رام الله ـ «القدس العربي»: مع احتدام الصدام السياسي في إسرائيل، يبدو أن رئيس هذه الحكومة اليمينية بنيامين نتنياهو، يحاول بشتى الطرق كسب اليمين الإسرائيلي المتطرف، عبر بوابتين رئيسيتين، الأولى في المسجد الأقصى، والسماح للمتطرفين بمواصلة اقتحامه، والثانية عبر الاستيطان في أنحاء الأراضي الفلسطينية كافة، وتحديداً في القدس المحتلة.
وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة «هآرتس»، العبرية، تفاصيل خطة إسرائيلية لتحويل خمسة وثلاثين ألف دونم في الضفة الغربية، تعتبرها الحكومة الإسرائيلية «أراضي دولة» لاستخدامها في توسيع المستوطنات الإسرائيلية، وكشفت الصحيفة أن ما يسمى «الإدارة المدنية»، أعدت فعلاً خرائط لخمسة وثلاثين ألف دونم من «أراضي الدولة» ستخصص لتوسيع المستوطنات.
وكشفت الصحيفة أن دولة الاحتلال، كانت قد استولت على ما يقرب من مليون دونم من أراضي الضفة الغربية، وحولتها إلى معسكرات تدريب للجيش، وبعد اتفاقيات أوسلو، تم نقل المعسكرات إلى النقب، مع مواصلة السيطرة على الأراضي، ومنع أصحابها الفلسطينيين من دخولها، بعدما أعلنت عنها «أراضي دولة».
وبحسب درور اتكنس وهو الذي يراقب الاستيطان في إسرائيل، إنه تم حتى الآن رسم خرائط لـ250 الف دونم من اراضي الضفة الغربية، بينما العمل جار للسيطرة على بقية الأراضي وتحويلها للمستوطنات، خاصة في منطقة الأغوار، وعلى حدود مدن فلسطين المحتلة عام 1948.
وفي القدس المحتلة، واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وطواقم تابعة لبلدية الاحتلال في المدينة، تسليم دفعة جديدة من أوامر هدمٍ لعدد من المنازل، في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بحجة البناء دون ترخيص، وكانت طواقم البلدية قد شنت حملة مماثلة في سلوان وقرية صور باهر جنوب القدس، سلمت خلالها عدداً من المواطنين أوامر هدمٍ ادارية لمنازلهم بدعوى البناء دون ترخيص.
ميدانياً، هاجم المستوطنون اليهود من المتطرفين، قرية بورين شرق مدينة نابلس، وقطعوا أسلاك أربعة أعمدة كهرباء، وعددا من أشجار الزيتون. وفي التفاصيل، فإن عددا من مستوطني مستوطنة «براخا»، اقتحموا شرق القرية، وقطعوا أسلاك أربعة أعمدة كهرباء، وحاولوا سرقة «أسلاكها»، وكسروا مصابيح الإنارة في المنطقة، وقطعوا كذلك عددا من أشجار الزيتون في المنطقة.
أما في الخليل جنوباً، فقد طعنت مجموعة من المستوطنين اليهود، طفلا فلسطينيا في فخذه وكتفه ما أدى لإصابته بجراح متوسطة، واعتدى مستوطنون آخرون بالضرب على مواطن من المدينة. وبحسب مصادر طبية فلسطينية، فإن الطفل معاذ نوح عرفات الرجبي البالغ من العمر 12 عاماً، قد أدخل إلى مستشفى الخليل الحكومي، إثر تعرضه للطعن بسكين في فخذه وكتفه، فيما تعرض المواطن صفوت بدر ابو الفيلات، للضرب المبرح بالعصي على أيدي مستوطنين، حينما كان خارجاً من منزله في منطقة بئر حرم الرامة، شمال شرق الخليل.
وفي الخليل كذلك، أعلنت مصادر إعلامية عبرية أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال، تواصل تنفيذ عمليات تمشيط وبحث عن شابين من مدينة الخليل، بحجة أنهما اختفيا عن الأنظار، تمهيداً لتنفيذ عملية فدائية، وبحسب ذات المصادر، فإن قوات كبيرة من جيش الاحتلال، تبحث عن شابين أحدهما من الخليل والآخر من مدينة يطا، حيث انتشرت قوات الاحتلال في مختلف المناطق في مدينة الخليل ومحيطها.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية، أن أسماء الشبان معروفة لقوات الأمن ولجيش الاحتلال، الذي نصب الحواجز العسكرية على مختلف الطرقات من مدينة الخليل وضواحيها، وصولاً إلى مدينة بيت لحم القريبة منها.
فادي أبو سعدى