القائمة المشتركة تدرس سيناريوهات دعم لبيد ومنصور عباس يمارس “الضبابية”

حجم الخط
0

إن انتهاء التفويض الذي أعطي لنتنياهو جعل الأحزاب العربية، لا سيما راعم، تحتاج مرة أخرى إلى الحسم في مسألة من الذي سيوصون به رئيساً. في جولة المشاورات السابقة كان قرارها أقل أهمية بعد أن قرر حزب “أمل جديد” عدم التوصية بأي شخص. فعلياً، أعطى نتنياهو أفضلية عددية واضحة. والوضع مختلف هذه المرة: بحث رئيس “يوجد مستقبل”، يئير لبيد، عن كل صوت يقربه من التفويض، وأمل بأن تساعده في ذلك محادثاته الكثيرة التي أجراها مع “راعم” والقائمة المشتركة، في الوقت الذي سيدعمه فيه ساعر أيضاً من اليمين.

ثار في القائمة المشتركة نقاش حول موضوع التوصية بالرئيس؛ قرر “بلد” عدم التوصية بأي شخص، وثار في “حداش” نقاش بين عايدة توما سليمان وأيمن عودة الذي فحص التوصية بلبيد. في جلسة القائمة التي جرت أمس، تم فحص عدة سيناريوهات، وكان الخوف أن تؤدي التوصية بلبيد إلى حكومة برئاسة نفتالي بينيت في نهاية الأمر.

في الوقت نفسه، مال “تاعل” إلى التوصية ببينيت. وشعرت القائمة المشتركة أن نقل التفويض إلى رئيس “يوجد مستقبل” أعادهم إلى بؤرة الاهتمام، حتى لو لفترة محدودة. في نهاية المطاف، أعضاء “حداش” و”تاعل” أيدوا التوصية بلبيد، والعضو الوحيد في “بلد” عارض. أوضحوا بأنهم مع لبيد، لكنهم غير معنيين بأن يصل صوتهم إلى بينيت. ولإدراكهم أن التوصية بلبيد ستغير ميزان القوة في اللجنة المنظمة لصالح كتلة التغيير هو الذي حسم الأمر في نهاية المطاف.

في الوقت نفسه، حظي “راعم” الذي كان تطمح بحكومة يمينية تعتمد عليها، بمغازلات حتى اللحظة الأخيرة. قرار سموتريتش، تأييد حكومة برئاسة نتنياهو تعتمد على الحزب، كان سيضع “راعم” في موقف قوة غير مسبوق. فعلياً، وتبدد هذا الاحتمال عند انتهاء التفويض. واصل عباس أمس سياسة الضبابية، وعرف أنه سيؤثر بدرجة أقل في كتلة التغيير مما سيؤثر في حكومة برئاسة نتنياهو.

وأوضح “راعم” أنه لن يغير استراتيجيته القائلة: الدعم بمقابل. ومثال على ذلك، جاء في مقابلة عباس مع راديو “الشمس” التي كشف فيها بأنه طلب في إطار النقاشات حول قانون الانتخاب المباشر إلغاء قانون كمنتس وطالب بميزانيات للسلطات العربية. لم يوافق الليكود على طلباته. وحسب قوله، أوضح لرجال نتنياهو بأن “قانون الانتخاب المباشر سيضعفنا مثل كل القوائم في الكنيست. لذلك، نريد شيئاً في المقابل، لكنهم لم يعودوا إلينا”.

اتخذ عباس هذا الموقف أيضاً خلال جميع نقاشاته فيما يتعلق بالتوصية بالرئيس، إلى أن قرر بأنه لن يوصي بأي شخص. خلافاً للقائمة المشتركة، يحافظ عباس على علاقة مع بينيت ولا يستبعد تأييد حكومته طالما أنه سيستجيب لطلباته. تشعر “راعم” أنها تقف منذ الانتخابات في مركز الخطاب العام وتحظى بمغازلات من كل أطراف الطيف السياسي. وإن لقاء بين عضو كنيست عربي وحاخام كبير في “الصهيونية الدينية” مثل الحاخام دروكمان، هو أمر يكسر التابو، ولكنه يسجل لصالحهم فقط في حالة أنه نجح. يعترف الحزب أن هذه الخطوة قد تضر بهم داخل المجتمع العربي، لكن الامتحان في النتائج.

يدرك “راعم” أن أي هدم بيت في النقب، أو قتل في قرية عربية، وفي كل خطوة يتم اتخاذها ضد السكان العرب أو تسخين في الساحة الفلسطينية، بما في ذلك في القدس، سيعقبه انتقاد لاذع ضدهم. في هذه الأثناء، يمكنه الادعاء بعدم تشكيل حكومة بعد، لذلك، من السابق لأوانه الحصول على أي نتيجة. ولكن عندما سيتم تشكيل حكومة، سيبدأ العرب بالمطالبة بإجابات. ومن ناحيتهم، فإن مغازلة أخرى أو ظهور آخر لعباس في الأستوديو لن يكون أمراً كافياً إلا إذا كانت هناك نتائج على الأرض.
بقلم: جاكي خوري
هآرتس 6/5/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية