مضاوي الرشيد: على السعوديين تبني مثال لجين الهذلول للتخلص من ظلم بن سلمان وعدم انتظار بايدن

إبراهيم درويش
حجم الخط
3

لندن- “القدس العربي”:

دعت الأكاديمية السعودية مضاوي الرشيد في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” بقية السعوديين لاتباع مثال الناشطة الشهيرة والشجاعة لجين الهذلول التي أفرج عنها بعد 1000 يوم في السجن تعرضت فيها للتعذيب كما قيل على يد “سيئ الذكر” سعود القحطاني، مستشار ولي العهد محمد بن سلمان، المتهم مع آخرين في جريمة قتل وتقطيع جثة الصحافي المعروف جمال خاشقجي.

وتعلّق الرشيد أن الهذلول خرجت من السجن أخيرا إلا أنها ستظل لمدة 3 أعوام تحت الرقابة وفوق رأسها حكم جاهز للتنفيذ لو خرقت شروط الإفراج عنها. وهي كذلك ممنوعة من السفر لخمسة أعوام. وهذا يعني أن حياتها ستظل معلقة ولن تكون قادرة على التعبير عن رأيها أو العودة إلى نشاطها، علاوة على الحديث عما جرى لها في أقبية السجن.

وأشارت الرشيد إلى ما قالته علياء ولينا الهذلول شقيقتا لجين في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت يوم الخميس، حول أنهما لم تستطيعا تحقيق العدالة لشقيقتهما البريئة بسبب تفكك المؤسسات السعودية خلال السنوات الثلاث الماضية، مما دفع العائلة للبحث عن تضامن دولي مع حالتها.

وترى الرشيد أن اعتقال الهذلول أكد على تغول الدولة البوليسية المارقة في كل ملامح الحياة السعودية.

لو بقي السعوديون صامتين، سوف يستمر النظام في ترهيبهم، ولو أمسكوا بزمام المبادرة في أيديهم واتخذوا مثال شجاعة عائلة الهذلول وتبنوا المقاومة السلمية واللوبي، فسيكون هناك أمل بنهاية معاناتهم في ظل محمد بن سلمان.

وفي الحقيقة لم تكن هناك مؤسسات للدولة السعودية ليقول الإنسان إنها تهالكت، فرغم وجود المؤسسات البيروقراطية، لم يحدث أن كان لدى السعودية مؤسسات وظيفية فاعلة وشفافة وعرضة للمحاسبة مثل القضاء المستقل والمجالس الاقتصادية ومجلس وطني منتخب.

وتؤكد الكاتبة أن هذا واضح جدا منذ نشوء الدولة السعودية كملكية مطلقة، أقامها أولا عبد العزيز بن سعود  كمزرعة أو إقطاعية عائلية، ولا تزال تحكم عبر أمراء الحرب من أبنائه وأقاربه ممن ساعدوه على توحيد المملكة بالإضافة إلى رعايا قدموا الولاء لهم من القضاة والضباط ورجال الأمن.

وحظي أمراء الحرب كما تقول بدعم القوى الأجنبية، وفي مقدمتهم بريطانيا قبل أن تنضم الولايات المتحدة إلى مجموعة الحكومات الغربية التي دعمت النظام في الرياض، مقابل استمرار تدفق النفط بأسعار رخيصة. وتم تقاسم غنائم النفط بين آل سعود وشركائهم وحلفائهم الغربيين، أما خدام المملكة من عوام الناس فلا يحصلون إلا على الفتات.

وتعلق الرشيد أن التغيير الوحيد الذي طرأ على الإقطاعية السعودية هو صعود الملك سلمان وابنه محمد، حيث فقدت كل الإقطاعيات الصغيرة، أي طبقة المنتفعين الغامضة والمشخصنة، تأثيرها السياسي رغم حصولها المستمر على المنافع المالية من خزينة الدولة. وما تم هو تحويل الإقطاعية إلى مملكة سلمان التي يحكمها ولي العهد محمد.

وتعلق الكاتبة أن تأكيد الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن على أولوية حقوق الإنسان والديمقراطية في تعامل إدارته مع شركاء وحلفاء الولايات المتحدة، بما فيهم السعودية ربما كان هذا وراء الإفراج عن الهذلول والإعلان عن إصلاحات قضائية بسيطة. وقد يكون  بايدن رغب في حملته الانتخابية بإرسال رسالة لحكام الرياض، وبخاصة محمد بن سلمان الذي يعتبر عبئا على الإدارة الأمريكية الجديدة التي تحاول طمأنة العالم بأن ديمقراطية الولايات المتحدة سيكتب لها النجاة، بعد الضرر الذي لحق بها في حقبة دونالد ترامب.
وتقول الرشيد إن الإفراج عن الهذلول، هو في الحقيقة نتاج حملة استمرت ثلاث سنين، وقام بها ناشطون سعوديون ومنظمات حقوقية دولية ينسب لها معظم الفضل في الضغط للإفراج عن لجين. ذلك أنهم ثابروا وعملوا بتصميم ووضوح وتضامن بهدف تأمين الإفراج عن الناشطة.

