نواكشوط -“القدس العربي”: تخلى الموريتانيون عن اهتماماتهم ليوجهوا مواقف تضامنهم ونصرتهم شطر مدينة القدس، حيث يواجه المقدسيون منذ بداية شهر رمضان، اعتداءات تقوم بها شرطة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، وبخاصة في منطقة “باب العامود” وحي “الشيخ جراح”.
وشارك آلاف المتضامنين مع المقدسيين في تجمع شعبي ليلة الإثنين مخصص لنصرة القدس الشريف بساحة القدس بتفرغ زينة، ولاية نواكشوط الشمالية.
وتسابق الغيورون على كرامة أمتهم وقضاياها العادلة، للمشاركة في هذا التجمع بالحضور، وطالب المنظمون “بأن يكون بحجم ما يعانيه الفلسطينيون من قمع وتنكيل في المسجد الأقصى وما تتعرض له قضية فلسطين من مؤامرة عالمية يشجعها ضعف وتخاذل النظام الرسمي العربي وتآمر أطراف عديدة منه على نحو مكشوف وفاضح”.
وغرد رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية الشيخ ولد بايه، منددا “باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين الفلسطينيين، وانتهاك حرمة ثالث الحرمين الشريفين”.
وقال “ما يحدث يعتبر تحديا سافرا لمشاعر المسلمين، وخرقا للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان”.
وأوضح “الحديث عن السلام يتنافى مع الاستمرار في سياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي وتهجير السكان الأصليين”.
أدين بشدة اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين الفلسطينيين، وانتهاك حرمة ثالث الحرمين الشريفين، فى تحدٍّ سافر لمشاعر المسلمين، وخرق للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان.
إن الحديث عن السلام يتنافى مع الاستمرار فى سياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي وتهجير السكان الأصليين— الشيخ بايه Cheikh BAYA (@cheikh_baya) May 8, 2021
وفي بيان للخارجية الموريتانية، أكدت حكومة موريتانيا أنها “تتابع باستياء كبير تنامي العنف في القدس الشرقية وإجراءات التهجير القسري لسكانها لصالح التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في تحد صارخ للقانون الدولي وللقرارات الأممية”.
وأن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، يضيف البيان، “إذ تدين بأقوى عبارات الإدانة والشجب ما يجري في القدس الشريف، لتهيب بالمجموعة الدولية للتدخل العاجل لوقف مسلسل التهجير والاستيطان في الأرض المحتلة، ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني، بإقامة دولته المستقلة على حدود 4 من يونيو 1967 طبقا لمقتضيات النظم والقوانين الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة وخطة السلام العربية”.
وفي نفس السياق، أدان تجمع الفرق البرلمانية الموريتانية في بيان تسلمت “القدس العربي” نسخة منه، “الهجمة الصهيونية الوحشية”، مؤكدا “شجبه للاعتداء على ساكنة حي الشيخ جراح وإخراجهم من بيوتهم، وإدانته لجميع المشاريع التهويدية للقدس”.
وأكد تجمع الفرق البرلمانية الموريتانية أن “القدس عاصمة أبدية لفلسطين”، منددا “بعمليات تدنيس باحات الأقصى المقدسة بأحذية الصهاينة الهمج”.
وشدد التجمع التأكيد على دعمه “لصمود الشعب الفلسطيني كله دفاعا عن أرضه ومقدساته”، شادا “على أيادي المقدسيين المرابطين في وجه الغطرسة الصهيونية والصلف العنصري الإسرائيلي”.
وطالب التجمع “البرلمانات في البلدان العربية والإسلامية، وكافة شعوب العالم المحبة للسلام والعدل، بتحمل مسؤولياتها في إلزام الحكومات باتخاذ المواقف الضرورية لصد هذه الهجمة، ووقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الغاصب ردا على جرائمه المتكررة ضد شعبنا وأهلنا في فلسطين والقدس”.
وأضاف التجمع “منذ أيام ووسائل الإعلام تنقل إلينا صور التنكيل والتعذيب وإهانة المقدسيين المرابطين في المسجد الأقصى، وسط صمت عالمي مخز، رغم الانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان، والمخالفة لمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية التي يتعرض لها إخواننا في حي الشيخ جراح، وفي المسجد الأقصى وباحاته، ورغم ما ترزح تحته القدس من مشاريع التهويد، وطمس معالم الهوية العربية والإسلامية”.
وفي بيان آخر، أكد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (الإسلاميون)، “أنه وهو يعيش مع المرابطين في أكناف بيت المقدس أجواء دفاعهم البطولي عن قبلة المسلمين الأولى ومسرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ليشدد على ضرورة نصرة الأمة وكل أحرار العالم للمقدسيين وهم يواجهون البطش الصهيوني، والاعتداء على المقدسات والمصلين المعتكفين في العشر الأواخر من رمضان”.
وأكد الحزب “أنه يستنكر صمت الحكومات في العالم الإسلامي على الجرائم الصهيونية ويعتبر صمتها خذلانا للمرابطين في باحات المسجد الأقصى”.
ودعا حزب التجمع الحكومة الموريتانية إلى إعلان موقف دعم ومناصرة للشعب الفلسطيني، تجسيدا لموقف الشعب الموريتاني الراسخ والمجمع عليه في الوقوف مع فلسطين وقضيتها، كما دعا “الشعب الموريتاني بكل قواه الحية إلى الانخراط بفعالية في جهود مناصرة ودعم المقدسيين فذاك واجب الوقت، ومقتضى العهد الذي يربطنا بقضية الأمة المركزية”.
وأضاف حزب التجمع في بيانه يقول «إن كل ما جرى ويجري يدخل ضمن محطة متجددة من محطات العدوان الصهيوني. اقتحمت قوات الاحتلال الغاشم هذا المساء المسجد الأقصى وباشرت عمليات قمع وبطش بحق المصلين والمرابطين والمعتكفين العزل في تحضير لعملية الاقتحام الكبرى التي يخطط لها المتطرفون الصهاينة يوم الثامن والعشرين من رمضان”.
وفي نفس الإطار وجه كبار الساسة والمدونين الموريتانيين كتاباتهم وتعليقاتهم لمناصرة المقدسيين في مواجهة اعتداءات الاحتلال الصهيوني. وكتب المدون البارز الإعلامي محمد محفوظ ولد أحمد “يكتب المقاومة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس أروع آيات المقاومة والصمود وأياماً من أيام الله الخالدة التي تعطي للعالم درسا في خلق التوازن المستحيل في انتظار وعد الله الذي لا يخلف، وعده بزوال الاحتلال والتمكين للصالحين من عباده؛ فثقوا بوعده، وبحلّ الدولة الواحدة فإسرائيل إلى زوال”.
وقال “تقتيل وتشريد الفلسطينيين العزل، وهدم بيوتهم وسلب أرضهم وتدنيس مقدسهم ومقدس المسلمين جميعا ليس فيها من جديد ولا غريب، إنما الجديد هو أن يكون ذلك بصمت ورضى إخوتهم العرب والمسلمين، بل وبمباركة من بعض قادة الأمة وزعمائها الحاكمين باسمهم”.
وأضاف “عسى أن يكون فقدان بيانات الشجب والتنديد الخشبية المنافقة والتظاهر بالاستنكار، ومنع وتجريم وترهيب كل من يدعو لمساندة الفلسطينيين وإسعافهم ولو باحتجاج سلمي أو استنكار صادق، بداية لعهد جديد من التاريخ يُذهب الزبد جفاء، ويعجم المواقف، ويهيئ الأمة لظهور قيادات ومواقف صادقة”.
وكتب القيادي الإسلامي الحسن مولاي علي مدير إذاعة التنوير “لك الله يا فلسطين، فقد أكل العملاء ونظم التهريج والتوريث ثمنك سحتا؛ والمرابطون الراكعون الساجدون اليوم في الأقصى، لا صريخ لهم، والعجائز والشيوخ والأطفال في الشيخ جراح، لا بواكي لهم!”.
وكتب الإعلامي والقيادي الإسلامي أحمد الوديعة “في تاريخنا المعاصر، مع أن ظاهر الصورة يقول إن الأمة هي من ينصر فلسطين، لكن الحقيقة تقول العكس ففلسطين من ينصر الأمة ويقودها ويلهمها؛ فالانتفاضة الأولى قادت لمتنفسات ديمقراطية بداية التسعينات وانتفاضة الأقصى مع بداية الألفية أوجدت روحا في جسد الأمة المنهك تطور لاحقا ليهز أركان الاستبداد، والآن يرمي المقدسيون بذور عهد جديد من التحرر والتحرير”.