تركيا: البقاء ثلاث سنوات والزواج والأصل التركي من مؤهلات الحصول على الجنسية

إسطنبول – «القدس العربي» : القارئ في التقرير السنوي لأنشطة هيئة الاغاثة الإنسانية (ihh) في سوريا ما بين الفترة الزمنية من آذار / مارس 2011 ولغاية حزيران / يونيو 2014، يدرك مدى الجهود الكبيرة التي تبذلها هذه الهيئة التركية المدنية من مساعدات للاجئين السوريين في تركيا، ومنظمة (ihh) تتلقى تمويلها من منظمات المجتمع المدني التركي والمواطنين الأتراك والحكومة التركية أيضاً، فالتقرير يقول بأن عدد القتلى بلغ أكثر من 200 ألف والعديد من الملايين من اللاجئين في داخل سوريا وخارجها، حتى شهر حزيران 2014، ويرصد التقرير الجهود الإنسانية التي تبذلها تركيا في هذا الاتجاه، والتي ذكر بعضها المسؤولون الأتراك بنحو أربعة مليار ونصف (4.5) مليار خلال السنوات الثلاث الأولى، وقدم الدعم لأكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري.
وقبل هذا التقرير التركي صدر تقرير منظمة أفاد «AFAD» (رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ) حول اللاجئين السوريين، ويرد في التقرير أن معظم اللاجئين السوريين في تركيا قد أتوا من المنطقة الملاصقة للحدود السورية التركية، وهي منطقة تشهد صراعاً عنيفاً منذ اندلاع الثورة السورية في منتصف آذار / مارس 2011، يقيم حوالي 36٪ من اللاجئين السوريين في تركيا في عشرين مخيم متوزعة على عشرة مدن، ويقيم حوالي نسبة 64٪ منهم في عدة مدن بما فيها المدن العشرة التي فيها المخيمات. وتقع هذه المدن في جنوب وجنوب شرق تركيا، قريباً من الحدود السورية التركية، وحوالي 45٪ من اللاجئين السوريين من الذين هم خارج المخيمات مسجلين في منظمة أفاد «AFAD»، وحوالي 20٪ لديهم وثيقة إقامة.
نصف اللاجئين السوريين الموجودين في المخيمات وحوالي 81٪ ممن هم خارجها يقولون إنهم تركوا سوريا لأسباب أمنية،إضافة إلى أن قسماً كبيراً من اللاجئين قد نزحوا لأسباب سياسية أو اقتصادية، أكثر من نصف اللاجئين الموجودين في المخيمات وربع اللاجئين الموجودين خارجها قد دخلوا تركيا بدون جواز سفر عبر نقطة حدودية نظامية، علاوة على نسبة كبيرة قد دخلت تركيا من نقطة عبور غير نظامية، وقد اختار حوالي ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين الدخول إلى تركيا على غيرها من البلدان لسهولة المواصلات، وهو ما فرض على المنظمات الإنسانية التركية مسؤوليات كبيرة، وما هو أكبر تحدياً هو التحديات التي تنظر إليها الجهات الأمنية التركية، وما تتخذه نحوها من واجبات على الحكومة التركية وحقوق للاجئين السوريين، من حقوق إنسانية واجتماعية وبيئية وصحية وتعليمية وعيش كريم، فلا يمكن لأكثر من مليوني سوري أن يبقوا في مخيمات اللجوء في ظروف جوية متغيرة وصعبة جدا، هم ونساؤهم وأطفالهم.
ومن أهم الخطوات التي تدرسها الحكومة التركية التعامل الإنساني والسياسي معاً، فكل اللاجئين الذي دخلوا تركيا وبغض النظر عن أسباب دخولهم إلى تركيا لهم الحق بالاستفادة من قوانين الإقامة والعمل في تركيا، بل وحق المطالبة بالجنسية التركية وفق الشروط التي يكفلها الدستور التركي في هذا الشأن، فهناك أربع طرق للحصول على الجنسية التركية وهي: الإقامة لخمسة سنوات متتالية، على أن لا تتعدى فترة الخروج من تركيا مدة ستة شهور خلال الخمس سنوات، والزواج من مواطن أو مواطنة تركية لمدة ثلاث سنوات على الأقل تستطيع بعدها التقدم بطلب للحصول على الجنسية التركية، وكل من لديه أصل تركي وينتمي للأصول العثمانية يحق له التقدم بطلب عن طريق محامي للحصول على الجنسية التركية، ورجال الأعمال والمستثمرين والرياضيين والمثقفين يحصلون على الجنسية بشكل استثنائي وفقاً لإنجازاتهم في تركيا.
فهذه الشروط القانونية ينبغي تفعليها أولاً على اللاجئين السوريين لأسباب إنسانية، فكل سوري تنطبق عليه هذه الشروط لن يمنع من طلب حقوقه السياسية على الأراضي التركية، بما فيها طلبه لنيل الجنسية التركية طالما انطبقت عليه هذه الشروط، وفي نفس الوقت لن تفرض شروط الجنسية على أحد، أي لن يطالب أحد بأخذ الجنسية التركية كرهاً، أو مغادرة مخيمات اللجوء اجبارياً، ولكن لن يمنع منها أحد تقدم إليها بإرادته وحريته واختياره.
وأما شروط الحصول على الجنسية التركية فهي: استيفاء المدة الزمنية المذكورة خمس سنوات، وأن يكون الأجنبي قد قرر الإقامة الدائمة في تركيا، وشهادة صحية من وزارة الصحة تفيد بخلوه من الأمراض السارية، وأن يكون حسن السيرة والسلوك، وأن يكون قادراً على التكلم باللغة التركية بما يكفي للتعامل مع الناس، وأن يكون ذو دخل ولديه عمل، وأن لا يكون مصدر خطر على الأمن القومي التركي، وأن لا يصدر بحقه خلال فترة اقامته قضية جنائية أو حكم بالسجن.
هذه الشروط سوف تمكن اللاجئين السوريين من كسب الجنسية التركية بإرادتهم واختيارهم، فمنهم من يقيمون في تركيا منذ سنوات وقد تستمر إقامة الكثير منهم عما قريب هذه المدة الزمنية أو أكثر، فهل تبقى ظروف معيشتهم دون ضوابط قانونية ودستورية، علما بأن هذه الشروط لا تنطبق على الذين يقصدون تركيا طلباً للعلم والسياحة، أما من دخل تركيا من السوريين بطريقة شرعية أي عبر الحدود وتقديم جوازات السفر او الهويات الشخصية وتم تسجيلهم على الحدود، أو الذين دخلوا بطريقة غير شرعية عبر عمليات النزوح الجماعي، فهؤلاء يحصلون على بطاقة الإقامة التي تسمى بالتركية (كميلك كارد)، فكل من يحمل هذا الكارد سوف يحصل على الجنسية بعد مرور خمس سنوات.
إن الحكومة التركية تتألم لما يتعرض له الشعب السوري من معاناة داخل سوريا، وهي وإن كانت عاجزة بمفردها عن فعل شيء لما يتعرضون له من قتل ممنهجمن نظام بشار الأسد داخل سوريا، وبالأخص في المدن الكبرى مثل حلب وحمص وحماة ودمشق ودرعا وغيرها، فإنها تأمل أن توفر للسوريين الذين يعيشون على أراضيها كل أسباب الراحة والتمكين المعيشي من السكن والمجتمع الآمن والحقوق السياسية التي يكفلها لهم الدستور التركي، دون تمييز بين لاجئ سوري وآخر، فالحكومة التركية لا تفرق بين عربي وتركماني وكردي وشركسي أو بين سني أو شيعي أو علوي أو مسيحي أو أرمني أو غيره، كما لا تفرق بين أبناء المدن السورية سواء كانوا من عين العرب كوباني أوحلب أواللاذقية أوباير بوجاق أوغيرها، لأنها في نظر الحكومة التركية مسؤولية إنسانية أولاً، وأما حماية المدن فإنها أمانة تاريخية، ينبغي حمايتها وتقديم الدعم لها جميعاً.

محمد زاهد جول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    شكرا تركيا
    شكرا أردوغان
    فالقانون السوري لا يمنع من حمل جنسيتين

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول تلفزيون ملون:

    تحية طيبة جدا جدا جدا للأتراك حكومة و شعبا على صنيعهم الجميل هذا :)

    في الوقت الذي نرى فيه بلادا عربية مترامية الأطراف كالسعودية مثلا التي لم تستقبل أي سوري و لو لحين !!! :(

  3. يقول عبد الفتاح زياني -بسكرة الجزائر-:

    لم نر ولم نسمع من قبل من بعض الدول العربية بمثل هذه القرارات التي اقرتها تركيا الشجاعة والأبية ان تركيا ابتعدت عن العالم العربي واصبحت في وفضاء يسود النبل والاخلاق الكريمة والانسانية , ان تركيا لم تركن مضطرة لفعل ذلك لكن أخلاق حكامها وشعبها الأبي حال دون الاعتراض عن اي شيء يمكن الشعوب العربية والاسلامية من التضامن معها , منذ زمن بعيد لم نسمع ولم نر مثل هذه القرارات الشجاعة التي اتخذتها تركيا وخاصة في حق اخواننا السوريين المضطهدين بالرغم من وجود الكثير من الدول العربية والاسلامية تتمتع بالاستقرار وبحبوحة مالية ولكنها لم تفعل شيء للسوريين اي شيء ما عدا تصريحات رنانة ,
    الشكر وكل الشكر الى رئيس تركيا وحكومتها وشعبها,

  4. يقول محمد محمود *فلسطين 48*:

    في البدايه من لا يشكر الناس لا يشكر الله- ثانيا انا اتردد كثيرا على تركيا للتجاره ولي علاقات واسعه مع الاخوه السورين واعرف ان وضع اللاجئين السورين افضل بما لا يقاس باوضاعهم في لبنان والاردن ولذلك الاتراك يستحقون الشكر على هذا العمل الانساني —– ومن ناحيه اخرى يجب ان لا ننسى والشعب السوري بما فيهم اللاجئين في تركيا يعلمون علم اليقين ان لتركيا دور كبير في مئساتهم الحاليه بدعمها وبكل اصرار لعصابات الارهاب في سوريا كراهيه شخصيه من اردوغان لبشار الا سد بل الكثير من اللاجئين السورين في تركيا يقولون ان ايادي اردوغان ملطخه بدم الشعب السوري ويتحمل الجزئ الاكبر من مئساتهم ومع ذلك لا ينسون فضل الاتراك عليهم بئيوائهم وتقديم المعونه لهم مع ان الالم يعتصرهم للظلم الواقعين به من دون ذنب اقترفوه ونتيجه لتجاذبات دوليه هم ضحيتها

  5. يقول سلمى:

    ذهبت امرأة سورية أعرفها لرؤية الطبيب في تركيا بسبب عارض مرضي أصابها أثناء تمضيتها الأجازة الصيفية هناك فرفض أن يأخذ منها أجرة عندما عرف جنسيتها. شرحت له أنها ميسورة الحال و ليست لاجئة و أنها لم تأت من سوريا أصلا حيث تقيم في بلد آخر و لكن الطبيب أصر و ختم الزيارة بدعاء لسوريا و أهلها. شكرا لكل ما قدمته تركيا.

  6. يقول M. Daoud:

    Did you read first all the conditions needed to apply for the Turkish nationality? It will be impossible for 99,99% of the Syrian refugees to fulfill these conditions,so please dont get so exited

    1. يقول الكروي داود النرويج:

      المشكلة الوحيدة هي باللغة التركيه
      لا توجد صعوبة عند اللاجئ لتعلمها من خلال التسوق مثلا
      فليس شرطا اتقان اللغة التركية ولكن المطلوب فهم القليل منها

      ولا حول ولا قوة الا بالله

  7. يقول اياد العاني Canada - Alberta:

    تركيا تبني جسور المحبة والتعاون لكل العرب والمسلمين في العالم وايران تزرع الحقد الطائفي وتصدر الارهاب لدمارالعرب والمسلمين العالم . بارك الله في شعب تركيا الكرماء الطيبون .

  8. يقول علي اللاذقاني:

    انظر الى الفارق بين ما تفعله تركيا للسوريين وما تفعله مصر بالسوريين من اضطهاد وأذى وسوء معاملة واللبنانيون وخاصة الشيعة نسيوا كيف فتح السورييون لهم بيوتهم وشاركوهم في لقمة العيش في تموز ٢٠٠٦….. لن ينسى السوريون مواقف اللبنانيين وخاصة الشيعة نحو الشعب السوري الذي هرب من القتل ولدمار على يد جزار دمشق،،،،وسيتذكر حسن نصر الله عندما يحتاج الى الشعب السوري،،،،فهذا النظام ذاهب لا محالة عاجلا ام اجلا،،،،ولكن الشعب السوري باق،،،رغم انوفهم

إشترك في قائمتنا البريدية