‘‘ميديا بارت’’: الاعتداء الجنسي يدمر المهاجرات الأفريقيات في ليبيا

آدم جابر
حجم الخط
0

باريس- “القدس العربي”: على متن سفينة الإنقاذ ‘‘أوشن فايكنغ’’، التقى موقع “ميديا بارت” الاستقاصي الفرنسي ببعض المهاجرات من دول أفريقيا جنوب الصحراء، الناجيات من “الجحيم الليبي”، حيث روت بعضهن تفاصيل الاعتداءات الجنسية وعمليات التعذيب والإذلال التي تعرضن لها في ليبيا.

ويصف ‘‘ميديا بارت’’ المشهد، قائلاً إنه بمجرد نزولهن من قارب الإنقاذ السريع إلى سطح سفينة الإنقاذ ‘‘أوشن فايكنغ’’، تسقط النسوة أرضاً وتوجهن أياديهن إلى السماء شاكرات الله على خروجهن من “جحيم ليبيا”، حيث تقلن إنهن واجهن وحوشا تغتصب النساء والأطفال حسب ‘‘ليزا’’ التي دخلت في نوبة بكاء توجع القلب.

وعند الإعلان عن إنزال ‘‘أوشن فايكنغ’’ في ميناء أوغوستا في صقلية، لم تستطع الشابة “ليزا” إخفاء ارتياحها رغم الدموع التي غمرت عينيها السوداوين الكبيرتين، وهي تروي: “ليبيا جحيم.. عندما كنت في البحر أدركت أن لدي خيارين، إما البقاء على قيد الحياة أو الموت. اليوم هزمت الليبيين فأنا أقوى منهم. الآن أريد أن أنسى، لكن من المؤكد أن حياتي بعد كل ما حدث لم تعد كما كانت من قبل”.

ويشير “ميديا بارت” إلى أن الفتاة وصلت إلى ليبيا في شهر مايو الماضي قادمة من الكاميرون عبر الجزائر، وذلك في أحنك أوقات الأزمة الصحية المتعلقة بفيروس كورونا، وهو ما منعها من العثور على فرصة للعمل. وتقول هذه الأخيرة إنها عاشت في مدينة زوارة الليبية الواقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط. وكانت تعيش مع حوالي ثلاثين شخصا في مخيم خاص بالأفارقة يسمى ‘‘كامبو’’، حيث كانوا مكدسين كما لو أنهم وضعوا داخل حاوية صغيرة.

وفي شهر يونيو/ حزيران الماضي، تم سجن ليزا في مركز اعتقال غير رسمي بدون سبب، كما تقول هذه المهاجرة الكاميرونية، مفترضة أن السبب وراء ذلك يعود لكونها ذات بشرة سوداء، وبالتالي وقعت ضحية للعنصرية. وتؤكد ليزا أنه تم تقييد أياديهم وأقدامهم داخل هذا المركز.

وهي تستحضر هذه الذكريات المؤلمة، تروي ليزا كيف كان رجال مسلحون يأخذونها بشكل منتظم إلى مكان مغلق لاغتصابها؛ وتقول: “ذات مرة تعاقب سبعة مسلحين على اغتصابي رغم توسلي إليهم”. هذه المأساة دفعتها في أحد الأيام إلى محاولة الانتحار من خلال شرب ماء الجافيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية