■ عواصم ـ وكالات: قال المسؤول الإعلامي للواء التوحيد، التابع للجبهة الإسلامية، صالح عنداني «إن مقاتلي الجبهة الإسلامية منعوا قوات النظام السوري من محاصرة مدينة حلب، بإيقافهم تقدمها في منطقة «أرض الملح» الواقعة في شمال المدينة».
وأفاد أمس الأحد، أن «المعارك احتدمت بين مقاتلي الجبهة الإسلامية، وقوات الأسد مدعومة بمسلحين شيعة، من أفغانستان وإيران، بعد محاولة الأخيرة التسلل إلى منطقة «أرض الملح».
وأوضح عنداني أن قوات الجبهة الإسلامية هاجمت قوات الأسد، التي أحرزت تقدماً في المنطقة، بأسلحة خفيفة ورشاشات «الدوشكا»، مبيناً أن قوات المعارضة المسلحة استطاعت إيقاف تقدم قوات النظام في المنطقة المذكورة، وأن ستة من مقاتلي المعارضة لقوا مصرعهم جراء الاشتباكات.
هذا، وتشهد محافظة حلب اشتباكات عنيفة بين الجانبين على العديد من جبهاتها في الريف والمدينة، حيث يسعى النظام إلى حصار مدينة حلب، من خلال التقدم من جبهتي البريج قرب المدينة الصناعية وحندرات، في حين تحاول فصائل المعارضة الضغط على قوات النظام، في جبهتي البحوث العلمية في الراشدين، والمخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء.
وقتل 21 مسلحا معارضا وتسعة من عناصر الجيش السوري والمقاتلين الموالين له في معارك دارت الأحد في حندرات شمال مدينة حلب احرزت خلالها القوات النظامية تقدما في المنطقة التي تحاول السيطرة عليها بالكامل بهدف قطع طريق إمداد رئيسي للمعارضة.
في موازاة ذلك، قتل 15 من القوات النظامية في معارك خاضتها هذه القوات مع مسلحين ينتمون إلى جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، هاجموا معسكرين لها قرب مدينة معرة النعمان في إدلب شمال غرب سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل 21 مسلحا معارضا وتسعة من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها في اشتباكات جديدة في منطقة حندرات اثر هجوم شنته القوات الموالية للنظام السوري».
وأضاف ان القوات النظامية والمسلحين الموالين لها «حققت تقدما خلال هذه المعارك».
وأعلن من جهته مصدر في حزب الله اللبناني الذي يقاتل في سوريا إلى جانب القوات النظامية في تصريحات لصحافيين ان «عشرات المسلحين» المعارضين قتلوا في هذه الاشتباكات.
كما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» نقلا عن مصدر عسكري ان «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحكمت سيطرتها بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية على مزارع الملاح بالكامل وعلى منطقة جنوب وغرب حندرات في ريف حلب بعد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين».
والمعركة في حندرات المستمرة منذ أسابيع حاسمة بالنسبة لمقاتلي المعارضة الذي يسعون لابقاء سيطرتهم على بعض ارجاء هذه المنطقة الاستراتيجية من أجل المحافظة على خطوط إمدادهم من تركيا والتي تمر عبر طريق رئيسي تسعى القوات النظامية للسيطرة عليه.
وأوضح عبد الرحمن انه «في حال سيطرت القوات النظامية على كامل المنطقة فان ذلك سيخضع المناطق التابعة للمعارضة في حلب للحصار التام» حيث انها ستقطع طريق امدادها الوحيد مع تركيا.
ومنذ تموز/يوليو 2012 ، يتقاسم مقاتلو المعارضة وقوات النظام السيطرة على أحياء حلب. وتنفذ طائرات النظام حملة قصف جوي منظمة على الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة تستخدم فيها البراميل المتفجرة، ما أوقع مئات القتلى.
وخسرت مجموعات المعارضة المسلحة خلال الأشهر الاخيرة مواقع عدة في مدينة حلب ومحيطها.
وتأتي محاولة النظام تضييق الخناق على المعارضة المسلحة في حلب في وقت يجري بحث اقتراح تقدم به الموفد الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في 30 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو عبارة «خطة تحرك» تقضي «بتجميد» القتال خصوصا في مدينة حلب للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.
وفي محافظة إدلب، دارت الأحد بحسب المرصد السوري ايضا «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من طرف ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلين آخرين في محيط معسكري الحامدية ووادي الضيف في الريفين الشرقي والجنوبي لمعرة النعمان».
وذكر المرصد في بريد إلكتروني ان هذه المعارك اندلعت عندما نفذ مقاتلو جبهة النصرة والمقاتلون الموالون لها هجوما جديدا على المعسكرين.
وقال عبد الرحمن ان 15 عنصرا من قوات النظام وثمانية مسلحين من جبهة النصرة والمقاتلين الموالين لها قتلوا في هذه المعارك، وان جبهة النصرة استخدمت صواريخ «تاو» الأميركية التي استولت عليها من مقرات جبهة ثوار سوريا المعتدلة في ريف إدلب حيث تمكنت من «إعطاب عدة آليات» عسكرية.
ويسيطر مقاتلو المعارضة على معرة النعمان منذ تشرين الأول/أكتوبر 2012. ويحاولون منذ ذلك الوقت التقدم في اتجاه معسكري الحامدية ووادي الضيف القريبين اللذين توجد فيهما قوات ضخمة للنظام يتم تأمين الإمدادات لها غالبا عبر الجو.