” دكتاتورية الطبقة العاملة”، “الديمقراطية الشعبية”، و”الطريق اللارأسمالي إلى الإشتراكية”؛ مصطلحات كانت تُعد في مرحلة السبعينات والثمانينات من المسلّمات التي توافق عليها أنصار الفكر اليساري، ودعت إليها في منطقتنا. وهي المصطلحات التي لم تكن تخضع في ذلك الحين لأي مناقشة كان من شأنها التشكيك في مصداقيتها المعرفية، وفائدتها السياسية.
وما أذكره في هذا المجال هو أننا كنا نتخذ أحياناً من عبارات لينين الدوغمائية شعاراً يرتقي إلى مصاف النصوص الدينية المقدسة في منظور المؤمنين بها. ومن بين هذه العبارات قوله: “إن مذهب ماركس كلي القدرة لأنه صحيح”. لم نكن ندقق في دلالات هذا القول اللغوية، وطبيعته العاطفية. فهو في واقع الحال جملة تعبيرية إنشائية لا تخبرنا بشيء يمكن أن نحكم عليه بالصدق أو الكذب استناداً إلى الوقائع الملموسة، وهو الأمر الذي ألقى عليه رواد الوضعية المنطقية، وفلاسفة التحليل، أضواءهم الكاشفة التي حررتنا من الأوهام الأيديولوجية، وفهمنا بفضلها وفعلها الوظائف التضليلية التي أنيطت بها، والنتائج التي أدت إليها في الوقاع العملي.
“دكتاتورية الطبقة العاملة” و”الديمقراطية الشعبية” هما مصطلحان استخدما لإيهام المنتجين والناس العاديين بأن السلطة الفعلية هي بيدهم، ولمصلحتهم؛ وأن الدولة هي دولتهم، وأنهم أحرار في اتخاذ القرارات التي تنسجم مع مصلحتهم، وتضمن مستقبلاً أفضل لأبنائهم وأحفادهم. هذا في حين أن جميع الوقائع كانت تدحض هذه المزاعم، وتؤكد أن السلطة الفعلية كانت في واقع الحال بيد زمرة تمكنت من السيطرة على مفاصل الدولة والمجتمع عبر مختلف الأحابيل، واستناداً إلى قوة الأجهزة الأمنية التي تحكّمت بكل المفاصل كالأخطبوط.
وقد استهلمت الأحزاب القومية والاشتراكية في منطقتنا هي الأخرى هذه التوجهات، وسعت من أجل فرض مفاهيمها الأيديولويجة على الناس، حتى باتت من المسلمات التي ما زالت فاعلة في عقول بعض المثقفين المخضرمين الذين ينتقدون الاستبداد البعثي من جهة، ولكنهم لم يتمكنوا من التحرر من منظومته الفكرية من جهة ثانية.
أما النموذج الديمقراطي الغربي تحديداً، فقد كان مداناً باستمرار من قبل الدعاية المركزة الديماغوجية من جانب وسائل الإعلام السوفياتية، والدول الاستبدادية في المنطقة؛ وهي الدول التي كانت تلتحف بعباءة الاتحاد السوفياتي، إلى جانب الأحزاب الشيوعية التي كانت تفتح مظلاتها في دمشق وبغداد وغيرها من العواصم إذا أمطرت في موسكو.
ولم تقتصر عملية الرفض على النموذج المعني وحده، بل شملت تجربة الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية التي اتهمت بأنها الوجه الآخر الناعم للنظام الإمبريالي العالمي. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي نتيجة التراكمات السلبية التي خلخلت كيانه ومفاصله، راجت موضة سياسية جديدة في منطقتنا، تمثلت في المطالبة بالديمقراطية، والدعوة إليها، واعتبارها الحل السحري لجميع مشكلاتنا؛ ومن دون أن يتم التدقيق في طبيعة النظام الديمقراطي ومستلزماته وآلياته، ومدى استعداد مجتمعاتنا للأخذ به.
فقد أختزلت العملية الديمقراطية بأسرها في أذهان الكثير من المثقفين والسياسيين والناس على وجه العموم، في الانتخابات التي تسفر عن فوز الطرف الحاصل على النسبة الأكبر من الأصوات. فالانتخابات في منطقتنا كانت، وما زالت، في ظل الأنظمة الاستبدادية مجرد استفتاءات أقرب إلى المبايعة للنظام القائم، يتم التخطيط لها، وتنفيذها بإشراف وتدخل مباشرين من قبل الأجهزة الأمنية التي تتحكم بأسماء المرشحين، ونسبة الفوز؛ وتملي على الفائزين بأمرها في مجالس الشعب والشورى ما ينبغي عليهم أن يقولوه، ويصوتوا عليه، أو يمرروه.
وفي هذا السياق، أتذكر تعليقاً لمدرّسة اللغة السويدية في بدايات لجوئي إلى السويد قبل نحو ربع قرن من الزمن، مفاده أن الديمقراطية ليست سلعة تُشترى من السوق، بل هي عملية تراكمية مستدامة، تشمل جميع مناحي الحياة.
لم استستغ في ذلك الحين كلام المدرّسة، بل وجدته من جانبي ينم عن نزعة استعلائية؛ ولكن مع الوقت، وبعد المزيد من الاطلاع والاستيعاب والمقارنة، فهمت الدلالات العميقة لرأيها الصائب. فالديمقراطية تتناقض مع قمع حريات التعبير والنقد والاحتجاج والاجتماع؛ وهو القمع الذي بات في مجتمعاتنا من المألوف اليومي حيث يمارس القمع ضد الأطفال والنساء على مستوى الأسرة، وبحق التلاميذ والطلاب على مستوى المدرسة والجامعة، وبحق كل من هم خارج منظومة الحكم على مستوى المجتمع. لا توجد أحزاب مستقلة يعترف القانون المفروض بها، أحزاب تستطيع ممارسة نشاطاتها بعيداً عن رقابة وموافقات الأجهزة الأمنية، ومن حقها أن تحصل على دعم حكومي يتناسب مع الأصوات التي قد حصلت عليها، فهذا الدعم هو في حقيقته من مال الشعب، ومن حقها أن تحصل عليه لتتمكن من ممارسة نشاطاتها، وتعبر عن آرائها ومواقفها عبر وسائل الإعلام العامة.
أحزاب مبنية هي الآخرى على الأسس الديمقراطية، وتعتمد سياسات وبرامج لا تتعارض مع القيم الديمقراطية التي تتمحور حول احترام إنسانية الإنسان قبل اي اعتبار آخر. إلى جانب الأحزاب، يستوجب النظام الديمقراطي وجود مجتمع مدني فاعل، أساسه حرية التعبير والتنظيم والاجتماع.
كما يستوجب النظام الديمقراطي اعتماد مناهج دراسية تركز على القيم الديمقراطية في مختلف المراحلة الدراسية، لا سيما في المراحل الأولى الأساسية. مناهج تؤكد قيمة الإنسان كإنسان بغض النظر عن دينه أو عرقه أو قوميته أو جنسه أو فكره. وتنمّي في الطلبة المَلَكَة النقدية؛ وتمكنهم من التعامل النقدي مع مصادر المعلومات، خاصة في عصرنا هذا، عصر ثورة وسائل الاتصالات والمعلومات. وتراجع نسبة القرّاء الجادين، وتعاظم نسبة أولئك الذي يستمدون معلوماتهم ومعارفهم من وسائل التواصل الاجتماعي.
لا نرمي بهذه الملاحظات تثبيت فكرة استحالة تحوّل مجتمعاتنا إلى مجتمعات ديمقراطية؛ وإنما ما نريد بيانه هو أن ذلك لن يتحقق بعصا سحرية؛ وإنما يتطلب عملاً شاقاً متواصلاً، ومراجعة فكرية شاملة لجملة المفاهيم والتصورات الأيديولوجية التي رسختها الحركات السياسية في مجتمعاتنا، وأصبحت مع الوقت جزءاً عضوياً من أدوات التفكير وبناء الرأي لدى الكثير من المثقفين. وحتى المفكرين، الذين لم يشغلوا أنفسهم كثيراً بدراسة واقعهم المشخّص، بقدر ما تحولوا إلى مبشّرين بانجازات المجتمعات التي سبقتنا في ميدان التقدم على مختلف الأصعدة، خاصة في ميدان ضبط العلاقة بين الدولة ومواطنيها عبر تأكيد حيادية الأولى، وحق المواطنين في التعبير عن آرائهم، وحقهم في الحياة الحرة الكريمة؛ ووجود آلية دستورية واضحة شفافة تحدّد الحقوق والوجبات. كما تضبط آلية وقواعد البت في الخلافات والمنازعات، سواء بين السلطات، أم بينها وبين المؤسسات الفرعية، وحتى على صعيد علاقتها مع الأفراد.
