نواكشوط ــ “القدس العربي”:
تخلى الموريتانيون عن جميع اهتماماتهم مركزين على متابعة مجريات العدوان الإسرائيلي على الأقصى وعلى المقدسيين، حيث استنكرت عشرات الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والحقوقية والنقابية والدينية، في موريتانيا، والمنظمات المجتمعية في بيانات ووقفات احتجاج متواصلة، استنكرت العدوان الصهيوني المتواصل على الأقصى والقدس وكل فلسطين، منددة بتمالؤ المجتمع الدولي، وبصمت وتخاذل العرب والمسلمين.
وسلم رؤساء الأحزاب وممثلو الكتل البرلمانية وهيئات المجتمع المدني أمس في أعقاب تجمع خطابي تضامني مع القدس والمقدسيين، لممثل الأمين العام للأمم المتحدة في نواكشوط رسالة استنكار لما سمته الرسالة “العدوان والأبارتهايد الصهيونيان على مدينة القدس المحتلة”.
وأكدت موقعو الرسالة “أنه أمام صمت المنتظم الأممي، نتوجه إليكم باسم الهيئات والمؤسسات المرفقة توقيعاتهم، بهذا الكتاب لنلفت انتباهكم إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني من تقتيل واعتداءات واعتقالات ومحاكمات، تفتقر إلى أدنى ضمانات المحاكمة العادلة، بما يتناقض مع مقتضيات القانون الدولي الإنساني، وكذا من هدم ومصادرة للمنازل وتشريد وطرد أهلها كما جرى في أكثر من منطقة بفلسطين، كما هو المصير المنتظر، هذه الأيام، لحوالي خمسمائة فلسطيني من سكان حي الشيخ جراح بمدينة القدس”.
“إن هذه الحملات والمداهمات اليومية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وشرطته العنصرية والمستوطنين لأحياء وبيوت الفلسطينيين الآمنين، تضيف الرسالة، لا تتوقف على مدار الساعة، مخلفة حصائل من الشهداء والمختطفين والمعتقلين، خارج نطاق القضاء، وعلى أساس قوانين فاشية تذكر بنظام الأبارتهايد بجنوب إفريقيا”.
وأضاف موقعو الرسالة “كما أن حصيلة ضحايا النساء والأطفال المروعين والمعنفين والمحتجزين في سجون الاحتلال ما تنفك تتصاعد كل يوم أمام أنظار العالم؛ وفي نفس سياق البغي والطغيان الإسرائيليين، أعلنت جماعات من المستوطنين العنصريين عن اعتزامهم اقتحام المسجد الأقصى، القبلة الأولى المقدسة لكل المسلمين في مختلف أنحاء المعمورة، وهو كما لا يخفى على حضرتكم، يشكل خطورة على أمن واستقرار العالم بأسره وفق ما يعتبره الصهاينة المتطرفون استحقاقا عقديا لهم، عبر السيطرة على المسجد الأقصى المبارك والمقدس عند ما يقارب ملياري مسلم، وهدمه لبناء هيكلهم المزعوم مكانه”.
وتابع الموقعون “إننا إذ نكاتبكم باسم كل هذه الهيئات والمؤسسات من منظمات مجتمع مدني وأحزاب سياسية ومنظمات حقوقية، فإننا نسعى إلى لفت انتباهكم لغطرسة الاحتلال الإسرائيلي، وتذكيركم بمسؤولياتكم كما يفرضها عليكم القانون الدولي الإنساني إزاء الشعب الفلسطيني، وإزاء المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية التي يتم تدنيسها واستهدافها كل يوم من قبل جيش وشرطة ومستوطني دولة الاحتلال الإسرائيلي”.
“إن الوضع في فلسطين المحتلة، تضيف الكتل والمنظمات والأحزاب الموريتانية، خطير جدا، وسيكون أخطر بحلول يوم الإثنين، لما يبيته اليهود الصهاينة العنصريون، تحت حماية جيش وشرطة الاحتلال، وهو ما تعتبر مسؤول عنه كأمين عام للأمم المتحدة”.
وسلم رسالة الاستنكار والاحتجاج لمكتب الأمم المتحدة في موريتانيا ممثلون لكل من سلك المحامين، واللحنة الوطنية لحقوق الإنسان، نقابة الصحفيين وحزب الاتحاد والتغير الموريتاني، وحزب الصواب، وحزب الاتحاد من الجمهورية (الحاكم)، والتجمع الوطني للإصلاح والتنمية، واتحاد قوى التقدم، وتكتل القوى الديموقراطية، وحزب الكرامة، والحراك الشبابي، والبناء والتقدم، وحزب الغد، والحزب الجمهوري للديمقراطية والتجديد، وحزب الرفاه، وحزب نداء الوطن، وحزب التحالف الديمقراطي، والاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم، والاتحاد من أجل التخطيط والبناء، والتناوب الديمقراطي، وحزب الفضيلة، وحزب الإصلاح، والرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني، والمبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني، وجمعية ثابت.
وضمن بيانات التنديد، أكد الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني أن القضية الفلسطينية تقف على مفترق طرق “وعلى أمة الإسلام أن توجه ضربة قوية للكيان عبر إفشال مخططاته في كل المحافل والتضييق عليه إقليميا ودوليا وفضح المتآمرين معه من المنافقين والخونة”.
وأكد الرباط الوطني في بيان له، إنه “إذ يحيي جماهير الشعب الموريتاني وقواه الحية التي تنادت إلى الشوارع مساندة للشعب الفلسطيني في ملحمته البطولية يؤكد ضرورة مواصلة الحراك التضامني وتفعيله لإسناد الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الخطيرة من عمر الصراع والتي يستخدم فيها الاحتلال كل ما عرف عنه من خبث وقتل وإجرام في محاولة جديدة لتصفية القضية الفلسطينية والإجهاز عليها”.
وقال إن “الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة أثبت مرة أخرى أن اللغة الوحيدة التي يفهمها الصهاينة هي لغة القوة فكانت بيانات الإخوة في فصائل المقاومة الفلسطينية أفصح من كل قول وقطعت جهيزة قول كل خطيب”.
وأكد التجمع الثقافي الإسلامي في موريتانيا وغرب إفريقيا، في بيان آخر “أنه يتابع بأسى وحسرة كبيرين الصمت العالمي إزاء الجرائم الصهيونية في المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”، داعيا “قادة العالم وكل أصحاب الضمائر الحية عموما وقادة الأمة الإسلامية خصوصا للاتحاد في وجه هذه الهجمة الصهيونية الغاشمة على أهلنا في القدس الشريف وتحديدا المرابطين في الأقصى المبارك”.
وأضاف التجمع أن “أي سلام عالمي عادل هو مشروط بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف وبتحرير المسجد الأقصى المبارك من أيادي الصهاينة المغتصبين”.
وحيى حزب تكتل القوى الديمقراطية في بيان أمس “المواجهة التي يقوم بها المقاومون الأشاوس من الشباب والنساء العزل، المرابطون داخل المسجد الشريف، المسلحون بالإيمان والثبات والتضحية، لما تقترفه دولة الاحتلال من قمع واعتقالات واسعة في صفوف المقدسيين”.
وأكد الحزب أنه “أمام غطرسة الكيان الصهيوني الظالم، والصمت العربي والدولي الفاضح، يستنكر بشدة العدوان الإسرائيلي الجديد على إخوتنا الفلسطينيين وأرضهم الطاهرة ومقدساتهم، ويطالب بوقفه الفوري؛ كما يدين صمت الدول العربية والإسلامية، والنظام الإقليمي والعالمي”.
وطالب حزب التكتل “بتحرك سريع وفعال لمنع الاحتلال الغاشم من ابتلاع ما تبقى من مدينة القدس الشريف”، معتبرا أن “ما تقوم به آلة البطش الصهيونية هو الإرهاب بعينه، وأن سكوت العالم عنه مباركة ودعم فاضح له ولممارسيه”.
ودعا التكتل “الشعوب الإسلامية وأحرار العالم إلى هبة قوية، نصرة للشعب الفلسطيني الأبي في الذود عن كرامته ومقدسات الأمة، ودعما لحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
وضمن ردات الفعل والمواقف المساندة للقضية الفلسطينية، أودعت البرلمانية الموريتانية أنيسا به، أمس مشروع قانون لتجريم التطبيع مع إسرائيل لدى الإدارة المسؤولة في البرلمان الموريتاني، مؤكدة في عرض أسبابه أن التطبيع يتعارض مع ديباجة الدستور الموريتاني، التي تنص على أن “الإسلام دين الشعب والدولة”.
وأضافت البرلمانية أن “العلماء أجمعوا على أن العدو الغازي المحتل لا يجوز الدخول في معاهدات معه حتى يكف ضرره، ونحن نعلم ما يقوم به الكيان الصهيوني من قتل وتنكيل في الشعب الفلسطيني”.