عندما اندلعت الأحداث في القدس لم تكن سوى “الجزيرة” هناك، وعندما دخلت المقاومة على الخط لم تكن سوى “الجزيرة”، التي نقلت للرأي العام العربي والعالمي ما يحدث، ولولاها لكان ما يجري هو مجرد خبر قد يتأخر ترتيبه في نشرات أخبار القنوات الأخرى، بحسب الميول السياسية لمدير غرفة الأخبار!
في الوقت الذي بدأت فيه الأحداث، و”الجزيرة” تنقلها على الهواء مباشرة في تغطية موسعة، كانت قناة “مصر الإخبارية” تبث من المريخ، حيث كانت تنقل حفلاً، غير معروفة معالمه حتى ساعته وتاريخه، ولم يشغلها من يجري ولو بعيداً عن مبدأ الانحياز، وباعتباره خبراً مجرداً يستحق الإبراز والإهتمام، فأهل الحكم في القاهرة ليسوا معنيين بالقضية الفلسطينية، وقد سبق لكبيرهم القول إنه مهتم بأمن المواطن الإسرائيلي، وهو بشحمه ولحمه، الذي عرفنا من خلاله بصفقة القرن، عندما قال بدون مناسبة للرئيس الأمريكي ترامب إنه سيقوم باللازم من أجل إنجاح هذه الصفقة، وعندما فسدت كان هو بنفسه القائل إنها مسمى إعلامي، لا أساس لها!
ولأجل هذا فقد صدر بيان الخارجية المصرية متأخراً، وإلى الآن لم يحدث أن أدلى الجنرال بدلوه في ما يجري، رغم أنه ظهر في محفل عام، وتحدث في الفاضي والملآن، وتمثل “الملآن” في حديثه عن السد الإثيوبي، وطلبه من المصريين بالصبر، ربما لأنه لم يسبق له أن سمع “الست” وهي تشدو، إنما للصبر حدود. وتمثل “الفاضي” في دعايته المباشرة للدراما التي احتكرها العسكر، لتنتج شركتهم لرمضان هذا العام أربعة عشر مسلسلاً، أعطتنا تصوراً عن زمن البدائية الدرامية المحتمل، لعلها الدراما المدرسية، لأنه لا يوجد لدينا ما يثبت أن الدراما قد نشأت على هذا النحو البائس، لكننا نأخذ بالنظرية التطورية، التي لديها تصورات في بعض الجوانب عن البشرية في بدايتها، ليست يقينا بالقطع، وإن كان المقطوع به أن دراما القوم، لم تعرفها البشرية من قبل!
خيال يشطح وينطح
فدراما أهل الحكم أقرب ما تكون إلى زمن المنشور الحزبي في زمن الحزب الواحد، وقبل أن تعرف هذه النظم التعددية الحزبية، وتعرف الأحزاب الصحافة الحزبية. فهي تقوم على تقديم وجهة نظر أولى الأمر في الأحداث، بالاعتماد على أوراق الصحف للإلمام بها، فشاهدنا مشهد السيدة التي قتلت الضابط بأن قدمت له ماء النار للشرب، وهي رواية استنكرتها المحكمة في حيثيات حكمها، كما صدر الحكم في واقعة الاغتصاب الشهيرة بالإعدام في المسلسل، في وقت صدر فيه قرار النيابة بأنه لا وجه لإقامة الدعوى لعدم كفاية الأدلة في الواقع!
لكن خيال القوم يشطح وينطح، وهم يروجون لمسلسلاتهم على طريقة “فرح العمدة”، وعبر افتعال التريندات على تويتر، سواء للمسلسلات أو أبطالها، وقد شارك السيسي في الدعاية، بأن ذكر في محفله سابق الذكر، أن مسلسلات رمضان هذا العام ذكرته بأيام صعبة مرت بها مصر!
غير أنه ليس محظوظا في هذه السنة، لأنهم مع نهاية كل رمضان، فإن برامج “التوك شو” كانت تستمر لفترة طويلة تناقش هذا الإنجاز الدرامي غير المسبوق، وتعقد الندوات والحلقات النقاشية، وتستضيف الأبطال، ومنهم من تماهوا مع أدوارهم، وشاهدنا هذا الممثل الذي ظل لفترة طويلة يتقمص الدور ويتعامل على أنه الشهيد الحي. فالحاصل في فلسطين أفسد عليهم “الحفل الساهر”، مع أنهم لم يتوقفوا عن عرض مسلسلاتهم، بينما الدنيا مشتعلة، و”الجزيرة” تقف وحدها على خط النار (كفت ووفت)، وذلك بدلاً من إعلان الحداد في مصر، ولم تكترث القنوات التلفزيونية المصرية بما يجري إلا عندما وجد السيسي نفسه، مطالباً بدور في التهدئة، ليكون مديناً لهذا الحدث الكبير، بهذا الاتصال الأمريكي به، لأنه منذ فوز بايدن لم يرفع أحد من الإدارة الأمريكية الجديدة سماعة التليفون ويهاتفه، وكأنه ليس موجوداً، وكان متوقعاً أن أول اتصال هاتفي به من واشنطن، سيكون موضوعه السجل الأسود في مجال حقوق الإنسان، فإذا بالمقاومة الفلسطينية تخلق له وظيفة جديدة وهي الوساطة لدى حركة حماس! عندئذ بدأت القنوات التلفزيونية المصرية تتعامل مع ما يجري في الأرض المحتلة على أنه خبر، دون التورط في الموقف، أو التوسع في التغطية بشكل يفهم منه أن النظام منحاز للقضية الفلسطينية!
صواريخ على الهواء
وحدها “الجزيرة” التي تغطي الحدث على مدار الساعة، ننام ونستيقظ عليها، ويتبادل مذيعوها التغطية، كما يتبادل على الهواء مراسلوها في غزة وفي الأرض المحتلة، فنشاهد الصواريخ وهي تنطلق من غزة لنقف على أثرها في عسقلان وتل أبيب وغيرهما من المدن الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، وتطلق إسرائيل صواريخها فيتم الإعلان عن هذا عبر الجزيرة، لنشاهد على الهواء مباشرة الأهداف التي أصابتها في غزة!
وهكذا ردت الجزيرة سياسياً الغياب العربي، وقامت – مهنياً – بفرض الكفاية بوضع المشاهد “في الصورة”، ولعلها نجحت في جر الإعلام الدولي بتسجيل الحضور بالتغطية، وإن لم تنجح في جر الإعلام العربي، لأن المهنة هي آخر ما يشغله، ولأنه مسير لا مخير، لهذا فقد استمرت المحطات التلفزيونية المصرية في عرض المسلسلات، وكأن شيئاً لم يحدث، غير مشغولة بأن المشاهدين قد انصرفوا تماماً إلى شاشة الجزيرة، قناة العرب الأولى في مثل هذه الأحداث!
فالجزيرة تتألق وتتفوق على نفسها في هذه الأحداث الكبرى، وبعد تفوقها في تغطية الانتخابات الأمريكية على جميع القنوات، بما في ذلك القناة الأمريكية “الحرة”، رحم الله موتاهم، ها هي تتفوق في تغطية الأحداث التي تجري في أرض فلسطين، وما كان لها أن تصل إلى ذلك إلا بتوافر ركنين أساسيين، الأول هو توافر إرادة الاهتمام بالحدث. والثاني هو وجود أهم مكتبين لها على الإطلاق في موقع الحدث، وهما مكتب واشنطن، ومكتب فلسطين الذي هو في الحقيقة مكتبين، أحدهما في القدس والثاني في غزة، وإذ بدا مراسلو مكتب العاصمة الأمريكية في مستوى متقارب لطبيعة الحال، فإن قيمة مراسلي فلسطين في التنوع والتراوح بين رصانة “وليد العمري”، الذي تصل به إلى حد الحياد، وبين حماس “نجوان سمري”، لكن ما بين الرصانة والحماس، فالمشاهد مطمئن إلى دقة المعلومة وسلامة التحليل!
وفي تغطية الانتخابات الأمريكية، تضافرت جهود المراسلين مع المحللين، في وضع المشاهد “في الصورة”، إلا أن طبيعة الحدث كانت مختلفة في غزة والمدن الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، ومن هنا كان المراسلون أنفسهم يقومون بدور ناقل المعلومة والمحلل الموضوعي في نفس الوقت، لأنهم ملمون بالمشهد أفضل من أي محلل، بل إن الاستعانة بمحللين من خارج طاقم العمل نعتبرها فاصلا لا مبرر له، ولم نشاهد مع أي مراسل شح في المعلومات، ولهذا فإن ما يزعج المشاهد هو المقاطعة التي تتم في كثير من الأحيان بلا مبرر موضوعي، إلا لإثبات أن المذيع في الأستوديو لا يزال على قيد الحياة، ووفق القاعدة الأصولية: أنا أقاطع إذاً أنا مذيع! هذا النجاح الكبير ولم تستدع الجزيرة قوات الاحتياط وجنرالات الحروب مثل فاطمة التريكي، وفوزي بشرى، وعندما نسمع صوت الأخير ندرك أننا امام حدث كبير، لكن لم تكن قيمة الحدث بحاجة إلى بيان، فقد وصلت صواريخ المقاومة إلى تل أبيب، وأفسدت على القوم في القاهرة الاحتفال بالنجاح الباهر لمسلسل “الاختيار2”!
لا بأس فليستعدوا في “الاختيار3″، لعلهم ينجحون من خلاله في قصف سد النهضة.
أرض – جو:
كان شهد شهر رمضان لهذا العام إعلان خروج التلفزيون المصري الرسمي من الخدمة، فلم ينتج دراما خاصة به، ولم يأخذ نسبته من الدراما المعروضة، ولم يقدم برامج جديدة كانت تميزه في الشهر الفضيل، مع أن الشركة الأمنية التي وضعت يدها عليه، هي ذاتها الشركة المحتكرة للإنتاج الدرامي، ليتبين أن دورها ليس تطويره كما أُعلن، ولكن لضمان وصوله إلى مثواه الأخير!
* صحافي من مصر
نريد تحليلا اعمق لتطور الاسلحة الفلسطينية و اثرها و موت فتح و كذلك اثر صمود غزة التي يحاصره رغم بساطة اسلحتها على جبن السيسي و رعبه من مواجهة اثيوبيا رغم اطنان الاسلحة التي يخزنها
لو كانت هناك قناة جزيرة قبل 75 عاماً ما تم إحتلال فلسطين!
كانت قناة النكسات والوكسات إذاعة صوت العرب وأكاذيب مذيعها المنتشرة عربياً!! ولا حول ولا قوة الا بالله
لقد ضحت مصر بمائة الف شهيد فى اربعة حروب ضد الكيان الصهيوني وما زالوا يدعمون المقاومة من وقت عمرسليمان حتى هذة اللحظة وماذا فعل القابعين فى النرويج غير الكلام السلبى اتقى الله
Aldeeb ,
مصر التي تدعي أنها ضحت ب 100,000 شهيد في أربع حروب ضد الكيان الصهيوني إتكسح جيشها وجيوش العرب أمام جيش الكيان الصهيوني في هذه الحروب الأربع وضاعت سيناء وغزه الجولان.مصر وقعت إتفاقية الذل والعار,المسماه,كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني.مصر تنازلت عن أم الرشراش(إيلات)للصهاينه.إتقي الله في نفسك ولا تخدعها.
السيد الجنرال يشغله دعم صديقه الحميم النتن الذي أوصله إلى كرسي الحكم. قام تلفزيونه بقنواته العامة والخاصة بنقل صلاته للعيد (!!) في مسجد العلمين الجديدة،ومعه أركان حكمه من السادة العساكر فرقاء ولواءات وعمداء وأمناء شرطة وأمن دولة وخلافة. فلسطين لا تعنيه، فقد حاصر قطاع غزة برا وبحرا وجوا لصالح الكيان اليهودي الغاصب، وأغرق الأنفاق، وأغلق المعبر، واتهم الرئيس المنتخب بالتخابر(!!) مع حماس!
وبعد ذالك يأتي مخبول ينتقذ الجزيرة ويفتري إفتراءا باطلا بأنها تخدم أجندة خارجية لزعزعة النظام في بعض الدول العربية التي تجدها الأولى في الصفوف لمحاصرة قطاع غزة وتجويع أهلها.
دامت الجزيرة قناة حرة أبية ودام صحفيوها أحرارا شهماء مدافعين على فلسطين حتى النهاية.
Bravo
الى جانب الجزيرة وتغطيتها المتميزة كانت قناة العربي في مستوى الحدث و كانت منافس قوي لها وكما ان القتاة التركية الناطقة بالعربية بذلت جهدا لا باس به
تحية ل TRT عربي أيضا
دائما قناة الجزيرة في قلب الحدث.متألقة في الأستوديو وخارجه.أول قناة إخبارية في العالم تنقل ما جرى أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان لتفضح جرائم بوش.وبعد ذلك أثناء غزو العراق وثورات الربيع العربي والآن بغزة.تنقل كل ذلك مباشرة لتبين الحقيقة كما هي.الآن وانا أخط هذه الكلمات أرى البطلة نجوان السمري مراسلة قناة الجزيرة تنقل ما يجري مباشرة لاعتداءات الصهاينة في حي الشيخ جراح بالقدس فتحية لهذه القناة الفضائية التي قدمت الغالي والنفيس وقدمت ضحايا إعلاميين مثل طارق أيوب وعلي الجابر وتم اعتقال آخرين ومحاكماتهم ظلما كتيسير علوني وسامي الحاج كل ذلك من أجل إخراسها لكن رغم هذه الضغوطات ظلت وفية لخطها التحريري المتميز.