الدوحة- “القدس العربي”: أعلنت السلطات الصحية في قطر، أنها بصدد الانتهاء من توفير اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، لكافة السكان بحلول نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ضمن أكبر حملة تطعيم في الدولة.
وكشف الدكتور حمد الرميحي مدير حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية، أن هناك 4 مراحل للتطعيم من فيروس كورونا، حيث بدأت قبل نهاية السنة الماضية المرحلة الأولى وتستمر حتى 31 مارس/ آذار 2021. وتستهدف السلطات في هذه المرحلة كوادر الرعاية الصحية الأكثر عرضة لخطر العدوى بالفيروس، والعاملين الأساسيين وكوادر الاستجابة الأولى، مرضى الرعاية المطولة والرعاية المنزلية، والأشخاص بعمر 50 عام فما فوق، ونصف المعلمين في الدولة.
أما المرحلة الثانية التي تستمر حتى 30 يونيو/ حزيران 2021، فتشمل جميع كوادر الرعاية الصحية غير المشمولين في المرحلة الأولى، والعاملين الأساسيين في الوزارات والصناعات الضرورية، والأشخاص البالغين من العمر 40 عاماً فما فوق، إضافة للأشخاص في مرافق الاحتجاز والسجون والمرافق المماثلة والعاملين في هذه المرافق.
وتتوقع السلطات أن تستهدف المرحلة الثالثة التي تستمر حتى 31 يوليو/ تموز 2021، الشباب، والأطفال (عندما يتم السماح باستخدام لقاح كوفيد – 19 للفئة العمرية).
وكشفت السلطات الصحية في قطر أنها تتوقع أن تستكمل الدولة حتى 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، عملية تطعيم جميع سكان الدولة من الذين لم يتلقوا التطعيم في المراحل السابقة.
وتشعر السلطات الصحية في الدولة ببعض المخاوف الناجمة من تسجيل ارتفاع محدود في حالات الإصابة بالفيروس في الأيام الأخيرة، بعدما كان منحنى الأرقام في انخفاض وبلغ أقل من مئتي مصاب لأيام متتالية.
وفي مؤتمر صحفي عقدته الجهات المختصة، قال الدكتور عبداللطيف الخال، رئيس المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس كورونا، ورئيس قسم الأمراض الانتقالية في مؤسسة حمد الطبية، إن دولة قطر بدأت تشهد في الأيام القليلة الماضية ارتفاعاً في حالات الإصابة بفيروس كورونا، وزيادة في عدد حالات دخول المستشفيات بسبب الإصابة الشديدة بالفيروس، وكذلك زيادة عدد الحالات التي تستدعي الدخول للعناية المركزة.
وعزا الدكتور الخال سبب هذا الارتفاع إلى تراخي نسبة كبيرة من أفراد المجتمع فيما يتعلق بارتداء الكمامات، والزيارات وعدم أخذ الحيطة في المجالس والأعراس والمناسبات الأخرى، ما أدى لحدوث العديد من بؤر الإصابة.
وقال إنه عند مقارنة عدد الإصابات منذ 4 أسابيع بالأيام الماضية، يُلاحظ تضاعف عدد الإصابات اليومية بالفيروس، وهو أمر قال إنه يدعو للقلق “وقد يؤشر لبوادر موجة جديدة للوباء في قطر”، معربا في الوقت ذاته عن القلق من وصول السلالات الجديدة للفيروس سريع الانتشار إلى قطر، مشيرا إلى أن متوسط الإصابات الأسبوعية آخذ في الارتفاع على مدى الأسابيع الماضية.
ونوه بأن من المؤشرات المهمة التي تقوم وزارة الصحة العامة بمتابعتها هي أن نسبة الإيجابية لكوفيد – 19 في كل مئة فحص في اليوم ارتفعت من 1.5 في المئة في نهاية شهر ديسمبر الماضي إلى 2.6 في المئة بتاريخ 23 يناير الجاري، داعيا في هذا الصدد إلى مزيد من الحذر واتباع الإجراءات الوقائية بشكل أكبر.
ولفت الدكتور الخال إلى أنه يتبين من خلال التقصي للحالات المصابة الذي تقوم به وزارة الصحة أن معظم هذه الإصابات بين القطريين والمقيمين من المهنيين وأفراد أسرهم، بسبب الزيارات واللقاءات الاجتماعية والمناسبات.
وأضاف أنه من الملاحظ زيادة حالات الإصابة بين الشباب ممن هم دون سن الـ18 خاصة الفتيات، مبينا أن عدد الإصابات اليومية قد انعكس على عدد الحالات التي يتم إدخالها إلى المستشفى جراء الإصابة الشديدة التي تؤدي إلى التهاب في الرئتين. وقال إن “عدد حالات دخول المستشفى الأسبوعي آخذ في الازدياد على مدى الـ3 أسابيع الماضية، وإذا استمر الوضع في الازدياد سيؤثر سلبا على قدرة المستشفيات والقطاعات الصحية والطبية من حيث تقديم الخدمات الطبية على أكمل وجه”.