هذه حكاية تروى عن فترة من فترات الحرب العالمية الأولى زاحم فيها السلامُ الحرب بامتياز… لم تكن فترة «هدنة» كما نتوقع، أو بالأحرى كانت فترة هدنة، لكن هدنة من نوع فريد لم تتجسد في عودة الجنود إلى بيوتهم أو بقائهم في الخنادق ـ أي الأرضية التي دارت عليها جل أطوار «الحرب الكبرى» كما سميت- لكن الهدنة المعنية أخذت في جوهرها ملامح غريبة على الحرب، إذ تجسدت في مقابلة كرة قدم، أجل مقابلة كرة قدم خاضها جنود ألمان وبريطانيون، على الحدود الفرنسية البلجيكية، إنه نبأ تناقلته المصادر الاخبارية هذا الأسبوع بمناسبة الذكرى التخليدية لهذا الحدث الفذ، بعد أن توجه إلى بلجيكا للاحتفال به رئيس الفيدرالية العالمية لكرة القدم، ميشيل بلاتيني.
يوم استثنائي زاحم فيه السلام الحرب بتميز، وأوصل بلاتيني إلى تدشين نصب تذكاري يمثل… وابلا تكلله كرة.
ويكلل النصب التذكاري بدوره نجاحا لا خياليا في يوم مشهود أغلقت فيه النزاعات إلى اجل، مع الأسف، لم يكن غير مسمى، لتعود طاحونة التدمير البشري إلى عملها بعد فوز أحد الفريقين أو تعادله في نتيحة غيّبها التاريخ.
روح رياضية عمت جنودا انتقلوا من محاربة العدو إلى هزم الخصم للحظات،
ركلات لاعبين قذفت بالســــياسة لدقائق خارج ميدان معارك متحول إلى ملعب مباراة. ذكـــرى مئوية مثلت سابقة لافتة في مجال لم نتوقع فــــيه تجليات خارقة في ما يعدّ، كما نقول في فرنسا،»تهكّـــما من التاريخ» – إنها عبرة بما تكون البشرية قادرة على إنـــتاجه من مفارقات.
وليست المفارقات التي نحن بصددها وإن تقدّمتنا بحوالي قرن سوى مخزون ورثناه لننظر إلى حاضرنا نظرة أخرى. فمن جهة لم نفارق النزاعات، ولكن عناصر جديدة دخلت على الخط فترافقت فيها استباحة أراضي الغير مع تطويع العقول لأيديولوجيات بعضها يحمل خطرا فتاكا.
نداء السلام الذي حملته إلينا أصداء التاريخ هذا الأسبوع سجلت هدفا ليس مجرد رياضي، فهو الهدف الذي يطارد كل من يؤمن بأن الحياة تعلو على الموت، من يكدّ ويجتهد في التزاماته المهنية والأسرية ليضيف لبنته لتشييد عالم أفضل.
إنه هدف نداء السلام الرياضي المنسحب على الوعي العام من أعالي الماضي السحيق، إسوة بالقيم الأولمبية التي سعت لبث قيم المشاركة الجماعية لبناء مشاريع للجميع.
كرة مسددة في مرمى الفريق الخصم نزعت بنادق ورصاصات عن المحاربين لساعة ونصف الساعة، في أوج معارك حرب عالمية أعادت لهنيهات أملا مفتقدا لا يعدو بريقه ضوء الشعلة الموشكة على الانطفاء.
طبعا، لا يمكن تحمــــيل الأحداث الرمزية أكثر مما تطيق، خاصة عندما تخلّد فـــي النــــهاية حدثا برمج من البداية ليكون غيضا من فيض وقع في قلب حرب ضروس.
لا يمكن تعليق آمال عريضة على شعلة تشرف على الانطفاء لتترك بعدها الباب واسعا لمن تكتب له الغلبة…
لكن…
لكن يمكن تعليق عبر التاريخ بعبر الحاضر لرسم ملامح المستقبل. والماضي والحاضر والمستقبل سيان أمام معضلة الإنسانية الأبدية: إلـحـــاق الهزيمة بأعداء السلام.
٭ باحث أكاديمي وإعلامي فرنسي
بيار لوي ريمون
مقالة رائعة يا مسيو بيار
أتمنى أن يعم السلام العالم بأجمعه
ديننا الاسلامي يا مسيو بيار هو دين السلام وللعالم كافة
لكن المستعمر أبى الا أن يزرع بيننا دولة اسرائيل
ثم يتعاون مع الصفويين بزرع الطائفية بيننا
مرحبا بك يا مسيو بيار وأقول لك السلام عليكم
وأهنأنك بأعيادكم وكل عام وجميع العالم بخير وسلام
ولا حول ولا قوة الا بالله