التايمز: نظام صاروخي اشترته الإمارات وأعطته لحفتر نقلته أمريكا سراً إلى ألمانيا

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا لمراسلها في تونس سامر الأطرش، قال فيه إن الولايات المتحدة نقلت سراً نظام الصواريخ الروسي بانتسير “أس -1” الذي كان من غنائم العملية التي قامت بها قوات الحكومة الليبية المعترف بها دوليا ضد قوات الجنرال المتمرد خليفة حفتر.

وأشارت الصحيفة إلى أن نقل النظام الصاروخي سالما إلى ألمانيا في مهمة لتعديله، وخوفا من وقوع المنظومة الصاروخية المضادة للطائرات التي تستطيع بسهولة إسقاط طائرات مدنية في أيدي جماعات متطرفة أو في أيدي مهربي الأسلحة. وشملت العملية إرسال فريق على متن طائرة سلاح الجو الأمريكي “سي- 17 غلوبماستر” إلى مطار زوارة، غربي العاصمة الليبية طرابلس في حزيران/ يونيو الماضي لنقل البطارية إلى قاعدة رامسترين العسكرية، جنوبي ألمانيا.

واشترت الإمارات منظومة الصواريخ هذه من روسيا وأرسلتها إلى ليبيا لمساعدة المقاتلين الموالين لحفتر. وكان حفتر يواجه معركة وقت السيطرة على المنظومة الصاروخية ضد الحكومة التي تدعمها تركيا. في حين دعمته الإمارات وروسيا ومرتزقة روس من شركة “فاغنر”.

وتكشف العملية عن ضوء جديد حول الأعمال السرية الأمريكية ضد الوجود الروسي في ليبيا التي تملك أكبر احتياطي للنفط في القارة الأفريقية. وفي الوقت الذي لم يعر الرئيس السابق دونالد ترامب اهتماما كبيرا لليبيا، إلا أن الجيش الأمريكي ووزارة الخارجية حاولا الكشف عن الدور الروسي المتزايد في البلد. وفي 2019 قدمت الولايات المتحدة معلومات للسلطات الليبية حول وجود مستشارين يعملون لصالح مؤسس شركة فاغنر، يفغيني بريغوجين، والتي بدأت علميات في عدد من الدول الأفريقية.

وفي العام الماضي اتخذت القيادة المركزية الأمريكية في أفريقيا خطوة غير عادية، وكشفت معلومات استخباراتية حول وصول مقاتلات عسكرية روسية لدعم حفتر. وتضيف الصحيفة أن الولايات المتحدة لديها نقاط لتسجيلها مع روسيا، لاعتقادها أن منظومة بانتسير التي كان يديرها مرتزقة فاغنر، كان وراء إسقاط واحدة من طائرات الاستطلاع المسيرة “ريبر” والتي يكلف تصنيعها 23 مليون دولار أمريكي.

وطالبت الولايات المتحدة باستعادة حطام الطائرة، إلا أن حفتر تظاهر بعدم معرفته مكان سقوطها. واعترف مسؤول روسي بمعرفة بلاده بنقل نظام “بانتسير” مشيرا إلى أنه لن يكون مهماً من الناحية الاستخباراتية للولايات المتحدة، فقد تكون اطلعت عليه في الإمارات التي اشترت 50 بطارية، وعملت عن قرب مع فاغنر وساعدت كما قيل آلافاً من المرتزقة التابعين لها في ليبيا، ومع ذلك فهي حليف لأمريكا.

وعادة ما يتم تجريد الصادرات كتلك التي غُنمت في ليبيا من المعلومات التعريفية والبيانات وشيفرات الإرسال والاستقبال التي تزود بها المقاتلات الجوية الروسية. والنظام قادر على مواجهة عدة أهداف من علو يصل إلى 50.000 قدم إلى مدى 20 ميلا.

وبعد سقوط قاعدة الوطية في 18 أيار/ مايو 2020 بيد القوات التابعة لحكومة الوفاق، نُقل نظام “بانتسير” إلى بلدة الزاوية غربي ليييا حيث سيطرت عليه ميليشيا تابعة لمحمد برهون الملقب بالجرذ، الذي يُعتقد أن له علاقات مع جماعات متطرفة. لكن وزارة الداخلية أجبرته على تسليم المنظومة حيث نقلت إلى قاعدة عسكرية تشرف عليها تركيا ومنه إلى المطار لاستلامها.

ويقول المراقبون إن الحادثة لم تنعكس جيدا على روسيا أو الإمارات، في ظل وجود حظر لتصدير السلاح إلى ليبيا التي تعاني من اضطرابات منذ تدخل الناتو للإطاحة بالعقيد معمر القذافي عام 2011.

وقال ولفرام لاتشر، الخبير بالشؤون الليبية في المعهد الألماني الدولي للشؤون الدولية: “من المدهش قيام مستورد كبير للسلاح الأمريكي بتسليم أنظمة سلاح متقدمة إلى أمير حرب يتعامل معها بتهور ثم تقع في يد قادة ميليشيات خطيرة على الجانب الآخر”.

وتم استخدام النظام الصاروخي المضاد للطائرات في إسقاط الطائرة الماليزية “أم أتش 17” التي كانت تحلق فوق أوكرانيا عام 2014 وقُتل كل من كان عليها وعددهم 298 راكبا.

وأسقط نظام صاروخي روسي مختلف اشترته إيران طائرة أوكرانية في كانون الثاني/ يناير 2020، وقُتل 175 راكبا كانوا على متنها.

وفي كلا الحالتين اعتقد المسؤولون عن النظام الصاروخي أنهم كانوا يطلقون النار على طائرات معادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية