“أوتشا” ترصد الهجمات الاستيطانية خلال الأسبوعين الماضيين.. وتحذير رسمي من مخطط لتغيير الطابع الإسلامي والمسيحي في القدس

حجم الخط
0

رام الله – غزة – “القدس العربي”:

رصد تقرير دولي جديد هجمات الاستيطان والهدم التي نفذتها سلطات الاحتلال، ضد المناطق الفلسطينية، والتي تخللها هدم ومصادرة 34 منزلا فلسطينيا، خلال الأسبوعين الماضيين، في وقت حذرت فيه العديد من المؤسسات الرسمية الفلسطينية، من مخاطر الاستيطان، ومن خطط إسرائيلية تهدف إلى تنفيذ مشروع تهويدي يستهدف هوية وتاريخ وملامح البلدة القديمة في مدينة القدس الشرقية.

وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا”، في تقريره الذي رصد الهجمات الاستيطانية خلال الأسبوعين الماضيين، أن السلطات الإسرائيلية هدمت أو صادرت 34 مبنى فلسطينياً خلال الأسبوعين الماضيين.

وأوضح المكتب في التقرير أن تلك المباني التي إما هدمت أو صودرت، كانت بحجة الافتقار إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، ما أدى إلى تهجير 22 شخصاً وإلحاق الأضرار بأكثر من 170 آخرين.

وأشار إلى أنه سجل هدم جميع المباني المستهدفة، باستثناء اثنين منها، لافتا إلى أن كل حالات التهجير كانت في المنطقة المصنفة (ج)، في الضفة الغربية، ما ألحق أضراراً بـ 12 تجمعاً سكانياً فلسطينياً.

وتطرق إلى أن من بين عمليات الهدم ما جرى بيد ملاكها، في القدس الشرقية المحتلة، لتفادي المزيد من التكاليف والغرامات.

وجاء في التقرير: “في الإجمال، هُدم 848 مبنى أو صودِر في الضفة الغربية خلال العام 2020، ما أدى إلى تهجير 996 فلسطينياً وإلحاق الأضرار بسبل عيش الآلاف غيرهم وبالخدمات التي يتلقونها، وهذا أعلى رقم يسجَّل منذ العام 2016”.

وحسب التقرير، فقد قامت قوات الاحتلال خلال الأسبوعين الماضيين، بتجريف مساحات من الأراضي الزراعية، كما واقتلعت نحو 850 شجرة يملكها فلسطينيون بحجة الإعلان عن تلك الأراضي باعتبارها “أراضي دولة”.

وأوضح أنه بالقرب من قرية الجبعة في بيت لحم، جرف نحو 15 دونما من الأراضي واقتلعت 350 شجرة زيتون و150 شجرة عنب، مما أدى إلى تقويض سبل عيش ثلاث أسر على الأقل.

ويشير التقرير الدولي الذي يرصد باستمرار هجمات الاستيطان، إلى أن قوات الاحتلال اقتلعت خلال عملية هدم في تجمع النويعمة الفوقا البدوي في مدينة أريحا، 350 شجرة زيتون.

ويؤكد أنه في العام 2020، اقتلعت سلطات الاحتلال نحو 4,000 شجرة يملكها فلسطينيون أو أتلفتها في مختلف أنحاء الضفة.

وعلاوة عن هجمات الاستيطان بالهدم واقتلاع الأشجار وتجريف الأراضي، نفذت العديد من الهجمات الأخرى التي طالت المواطنين، حيث وثق التقرير خلال الأسبوعين الماضيين إصابة 89 فلسطينيا، من بينهم 16 طفلا، بجروح في اشتباكات أخرى مع قوات الاحتلال في مختلف أنحاء الضفة.

وقد سجلت 46 إصابة منها في الاحتجاجات المتواصلة منذ عدة أسابيع على الأنشطة الاستيطانية، بما فيها إقامة بؤرة استيطانية جديدة بالقرب من قرية المغيّر برام الله.

وحين تطرقت للأوضاع الميدانية في قطاع غزة، قالت إن القوات الإسرائيلية، أطلقت النيران التحذيرية في 45 مناسبة على الأقل قرب السياج الحدودي أو قبالة ساحل غزة.

وفلسطينيا، حذرت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في دولة فلسطين من مخاطر تنفيذ مشروع تهويدي يستهدف هوية وتاريخ وملامح البلدة القديمة في مدينة القدس الشرقية، وأضافت اللجنة، في بيان صحافي، أن هذا المشروع الاستيطاني التهويدي الذي جاء تحت مسمى “مخطط مركز مدينة القدس الشرقية رقم 101-0465229 الصادر عن “اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء” في القدس المحتلة، هدفه تغيير الطابع التاريخي العربي الإسلامي والمسيحي في البلدة القديمة، في خرق صريح لكافة القرارات الدولية ذات الصلة بمدينة القدس المحتلة بما في ذلك قرارات اليونسكو.

وناشدت اللجنة كافة الكنائس في فلسطين وفي العالم التدخل ورفض هذا المشروع، الذي يشكل استهدافا لقلب مدينة القدس وأحيائها وأسواقها التاريخية وشوارعها وتغييرا لمعالمها، ويؤثر عمليا على 300 ألف مواطن فلسطيني بالقدس الشرقية، كما طالبت المجتمع الدولي ومؤسساته بإدانة هذه المشاريع واتخاذ خطوات عملية لمنع تنفيذها باعتبار أن مدينة القدس الشرقية مدينة فلسطينية محتلة وفق القانون الدولي واتفاقية جنيف.

وكان الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، أدان مصادقة رئيس الحكومة الإسرائيلية على بناء 800 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنات غير الشرعية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال إن هذا القرار الذي اتخذه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يمثل محاولة منه لمسابقة الزمن قبل رحيل الإدارة الأميركية الحالية، التي أيدت وبشكل أعمى محاولات الحكومة الإسرائيلية سرقة الأرض الفلسطينية.

وقال: “محاولات نتنياهو المحمومة للاستيلاء على مزيد من أراضي دولة فلسطين، بدعم أميركي لن تخلق أية شرعية ولن يسمح الشعب الفلسطيني باستغلال نتنياهو لحملته الانتخابية لسرقة الأرض الفلسطينية”، وشدد على أن الاستيطان كله غير شرعي ومخالف للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن بما فيها قرار 2334، وأنه “لن يكون هناك أمن أو استقرار في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس الشرقية”.

كذلك ندد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بالتوسع الاستيطاني الإسرائيلي “غير المسبوق” في العديد من المناطق في الضفة الغربية.

كان نتنياهو وافق الإثنين على بناء 800 وحدة استيطانية بالضفة الغربية، ليستبق بقراره موعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، كاستباق لأي موقف من الممكن أن يتخذه الرئيس الأمريكي الجديد، الذي لن يكون كسابقه بشأن سياسات الإسرائيلية الاستيطانية.

وقد أوضح مكتب نتنياهو أن المباني الجديدة التي أقرت، تقع في مستوطنات “بيت إيل” و”تل مناشي” و”ريحاليم” و”شفي شومرون” و”بركان” و”كارني شومرون” و”جبعات زئيف”، دون تحديد تاريخ بدء أعمال البناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية