واشنطن بوست: إدارة بايدن لا يمكنها تجاهل الحرب في سوريا وإلا فإنها لن تتوقف

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن- “القدس العربي”: قال المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” جوش روغين، إن الحرب السورية مضى عليها عشرة أعوام لكنها لم تنته بعد.

وذكّر في بداية مقاله بخطاب ألقاه نائب الرئيس الأمريكي في حينه جوزيف بايدن في شباط/ فبراير 2011 بالمتحف التذكاري للهولوكوست في واشنطن، وتعهد فيه بدعم الشعوب في كل أنحاء العالم والتي تعرضت للذبح على يد حكوماتها لمجرد مطالبتها بالحريات الأساسية والكرامة. وقال: “عندما تشارك حكومة بمجزرة فإنها تتخلى عن سيادتها”. وبعد شهر خرج السوريون للشوارع مطالبين حكومتهم بمعاملتهم كبشر، ورد نظام بشار الأسد بإطلاق العنان لأسوأ المجازر المنظمة منذ النازيين.

وبعد عشرة أعوام، عاد بايدن إلى البيت الأبيض وهذه المرة كرئيس. و”رغم ما تسمعه، فالثورة السورية مستمرة، والحكمة التقليدية في واشنطن هي أن الأسد ربح الحرب ولا شيء تستطيع الولايات المتحدة عمله، وبالتالي علينا ألا نعمل شيئا”. و”في الحقيقة لم يتوقف الشعب السوري عن القتال ولم تتوقف معاناته”.

ويسيطر الأسد وشركاؤه الإيرانيون والروس على ثلثي البلاد تقريبا، ويحكم بقايا دولته بالقوة الغاشمة، ويواصل تجويع أو قصف الجزء المتبقي من سوريا من أجل تركيعه. وفي داخل المناطق الخاضعة للنظام هناك مئات الآلاف من الناس الأبرياء الذين تُركوا يموتون في أقبية سجونه ويعذبون ويقتلون بدون سبب.

ويقول السوريون الذين يبدون وكأنهم فقدوا الأمل لكنهم يواصلون القتال، إن هناك الكثير مما يمكن للمجتمع الدولي تقديمه. ويقول قتيبة الإدلبي، ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في أمريكا، إن “الشعب السوري صدق بايدن وغيره ممن وعدوا بالوقوف مع أي شخص يعبر عن شجاعة كافية ويطالب بحقوقه”.

وقال: “نحن هنا اليوم لأن ذلك الوعد الذي قطعه المجتمع الدولي لم يتم الوفاء به”. وقال في متحف الهولوكوست بمناسبة نظمتها قوة المهام الطارئة السورية ومؤسسة “أم نايت شاياملان”: ” نريد من الولايات المتحدة أن تستعيد دورها القيادي العالمي”.

والجهد الأهم هو دعم السوريين الذين لا يريدون العيش في ظل الأسد. ومن هؤلاء ستة ملايين نازح توزعوا على شمال- غرب وشمال- شرق سوريا، بالإضافة إلى 5.6 مليون لاجئ سوري فروا إلى دول أخرى.

 ويقول روغين: “تخيل لو قادت الولايات المتحدة الجهود الدولية وساعدت هؤلاء السوريين الذين لا يحكمهم الأسد ووفّرت لهم الإمدادات والمساعدات لمواجهة وباء كورونا ودعمتهم اقتصاديا. وفي الوقت نفسه استخدمت العقوبات بشكل ذكي لحرمان الأسد من الاستفادة من جرائمه أو تجديد آلته الحربية، فسيزيد هذا من ورقة نفوذ السوريين على النظام ويجبره على التفاوض من أجل سلام عادل، ويزيد من ورقة نفوذ الولايات المتحدة على موسكو وطهران”.

ويقول الإدلبي إن هؤلاء السوريين رفضوا العيش في ظل النظام، ولهذا السبب يستحقون كل الدعم الذي يمكن للولايات المتحدة تقديمه لهم. ويمكن لواشنطن زيادة دعمها الكبير للجهود الدولية الساعية لمحاسبة الأسد وشركائه المسؤولين عن جرائم الحرب. وبسبب إساءة استخدام روسيا لحق الفيتو في مجلس الأمن الدولي، فإنها جعلت من عمل المحكمة الجنائية الدولية مسدودا.

ولكن هناك عددا كبيرا من القضايا المدنية والجنائية في دول أخرى حكى من خلالها الناجون قصص التعذيب والانتهاك التي تعرضوا لها في سجون النظام. وكرئيس، لم يقل بايدن كثيرا عن سوريا، وكل ما فعله هو ضرب مخازن تستخدمها ميليشيات موالية لإيران في سوريا، واتهمتها الولايات المتحدة بضرب قواتها في العراق.

ويجب أن تكون أولوية بايدن هي التأكيد بوضوح أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بعملية نقل السلطة في سوريا، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ارتكاب الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين جرائم ضد الإنسانية.

ولا يمكن للولايات المتحدة القيادة من الخلف، وعلى إدارة بايدن وضع سوريا على رأس أولوياتها. وقال السفير السابق فردريك هوف الذي استشارته إدارة باراك أوباما حول سوريا: ” من المفهوم أن الإدارة تحاول البحث عن طريق لتجنب هذه المشكلة قدر الإمكان، ولكن هذا غير ممكن”. وأضاف: “لو لم تفعل إدارة بايدن شيئا، فسيتعزز وضع سوريا  ككوريا الشمالية في الشرق الأوسط، وستكون سوريا تهديدا عميقا للسلام في المنطقة وأبعد منها”.

وأسهل طريق هي تجاهل أي تحرك في سوريا وتقديمه على أنه خيار بين غزو شامل كما في العراق أو تجاهل المشكلة. ولكن هذا قياس زائف، ومحاولة لتبرير استراتيجية تقلل من شأن القضية. وبدون توقف للجرائم الوحشية، فلن تتوقف الحرب. وبدون عدالة ومحاسبة، لن يكون هناك سلام دائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

    وبدون التخلص من نظام بشارون أسدوف لن يكون هناك عدالة ومحاسبة أم بالنسبة السلام الدولي فهذا ماأرا ه المجتمع الدولي أي بقاء الأسد بدعوى أن الإرهاب كداعش والقاعدة والإسلام المتطرف سيسيطرون على سوريا! وكما يقال حجة أقبح من ذنب أيها المجتمع الدولي! فهل الإرهاب والتطرف سيجد طريقًا لولا هذه السياسات الدولية البائسة التي استغلها بشارون أسدوف ومعه إيران وروسيا لتغطية جرائمهم، وهكذا فعلت من قبل الدول الغربية وأمريكا أيضًا. دعمتهم وأنشأتهم واستغلتهم ومن ثم حاربتهم تحدثت عن بخطرهم .

إشترك في قائمتنا البريدية