غزة- “القدس العربي”:
قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني لـ(القدس العربي)، إن الفترة القادمة، وحتى عقد المؤتمر الدولي للمانحين، ستكون صعبة على عدة صعد، تشمل جميع القطاعات التي تعمل فيها منظمته الدولية، لكنه أكد أنهم سيحافظون رغم ذلك على تقديم “الخدمات الأساسية”، وكشف عن اتصالات يجريها مكتب “الأونروا” في واشنطن، مع فريق الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، لجهة إعادة الدعم المقدم من الإدارة الأمريكية.
وقال لازاريني في رده على سؤال (القدس العربي)، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بمقر المنظمة الدولية في مدينة غزة، حول مستقبل الخدمات التي تقدم للاجئين ورواتب 28 ألف موظف يعملون في “الأونروا” في ظل استمرار العجز وترحيل النقص الحاد في موازنة 2020 إلى 2012، خاصة وأن مؤتمر المانحين سيعقد بعد أشهر، إن “الشهور القادمة ستكون صعبة”، مضيفا أنه رغم ذلك ستبقى “الأونروا”، ملتزمة بتقديم الخدمات المهمة للاجئين من تعليم وصحة.
وأشار إلى اتصالات تبذل حاليا من رئاسة “الأونروا” من أجل جلب الأموال اللازمة، لتسيير عمل جميع القطاعات، مؤكدا أنه سيقوم بمضاعفة هذه الجهود خلال الفترة القادمة، حيث تحدث عن زيارات خلال أيام تشمل العديد من الدول ومنها الكويت، من أجل جلب المال اللازم.
وخلال حديث المفوض العام، قال إنه جرى ترحيل العجز المالي الذي شهدته “الأونروا” في العام الماضي إلى الحالي، لافتا إلى أن المدخولات التي تصل خزينة منظمته الدولية، لا تكفي الاحتياجات المطلوبة.
وقال إن العام 2020، كان سيئا وصعبا بالنسية لـ”الأونروا”، في كافة مناطق عملياتها الخمس، خاصة في ظل تزايد أعداد الفقر والبطالة، وتعرض مجتمع اللاجئين الأكثر هشاشة إلى هذه الأزمة التي خلقتها جائحة “كورونا”.
وأكد في ذات الوقت أن المجتمع الدولي يعلم جيدا ما تواجهه “الأونروا” من عجز خطير في الموازنة، بعد أن قاموا بطرق كل الأبواب، من خلال زيارات شملت جميع الدول المانحة، من أجل الحصول على الدعم.
ولفت إلى أن المجتمع الدولي منح الدعم السياسي العام الماضي لـ”الأونروا” من خلال تجديد التفويض لها لسنوات إضافية، لكنه لم يقدم الدعم المالي اللازم، وأضاف “نريد ترجمة التأييد السياسي إلى دعم مالي لمواجهة الأزمة الحالية”.
يشار إلى أنه وفي سابقة خطيرة، أنذرت بعواقب وخيمة على مستقبل الخدمات المقدمة لللاجئين الفلسطينيين، أعلن لازاريني في شهر نوفمبر الماضي، أن منظمته الدولية تعاني من عجز مالي خطير، وأنه بموجب ذلك قررت، تأجيل دفع رواتب 28 ألف موظف، يعملون لديها، نتيجة “عدم توفر الأموال الكافية والموثوقة من الدول المانحة، ولا تزال هذه الأزمة التي لم تنتهي بعد، وتعول “الأونروا” على حلها من خلال مؤتمر المانحين القادم، تهدد بإدخال تقليصات جديدة على الخدمات المقدمة للاجئين، سواء الصحية أو التعليمية أو الاجتماعية، خاصة وأن هناك توجها بوقف تقديم المساعدات الغذائية لأعداد كبيرة من اللاجئين.
وأوضح المفوض العام حين تحدث عن المؤتمر القادم للمانحين، بأن التحضيرات التي تجرى له، لا تزال في المرحلة الأولى، لافتا إلى أن “الأونروا” ستقدم خلال هذه المؤتمر “رؤية استراتيجية”، من أجل أن يكون هناك تمويل يمكن التنبؤ به.
وكشف لازاريني، أن الأسابيع القادمة ستشهد حديث أكبر عن المؤتمر، الذي ترعاه كل من الأردن والسويد.
والمعروف أن هذه المنظمة الدولية التي أسست عام 1949، لخدمة اللاجئين الفلسطينيين، بعد طردهم من قبل العصابات الصهيونية من أراضيهم، قبل هذا التاريخ بعام، تقدم مساعدات غذائية عبارة عن دقيق وزيوت وبقوليات، للعائلات اللاجئة، في مسعى لمساعدتها على تدبير أمور حياتها، وهي خدمات تقدم ضمن البرنامج الاجتماعي، كما تقدم خدمات تعليمية وصحية لنحو ستة ملايين لاجئ، يقيمون في مناطق العمليات الخمس.
وتقول “الأونروا” إن 90% من التبرعات التي وعدت فيها منظمته تعتبر تبرعات “هوائية”، أي أنها لم تصل، وتطلب بأن تصبح الميزانية ثابتة”.
إلى ذلك فقد تطرق لازاريني، إلى وقف المساعدات التي كانت تقدمها أمريكا لـ”الأونروا” خلال فترة حكم الرئيس المنهية ولايته دونالد ترامب، وأشار إلى تطلعهم للعمل مع الإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن، وأن تقوم هذه الإدارة بإعادة الدعم المالي الذي كان يقدم سنويا.
وكشف المفوض العام في هذا السياق، عن وجود اتصالات بين مكتب “الأونروا” الموجود في واشنطن، وبين فريق الرئيس بايدن، لكن دون أن يقدم أي معلومات عن ما توصلت إليه تلك الاتصالات، خاصة وأن “الأونروا” تتطلع لعودة دعم أمريكا، الذي يمثل بقيمته البالغة 360 مليون دولار سنويا، الدغم المالي الأكبر لهذه المنظمة الدولية.
كشف عن اتصالات بين منظمته وفريق بايدن من أجل إعادة الدعم الأمريكي
وأشار لازاريني، كذلك إلى أن “الأونروا” ستساعد في عمليات التطعيم ضد فيروس “كورونا”، سواء في غزة أو في الضفة الغربية والقدس، تحت إشراف الجهات الصحية المختصة.
ويذكر أن الأيام الماضية، شهدت العديد من الوقفات الاحتجاجية للجان اللاجئين في المخيمات، أمام مقار “الأونروا”، حذر المشاركين من مخططات لإنهاء ملف اللاجئين، وعدم تقديم الخدمات لهم، وطالبوا إدارة “الأونروا” بوقف أي قرارات تمس خدماتهم.
وأكدوا أنهم سيواجهوا تلك القرارات، فيما توعد اتحاد الموظفين سابقا بالدخول في إضراب عن العمل ونزاع مع المنظمة الدولية، في حال أقدمت على المس برواتبهم، أو قامت بتنفيذ خطة التقشف التي تشمل الاستعناء عن الكثير من الموظفين.
وقد أكدت أيضا منظمة التحرير الفلسطينية، في وقت سابق، على أهمية مؤتمر مانحي “الأونروا” وشددت من رفضها للمساس بخدمات اللاجئين.