موريتانيا تعلن عودة علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بوساطة عمانية

 عبد الله مولود
حجم الخط
0

نواكشوط -« القدس العربي»: عم ارتياح واسع أمس أوساط الساسة والمدونين الموريتانيين إثر إعلان وزارة الخارجية الموريتانية عن عودة العلاقات بين موريتانيا وقطر إلى سابق عهدها بوساطة عمانية.
ويفهم من بيان الخارجية الموريتانية أن عودة العلاقات مرت بمراحل صعبة واتفق عليها، حسب البيان، “بعد اتصالات مكثفة، على مدار الأسابيع المنصرمة، وبمواكبة من سلطنة عمان”.
وأوضح البيان الذي تناقله المدونون عبر مواقع التواصل “أنه في سياق عودة العلاقات الدبلوماسية بين نواكشوط وقطر، زار وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج إسماعيل ولد الشيخ أحمد، دولة قطر، بدعوة كريمة من نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، حيث عقد في الدوحة مع مضيفه اجتماعين جرى خلالهما التطرق لعلاقات الأخوة والتعاون العريقة بين البلدين”.
وأكد الوزيران، حسب البيان، “حرص الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وأخيه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، على صون الأواصر التاريخية والأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين”.
واتفق الوزيران، يضيف البيان، بناءً على المناقشات التي تمت خلال اللقاءين، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية ودولة قطر، وإعادة فتح السفارتين في أقرب الآجال”.
وشكر بيان الخارجية الموريتانية السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عمان على المساعي الحميدة التي بذلتها سلطنة عمان في سياق استئناف العلاقات الموريتانية القطرية.
وكانت عودة العلاقات الموريتانية القطرية إلى سابق عهدها مناسبة، رحب فيها كبار الساسة وعشرات المدونين الموريتانيين بهذا القرار، منتقدين قطع نظام الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز لعلاقات موريتانيا وقطر دون سبب معقول، بل للاصطفاف مع دولة أخرى ضد قطر.
وعلق القيادي الإسلامي محمد جميل منصور على حدث عودة العلاقات قائلاً “لأنني من الذين طالبوا مرات بعودة العلاقات مع قطر الشقيقة، أحيي الإعلان عن عودة هذه العلاقات، ونتمنى أن تتطور وتتعزز وتتوسع؛ وأجدد القول إن موريتانيا في علاقاتها الخارجية يناسب أن تعمل على حسنها مع الجميع، فنحن دولة لا تتحمل سياسة المحاور ولا تخدمها سياسة المحاور”.
وكتب الإعلامي الحسن مولاي أعلي، مدير إذاعة التنوير الحرة: “الحمد لله على اندمال الجرح النازف في علاقاتنا مع دولة قطر الشقيقة؛ لقد كانت دبلوماسيتنا مع الأشقاء والعالم، خلال العشرية (حكم فيها ولد عبد العزيز)، شخصية، مزاجية، ربحية”.
وعلق المدون والسياسي محمد عبد الله الحبيب، على عودة العلاقات مع قطر: “من الميزات الكبرى للنظام الحالي أنه يختار اللحظة التي يتخذ فيها قراره بعيداً عن كل أنواع الضغوط، فإعادة العلاقات مع قطر لن تأتي على حساب العلاقة مع غيرها من الدول، وتعامل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مع تركة سلفه مرتبة بأولويات وطنية تتعلق بموريتانيا قبل أي شيء آخر”.
وأضاف: “ليس الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مسؤولاً عن قطع العلاقات مع قطر، ما كان يعنيه هو معالجة احتمالات سوء الفهم، وقد بدأ في ذلك قبل أن يتسلم السلطة، وكانت خطوة عودة العلاقات الدبلوماسية تنتظر الوقت الذي تختاره موريتانيا بالتوافق مع دولة قطر؛ وها قد حانت اللحظة وجرى التوافق”.
وقال: “سياسياً، لا توجد علاقة دبلوماسية تدخل النار وأخرى تدخل الجنة، فالعلاقة بين البلدين تحكمها مبادئ ومصالح؛ فقطع العلاقة مع البلدان الشقيقة لا يسوغه مبدئياً إلا الحروب؛ لهذا كان قطع العلاقة مع قطر خطيئة بالمعنى السياسي والدبلوماسي، ولكن معالجة خطأ استراتيجي تحتاج معالجة استراتيجية تراعي ظرف المعالِج زماناً وشخوصاً، ويجب ألا تتأثر بحجم الانفعال النفسي من ضغط الشعور بالخطأ، ومهما تأخر فعل ما فإن الاعتبار الأكبر يجب أن يكون لإنضاج شروطه، وليس للحالة النفسية المصاحبة أو الداعية”.
وأضاف محمد عبد الله الحبيب: “إعادة العلاقات عبر زيارة وزير الخارجية ولقائه كبار المسؤولين القطريين تحمل دلالتين، أولاهما أن الاتصالات كانت منذ مدة؛ فلا يعقل أن تبدأ الاتصالات بزيارة وزير خارجية. والثانية وهي الأهم في نظري، أنها إعادة تحمل طموحاً إلى مستوى شراكة جدية قائمة على تحقيق مصالح طرفيها، وتضبط إيقاع العلاقات الدبلوماسية الموريتانية على نغم جديد طابعه التكافؤ والمصالح المشتركة”.
وكتب المدون مختار نافع، معاتباً الحكومة: “كان بإمكان النظام الجديد أن يعيد العلاقة من اليوم الأول له فيرد للبلد مكانته أو يعلم الدول التي باع لها النظام السابق موقفنا أن عليها أن تشرك بلدنا في الخروج من المأزق الذي أدخلها النظام السابق فيه تبعاً لها، أما أن نضطر إلى إرسال الوزير الذي سبق له شتم قطر إلى الدوحة ليظهر منها فجأة وبدون مقدمات إعلامية وكأنه يستجدي الصفح، فهذه لعمر الله مذلة قادنا لها الضعف والتبعية”.
ومنذ أن قطع الرئيس الموريتاني السابق علاقات موريتانيا مع قطر في يونيو 2017، والضغوط الشعبية والسياسية متواصلة لإعادتها، واشتدت المطالبة بعودة العلاقات مع قطر بعد وصول الرئيس الغزواني للسلطة.
ورغم قطع الطرف الموريتاني لعلاقاته مع قطر، فقد واصلت جمعية قطر الخيرية كفالتها لثلاثة آلاف يتيم موريتاني، كما واصلت دولة قطر بناء العديد من المراكز متعددة الخدمات، تشمل مدارس ومستوصفات في أماكن مختلفة. وزودت يد قطر الخيرية عدة قرى موريتانية في ولايات الحوضين والترارزة بماء الشرب، وبنت مئات المنازل السكنية للأسر الفقيرة في مناطق مختلفة من موريتانيا.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية