ليبيا: مساعد وزير الخارجية الأمريكية يطالب جميع الأطراف بالالتزام بوقف إطلاق النار وسحب القوات الأجنبية والمرتزقة

نسرين سليمان
حجم الخط
0

طرابلس – «القدس العربي»: يتزايد يوماً بعد يوم الاهتمام الدولي بالقضية الليبية، خاصة من قبل الدول الكبرى التي ترى في ليبيا فرصة مناسبة لتحقيق مصالحها المختلفة مع اختلاف آليات تحقيقها، فأصبح الملف الليبي على سلم أولويات معظم الدول، وخاصة على صعيد السياسة الأمريكية التي مازالت تعتبر الوجود الروسي في ليبيا مثار قلق وأرباك، ما دعاها لتكثيف وجودها على الأرض.
زيارة كانت الأولى من نوعها لوفد رسمي رفيع المستوى من الخارجية الأمريكية شهدتها مدينة طرابلس الثلاثاء، عقب وصول مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، إلى العاصمة الليبية طرابلس عبر مطار معيتيقة الدولي، مع السفير والمبعوث الخاص ريتشارد نورلاند، ومسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية.
وتوجه الوفد للقاء رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة منذ وصوله، بحضور وزير الخارجية نجلاء المنقوش، ووزير النفط محمد عون، ومن ثم توجه إلى المجلس الرئاسي للاجتماع مع رئيسه محمد المنفي، لبحث ومناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه التعاون المشترك.
وعقب جولة من اللقاءات الثنائية، عقد نائب الوزير مؤتمراً صحافياً مع وزير الخارجية الليبي نجلاء المنقوش، أكد هود من خلاله أن زيارته إلى طرابلس رفقة المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا والسفير ريتشارد نورلاند، تؤكد التزام الولايات المتحدة بالمشاركة الدبلوماسية ودعم الشعب الليبي في الحوار السياسي.
وشدد على دعم بلاده لحكومة الوحدة الوطنية في إجراء انتخابات عادلة ونزيهة دون أي تدخل خارجي، مؤكداً على موقف الولايات المتحدة الرافض لأي تدخل مسلح أو تدخل خارجي في الشؤون الليبية، والمدين لوجود الجماعات المسلحة والتدخلات الخارجية.
وطالب هود، خلال معرض كلمته، جميع الأطراف الداخلية والخارجية إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل بما يشمل سحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة، وقال إن خارطة الطريق مهمة جداً لإجراء الانتخابات والمصالحة الوطنية، وأضاف أنهم يتطلعون إلى رؤية القاعدة الدستورية لإجراء هذه الانتخابات.
وفي ختام كلمته، أوضح مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى بالإنابة، أن إعادة فتح السفارة الأمريكية في طرابلس يتطلب وقتاً وإجراءات، وأكد أنهم ملتزمون بالعودة وسينسقون مع حكومة الوحدة الوطنية بالخصوص.
وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، شددت في كلمتها في المؤتمر الصحافي، على ضرورة دعم الولايات المتحدة للحكومة الوطنية لتحقيق أهداف خريطة الطريق، التي من أبرزها توفير الشروط اللازمة لإجراء انتخابات تعزز الشرعية السياسية في البلاد.
وأكدت المنقوش على ضرورة بسط السيادة الوطنية على كامل الأراضي الليبية وإنهاء الوجود الأجنبي وتوفير الأمن للمواطن وإنهاء حالة النزاع المسلح وتوحيد مؤسسات الدولة وتحرير القرار السيادي الوطني من أي إكراه مادي أو معنوي.
وقالت إن حكومة الوحدة تتطلع إلى العمل مع الولايات المتحدة ومبعوثها الخاص إلى ليبيا من أجل الوفاء بجميع الالتزامات المنصوص عليها في خارطة طريق منتدى الحوار الليبي وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة، معلنة أن الحكومة قد طلبت دعم الولايات المتحدة للضغط على المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته واحترام قرارات الأمم المتحدة ودعم وقف إطلاق النار وتنفيذ نتائج اللجنة الأمنية المشتركة 5+5 .
السفارة الأمريكية في ليبيا، قالت تعليقاً على الزيارة، إن زيارة مساعد وزير الخارجية بالإنابة جوي هود رفقة المبعوث الأمريكي الخاص والسفير لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، هي أرفع زيارة تقوم بها الولايات المتحدة إلى ليبيا منذ 2014.
وأضافت السفارة في بيان لها، أن هذه الزيارة تعكس تركيز الحكومة الأمريكية على العمل من أجل التوصل إلى حل للأزمة الليبية، وتؤكد دعم واشنطن للانتخابات الوطنية في ديسمبر 2021، والتنفيذ الكامل لإعلان وقف إطلاق النار وانسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة.
وأوضحت السفارة أن الولايات المتحدة تدعم جهود حكومة الوحدة الوطنية لتقديم الخدمات الأساسية، بما في ذلك قطاع الكهرباء ومكافحة جائحة كورونا، مشيرة إلى أن زيارة الوفد الأمريكي جاءت بعد تحسن الوضع السياسي والأمني في البلاد.
العديد من المتتبعين وصفوا الخطوات المتتالية للولايات المتحدة الأمريكية، بدءاً بتعيين مبعوث خاص إلى ليبيا، وانتهاء بإرسال وفد رفيع المستوى لأول مرة منذ سبع سنوات، مؤشراً على صعود ليبيا في سلم الأولوية للسياسة الخارجية الأمريكية بالمقارنة بسياستها خلال إدارة ترامب التي شهدت خفوتاً لدورها في المنطقة، وإصراراً على دعم العملية السياسية الليبية وإيصالها إلى انتخابات 24 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
كما أن هذه الخطوات توضح مدى رغبة الولايات المتحدة في لعب دور محوري، خاصة في ما يتعلق بصد وجود روسيا على الأرض، الذي بات مقلقاً، ومتجاهلاً كل المطالبات بالخروج والانسحاب، ولضمان عدم استخدامها كورقة حربية توضع كخيار بديل حال فشل حفتر في الوصول إلى السلطة .

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية