صاندي تايمز: “صلعان” بريطانيا يساهمون بسياحة زراعة الشعر في تركيا 

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: زيادة الصلع في بريطانيا وراء “سياحة زراعة الشعر” في تركيا، والسبب أن كلفة العملية أرخص منها في بريطانيا.

ذا موضوع تناولته مراسلة صحيفة “صاندي تايمز” لويز كالاغان، قالت فيه إن ديفيد (35 عاما) وهو محام بدأ يفقد شعره قبل خمسة أعوام، ولم يفكر أن هناك شيئا يستطيع عمله، ولو قام بعملية زراعة للشعر فقد يواجه أشهرا وأسابيع قبل أن يعود شعره إلى الحالة الطبيعية. ولم يكن يتخيل مواجهة زملائه وموكليه في المحكمة بفروة رأس حمراء بشكل واضح. إلا أن وباء كورونا غيّر كل هذا، وكان ديفيد واحدا من الكثير من البريطانيين الذي انتهزوا فترة الإغلاق للسفر إلى اسطنبول من أجل عمليات زراعة شعر وبوتوكوس وشفط الدهون وشد البطن.

وبعد العملية كانوا يذهبون إلى بيوتهم للحجر الصحي بعيدا عن أنظار زملائهم وأصدقائهم. وعلى خلاف ديفيد، هناك من موّل رحلته وسياحة زراعة الشعر من منح حكومية. وكُشف في الأسبوع الماضي أن من سافروا من بريطانيا لعمليات زراعة الشعر أو أخذ حقن البوتوكوس لم يخرقوا قانون البقاء في البيت الذي فرض ضمن حالة الإغلاق العام. ورغم نصيحة وزارة الصحة أن السفر للخارج مسموح به للحصول على العلاج الطبي أو لموعد طبي لو كان “ضروريا بشكل مقبول” إلا أن المسؤولين في الوزارة أكدوا مشروعية من يسافر كي يحصل على عملية أو معالجة أوصى بها فني طبي مؤهل.

وفي العام الذي حُظر على الملايين السفر لزيارة الأهل أو القيام بسياحة، فإنه سُمح على ما يبدو بمغادرة بريطانيا لتكبير الشفاه أو شد المؤخرة على الطريقة البرازيلية. وأي شخص يصل من بريطانيا إلى تركيا من أجل عملية في عيادة تجميل يخرق قواعد الحجر الصحي.

وفي كانون الأول/ ديسمبر، منعت تركيا الرحلات المباشرة إلى بريطانيا بسبب السلالة الجديدة من فيروس كورونا. وفي الوقت الحالي يُطلب من أي مسافر قادم من بريطانيا الحجر لمدة عشرة أيام، ولا يبدو أن أحدا من القادمين البريطانيين يفعل هذا. وتواجه تركيا موجة حادة من فيروس كورونا وصلت في الأسبوع الماضي إلى أعلى درجاتها بتسجيل نحو 59 ألف إصابة في يوم واحد. وأعلنت الحكومة عن إغلاق لمدة أسابيع على أمل أن تحدّ من انتشار الفيروس.

لكن من استطاعوا الوصول إلى اسطنبول، قالوا إنها فترة راحة من بؤس البقاء في البيت لعدة أشهر. وقال ديفيد الذي وصل اسطنبول الشهر الماضي: “كان عاما صعبا، وفي نهايته شعرت أنني فعلت شيئا لنفسي وتحسين مظهري”. وأضاف: “فكرة أن أبتعد عن الرؤية العامة لأسابيع قليلة عامل إيجابي”.

وتعتبر السياحة العلاجية في تركيا تجارة واسعة، ويصل إليها مئات الآلاف من حول العالم في كل عام لتلقي العناية الصحية من عمليات القلب المفتوح إلى عمليات زرع الذقن. وثلث زوار تركيا جاءوا للعلاج، مما جلب موارد مالية سنوية بـ1.2 مليار دولار. وتعتبر اسطنبول -المدينة القائمة على سبعة تلال وريثة مجد الإمبراطورية البيزنطية وجوهرة الإمبراطورية العثمانية- عاصمة زراعة الشعر في العالم. ومشاهد فروات الشعر الحمراء بعد العملية وعصابات مضادة للتورم مع اسم العيادة عامة تشاهد في الأسواق.

ويأتي كل عام مئات من البريطانيين إلى المدينة لإعادة شعرهم الطويل من أيام الشباب. وتكلف العملية 1.500 جنيه استرليني مقارنة مع 8.000 جنيه استرليني في بريطانيا. وتراجعت موارد السياحة العلاجية في العام الماضي بنسبة 50% ومع ذلك جاء البعض. وقال علي أتاقان، مدير التطوير في عيادة الدكتور سركان أيغين، إن السرية التي منحها الوباء كانت “السبب الأهم” بالنسبة للأشخاص الذي قرروا الحصول على عمليات تجميل في العام الماضي. وأضاف أنهم ولأسباب اجتماعية لم يرغبوا بالكشف عن عمليات زرع الشعر وهم يعملون، ومن الصعب إخفاء العملية. ولهذا قرروا إجراء العملية وهم يعملون من البيت. وقال إن بعض المرضى البريطانيين أخبروه أنهم غير قلقين حول كلفة العملية لأنهم حصلوا على منح مالية من الحكومة و”لديهم المال من الحكومة ويمكنهم استخدامه”.

وقبل الوباء، كان يحضر للعيادة حوالي 40 رجلا وامرأة من بريطانيا كل شهر، ويدفع كل منهم ما معدله 2.200 جنيه استرليني لزراعة الشعر أو عملية تجميل. وتصل نسبة البريطانيين إلى 20% من زبائن العيادة. وزار العيادة في الفترة ما بين شباط/ فبراير إلى حزيران/ يونيو، 113 بريطانياً. وجاء 31 آخرون من أجل عمليات تجميل الأنف وشد المعدة.

ومنذ الإغلاق الثاني، حضر كل شهر خمسة زبائن من بريطانيا. وهناك بعض البريطانيين مثل ديفيد يعيشون في دول تسمح لهم بالسفر إلى تركيا، حيث انتقل إلى سويسرا في عام 2019. وهناك نسبة صغيرة غادرت بريطانيا في خرق لأوامر البقاء في البيت. وقام بعضهم بقيادة سيارته إلى أيرلندا الشمالية ومنها إلى جمهورية أيرلندا حيث القيود ليست مشددة. وسافروا من هناك إلى تركيا لعمليات تجميل.

وسافر ناويد (33 عاما) من بلفاست إلى دبلن ثم طار إلى اسطنبول في عطلة عيد الفصح. ومثل ديفيد، خضع لعملية زراعة شعر في عيادة الدكتور سيركان أيغين التي تعتبر الأشهر في المدينة. وقال: “تعرفين إنه الوقت الأفضل للقيام بها، ولأن الناس لا ينفقون مالا كثيرا بسبب الإغلاق فلديهم فائض لإنفاقه على عمليات التجميل”.

وبناء على قيود الإغلاق البريطانية، لا يُسمح بمغادرة البلاد إلى الخارج بدون عذر مقنع كتلقي العلاج أو الذهاب لموعد طبي “ضروري”. وقال متحدث باسم وزارة الصحة والعناية الاجتماعية: “تهدف قيودنا لمنع انتشار الفيروس”. و”من غير المسموح مغادرة بريطانيا بدون إعفاء أو تبرير مقنع للسفر إلى الخارج، وعلى الأفراد ممن لا إعفاء لديهم توضيح سبب عمل في نموذج تصريح السفر”.

والبريطانيون ليسوا وحدهم من يأتي إلى عيادات التجميل التركية، فمدير ومالك مايكروفو، أوزان معمر أيديمير، قال إن هناك زيادة في الزبائن القادمين من فرنسا. وأضاف: “في فرنسا يقدمون حيلا مختلفة للقدوم إلى هنا”. و”كل واحد يحاول إجراء العملية في أقرب وقت لأنه أفضل وقت لزراعة الشعر”. و”لديهم وقت حر ولا شيء لعمله والمكاتب مغلقة ويعملون في بيوتهم وبعض المحلات مغلقة ولديهم وقت كاف للتعافي بدون أن يراهم أحد”.

وقال إن عيادته قبل الوباء كانت تقوم بـ19 عملية زراعة شعر في اليوم، منها عدد كبير لزوار أمريكيين وبريطانيين. ومع انتشار الفيروس قلت العمليات، لكنه تلقى حوالي 600 مكالمة من بريطانيا حول عمليات زراعة الشعر. وقال: “هناك إمكانية كبيرة تنتظرنا”. و”تلقينا رسائل على واتساب والبريد الإلكتروني. والإنكليز منظمون وهم يخططون للعملية قبل ستة أو ثمانية أشهر من إجرائها أو حتى في العام التالي، وعندما تسنح لهم الفرصة يأتون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية