كتلة «يسار» كبيرة

حجم الخط
0

أحد التقديرات حول نتائج الانتخابات هو أننا سنشهد في 17 آذار خمسة أو ستة احزاب بحجم متوسط، في كل واحد سيكون من 10 – 20 عضو كنيست. وأن المواجهة القادمة لن تنتهي مع صدور النتائج. التقدير هو أن من يرون أنفسهم مرشحين لرئاسة الحكومة سيحاولون من خلال رؤساء الاحزاب تشكيل البازل القادم، وأن الائتلاف القادم لن يقوم على أساس ايديولوجي مشترك وانما على أساس الفرصة والمصلحة.
بدلا من البكاء على نهاية عهد الاحزاب الكبيرة، يستطيع السياسيون من طرفي الساحة اقامة بنى على أساس ايديولوجي وخوض الانتخابات، الاحزاب العربية ستضطر إلى اقامة كتلة كهذه رغم الفوارق بينها، وهذا بسبب رفع نسبة الحسم. في اليمين يوجد الكثير من المنطق المشترك بين الليكود والبيت اليهودي. اذا انفصل حزب اسرائيل بيتنا برئاسة افيغدور ليبرمان عن الليكود، الحزبان لديهما نظرة يمينية ترى ضرورة استمرار الاستيطان وضرورة اظهار الطابع اليهودي لاسرائيل على حساب الطابع الديمقراطي. يتحفظان جدا من الغرباء ويؤمنان جدا بالتحذير، بيد قوية وعقوبات كحل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني واليهودي العربي. الاثنان يريان في الامبريالية الحل الحقيقي لمشاكل الاقتصاد الاسرائيلي. الذهاب المنفصل ينبع من حقيقة أن البيت اليهودي هو حزب ديني قومي. أما الليكود فهو حزب قومي محافظ. لكن هذا ليس سببا كافيا للذهاب منفردا من قبل الوسط – اليسار، ولا يوجد أي سبب لحزب العمل لأن يذهب منفردا. الحركة وميرتس متشابهان والفوارق بينهما يمكن معرفتها بعدسة مكبرة، وهي تنبع من تاريخ مختلف وذاكرة منفصلة، وليس من قناعات حالية. الحديث هنا عن ثلاثة احزاب مستعدة لوقف البناء في المناطق (ستكون هذه نقطة مركزية في الجدل السياسي في الشهر القادم)، وتجديد المفاوضات مع م.ت.ف على أساس المبادرة العربية من 2002، والغاء القوانين التمييزية التي تم سنها في العامين الماضيين.
اقامة القطب الثلاثي الذي يمكن تسميته «الحزب الديمقراطي» هو حاجة ضرورية، واذا أقيم في الاسابيع القادمة فسيكون الحركة الاكبر في حجمه في الكنيست، وسيقف على رأسه اسحق هرتسوغ. والاسماء في القائمة يمكن تحديدها من خلال عمل متوسط بناءً على حجم الاحزاب مثلما كان في الكنيست التاسعة عشرة. يمكن اجراء استطلاع في الايام القادمة بموافقة الثلاثة، حيث سنحصل في الكنيست العشرين على قطب يميني متطرف وقطب ديمقراطي صهيوني وقطب عربي وحزبين حريديين. حزب يئير لبيد سيضطر إلى تبرير وجوده في العامين الاخيرين في حكومة نتنياهو، أما حزب موشيه كحلون فسيضطر إلى تبرير لماذا اختار حزبا لم يقرر ما هو طابعه، وبالتالي كيف سيحل مشكلات المجتمع الاسرائيلي. اذا وُضع على جدول الانتخابات القريبة موضوعين كبيرين فيمكن الافتراض أن نسبة التصويت ستكون أكبر، والتدخل العام سيكون أعمق والجدل السياسي سيكون حقيقيا. وهذا الأمر يناسب دولة ديمقراطية مثل دولتنا.

اسرائيل اليوم 7/12/2014

يوسي بيلين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية