ضِمن منشُورات باب الحكمة في تطوان، صدَر للشّاعر المغربي رشيد المومني ديوانٌ جديد تحت عنوان «من أيّ شيء».
يتشكل الديوان من ثلاثة أنفاس شعرية، هي على التوالي: من أي شيء، قمر بلا ليل، وفلك ساجون بيرس الضيّقة. ويمتدّ على مئة وثمانين صفحة، يحرصُ فيها الشّاعر على مواصلة مُغامرته الشّعرية، التي شكّلت، على الدّوام، مُلتقى عبورٍ والتقاءٍ بين الشّعري والفكري، بدون أنْ يتنازل طرفٌ للآخر عمّا يشكّـل هويته وخصُوصيته.
«من أيّ شيء» تتشكّـلُ الصيحة، التي تقودُ الشّاعر إلى امتطاء الحرف وتـرويض اللغة، واستثمار فضاء الصفحة لتجعل عملية الدنوّ والاقتراب من هذا العمل الشعري، تستلزمُ العناية بكل الدوال المشكلة له، ما يسمحُ بالانفتاح على شِعريّة اللغة وعلى ممكنات مُتخيّل جديدة، خاصة البصري منها، هو الذي زاوج بين الشعر والتشكيل، واعتنى بتنضيد قصائده بحبريات من أنامل الضوء.
جديرٌ بالذكر أنّ الشاعر رشيد المومني أورق جسدُه شِعْرا في بداية السبعينيات من القرن المنصرم (1973)، ومنذئذٍ وهو يتقدّم نحو «نهر الشعر» (1979). صدرت له، كذلك، «مهود السلالة» (2002)، «هكذا سدى» (2007)، «ثلج مريب على جبهة الحطاب» (2008)، «بأنامل الضوء» (2013)، «نيازك بالأبيضين» (2014)، «أقترب ولا أدنو» (2015).
علاوة على ذلك، صدرت للشاعر رشيد المومني دراسات نظرية ومقاربات فكرية حول الشعر والإبداع، ومنها «إيقاعات الكائن» (2016)، و«كيمياء الاستحالة» (2018).
من أجواء الديوان نقرأ:
مثل قطرة ظلّ
في رحمْة الإعْصار
مثل نقطة نُونٍ
في أرض غير آمنة
ذاك وقوفي أنا
في مفازة هذه الورقة.