القاهرة ـ «القدس العربي»: صدرت مؤخراً عدة مؤلفات وترجمات ضمن السلاسل المختلفة للهيئة العامة لقصور الثقافة في القاهرة نذكر منها:
التجربة والأثر.. قراءات في شعر الحداثة وما بعد الحداثة
عنوان كتاب الناقد العراقي عبد الوهاب عبد الرحمن، الذي يتعرض لتجربة عدد من الشعراء يمثلون مراحل وحقبا زمنية مختلفة، بداية من منتصف خمسينيات القرن الفائت، وحتى سنوات قليلة من الألفية الجديدة. وما بين تجربة الشاعر الحياتية والجمالية، وأثرها على المتلقي يأتي تناول هذه النصوص، فاتحاً أبواباً لا تنتهي من التأويل. يبدأ الناقد بقصيدة أحمد عبد المعطي حجازي «مرثية لاعب السيرك» ومقاربتها بقصيدة «لاعب أكروبات» للشاعرة البولندية فيسوافا شيمبورسكا صاحبة نوبل 1996. ثم يتناول ديوان سعدي يوسف «طيران الحدأة» 2012. ومن الستينيات يتعرض لتجربة أمل دنقل ومحمد إبراهيم أبو سنة، كذلك عدة تجارب لشعراء قصيدة النثر، مثل.. عبد المنعم رمضان، محمد سليمان وديع سعادة، سنية صالح، أحمد طه، وموسى حوامدة. أما جيل التسعينيات وما بعده، فيستعرض أصواتاً مهامة، على رأسها عماد أبو صالح وديوانه «كان نائماً حين قامت الثورة» و«تفاحة لا تفهم شيئاً» لجرجس شكري، و«أن تسير خلف المرآة» لجيهان عمر. جاء الكتاب في 227 صفحة، ضمن سلسلة (كتابات نقدية).
أرواح في خطر
من خلال سلسلة «ذاكرة الكتابة» وفي 244 صفحة من القطع الكبير، يأتي كتاب «أرواح في خطر.. الصحة العامة في مصر.. القرن التاسع عشر» لمؤلفته لافيرن كونكه، ترجمة أحمد زكي، ومراجعة وتقديم أحمد زكريا الشلق، الذي يشير إلى أهمية الكتاب، في كونه يتعلق بمسألة الحداثة والتاريخ الاجتماعي لمصر القرن الـ 19، موضحاً العلاقة بين الأوضاع الصحية في مصر وقضية تحديثها خلال عصر محمد علي، وإلى أي مدى استجاب المصريون لمؤسسات التحديث، في ما يخص أجسادهم،إضافة إلى كيفية التعامل مع أهم وبائين ضربا مصر، وهما الكوليرا 1831، والطاعون 1835، وإنشاء مؤسسة الحجر الصحي، وكيف كان يفر المرضى من المستشفيات، والأطباء من الخدمة، خوفاً من إصابتهم بالوباء. فالناس كانوا يتفنون في إخفاء مرضاهم حتى لا ينتقلون إلى معازل الوباء ذات السُمعة السيئة.
نظرية الدراما وتحليلها
في 576 صفحة، وضمن سلسلة (آفاق عالمية) جاءت ترجمة أحمد عبد الفتاح لكتاب مانفريد فيستر «نظرية الدراما وتحليلها» وتأتي في المقدمة أهمية مثل هذا العمل، بأنه يقدم إطاراً كاملاً ومتماسكاً لتحليل النصوص المسرحية من خلال أشكال وعصور الدراما، بداية من الدراما اليونانية وحتى العصر الحديث ـ من أسخيلوس إلى يونسكو ـ بدون التقيد بمنهج تاريخي كما هو معتاد، ولكن من خلال منهج تفصيلي لتطور الدراما وتقنياتها، وإن كانت السيموطيقا هي وجهة النظر التحليلية، من حيث أن النص الدرامي نسق متعدد الوسائط، وبالتالي تأتي فصول الكتاب لتناقش عدة قضايا، مثل.. الدراما والدرامي، الدراما والمسرح، إرسال المعلومات وتلقيها، الاتصال الشفهي، الشخصية الدرامية والنموذج الدرامي، القصة والحبكة والموقف، وبنيات الزمان والمكان.