فالنظام الديمقراطي، رغم كل مثالبه وهشاشته، والمخاطر التي قد يتعرض لها من جانب الشعبويين والمتطرفين الذين يسعون لاستغلال النظام المعني لبلوغ السلطة بغية فرض تصوراتهم وسياساتهم، وضمان مصالحهم، من دون إعطاء أي اعتبار للقيم الديمقراطية، ولزوميات النظام الديمقراطي؛ يبقى النظام الديمقراطي رغم كل ما تقدم، أفضل الأنظمة السياسية التي أنتجتها البشرية. وهو نظام يمتلك القدرة على تجديد ذاته، ومعالجة أخطائه، عبر تأكيد أهمية القيم الإنسانية، وتقديم نماذج حية واقعية لقادة يثبتون بأفعالهم قبل أقوالهم أن مفاسد السلطة لا تنال الجميع.
ويُشار هنا بصورة خاصة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أثبتت للقاصي والداني أن الالتزام بالقيم الإنسانية تمنح القائد السياسي قوة لا تضاهى. أما نموذج ترامب البائس الشعبوي، فقد مثل خطراً جدياً على الديمقراطية الأمريكية والأنظمة الديمقراطية بصورة عامة في العالم؛ وذلك نظراً لحجم وقوة تأثير النموذج الأمريكي.
غير أن الشعب الأمريكي استطاع في نهاية المطاف بوعيه وإصراره على التمسك بانجازاته الديمقراطية، أن يتجاوز هذا الخطر، هذا مع إقرار الجميع، وفي مقدمتهم الرئيس الجديد جو بايدن نفسه، بأن حجم التحديات كبير، على المستويين الداخلي الوطني الأمريكي، والخارجي العالمي. فهناك حاجة ماسة لبذل جهود مركزة في جميع الاتجاهات والميادين لوضع حد لمعاناة الفقراء، وإعادة التوازن إلى المعالادت الدولية المختلة.
دور ريادي تاريخي ينتظر أمريكا وحلفاءها الأوربيين لانقاذ الديمقراطية في العالم من خطر الاستبداد على المستويين الدولي والإقليمي، هذا الاستبداد الذي وصل إلى درجة من العنجهية يتفاخر بموجبها بفاعليته وقوته في مواجهة إرادة الشعوب، بل يحتقر تطلعاتها، ويستهتر بحقوقها، ويرتكب الجرائم لردعها عن المطالبة بما قد بات في عالم اليوم في عداد البدهيات.
* كاتب وأكاديمي سوري
” الديمقراطية ليست سلعة نشتريها بل ثقافة تراكمية ” إهـ
صدقت
صحيح الديمقراطية ليست سلعة يمكن استيرادها..
لكنها ايضا تطور لا يمكن للولايات المتحدة، وغيرها، فرضها على مجتمعات اخرى..
انها تطور اقتصادي اجتماعي داخل المجتمع نفسه..
لابد من توظيف ثقافة الشورى الملزمة للتعامل التدريجي مع العقلية العربية في الاستعلاء والاستفراد والاستبداد والعصمة عن الخطأ.
تعليقاً على ما ورد تحت عنوان (الديمقراطية ليست سلعة نشتريها بل ثقافة تراكمية)، خصوصاً بعد نشرك في العدد الأسبوعي في موقع جريدة القدس العربي، ما نشرت عن استراتيجية حزب PKK كأساس التعامل في دولة الحداثة الديمقراطية كسياسة وثقافة، ورددت عليه قبل أكثر من أسبوع؟!
الإشكالية كل الإشكالية بالنسبة لي هي النظرة الدونية، عند من استخدم الحرف العربي، في تدوين لسان قومه، بدل لغة القرآن وإسلام الشهادتين، تجاه العرب أو البدو،
تظن أن البدو، في سياقتها أو طريقة تعاملها مع منتجات الغرب (كالحيوانات في استهتارها)، بدل أن تكون فحص أقصى قدرة لها، مع رمل الصحراء، بدل الطرق المعبدة، لتحسين جودة وكفاءة، أي منتج في المستقبل؟!
أنت حر في زاوية رؤيتك، ونظرتك، وتعاملك، مع البدو،
قارن بين رؤيتك ورؤية أي هندي، عندما يطلق على نفس هؤلاء البدو (أرباب)،
ومن هذه الزاوية أفهم، لماذا يحصل أهل شبه قارة الهند، و(مودي) بالذات، على هذه الحظوة والجائزة والتكريم في عام 2018، من جائزة مؤتمر الحكومات الذكية (الروبوت)،
رغم موت 100,000 إنسان بسبب سياسة ربط استبدال العملة النقدية الجديدة، بالرقم الوطني وحساب مصرفي في البنك،
ولذلك سياسة الحكم في دول مجلس التعاون في الخليج العربي أو الفارسي غير انسانية، في التفريق بين من يحمل هوية وطنية، وبين من (لا) يحمل الهوية الوطنية،
في الخدمات الصحية والمالية وغيرها من خدمات الدولة، خصوصاً بعد ما حصل من دروس في 2008، فقط الصين، كانت الأكثر حصافة، عندما طرحت مفهوم المقايضة كنظام اقتصادي بديل،
عن مفهوم المال (الربوي) أولاً،
مع أن الدين واضح، جداً، في هذه المسألة بالذات، يا تركيا، وليس فقط دول مجلس التعاون، سبحان الله، ومن هذه الزاوية علقت في الرابط التالي
https://www.alquds.co.uk/تظاهرات-حاشدة-في-مخيم-نهر-البارد-للاجئ/
أين الكرامة، أين العزة، أين الانسانية، يا أهل لبنان/الأردن/المغرب/فلسطين، إلى متى عقلية الواسطة والمحسوبية (الرشوة) أو الشفاعة، من آل البيت لشعب الرّب المُختار؟!
هو أول ما خطر لي عند قراءة عنوان (تظاهرات حاشدة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في لبنان رفضا للواقع المعيشي- (صور وفيديو))،
فالإشكالية كل الإشكالية، عندما تكون دولة الحداثة، تعني دولة للاستعباد والاذلال والعبودية،
كما هو حال الفلسطيني، في لبنان أو الأردن أو الكيان الصهيوني، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية،
وبدأ تنفيذ مشروع مارشال، أو العولمة، وسوق الأسهم، والتبادل التجاري، والعملة النقدية، ونظام سويفت، في المخالصة لدفع حق فلان أو علان، في نظام الأمم المتحدة،
إصابات كورونا في الإمارات تتجاوز 300 ألف حالة
بشرى سارة.. “لقاح جونسون” يثبت فعالية ضد “كورونا الشديد”
هل تعلم يا مستشار سلطان عمان، حبيبنا ا. حاتم الطائي،
كورونا، وموضوع اللقاح أو التطعيم به، رجعت للعلم، الاحترام، الذي فُقِد، بسبب عقلية أمثال دلوعة أمه (دونالد ترامب)، من المؤمنين بأهمية عودة (مهدي سرداب سامراء)، سبحان الله،
بعد أن أخبرك من أننا تواصلنا مع ممثل شركة ASUS في دول مجلس التعاون في الخليج العربي أو الفارسي، ومن خلال مناقشة تسويق دليل سوق صالح الحلال،
لأن هو ابن صاحب المطعم التايلندي الحلال، في تايبيه، سبحان الله،
وصلنا إلى بداية إتفاق OEM مع شركة ASUS، في وضع منهاج (صالح) لتعليم كل اللغات والألسن والبرمجة لخطط في أي دولة أو شركة أو أسرة انسانية، لتكوين جيل المستقبل، الذي يجب أن يفوز على الروبوت (الآلة الذكية)، عند المنافسة على وظيفة/مقاولة/مناقصة تطرحها الحكومة الذكية، في الدولة الذكية (المؤتمتة) مستقبلاً،
أي الإتفاق سيكون G to G بخصوص أجهزة وزارة التعليم، إن شاء الله،
من وجهة نظري، يجب على دولة الإمارات العربية المتحدة، خصوصاً في موضوع الصحة، أو موضوع الإقتصاد بشكل عام،
أن تتعامل بعقلية جديدة، تتجاوز عقلية 2008، التي أدت إلى أن حتى دبي، ينهار اقتصادها، ولولا الصناديق السيادية، لما اكتمل برج خليفة أصلاً،
يجب أن يكون مفهوم أي موظف، هو الإنسان والأسرة والشركة المُنتجة للمنتجات الانسانية أولاً،
بدل المواطن (الروبوت) أولاً،
وإلّا النتيجة ستكون، هروب الهندي، صاحب أكبر استثمار في المجال الصحي والمالي، في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما هرب، اللبناني من اليابان، أو كما هربت الأميرة (هيا بنت الحسين) بالأولاد والمال، إلى ألمانيا، ثم بريطانيا،
شكرًا أخي عبد الباسط سيدا. ماذا أضيف لمكلام موزون بعيار ذهبي! رائع جدًا. لابد أن نذكر مثال أخر إلى جانب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والمثال هو رئسية وزراء نيوزيلاندا فقال أعطت مثالًا مضيئًا جعل المتطرفين يصابون بصدمة فحاولوا بعملية ارهابية رخيصة تسديد ضربة قاضية لها. وكان ردها أكثر إضاءة من قبل. لقد أعطت الجميع درسًا في القيم الإتسانية كيف تتحول من شعر إلى ممارسة تعطي قوة كبيرة لصاحبها، ونظرة بسيطة إلى معالجتها لجائحة كورونا نجد أنها المثال الأقوى في العالم. نقطة أخرى اسمح لي أن أذكرها لأنها في صلب المقال. في عام ٢٠٠٩ كنت في ستراسبورغ أعمل في الجامعة والتقيت طلاب دراسات عليا من سوريا فيها وفي حديثنا قتل أحدهم متمسكًا بنظام الأسد أن الديمقراطية لاتصلح لشعوبنا، كان ودي بسيط فقلت لو أننا علمنا طلاب المدارس بدءًا من المرحلة الإبتدائية مفاهيم الدينقراطية وممارستها منذ الطفولة (بدلًا من الطلائع وتدجينهم لخدمة الحاكم العطيم) لوصلنا إلى مانصبوا إليه بعد عقد أو عقدين من الزمان. خيَّم عنها بعض الصمت لكن لم يكن يقتنع بالأمر، على حد تقديري. لكن بعدها قامت الثورة والربيع العربي ولم يكن ذلك بالتسبة لي مفاجئًا.
حقيقة أن الديموقراطية ثقافة تراكمية ..وسوريا لا توجد بها هذه الثقافة أو هي موجودة شكليا …المشكل أن السعودية دولة قمعية دينية بلا مؤسسات و لا نخب ولا عدالة ..دولة من القرون الوسطى سياسة وثقافة و تعليما ..ومع ذلك حين رنا السوريون للتغيير استعانوا بالسعودية للأسف الشديد ..ماذا ستقترح السعودية على السوريين من ناحية الثقافة التراكمية …العدالة غير الموجودة ..النصوص المتحجرة ..المؤسسات على شاكلة ” هيئة الأمر بالمعروف ..” أم الحريات على شاكلة ” قيادة المرأة للسيارة حرام ” وفي السياسة الخارجية فيمكن أن نستعين بفتاوي الإستعانة بالأجنبي / اليهودي لقتال المسلم …هي صحيح سيرة حافلة بالتراكم ..و كل العالم لا يزال يذكر عادل الجبير وهو يفصل النخب السورية على مقاس المخابرات الأمريكية والصهيونية …