دبي – د ب أ: قال المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي مسعود أمر الله إن الهدف الأكبر للمهرجان هو دعم السينما العربية وتشجيعها على الإبداع، وتصحيح الصورة المشوهة للمواطن العربي والمسلم أمام الغرب.
وأضاف أن المهرجان أصبح منصة كبرى للتحاور بين الأديان والالتقاء بين مختلف الجنسيات والثقافات والحضارات، عملا بشعاره «ملتقى الثقافات والإبداعات».
وذكر أن المهرجان الذي تنطلق دورته اليوم الأربعاء، هو «مهرجان دولي بروح عربية، ويجمع في هذه الدورة طيفا واسعا من المشاركين قدموا من أكثر من 50 دولة عربية وآسيوية وأوربية وأمريكية، ومشاركين من مختلف الثقافات يتحاورون عبر جلسات وأنشطة المهرجان في مدينة دبي التي يسكنها مقيمون من 200 جنسية».
وأشار إلى أن هذه الجنسيات تشاهد في دبي إبداعات السينما المصنوعة بأياد عربية، ويتعرفون عن قرب على الصورة الحقيقية للمواطن العربي بعيدا عن «الصورة النمطية» التي تقدمها أفلام الغرب، ما يصحح النظرة المشوهة لكل عربي بأنه «متطرف ودموي وإرهابي».
وتابع بالقول إن هذه الصورة المشوهة زرعتها تفجيرات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة، «ويعمل المهرجان بكل جهده على تصحيحها، وعبر دعمه للأفلام الخليجية والعربية نصدر للعالم سينما تقدم حقيقة الشخصية العربية السمحة المحبة للسلام، والتأكيد على أن التطرف هو داء أصاب قلة من أبناء العرب».
وقال أمر الله إن المهرجان الذي بدأ العقد الثاني من عمره «يعمل منذ دورته الأولى عام 2004 على دعم السينما العربية والإماراتية والخليجية، وأثمرت جهوده في أن دورة هذا العام تقدم أربعة أفلام إماراتية طويلة جديدة وسبعة أفلام خليجية، ما يعني أن الخليج بات قادرا على تقديم أفلام سينمائية بعد أن كان قاصرا على إنتاج المسلسلات».
وأكمل: «هذا العدد من الأفلام الإماراتية والخليجية، يثبت أن نظرة المهرجان خلال السنوات العشر الماضي كانت صائبة، وأن دعمه للسينما الخليجية بات يؤتي ثماره بقوة».
وكشف أمر الله عن أن المهرجان في دورته الجديدة يرفع شعار «نحو صناعة سينما إماراتية وخليجية»، موضحا أن الدورة التي تستمر ثمانية أيام تعرض 118 فيلما من أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا من بينها 55 فيلما في عرض عالمي أول.
وذكر أن الأفلام المعروضة تقدم بـ 34 لغة، وهي من أعمال مخرجين مخضرمين وصاعدين، وأكثر من نصف هذه الأفلام هي أفلام عربية (67 فيلما).
وأضاف :»يعرض سوق المهرجان أكثر من 100 فيلم عربي آخر، وهذا العدد الكبير من الأفلام العربية، يؤكد أن مهرجان دبي وجد ليدعم سينما العرب».
وتضع الأفلام العربية «يدها على الحراك العربي المتسارع، من ثورات، وتطرف الى جانب إبراز قضايا اجتماعية وسياسية، خصوصا المآسي السورية، وواقع المخيمات الفلسطينية وأوضاع أهل غزة».
وتسلط السينما العربية المشاركة في هذه الدورة الضوء على الأوضاع الاجتماعية في مصر، والحياة في السودان وحرب لبنان، وتباعات الحرب في العراق، إلى جانب قصص اجتماعية من دول الخليج.
وقال أمر الله: «تعرض هذه القضايا عبر تجارب سينمائية عميقة تخاطب الجمهور العالمي، وهي أفلام متميزة تسلط الضوء على الطاقات السينمائية المبدعة التي يزخر بها الوطن العربي، ولن يكون مرورها عابراً في تاريخ السينما العربية».
وتابع: «تتميز هذه الدورة بأنها تعرض أهم ما أنتج من أفلام العالم خلال هذا العام، ما يضع جمهور المهرجان أمام مائدة سينمائية غنية بإبداعات عالمية».
وحول الحضور الجماهيري قال :»للأسف، الجمهور يتهم أفلام مهرجانات السينما بأنها أفلام تبعث على الملل ولا ترضي ذوقه، وهو حكم قاس وغير عادل، لأنها تصدر من الجمهور قبل أن يشاهد الأفلام».
وأضاف أن دبي السينمائي «يكسر المألوف ويقدم أفلاما غير تقليدية في الطرح ومغايرة في التنفيذ، وتتميز بالجرأة، وطرح قضايا عربية شائكة، والجمهور عليه أن يكون جمهورا غير تقليدي ويحرص على متابعة هذه الأفلام».
وقال إن إدارة المهرجان وضعت معايير فنية صارمة للأفلام المعروضة في هذه الدورة، ما يضمن تقديم أفلام عالية القيمة تستحق المشاهدة، وهو ما كان سببا في انخفاض عدد الأفلام المشاركة عن الدورات السابقة، لكن في المقابل هناك ارتفاع كبير في المحتوى.
وأشار أمر الله إلى أن «دبي السينمائي» استطاع ببرامجه المتنوعة، وأفلامه العالمية أن يصبح منافسا قويا لمهرجانات السينما العريقة في المنطقة والعالم، وبات منصة كبرى تستقبل أبرز الأسماء في عالم صناعة السينما، من ممثلين ومخرجين ونقّاد وكتّاب سيناريو ومنتجين.
ومن الفنانين العرب الذين يحلون متحدثين في أروقة المهرجان هذه الدورة نور الشريف، وميرفت أمين، وسمير صبري، ودرة، وآيتن عامر وكندة علوش، وهم ابطال فيلم المخرج المصري أمير رمسيس «بتوقيت القاهرة» الذي يعرضه المهرجان ويتناول حكايات لشخصيات مصرية تعاني أزمات اجتماعية ونفسية، إلى جانب المخرج المصري داود عبدالسيد الذي يشارك بفيلمه (قدرات غير عادية) وليلى طاهر ومحمد صبحي ولبلبة وجمال سليمان وعابد فهد وسوزان نجم الدين وهيفاء حسين وجمعان الرويعي ومرعي الحليان ووليد الشحي ونجوم الغانم وخالد البدور.
وتضم قائمة النجوم العالميين الذين تستقبلهم دبي إيميلي بلنت، كيلسي جرامر، بول بيتاني، يلماز أردوجان، أولجا كيوريلنكو، جون أبراهام، أنيل كابور، نانا باتيكار، باريش راوال.
ويترأس المخرج والمنتج الأمريكي المرشح للأوسكار لي دانيالز لجنة تحكيم جوائز الأفلام الطويلة، والتي تضم في عضويتها المخرج والمصوّر الهولندي ليونارد ريتيل هلمريتش، والمخرج الجزائري مالك بن إسماعيل، والممثلة المرشحة لجائزة الأوسكار فرجينيا مادسن، والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي.
ونفى أمر الله ما تردد عن إهمال المهرجان للسينما الآسيوية والأفريقية، موضحا أن المهرجان ألغى البرنامج الذي يقدم أفلاما أفريقية وآسيوية ، لكن الأفلام ستعرض في برنامج (سينما العالم)، وستكون حاضرة بقوة في هذه الدورة.
وذكر أن إحدى أهم مزايا برنامج سينما العالم، هو قدرته على تقديم السينما بكل ألوانها، وعرضه أفلاما من جميع القارات، وأنه يسلط الضوء في هذه الدورة على أفلام من الهند وإيران والمكسيك والولايات المتحدة.