هذا هو الجزء الأول من كتاب سيكون خمسة أجزاء، كتبه الكاتب والناقد محمود الغيطاني، ونشرته دار فضاءات الأردنية. معرفتي بمحمود أول مرة منذ حوالي عشر سنوات بقراءة روايته الثانية «كادرات بصرية» وجدته فيها يمزج بين فن السيناريو والحكي الأدبي، فأدركت اهتمامه بالسينما، وقرأت له مقالات عديدة بعد ذلك عن السينما، وكتبا جريئة في الأدب مثل «الفساد السياسي في الرواية المغاربية» و»زيف النقد ونقد الزيف – احتضار النقد العربي».
لم يفاجئني هذا العشق الكبير للسينما ولا جرأته أيضا لكن هنا فرصة أكبر خمسة أجزاء – لدراسة متأنية متسعة موضوعية لها مرجعيات عديدة من الكتب والمقالات للآخرين وجهد خارق. عملٌ له شكل ملحمي فهو يمزج بين الدراسات النقدية، ويناقش آراء النقاد المشاهير في كل حديث عن أحد الأفلام، كما يناقش الأوضاع السياسية والاجتماعية التي ظهر فيها الفيلم، وما أثير حوله من قضايا حقيقية، أو زائفة. سيمتد به الزمن لستين سنة منذ الستينيات من القرن الماضي حتى عام 2019. خصص هذا الجزء للسينما في الستينيات والسبعينيات بين عامي 1959 و1979، أيّ لعشرين عاما. الجزء ضخم يقع في حوالي أربعمئة صفحة، بينها صور لأفيشات الأفلام، التي يتوقف عندها بدراسة مستفيضة. تحدث في المقدمة عما سماه باستاتيكية التطور السينمائي في مصر، منذ ظهور السينما وموضوعاتها التي كانت تدور كلها تقريبا حول الفقراء والأغنياء في المقابل، مثل أفلام «أولاد الذوات» و»أولاد الفقراء» والنزوع المسرحي في الأداء لأبطال الأفلام حتي الكوميدية منها، وأفلام عن القصور والبارات، أو غنائية وقصص حب مبالغ فيها غالبا.
أفلام قليلة خرجت عن هذا مثل، «العزيمة» من إخراج كمال سليم و»العامل» لأحمد كامل مرسي و»السوق السوداء» لكامل التلمساني، وكانت قفزات مع الحرب العالمية الثانية. جاءت الخمسينيات وحاولت ثورة يوليو/تموز الاستفادة من السينما، وتصريح محمد نجيب عن أهمية أن تلعب السينما دورا في تشكيل الوعي للمواطن، في بيان بعنوان «الفن الذي نريده» «فهي وسيلة للتثقيف كما هي للترفيه، وإذا أسيء استخدامها سنهوي إلى الحضيص، وندفع بالشباب إلى التهلكة». هنا زادت الرقابة التي كانت موجودة، وظهرت أفلام فيها الكثير من النفاق، أو ضد الملكية والإقطاع مثل «رد قلبي» وغيره عشرات، أو كوميديا مثل أفلام «إسماعيل ياسين في الجيش» أو البوليس، أو غيرها، والأمثلة يضيق عنها المقال. ينتقل إلى الستينيات ورغم انخفاض عدد الأفلام بعد تأميم الصناعة، وعدد دور العرض أيضا، ظهرت تجارب تجديد في أفلام تحوي ثلاث قصص لثلاثة مخرجين، وتعددت بدءا من «البنات والصيف» عام 1960 إلى «صور ممنوعة» عام 1972. اتسعت الديناميكية رغم كل شيء.
أهم ما يميز السينما في الستينيات هو اعتمادها على الرواية بشكل واسع، فكان نصف الإنتاج تقريبا معتمدا على روايات ويضع لنا قائمة كبيرة بأسماء الأفلام المأخوذة عن روايات .
كان أهم ما يميز السينما في الستينيات هو اعتمادها على الرواية بشكل واسع، فكان نصف الإنتاج تقريبا معتمدا على روايات ويضع لنا قائمة كبيرة بأسماء الأفلام المأخوذة عن روايات منذ فيلم «زينب» مع بداية السينما حتى عام 2018، فنجد 394 فيلما أكثرها في الستينيات، ويستمر في الإحصاء كتعريف واسع لما يتحدث عنها، فيذكر عدد الأفلام التي تم عرضها منذ عام 1963 إلى عام 1972، أي فترة القطاع العام، وكلها تدور بين 35 و50 فيلما في العام، ثم إحصائية عن المخرجين الجدد للسنوات نفسها، فنجد ثمانية وثلاثين مخرجا جديدا من بينهم، حسين كمال ونور الدمرداش وخليل شوقي وجلال الشرقاوي وعبد الرحمن الخميسي وفاروق عجرمة وإبراهيم لطفي وممدوح شكري وشادي عبد السلام ومحمد راضي وإبراهيم الصحن وغالب شعث وصبحي شفيق وأشرف فهمي ومحمد عبد العزيز ومدكور ثابت وسعيد مرزوق وعلي عبد الخالق وغيرهم.. وأفلام كل منهم ثم فيلموغرافيا بالأفلام الروائية الطويلة، مرتبة حسب تاريخ العرض. يناقش فيلما واحدا من كل عام في الستينيات يبدأ بفيلم «من أجل امرأة» من إخراج كمال الشيخ، وكان عام 1959 ثم «البنات والصيف» الذي هو ثلاث قصص لإحسان عبد القدوس، وثلاثة مخرجين هم عز الدين ذو الفقار وصلاح أبو سيف وفطين عبد الوهاب عام 1960، ثم «غدا يوم آخر» من إخراج ألبير نجيب عام 1961، ويكون عام 1962 لفيلم «سلوى في مهب الريح» الذي أخرجه السيد بدير، وعام 1963 لفيلم «الباب المفتوح» إخراج هنري بركات، وعام 1964 لفيلم «بياع الخواتم» إخراج يوسف شاهين عن مسرحية بياع الخواتم للأخوين رحباني وبطولة فيروز أيضا، ثم عام 1965 لفيلم «الجبل» من إخراج خليل شوقي، وعام 1966 لفيلم «ثلاثة لصوص» من إخراج فطين عبد الوهاب وحسن الأمام وكمال الشيخ، ثم «المخربون» لكمال الشيخ عام 1967 ثم «المتمردون» لتوفيق صالح عام 1968 وهو الفيلم الذي تم إنتاجه عام 1966، لكن لم يعرض إلا عام 1968 بعد هزيمة 1967، والذي بلغة الكاتب يصور بيت عبد الناصر الخرب، حيث وافقت الدولة على عرضه امتصاصا لغضب الجماهير، وتنفيسا بعد الهزيمة ثم فيلم «ثلاث نساء «عام 1969 بثلاث قصص وثلاثة مخرجين أيضا هم محمود ذو الفقار وصلاح أبو سيف وهنري بركات.
يتحدث عن أفلام عالمية سبقت هذ النوع في مصر، فى كل حديث عن فيلم يتحفنا بحديث ضاف عن المخرج وإنجازاته سلبا وإيجابا، وأهميته في السينما المصرية وعن ظروف الفيلم وإنتاجه وعرضه ورأيه هو الفني في الفيلم. ثم ينتقل إلى انهيار السينما في السبعينيات بعد النكسة. وكيف كانت مرحلة هروبية أو تغييبية في أغلبها بعد هزيمة 1967 وليس كما يتوقع أي أحد أن تشغل الهزيمة منها الكثير. صارت معظمها تتناول حياة المراهقات، أو المشاكل الزوجية، ومحاولة هروبية، إلا ما ندر مثل فيلم «المتمردون» لتوفيق صالح و»القضية 68» لصلاح أبو سيف، وتم عرضه بعد حذف بعد العبارات مثل «الناس غاوية حبس اليومين دول» أو «بعد الحبس بقيت حاجة تانية» أو «قانون الطز» بل حين عُرض الفليم في السينما في الحفلة الصباحية هتف بهض المشاهدين ضد الفيلم، وكان واضحا أنهم مرسلون من الاتحاد الاشتراكي، بالتعاون مع البوليس، وهكذا لم يعرض غير أسبوع واحد اختفى بعده. في العام نفسه، قدم كمال عطية فيلم «قنديل أم هاشم» وفي عام 1969 فيلم «شيء من الخوف» لحسين كمال، وحديث طويل عن كيف تم عرض الفيلم وما قاله الكثيرون في ذلك، وتكذيب لكل الروايات التي قيلت على لسان عبد الناصر، أو اللجان التي اجتمعت وغير ذلك.
كانت هناك أزمة، لكن عبد الناصر لم يتدخل فيها بالشكل المتواتر، بدأت هجرة جديدة لصنّاع الأفلام إلى بيروت كان الملمح الرئيسي لها هو العُري في الأفلام، على حساب المضمون ووهم العالمية التي قال عنها المخرج سمير خوري إنه هكذا تكون المنافسة، وهو يتحدث عن فيلمه «سيدة الأقمار السبعة» باعتباره منافسا لتيتانيك. رغم ذلك ظهرت أفلام ممتازة مثل «زوجتي والكلب» الذي بشر بمخرج عظيم هو سعيد مرزوق، الذي قدم أفلاما مهمة مثل، «الخوف «و»ثرثرة فوق النيل» و»أريد حلا» و»المذنبون» و»حكاية وراء كل باب» وكلها في السبعينيات، وكان لها أثرها في السينما. وممدوح شكري الذي قدم فيلم «الوادي الأصفر» ثم «زائر الفجر» و»السراب» لأنور الشناوي و»غروب وشروق» لكمال الشيخ و»الأرض والاختيار» وغيرها ليوسف شاهين، لكن الأغلبية كانت هروبية أو تغييبيه، ثم يناقش كما حدث من قبل باستفاضة عشرة أفلام من المرحلة، فيلما لكل عام فنيا وما حوله من أحوال المجتمع والحياة. جهد كبير ورغبة في صنع دراسة ملحمية سيكون لها أثرها في الدراسات السينمائية دائما.
روائي مصري
هذا موضوع كبير يحتاج اكثر من كتاب لان اذا كنت تريد إظهار الحقيقة فالقاضي المنصف لابد ان يسمع للخصمين و لا يفعل مثل قضاة السيسي الذين يحكمون باعدام ٥٠٠ ثم يتضح ان منهم من مات من زمن طويل لذلك يجب الاستماع لدفاع المتهم و المتهم هنا هم اصحاب المرجعية الإسلامية الذي كالت لهم السينما اتهامات كثيرة بدأت بتعدد الزوجات الذي كان شيئا مقبولا ثم أصبح بعد تأثير السينما لسنوات طويله ابشع جريمة في الوجود لكن احدد الوقت بعد اتفاقية السلام في 1979 كان قبل الحرب لا صوت يعلو فوق صوت المعركة خلاص حاربنا و انتصرنا و عملنا اتفاقية سلام هل الان الوقت لتستحق مصر الديمقراطية لا لماذا لان لو هناك انتخابات حقيقية نزيهه سيفوز اصحاب المرجعية الإسلامية طيب ماذا نفعل لنطلق عليهم العدو الطبيعي المنكر للدين و هي العلمانية بمختلف صورها تؤلف افلام تشوه الاسلاميين و كان هناك مسلسلات كثيرة مثل العائلة
كانت الصدمة الكبرى بعد مجهود سنوات طويله انه نجح الإسلاميين لذلك وجب استعمال القوة الغاشمة بدخول الجيش و التبرير للمذابح بالسينما و الاختيار شاهد و المجال لا يتسع للتفصيل و شكرا لكم