما امريكا طبعا مدام امريكا اما نحن فتجوع الحرةولا تاكل بثدييها وسامحني على القسوة فقد جليت حالي خمسة عشر مرة حتى لا اكتب بالنص كلام الممانعة عن المخيمات وماذا تفعل بهم في سوريا وماذا تنوي ان تعمل بهم في لبنان رسالة اخوية سنكون الفاعل وليس المفعول به ان تحرش بنا احد فنحن لا وقت لدينا لقراءة العناوين اسرائيل النظام السوري الممانعة الابتذال كلهم ظالمون وكلنا مستضعفون والله ثم المهدي معنا باذن الله تحيتي وما تزعل انا لا استطيع النفاق واكرهان يحتضننا احد امام الكاميرا وهو يكيل لنا اللكمات على الظهر
    جريحة فلسطينية غاضبة عليكم

  6. يقول Ahmad malla:

    خرج اﻹستعمار من البﻻد العربيه وربى حفنة من الجواسيس الذين يجبون له المال ومهمتهم سلخ اﻷمة من مكمن قوتها وعزتها والحفاظ على التخلف ومحاربة التقدم والتطور.فكيف تنشدون من هؤﻻء الزعماء أي خير فهم عبارة عن عبد مأمور ينفذ ما يملى عليه.لقد غرروا بالشعب السوري ووعدوه بالدعم الﻻمحدود ضد سفاح سوريا وبعد أن اشتعلت الثورة وبدأ الدمار والخراب تركوا هذا الشعب المظلوم تحت وطأة البراميل المتفجرة وحيدا.

  7. يقول أ.د. خالد فهمي - تورونتو - كندا:

    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته وشكراً دائماً لرأي القدس العربي السابر والسديد….

    الجواب السريع على التساؤل المهم في الفقرة الاخيرة من المقال هي: كلاّ ثم كلاّ ثم كلا !!!

    أيران الفرس الصفويين الخمينيين الان ” يحلّقون ” عالياً كقوة أقليمية (نووية ؟؟) وقد تمكنوا بحنكتهم السياسية ” ترويض ” الغرب وعلى رأسهم بلاد العم سام لأعادة دور ” شرطي ” المنطقة الى أيران بعد ثلاتة عقود من ” الشيطان الاكبر” وأتهامه للملالي الايرانيين ” بالارهاب الدولي ” !!! حتى موضوع الحصار الاقتصادي في طريقه الى ” الاضمحلال ” بسبب سوء أدارة الرجل الاسمر في البت الابيض…

    أما العرب…وما أدراك ما العرب … فالمستقبل الذي ينتضرهم أقل ما يفال عنه أنه أظلم ان لم يكن ” أسود ” !!! حسد وغيرة وتناحر وفرقة وصولاً الى حد الاقتال فيما بين الاخوة في الدين والوطن والقومية كما هو الحال في العراق وسوريا ومصر واليمن وليبيا…والحبل ” عالجرار ” كما يقولون عند العرب !!!

    أعتقد أن عرب الشرق الاوسط – على الاقل – من الافضل و الاسلم لهم أن يقبلوا بنوع من أنواع الانتداب السياسي الاقليمي ” التركي/ الايراني ” (تحت رعاية ومتابعة الامم المتحدة ) وهو الحل الاكفأ والانجع للعرب (برأيي) لكي تستقر الامور ولو لفترة زمنية محددة كأن تكون 10 أو حتى 15 عام.

    أما عرب شمال أفريقيا فبأمكانهم طلب أنتداب دول أوروبا المتوسطية مثل أيطاليا وفرنسا وأسبانيا من أجل الحصول على الاستقرارالسياسي و الاقتصادي المنشود.

    طبعاً الاسباب الموجبة لمقترحي هذا هي كالآتي:

    1- التعلّم و الاستفادة من تجارب التأريخ ” المؤلم ” عبر حوالي القرن من الزمان الذي مضى على العرب وهم…” يتحررون ” من الاستعمار !!!

    2- أعادة تعريف وتطبيق معاني الاستقلال والسيادة والوحدة والاتحاد ما بين الاخوة في الدين والوطن والقومية.

    3- أعادة تشكيل الاقطار والبلدان العربية في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا على أسس جديدة غير تلك التي فرضت من قبل المستعمر الانكليزي / الفرنسي في معاهدة سايك – بيكو. المعايير الجديدة يجب أن تكون أحترام أرادة الشعوب وأوطانها وأراضيها عبر الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وحكم القانون.

    النتيجة النهائية بأذن الله هو ” عالم عربي جديد ” يمكنه مواكبة تطور دول العالم الاخرى في القرن الحادي والعشرين !!!

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية