المطبعون ينشطون لخدمة نتنياهو… وسد النهضة يتحول إلى فزاعة لشعب وادي النيل

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: لن يتركوا المقاومة في حال سبيلها، سيسعون لإفساد الفرح الذي انتاب العواصم العربية والعودة من جديد لنشر خطب الهزيمة، والنفخ في قوة إسرائيل، التي مرغت سمعتها في التراب، الصواريخ الفلسطينية.. المطبعون ينظمون صفوفهم من جديد، من أجل تثبيط همم الشعب المجاهد في فلسطين المحتلة، والمؤيد بدعم واسع على مستوى الشعوب.
وفي صحف يومي السبت والأحد 29 و30 مايو/أيار تنازع كتّاب في ما بينهم بسبب نتائج الحرب على غزة، إذ سعى فريق للهجوم على حماس وشقيقاتها من الفصائل، مطالبين بضرورة إفساح المجال لعملية السلام كي تثمر من جديد، في ما رأى الطرف الآخر أن الجهاد وحده هو الذي سيعيد فلسطين لأهلها. وأبرزت الصحف تأكيد الرئيس السيسي دعمـه للقيـادة الفلسطينية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن. وأشار خلال رسالته التي بعث بها لأبو مازن، وسلمها له اللواء عباس كامل، خلال استقباله له، على أن مصر حريصة كل الحرص على مقدرات الشعب الفلسطيني. وأوفد السيسي، اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والجهات المعنية في إسرائيل، حـول تثبيت وقف إطلاق النار، والتطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية. وتوجه الوفد الأمني إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، لبحث إعادة الإعمار، ومناقشة سبل التوصل لتهدئة شاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة. ووجه الرئيس السيسي الوفد لدفع جهود إنهاء الانقسام الفلسطيني، مؤكدا أهمية اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان عدم تكرار التصعيد بين إسرائيل وفلسطين. كما استقبل وزير الخارجية سامح شكري، وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكنازي في قصر التحرير وسط القاهرة، في إطار مساعى مصر الحثيثة والمتواصلة لإحياء مسار السلام والبناء على وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ووصل وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكينازي إلى القاهرة، لإجراء مباحثات مع وزير الخارجية سامح شكري، في زيارة هي الأولى لوزير خارجية إسرائيلي إلى مصر منذ عام 2008. وأفاد مراقبون بأن هرولة المسؤول الإسرائيلي للقاهرة، تكشف بجلاء أن المقاومة الفلسطينية باتت قوة لا يستهان بها، وأن هناك حقائق جديدة على الأرض لا يمكن تجاهلها.. ومن جانبها قالت السفارة الإسرائيلية في مصر على حسابها في فيسبوك، إنه «ستتم مناقشة عدد من المواضيع المشتركة بين البلدين، منها قضية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين».

أول زيارة لوزير خارجية إسرائيلي للقاهرة منذ 11عاما تكشف قلق تل أبيب من تعاظم المقاومة الفلسطينية

ومن أبرز الأخبار الرياضية: أصدرت محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة، حكمها في الدعوى المقامة من رئيس الزمالك السابق مرتضى منصور، التي طالب فيها بوقف القرار الصادر من اللجنة الأولمبية المصرية، بإيقافه عن مزاولة أي نشاط رياضي لمدة 4 سنوات، وقضت المحكمة بقبوله.
ومن أخبار الوسط الفني قال الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، إن مؤتمر الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية كان متميزا، وكشف عن وجود رؤية وتفاهم. وأكد الدكتور أشرف، أن هناك مخرجين وفنانين ومنتجين نفتخر بهم، مؤكدا على وجود نماذج جديدة من الشباب الذين تخرجوا من الأكاديمية، ولا بد أن يحصلوا على الفرصة الكاملة. ومن أخبار المحاكم: قضت محكمة جنح مستأنف مصر الجديدة، على المتهم بسرقة 1500 جنيه من الفنانة نرمين الفقي بالحبس 3 أشهر.

تنقصنا المهارة

وضع حمدي رزق في «الوفد» يده على ما ينقصنا كعرب، ونحن نخوض صراعا ضد المحتل، على الصعيد الإعلامي كذلك: بلا مكايدات، ولا ملاسنات، عربية – عربية وفلسطينية – عربية، فعلتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، بتغطية نادرة تحت عنوان «كانوا مجرد أطفال» نشرت فيها صور وأسماء الأطفال الفلسطينيين الـ66 الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وقصة كل واحد منهم. «نيويورك تايمز» صحيفة أمريكية ذائعة الصيت، عميقة التأثير سياسيا، يطلق على مجلس تحريرها، مجلس تحرير العالم، من نفاذية مصادرها، وقربها اللصيق بصانع القرار الأمريكي، إذا نشرت «نيويورك تايمز» فتوقع حراكا في الإدارة الأمريكية. الصحيفة ومقرها في مدينة نيويورك، ذات تأثير وقارئية على المستوى العالمي، تأسست الصحيفة عام 1851 وفازت بجائزة بوليتزر أرفع الجوائز الصحافية عالميا 125 مرة، وتحتل «ذا نيويورك تايمز» المركز 17 تداولا عالميا، والمركز الثاني على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية. إن التحول في الرأي العام عالميا، يستوجب ألا يفلت الخيط من أيدينا هذه المرة، عدالة القضية الفلسطينية لا تخطئها عين محايد، دعك من العيون الملونة بألوان العلم الإسرائيلي أزرق في أبيض، قضية الشعب الفلسطيني وحقه في دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف، قضية عادلة، ولكن للأسف تضيع الفرص السانحة من بين أيدينا وأمام ناظرينا تباعا، كم هي الفرص المهدورة في عقود خلت، لن نذكر بالماضي.. وا أسفاه.. عد الجروح يا قلم. ما ينقص قضيتنا متحدثون لبقون احترافيون، مؤمنون بالقضية، مدركون أبعادها، والمرحلة الحرجة التي تمر بها، الاحتلال يتلمظ لضم بقية القدس، ويتحرش بالمجاورين، جوار الأقصى، وهذا جد خطير على القدس الشرقية، العاصمة المرتجاة لدولة فلسطين المتعثرة الولادة بفعل فاعل غاصب.

خطاب بديل

أوضح حمدي رزق أن المعارك في العصر الإلكتروني تكسب فضائيا وإلكترونيا، للأسف لا نجيد تسويق قضايانا العربية العادلة، ننزف أكبادنا، وننتحر احترابا أهليا على سلطة فارغة المحتوى، ونتلهى عن كسب معركة وجودية بخلافات مرحلية، الجو العام يتغير لصالحنا ونحن عنه غافلون. من ذا الذي كان يتخيل صفحة أولى كاملة من «نيويورك تايمز» تسجل قصص أطفال (شهداء) الأقصى، وحدثت، الضمير العالمي يستيقظ، أخشى أن يغفو سريعا ويغمض العين بعد اتساع حدقاتها ليرى لمحة من جرائم الاحتلال المسكوت عنها طويلا.. ومن الخيال أيضا، ما نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، على صفحتها الأولى، الخميس الماضي، صور الأطفال الشهداء وكتبت فوق الصورة «هذا ثمن الحرب» كما نشرت قصص وأسماء الأطفال ضحايا قصف غزة.. ونحن عنهم غافلون، غضبة إسرائيلية عاتية على «هآرتس» ووصفت بأنها «صحيفة حماس» ودعا عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش في تغريدة عبر «تويتر» بمقاطعة الصحيفة: «إذا لم تقم لسبب ما بإلغاء الاشتراك في صحيفة حماس هذه، فهذه فرصة جيدة». نقتبس الوصف، هذه فرصة جيدة أن تتوحد الفصائل الفلسطينية ليس على قلب رجل واحد مرحليا، ولكن على برنامج واحد ناطق بلغة يفهمها العالم، العالم يصيخ السمع أخيرا، أنين الأقصى يخرق آذان عواصم الصمت على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، فلنسمعهم خطابا عقلانيا، يمحو خطابنا الخطاب المستهلك الذي ألب علينا العالم، واستغلته دوائر الاحتلال، وترسانته الإعلامية أسوأ استغلال لتعلية كعب الاحتلال الغاصب على حقوق أصحاب الأرض.

مطلوب منا

دعا الدكتور عبد المنعم سعيد في «المصري اليوم» الدول العربية بأن تجعل الدولة الفلسطينية جاهزة لكى تكون دولة بالفعل، وهى لن تكون كذلك إلا إذا كان فيها دولة موحدة الإرادة السياسية، وذات سلطة تحتكر الاستخدام الشرعى للقوة المسلحة، وتمتلك قرارات الحرب والسلام. تحقيق ذلك يواجه تحدي حركة حماس، التي تعتبر مشاركتها في المواجهة مع إسرائيل محققة لنصر كبير تعطيها الحق في الحصول على المساعدات الخارجية، وعمليا تمثيل الشعب الفلسطيني. وبالتأكيد فإن الحرب الأخيرة كانت صرخة فلسطينية بوجود القضية، وأنها لم تمت، ولا يمكن لأحد أن يتجاهلها. عادت القضية بالتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني. أدت الحرب التي استمرت 11 يوما إلى مقتل أكثر من 240 من سكان غزة و12 من سكان إسرائيل، وتم تدمير معظم غزة. وفقا لتقارير دولية، تضرر 17 ألف مبنى وأحياء كاملة. ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تضرر كل شيء من مرافق الرعاية الصحية إلى البنية التحتية للمياه والصرف الصحي إلى خطوط الكهرباء جراء الضربات الجوية.

لا تضيعوها

تابع الدكتور عبد المنعم سعيد «حماس» التي تحكم قطاع غزة وغيرها من الجماعات المسلحة الأصغر مثل «الجهاد الإسلامي» تفاخرت بما وصفته بأنه «هزيمة مُذِلّة» لإسرائيل ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. والحقيقة هي أنه أثناء فترة الحرب أطلقت حركتا حماس والجهاد الإسلامي 4369 صاروخا من مختلف الأحجام، ومدى الصواريخ من غزة في اتجاه إسرائيل. ووفقا للمعلومات المتاحة، فإن ما يقرب من ثلثى هذه الصواريخ أخطأت أهدافها، حيث أصابت الحقول وغيرها من المناطق المفتوحة، أو عُطلت وسقطت بعد وقت قصير. ولا يزال ذلك يترك حوالى 1500 صاروخ توجهت إلى مناطق مأهولة. ومن اللافت للنظر أن هذا الوابل أسفر عن سقوط عدد القتلى المشار إليه فقط من حوالي 150 صاروخا، بواقع أكثر من 10 صواريخ لكل إصابة، حيث تم اعتراض أكثر من 90% من الصواريخ بواسطة نظام الدفاع الصاروخي القبة الحديدية. المدهش أنه لم ترد في إعلانات «حماس» معلومات عن الأهداف العسكرية والمدنية التي حددتها عند إطلاق هذه الصواريخ. والمرجح أن الإصابات التي جرت في إسرائيل كانت في تلك المناطق، التي لا تتوافر لسكانها «فقاعات» خرسانية للجوء إليها ساعة القصف، وأغلبهم من الفقراء والعرب الفلسطينيين، على أي الأحوال فإن ما حدث في الحرب ونتائجها سوف يكون موضوعا للمؤرخين، أما الحاضر والمستقبل فإن عودة الحديث عن «الدولة الفلسطينية» هي فرصة ينبغي لها أن لا تضيع، وربما آن الأوان لكي تتنحى الأطراف، التي أدارت القضية خلال العقدين الماضيين، وتعطى الفرصة للأجيال الفلسطينية الصاعدة أن تختار.

أبطال ومتسلطون

ما جرى في غزة في أعقاب انتهاء المعارك من وجهة عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» لا يعكس تغيرا جذريا في المشهد الفلسطيني أو الدولي (حتى الآن) حتى لو كانت هناك بعض التغيرات في الموقف الأمريكي وتزايُد أصوات الضمير العالمية، التي تنتقد إسرائيل في مقابل القوة المعتادة لجماعات المصالح الداعمة لها. لقد بقي الموقف الدولي رافضا لـ«حماس» دون تغير كبير، خاصة بعد الاستعراض «شبه العسكري» الذي قامت به «حماس» في غزة، وإعلان رئيسها في القطاع (يحيى السنوار) أن إسرائيل دمرت 5% فقط من قوتها العسكرية، وأنها سترد بقوة على أي عدوان إسرائيلي، سواء على القدس أو غزة. والمؤكد أن «حماس» لديها جانب مقاوم للاحتلال الإسرائيلي فيه من مشاهد الصمود والبطولة الكثير، ولكن لديها جانب آخر «سلطوي» يتعلق بطريقة سيطرتها على قطاع غزة (إماراتها الإسلامية) حتى بدت أنها أكثر حرصا عليها من بناء دولة فلسطينية، حتى لو قالت العكس في خطابها المعلن. «حماس» تحكم في غزة، فلديها أجهزة تدير وتسيطر ولديها مصالح ونفوذ، كل ذلك مطلوب تفكيكه، أو إعادة هيكلته ليتناسب مع أي خطة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، والدخول في مسار تسوية سلمية جديدة تستند بشكل واضح إلى قرارات الشرعية الدولية، وهو ما لم تُبْدِ «حماس» أي رغبة عملية للقيام به. «اليوم التالي» لأي اتفاق يُنهي الانقسام الفلسطيني سيعني إجراء إصلاحات جذرية في السلطة الفلسطينية وقيام «حماس» بالتنازل عن مؤسسات السيطرة والنفوذ في غزة ودمج فصائل المقاومة كلها في منظمة التحرير، التي ستتحول إلى قوة ردع لإسرائيل في حال أقدمت على أي عدوان جديد.. انتهى الكاتب إلى أن المشهد الحالي لم يختلف جذريا عما كان عليه في العقدين الماضيين، فهناك استحقاقات يجب على «حماس» القيام بها للدخول في أي مواجهة سياسية مع الاحتلال، لا علاقة لها كما يروج أنصارها بالتخلي عن المقاومة.

تغيروا كثيرا

عقد طارق الحريري في «المصري اليوم» مقارنة بين جيل الآباء والأحفاد: شتان بين الإنسان الفلسطيني الآن وأسلافه منذ ثلاثة وسبعين عاما عندما وقعت النكبة، رجال ونساء وأطفال اليوم أكثر شجاعة، وأعمق وعيا بقضيتهم، وأوفر فهما لمقتضيات النضال، في زمن اختلفت معطياته وصارت الأدوات أكثر تعقيدا، وهي لا تقتصر على البندقية والدانة والصاروخ فقط، إذ تسبقها وسائل أخرى تضاعف من تأثيرها المادي والمعنوي، وتكشف نظرة لما مضى، كيف أن آباء الجيل الحالي كان سلاحهم يقتصر على البندقية المتهالكة والغفلة، أما هذا الجيل فهو يتسلح بما هو أقوى من البندقية والصاروخ النافذين، الجيل الحالي ومن سيليه سلاحه الأول هو العلم، المهاجرون اليهود الذين تسربوا إلى فلسطين لانتزاع الأرض من أصحابها، كانوا أكثر تعليما بدرجة فائقة وفارقة، ما جعل الصراع الذي دار قديما أشبه بشجار بين ذئاب بأنياب وحملان ساذجة. الفلسطينيون اليوم يتسلحون بالعلم، الذي يرتقي بالإرادة من مرتبة الأماني وأحلام اليقظة إلى الاصطفاف في ميادين الكفاح، التي يتسع مجالها بدءا من الكلمة ويتصاعد وصولا إلى الصاروخ، وما بينهما تتعدد أشكال النزاع، الذي يأخذ مسارات من الاستحالة أن يشق لها طريق، دون تمكن علمي يتصف بالدقة والإيغال في المعرفة، وتجلى هذا على سبيل المثال لا الحصر في اختراق القناة الثانية الإسرائيلية، وبث مواد فلسطينية عليها، واختراق البورصة وشركة طيران العال، وفي أثناء العمليات العسكرية تقوم مراكز الحرب الإلكترونية الفلسطينية، باختراق الهواتف والبنى السيبرانية للجيش والمؤسسات الإسرائيلية.

صاروا عباقرة

قبل نشأة الدولة والكلام لطارق الحريري كان كل اليهود المهاجرين متعلمين، وكان القادة وأغلب الضباط قد مارسوا أرقى فنون العلم العسكري في صفوف الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، ونسبة لا بأس بها شاركوا فيها كمجندين، فامتلكوا مهارات وقدرات افتقدها تماما المقاتلون الفلسطينيون، الذين يدافعون عن أرضهم، بل من ذهبوا لنصرتهم من الجيوش العربية، ومن اللافت أن الآباء المؤسسين قبل قيام الدولة بدأوا عام 1912 في إنشاء معهد «التخنيون» المؤسسة الوحيدة للتعليم العالي في فلسطين العثمانية آنذاك، الذي أصبح من أهم مراكز البحوث التقنية و«الهاي تك» في العالم، بينما كان العرب ومن بينهم الفلسطينيون يغطون وقتها في نوم عميق متمترسين بالخرافات والأوهام، لكن للتاريخ دهاءه الذي يغير المسارات، ويجدد الوقائع، فسيستفيق الخاملون الغافلون الذين يظن أنهم صاروا جثة هامدة، وهذا ما حدث عندما بدأ فلسطينيو الشتات والداخل وما يُعرف بعد أوسلو بالسلطة الفلسطينية في اغتراف العلم، وأخذوا ينهلون من المعارف شرقا وغربا وفي أعتى جامعات العالم.

محظوظون بكورونا

مرة أخرى، كما أشار جلال عارف في «الأخبار» تقول هيئة الصحة العالمية، إن الطريق ما زال طويلا في المعركة ضد كورونا، على أن القضاء على الخطر لن يتأتى إلا مع تطعيم 70% من كل سكان العالم. والرسالة هنا موجهة للدول الغنية والفقيرة على السواء، فالخطر واحد، ولا أحد سينجو بمفرده.. لكن المشاكل تختلف بين دول مازالت تبحث عن الخطوات الأولى على طريق توفير اللقاحات، وبين دول قطعت خطوات على هذا الطريق، ومن الواجب تذكيرها بضرورة استكمال المهمة بالنسبة لمواطنيها ثم تحمل المسؤولية نحو تحصين العالم، وإلا فإن جهدها سيذهب سدى! بالنسبة للدول الفقيرة مازالت الجهود العالمية قاصرة عن توفير اللقاحات المطلوبة، وهيئة الصحة العالمية تطلب تمويلا إضافيا، لتتمكن من توفير ما يكفى لتلقيح 30% من سكان هذه الدول كمرحلة أولى وعاجلة، حتى لا يتكرر ما حدث في الهند.. خاصة مع ظهور السلالات الأحدث والأكثر شراسة وانتشارا من الفيروس، وآخرها سلالة فيتنام التي يزداد خطر انتشارها عن طريق الهواء. مشاكل الدول الغنية مختلفة، فقد استحوذت على معظم إنتاج اللقاحات في الفترة الماضية، وتمكنت من قطع خطوات مهمة في تطعيم مواطنيها، وبعضها اقترب كثيرا من النسبة المطلوبة (70%) ومع ذلك فالأخطار موجودة، والمشاكل متعددة، فهي تحاول استعادة الحياة الطبيعية وتخشى في الوقت نفسه، من عواقب الانفتاح مع مخاطر السلالات الجديدة. وهي تحاول استكمال عملية التلقيح، لكنها تواجه بأن المتحمسين لتلقي اللقاح «وهم الأغلبية» قد تلقحوا بالفعل وأن نسبة كبيرة من الباقين هم الرافضون للقاح، رغم توافر كميات من اللقاح تزيد عن الحاجة ، كما هو الوضع في أمريكا. في آخر محاولات التغلب على مثل هذه المشاكل أعلنت ولاية «كاليفورنيا» الأمريكية عن حوافز لتلقي اللقاح باعتزامها إنفاق 116.5 مليون دولار كجوائز وهدايا لمن يتلقون اللقاح. بعض الجوائز سيكون على هيئة يانصيب بين كل من تلقوا اللقاح يمنح مليونا ونصف المليون دولار لعشرة من سعداء الحظ.

