قصيدة للشاعرة الاسبانية تيريزا باتشيكو إنييستا

ذِكْرَيَاتُكَ السَّاقِطَةُ
هُنَا، حَيْثُ سَقَطَتْ ذِكْرَيَاتُكَ
مِثلَ حُزْمةٍ ثقيلةٍ، وغيرَ مُجْدِيَةٍ
التَقَطْتُهَا بِصَبْرٍ
احْتَفَظْتُ بِهَا، كَمَا لَوْ كَانَتْ هَدِيَّتَكَ الأَخِيرَةَ.
الآنْ،
ٌهِيَ بَيْنَ يَدَيَّ، شَفّافَة،
أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرَى أَنَّنَا عِشْنَاهَا مَعاً
لَقَدْ هَجَرَتْك وَتَرَكَتْ جَسَدَكَ لِي
أَحِبُّهُ ما زِلْتُ، كَمَا لَوْ كَانَ الَمَسْكَنَ
لِذَاكِرَتِي القَاسِيَّةَ
التِّي هِيَ قَارَّةٌ لَكَ، لَيْليّةٌ ومكْسُورَةٌ.
يَتَلألأُ صَمْتٌ بِلَوْرِيٌّ في عَيْنَيْكَ
حَيْثُ ضَوْءُ الوَقْتِ يَعِيشُ هَادِئاً
مُبْهِراً أَرْوَاحَنَا مَعَ كُلِّ قَمَرٍ.
أَسْرَارُكَ، وَقَدْ تَلاشَتْ بِالفِعْل
كَمَا الآلاَمُ الصَّامِتَةُ الّتِي سَبَّبُوهاَ لَكَ
إِنّهَا خَرَسِي عَنِ المَطَرِ، والكَثيرِ مِنَ الغِياباَتِ
وهِيَ ليْسَتْ تَأخُذُنِي إلى أيِّ مَكَانٍ.
تَوَقَّفَ الهَواءُ مَعَ نِسْيَانِكَ
احْتِرَاماً لِمَتَاهةِ صَمْتِكَ
دُمُوعُكَ تَسْقِي حَدِيقَتَنَا الصَّغِيرَةَ
الزَّنْبَقُ، كمَا الوَرْدُ يَرْتَفِعُ
فَقط مِنْ أجْلِكَ، حتَّى لَوْ لَمْ تَتَذَكَّر اسْمَهُ.
أَسْحَبُكَ مِنْ يَدِكَ إلى سَرِيرِناَ دَائِمَ الزُّرْقَةِ
كَتِفاكَ ما زَالَتاَ وِسَادَتِي، تَوَازُنِي
دِفْءُ صَدْرِكَ مَلْجَأِي وَقِمَّةَ شَجَرَتِي
لَسْتَ بِحَاجَةٍ لِتُحَدِّثَنِي حَتَّى أَفْهَمُكَ
يَكْفِينِي وَأَنْتَ تُداعِبُ ظَهْرِي وأَلَمِي بِالطّرِيقَةِ نفسها
بَيْنَماَ أَحْلُمُ حَيَاتَنَا كُلَّهَا، وَهِيَ تَذُوبُ
بِبُطْءٍ، فِي الغُبَارِ الأَخْضَرِ لعينيَّ.

شاعر مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الأحمد بن حسن:

    الترجمة لا بأس بها عموما ؛
    ولا شك أنها ستكون أفضل بكثير لو بذل الشاعر المترجم جهدا كافيا على تحقيق انسيابية وقع الكلمات (من الناحية الفونولوجية) وعلى تجنُّب الأخطاء النحوية الكثيرة التي تخدش الأسماع أكثر ؛
    مع التحيات والمودات

    1. يقول سعيد المسكيني:

      شكرا على الترجمة، جميل أن نتعرف على الوجوه الشعرية المعاصرة في الثقافة الاسبانية. التي لا نعرف عنها الكثير مثلما نعرف عن الوجوه الغربية الأخرى. تحياتي وفي انتظار المزيد.

  2. يقول امال جندولي:

    قصيدة جميلة، مؤلمة..

إشترك في قائمتنا البريدية