لندن- “القدس العربي”: حذرت صحيفة “واشنطن بوست” من الهجمات الإسرائيلية المستمرة على إيران، وأنها تزيد من المخاطر على دبلوماسية بايدن.
وقالت في افتتاحيتها إن مسؤولي الإدارة تحدثوا عن عملية طويلة ومعقدة للعودة إلى الاتفاق النووي الذي قام الرئيس السابق دونالد ترامب بخرقه في محاولة فاشلة منه لإجبار الجمهورية الإسلامية على الاستسلام له أو الانهيار. وبدت الصعوبة في آخر عملية تخريب إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، وربما تخريب الدبلوماسية الأمريكية أيضا.
فقد تسبب انفجار بانقطاع التيار الكهربائي عن مفاعل نطنز لتخصيب اليورانيوم، في الوقت الذي جلب فيه الفنيون أجهزة طرد مركزي جديدة لزيادة معدلات التخصيب. ولا يعرف الضرر الذي تركه التفجير الأخير. في وقت نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر أمنية قولها إن عمليات التخصيب ستتأخر لتسعة أشهر، فيما قال مسؤول إيراني يوم الإثنين أن عمليات التخصيب لم تتوقف وتتقدم بشكل قوي.
وأخبر مسؤول في الموساد الصحافة الإسرائيلية، أن الجهاز الاستخباراتي مسؤول عن العملية، وسارعت الولايات المتحدة لنفي أي علاقة لها بالعملية. وجاء التوضيح غير العادي في اليوم الذي وصل فيه أحد مسؤولي إدارة بايدن البارزين، وهو وزير الدفاع لويد أوستن إلى إسرائيل والتقى مع بنيامين نتنياهو. وعبّر الأخير بشكل واضح عن معارضته لأي عودة إلى الاتفاق النووي.
ويُنظر إلى العملية الإسرائيلية الأخيرة أنها تستهدف عملية العودة إلى الاتفاق النووي وتعقيدها. ففي نفس اليوم الذي بدأت فيه محادثات التسوية في فيينا الأسبوع الماضي، حدث هجوم على سفينة إيرانية في البحر الأحمر. وهناك إمكانية أن تعطي الحرب ذات الوتيرة المنخفضة والتي يعتقد أن إيران استهدفت فيها سفنا إسرائيلية، إدارة بايدن ورقة ضغط في المفاوضات التي تحاول فيها تخفيف عمليات تخصيب اليورانيوم والنشاطات النووية الأخرى التي أعلنت عنها طهران ردا على ترامب.
لكن الأحداث الأخيرة كشفت عن التباين في المصالح الأمريكية والإسرائيلية. فنزاع دائم مع إيران، يمثل لإسرائيل محاولة لعرقلة المشروع النووي الإيراني لعدة شهور. وتريد الولايات المتحدة اتفاقية تزيح خطر التهديد والذي يمنع إيران من إنتاج أسلحة نووية لمدة عقد على الأقل. ولو استطاعت إدارة بايدن إنقاذ الاتفاق النووي، فإنها ستكون حرة لسحب الأرصدة العسكرية من الشرق الأوسط والتركيز على التحدي النابع من الصين.
وحتى نهاية الأسبوع الماضي، كانت المبادرة الأمريكية تتقدم على ما يبدو. ووصفت كل الأطراف محادثات فيينا والتي شاركت فيها الحكومات الأوروبية وروسيا والصين بالبناءة. وقدمت إيران بادرة حسن نية بالإفراج عن سفينة كورية جنوبية كانت تحتجزها.
وهناك الكثير مما يمكن لنظام آية الله علي خامنئي الحصول عليه من الاتفاق بما في ذلك 30 مليار دولار من الأموال الإيرانية المجمدة، ومنافذ جديدة على أسواق النفط. لكن السياسة الداخلية لإيران تظل معقدة، فالحكومة المعتدلة التي تفاوضت على الاتفاق ستغادر السلطة في حزيران/ يونيو، والانتخابات قد تقوّي معسكر المتشددين.
ويواجه بايدن مقاومة من داخل الكونغرس لتجديد الاتفاق مع إيران، ولا مساحة أمامه للضغط على نتنياهو وضبطه، لكن يجب عليه المحاولة. وعلى بايدن مواصلة الدبلوماسية على أمل أن يفرق الإيرانيون بين الولايات المتحدة وإسرائيل.