أولمبياد طوكيو: اعترفت نجمة كرة المضرب اليابانية نعومي أوساكا بأنها “غير واثقة” حيال المضي قدماً في تنظيم أولمبياد طوكيو الصيف المقبل، وذلك ترافقاً مع تزايد الشكوك حول الألعاب نتيجة تمديد حالة الطوارئ حتى نهاية الشهر الحالي ضمن المساعي للوقوف في وجه موجة تفشي جديدة بفيروس كورونا.
وقبل أقل من ثلاثة أشهر على انطلاق أولمبياد طوكيو، المؤجل من صيف 2020 بسبب جائحة كورونا، أعلن رئيس الوزراء الياباني الجمعة عن تمديد حالة الطوارئ في طوكيو وأوساكا وكيوتو وهيوغو (غربا) وفي إدارتين أخريين هما أيتشي (وسط) وفوكوكا (جنوب غرب).
وإزاء هذا الوضع، يشكك الكثيرون بإمكانية إقامة الألعاب المقرر أن تنطلق في 23 تموز/ يوليو، وقد ازداد الشك الإثنين بالإعلان عن إرجاء زيارة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ إلى البلاد بسبب حالة الطوارئ، وذلك تزامناً مع بدء التحرك المعارض على الأرض تنديداً بالألعاب.
وأصرّت الحكومة، المنظمون المحليون واللجنة الأولمبية الدولية مراراً على إمكانية إقامة “ألعاب آمنة”، رغم معارضة أغلبية واضحة من اليابانيين ذلك، حيث تطالب إما بتأجيل جديد أو إلغاء كامل، وفقاً لجميع استطلاعات الرأي على مدى عدة أشهر.
وفي آخر استطلاع أجرته صحيفة يابانية رائدة وصدرت نتائجه الإثنين، أيد 59 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع فكرة إلغاء الأولمبياد.
ويبدو أن أوساكا، الفائزة بأربعة ألقاب في بطولات الغراند سلام، تميل أيضاً إلى فكرة إلغاء الألعاب لتنضم بذلك إلى زميلها في كرة المضرب كي نيشيكوري، في وقت حذر سياسي بارز من أنه لا يزال يتعين على اليابان اتخاذ “قرار متأن” بشأن إقامة الألعاب.
وقالت أوساكا “بصراحة، لست واثقة حقاً” في ردها على سؤال عما إذا يجب المضي قدماً في إقامة الألعاب الأولمبية، مضيفة لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: “أنا رياضية، والفكرة الأولى التي تراودني هي أني أريد المشاركة في الأولمبياد. لكن كإنسان، فسأقول إننا في جائحة، وإذا كان الناس غير أصحاء وإذا لم يشعروا بالأمان، فهذا بالتأكيد سبب كبير للقلق”.
بالنسبة لنيشيكوري “يجب بالتأكيد إجراء مناقشة” حول ما إذا كان ينبغي على طوكيو المضي قدماً في الألعاب الأولمبية، مضيفاً “لا أعرف ما يفكرون به ولا أعرف مدى تفكيرهم في كيفية صنع فقاعة لأن الأمر لا يتعلق بـ100 شخص مثل هذه الدورات (دورات كرة المضرب). يوجد 10 آلاف شخص في القرية (الأولمبية)… لذلك لا أعتقد أن الأمر سهل، خاصة (مع) ما يحدث الآن في اليابان. الوضع ليس جيداً”.
ولا تزال أسطورة كرة المضرب عند الأمريكية سيرينا وليامس غير ملتزمة بما إذا كانت ستنضم إلى منتخب الولايات المتحدة الأمريكية في ألعاب طوكيو، خاصة إذا كان ذلك يعني قضاء الوقت بعيداً عن ابنتها أولمبيا البالغة من العمر ثلاث سنوات.
وقالت سيرينا الفائزة بأربع ميداليات ذهبية أولمبية، وهو رقم قياسي تشاركه مع شقيقتها فينوس: “لم أمضِ 24 ساعة بدونها (أولمبيا)، لذا فإن هذا النوع من الإجابات يرد على السؤال نفسه”.
وأضافت الإثنين من إيطاليا حيث تشارك حالياً في دورة روما “لم أفكر كثيراً في طوكيو، لأنه كان من المفترض أن تكون العام الماضي والآن هي هذا العام، ثم هناك هذا الوباء وهناك الكثير مما يجب التفكير فيه”.
والتزم غالبية الرياضيين الصمت حتى الآن بخصوص إقامة الألعاب الصيف المقبل، خلافاً للعام الماضي عندما كان التذمر صارخاً قبل أن يتخذ القرار التاريخي بتأجيل الحدث في آذار/ مارس.
ورغم إلغاء سلسلة من الأحداث التجريبية أو تأجيلها أو إقامتها خلف أبواب موصدة، مما يؤكد التحديات التي تواجه البلد المضيف، يصر المسؤولون الأولمبيون على أنه ما زال ممكناً إقامة الألعاب بأمان وقد أصدروا كتيبات القواعد التي يقولون إنها ستضمن ألا يتسبب أكبر حدث عالمي منذ بدء الوباء بانتشار الفيروس.
بالنسبة لتوشيهيرو نيكاي، الرجل الثاني في الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، إن اليابان بحاجة إلى مشورة “الخبراء الأولمبيين” قبل أن تقرر ما إذا كانت ستستضيف الألعاب.
ونقلت عنه وكالة أنباء “جيجي برس” قوله إن “القرار المتأني سيكون ضرورياً في المستقبل”.
وكان يتحدث بعد أن أصر رئيس الوزراء يوشيهيدي سوغا الذي تولى السلطة في أيلول/ سبتمبر، على أنه “لم يضع الأولمبياد في المقام الأول”، مؤكدا أن أولويته هي “حياة وصحة الشعب الياباني”.
(أ ف ب)