بشكل لا إرادي

«سعادة»

تعرضتْ لأزمة صحية شديدة، إثر خلافٍ بينهما. وهي في طريقها إلى المستشفى دعت الله ألا تخرج منها، إن كان قد كتب عليها ألا تكتمل قصة حبهما. ما إن هاتفها وهي في المستشفى، إلا وتجاوزتْ أزمتها، خارجةً ترافقها سعادةُ رجوعِه إليها.

«سر علاجها»

حين تمرض، وغالبَا ما يحدث هذا بسبب بُعْده عنها، تعجزُ كل الأدوية عن علاجها. أيضًا يقف الأطباء مكتوفي الأيدي أمام حالتها، حتى إن بعضهم كان قد نصحها بالعودة إليه، لأنه وحده هو مَن يعرف سر علاجها، وحده هو من تستجيب لعلاجه بشكل لا إرادي، ما إن تشعر بوجوده في حياتها.

«لهفة»

رغم أنه يعشق نغمة الرنين التي خصصها لها، إلا أنه سرعان ما يرد عليها، ما إن يرى اسمها يضيء شاشة الهاتف، لتلهفه إلى سماع صوتها.

«كما ينبغي»

حين راح يُقبّلها، كاد أن يلتهم شفتيْها. صباح اليوم التالي، أخبرته أنها تشعر بأن شفتيها قد ازدادتا جمالًا، وأنهما أصبحتا مرسومتين كما ينبغي.
هكذا قالتها له:
– أنا حاسة من بوسة امبارح إن شكل شفايفي احلو وبقت مرسومة!

«اكتشاف»

منتظرَا وصوله إلى محطته التي نوى التوجه إليها، مرّ على محطات لم تستطع ذاكرته أن تحتفظ بأسمائها، من كثرتها. حين وصل القطار إلى محطته الأخيرة، اكتشف أنه كان يستقل القطار الخطأ!

«مقارنة»

كلما لمستْ يدُه رأسَه الذي يكاد يخلو من الشَّعر، أصابته الحسرة، لكنه سرعان ما يهدأ، حين يقارن بين تساقط الشَّعر وتساقط أوراق العمر!

«ابتزاز»

حين قابله في الشارع منذ أيام، أهدى صغيرته كرة ابتاعها بعشرة جنيهات.
اليوم جاءه طالبًا منه أن يُقرضه ألف جنيه!

«تَغيُّر»

كان كلما رآه شَدَّ على يديْه، مُثمنًا مجهوداته، وتجربته التي يخوضها منفردًا، بدون عون من أحد. حين أُتيح له أن يساعده، لم يعدْ يرد على رسائله، حتى تلك التي كان يرسلها إليه، بغية الاطمئنان عليه فقط.

«انتظار»

اليوم يتجاوز الثمانين عامًا، بعدد أصابع يده اليمنى، لكنه منذ أن كان في منتصف هذا العمر، وهو ينتظر الموت كل يوم. تُرى كم مرة مات خوفًا من الموت؟ وكم مرة سيموت فيها بعد ذلك؟

«ثبات»

على طرفيْ المسافة التي تفصل بينهما، وقف كلٌّ منهما ينتظر مجيء الآخر إليه. غير أن هذه المسافة، ورغم أنهما يقفان هناك منذ عشرات السنين، لمْ تنقصْ، حتى اللحظة، سنتيمترًا واحدًا.

«بتْر»

بعد عملية جراحية بُترت ذراعه فيها، عاد إلى بيته حزينَا باكيَا.
لكنه حين تذكر الألم الذي كانت ذراعه تتسبب له فيه، مسح دموع عينيه، أسند رأسه إلى الحائط، وراح في نوم عميق.

«كيف؟»

كلما نظر إلي صورة أفراد عائلته المعلقة على حائط غرفة الضيوف، وتضمه معهم وهو لا يزال ابن عامين، أو أقل قليلا، يتساءل حزينًا:
كيف مرّت سريعًا كلُّ هذه السنوات؟!

كاتب مصري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية