بعد نهاية جولة ليلة الثلاثاء الماضي من دوري أبطال اوروبا، صبت جماهير يوفنتوس جام غضبها على النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، معتبرة أنه السبب الرئيسي في اقصاء فريقها من المسابقة بعد تسببه بالهدف الثاني للمضيف بورتو من سمح بانتهاء النتيجة بانتصار غير كاف لـ»السيدة العجوز» 3-2، لانه أهل الفريق البرتغالي بتسجيله هدفاً أكثر خارج أرضه، بعد انتصاره ذهابا 2-1، وزادت الانتقادات على «الدون» في مواقع التواصل الاجتماعي، مع تزايد الحديث عن فشل تجربته في تورينو، لأنه للموسم الثالث على التوالي يخفق اليوفي مع رونالدو حتى في التأهل الى الدور قبل النهائي للمسابقة، التي أحرز لقبها للمرة الاخيرة في 1996، ليذكر المعلقون والنقاد بالهدف الرئيسي من استقدام رونالدو الى الفريق، وهو احراز لقب هذه المسابقة وليس أي شيء آخر.
الصراع على لقب هداف الدوري الايطالي، شيء جميل، احراز الكأس السوبر المحلية وقبلها لقبي الدوري، أيضا شيء محبب عند الانصار، لكن الجماهير ذات القلوب القوية والبعيدة عن العاطفة تدرك مدى خيبة هذا الفريق حتى بوجود رونالدو، وبعضهم يتهمه بأنه السبب في تيه الادارة وحيدها عن المشروع الاساسي وهو بناء فريق بأساس قوي ومتين يكون قادراً على المنافسة الاوروبية بشراسة وأيضا ضمان احتكار الالقاب المحلية، وبقدوم رونالدو فانه قضم جزءاً كبيراً من الميزانية المفترض انها مخصصة لاعادة البناء، بل وكان سبباً في الاعلان عن خسارات كبيرة بلغت أكثر من 100 مليون يورو خلال السنة المالية الماضية، رغم أن كورونا لها فضل كبير في ذلك، ولهذا قرر المدير الكروي فابيو باراتيشي التهرب من الاجابة عن استفسار عقد رونالدو الذي ينتهي في صيف 2022، مكتفياً بالقول: «هو ليس أولوية الآن»، وهو ما قاد أيضاً رئيس النادي السابق جوفاني كوبولي الى القول ان ضم رونالدو من الاساس «خطأ كبير»، لأن النجم البرتغالي الذي سجل 92 في 121 مباراة يكلف النادي «مليون يورو عن كل هدف يسجله»، مقارنة بمبلغ 30 مليون يورو سنوياً التي يتقاضاه.
معاناة يوفنتوس المالية واضحة جداً، ورغبته في التخلص من رونالدو، باتت أكثر وضوحاً، رغم انه حاول فعل ذلك الموسم الصيف الماضي، لكن وكيل أعمال الدون جورج مينديز وجد آذاناً صماء من أندية مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان، خصوصاً في ظل أزمة طاحنة بفعل كورونا، ولا يدري أحد مدى تأثيرها على خزائن الاندية، فبات التوجه اكثر الى التخلص من الاعباء عوض اضافة المزيد، رغم قناعة أنصار رونالدو بأن اليوفي حقق مداخيل هائلة جراء ضم النجم البرتغالي في 2018، طبعاً هذا ليس دقيقاً، فيوفنتوس باع القمصان التي تحمل اسمه وحظيت بعقود رعاية أفضل في الشهور الأولى لكن لاحقاً بات عليه تكبد كل الاعباء المالية المترتبة على وجوده في النادي.
لكن الآن عاد مينديز مجدداً للبحث عن ناد جديد لموكله، وهذه كلها مؤشرات ايجابية في التحرك الجدي لرحيل رونالدو عن اليوفي في الصيف، كون الصفقات الضخمة للنجوم الكبار تتطلب وقتا طويلاً لانجازها، ولهذا اذا أراد لها ان تنجز قبل بداية الموسم المقبل فان العجلة تبدأ بالدوران الآن، ولهذا خرجت مؤشرات ايجابية من «اولد ترافورد» بعد رفض يونايتد الفكرة الموسم الماضي، وكثر الحديث عن رحيل ادينسون كافاني في الصيف لعدم رغبة يونايتد في التجديد له بعد موسم «عادي»، ولأنه يبحث عن مهاجم «هداف»، فان البعض ربطه بالوحش النرويجي ايرلنغ هالاند، لكن مصادر داخلية أكدت ان لا رغبة ليونايتد في ضم مهاجم دورتموند بل بالنجم الذي أمضى معه 6 سنوات وسجل 118 هدفاً في 292 مباراة، رغم بلوغه الـ36 عاماً، رغم أن مبلغ 30 مليون يورو سنوياً سيظل عقبة.
لكن الاهتمام الاكبر لمينديز كان في مدريد، مع تأكيد تقارير عدة حدوث مفاوضات بشأن عودة رونالدو الى الريال، بعد تيقن الطرفين أنهما أخطآ في فك الارتباط قبل تقريبا 3 سنوات، حيث عانى الريال هجومياً، في حين عانى رونالدو مع فريق في مرحلة انتقالية، ومع ذلك لا تبدو ادارة الريال متوهجة لفكرة اعادة الارتباط، خصوصاً ان فلورينتينو بيريز يرصد منذ شهور فرصة الانقضاض على كيليان مبابي أو ايرلنغ هالاند، باعتبارهما مستقبل كرة القدم، وليس حاضره وماضيه مثل رونالدو، خصوصأً ان ضم النجم البرتغالي سيقضم جزءا كبيرا من الميزانية المخصصة لانجاز صفقة ضم أحد الموهوبتين الصغيرتين، ولهذا لم يبد المدرب زين الدين زيدان متحمساً يوم الجمعة الماضي عندما سئل عن أنباء عودة رونالدو، رغم ان الصفقات الكبرى دائماً تبدأ بالنفي المطلق، رغم ان المؤكد أن رونالدو يمضي الأسابيع الاخيرة في مسيرته في تورينو.