وتتحدث الرشيد عن إبداع المنفيين السعوديين من الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان في واشنطن ولندن وبرلين وأماكن أخرى كثيرة وأتقنوا فن الحملات السلمية ونشاطات اللوبي حول العالم. وأكدوا على بقاء اسم الهذلول حاضرا وعصيا على النسيان.

 وقد ترددت شقيقاتها في البداية بالتصعيد وطلب التضامن الدولي، ولكن بعد أن أغلقت كل الأبواب في وجوههن داخل السعودية، قررن كسر حاجز الصمت وبدأن بطلب التضامن من النشطاء والمنظمات غير الحكومية حول العالم.

ولم تأبه الحكومات الغربية المتحالفة بشكل قوي مع المملكة بمعاناة الهذلول ولا بمعاناة أعداد كبيرة من سجناء الرأي من أمثالها. وكان الصمت هو الخيار المفضل لكل من الولايات المتحدة في عهد ترامب وبريطانيا تحت حكم المحافظين، وكذلك فرنسا، وذلك حتى تفوتهم فرص الاستثمار أو إبرام صفقات سلاح جديدة.

واستمر تدفق السلاح والدعم اللوجيستي للحرب الفاشلة والكارثية المستمرة في اليمن منذ ستة أعوام. وتشوهت صورة السعودية وحلفائها الغربيين لأنهم أسهموا في خلق أكبر كارثة إنسانية في العالم.

لم تأبه الحكومات الغربية المتحالفة بشكل قوي مع السعودية بمعاناة الهذلول ولا بمعاناة أعداد كبيرة من سجناء الرأي. وكان الصمت هو الخيار المفضل لكل من الولايات المتحدة في عهد ترامب وبريطانيا تحت حكم المحافظين، وكذلك فرنسا

وتقول الرشيد إن بايدن ربما كان جادا بالفعل في إحداث تغيير، ولكن علينا عدم توقع الكثير. فكما رأينا في حالة الرؤساء الآخرين، فسيتم غالبا ترجمة كلام الحملات الانتخابية إلى محاولة من البراغماتية ودعم الوضع الراهن في السعودية. وضمن هذا السياق فسيقتنع بايدن بتغيير في السلوك داخل السعودية بدلا من تغيير في النظام. ولو بدل الأمير المتهور سلوكه، فربما حصل على إشادة الولايات المتحدة به، ونال العفو على ما ارتكبه من جرائم غادرة داخل وخارج السعودية.

وبالتأكيد لن يدعو بايدن إلى تغيير النظام السعودي في السر أو العلن. والسبب واضح وسيذكّره المستشارون في السياسة الخارجية بالأخطاء الفتاكة التي وقعت بها أمريكا في الماضي. كما يمكننا أن نتذكر خطته لتجزئة العراق طائفيا، بالرغم من الحديث الأمريكي حول بناء الدولة والعراق الموحد.

وعليه، يجب على السعوديين ألا ينتظروا من بايدن أو غيره من الحلفاء الغربيين المهمين ممارسة الضغط على النظام السعودي حتى يطلق سراح السجناء السياسيين.

وأشارت إلى حالة الشيخ سلمان العودة التي تردت في سجنه أما عبد الله الحامد، المدافع عن حقوق الإنسان، فقد مات وهو في السجن وتوفي الصحافي صالح الشيحي بعد فترة قصيرة من إطلاق سراحه، وتم إعدام العشرات من السجناء السياسيين في السنوات الأخيرة، بمن فيهم الشيخ نمر النمر.

يجب على السعوديين ألا ينتظروا من بايدن أو غيره من الحلفاء الغربيين المهمين ممارسة الضغط على النظام السعودي حتى يطلق سراح السجناء السياسيين

ويمارس التعذيب في السجون السعودية على نطاق واسع، ومع ذلك لا يحظى بتغطية إعلامية كافية. وفي مجتمع من المفترض أن يكون شرف النساء فيه من المقدسات انتهكه جلادو النظام أثناء عمليات التعذيب بدون خوف من العقاب.

 لقد ألجم الخوف والترهيب والعنف المجتمع بأسره، حتى غدا السعوديون مشاركين في جريمة تعذيبهم. ومثل أفراد عائلة الهذلول، يعلق السعوديون آمالهم على حلفاء أقوياء ليساعدوهم في تغيير واقعهم. ولكن، كما يقول المثل العربي: “ما حك جلدك غير ظفرك” ولو بقي السعوديون صامتين، فسوف يستمر النظام في ترهيبهم، ولو أمسكوا بزمام المبادرة في أيديهم واتخذوا مثال شجاعة عائلة الهذلول وتبنوا المقاومة السلمية واللوبي، فسيكون هناك أمل بنهاية معاناتهم في ظل محمد بن سلمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول يمامة الشورى:

    تفضلي للنضال يا سيدة مضاوي ، وكوني القدوة ؟ فلديك الجنسية الفرنسية والبريطانية لتحميك.

  2. يقول Yousif:

    أطلقوا سراح الاميره لطيفه من سجون دبي

  3. يقول أبوآدم:

    وهل لو انتصر آل الرشيد وأصبحت المملكة ألعربيه الرشيديه سيكونون أفضل من آل سعود ؟

إشترك في قائمتنا البريدية