بايدن وشكوكه

طلب الرئيس الأمريكي بايدن من الاستخبارات الأمريكية مضاعفة جهودها للتحقيق من منشأ فيروس كورونا المستجد. بايدن كما أوضح الدكتور محمود خليل في «الوطن» أعطى الاستخبارات فرصة لمدة 3 أشهر للانتهاء من التقرير. من جديد يعود سؤال المؤامرة الذي يرى أننا بصدد فيروس تم تخليقه أو تصنيعه في المعامل إلى منصة الاهتمام الأمريكي والعالمي. بايدن يداخله الشك نفسه الذي داخل سلفه ترامب من قبل حين أصر على وصف كورونا بـ«الفيروس الصيني». لفت الكاتب الاهتمام لحوار الدكتور أشرف حاتم، وزير الصحة الأسبق، الذي ذكر فيه أن أصحاب نظرية المؤامرة ممن يتبنون أن كورونا فيروس مخلّق، يرون أن الفيروس اكتسب 4 صفات لا يمكن لأي فيروس أن يكتسبها، إذا ما قُدِّر له وتحور بشكل عادي. الأولى أنه ينتشر بسرعة فائقة، والثانية أنه يشبه مرض الإيدز، لأنه يخفض المناعة بشكل قوي، والثالثة أنه يؤدي إلى تجلطات في الدم والرئتين، كما يفعل مرض الإيبولا، أما الصفة الرابعة فتتمثل في عدم إصابته الرئة فحسب، بل يضرب الجسم كله من أعصاب وجهاز هضمي وكبد وغيرها، وبالتالي يقول أصحاب نظرية المؤامرة إن صفات كورونا مكتسبة قام بها البشر، ليجعلوا منه فيروسا قاتلا ومدمرا.
ويرى الكاتب أن كورونا حيّر العالم، بل قُل دوّخه، إذ تعامل الناس مع موجته الأولى وتأمّلوا أن ينتهي الأمر عند هذا الحد، فإذا بموجة ثانية، ثم ثالثة، وهناك من يتوقع موجة رابعة. الأمر لم يتوقف على الموجات المتلاحقة من كورونا، بل امتد أيضا إلى السلالات التي تمكّن الفيروس من التحور إليها، يكفى أن نشير في هذا السياق إلى السلالة البريطانية التي ظهرت منذ أشهر، وتبعتها السلالة الهندية. العديد من اللقاحات تتنافس الشركات المنتجة لها على تطعيم ملايين البشر بها، وتكاد كل شركة تقول إن التطعيم الذي تقدمه يتحور مع الفيروس حيث يتحور!

التنازل مرفوض

بكل هدوء وبكل صراحة والكلام لمرسي عطا الله في «الأهرام» أكد السيسي رفض مصر أي مسعى لفرض الأمر الواقع في قضية السد الإثيوبي، لأن مصر التي لم تمانع في حق إثيوبيا في التنمية، لا يمكن لها أن تقبل إقدام إثيوبيا على أي إجراءات أحادية لا تراعي حقوق مصر والسودان، باعتبارهما دولتي المصب لنهر النيل، وأن مصر كانت وما زالت وستظل تسعى للتوصل إلى اتفاق يحقق مصالح الدول الثلاث «مصر والسودان وإثيوبيا» ويحافظ في الوقت ذاته، على الاستقرار الإقليمي، باعتبار أن هذا الملف يمس المصالح الحيوية للمنطقة برمتها… ولم يفت الرئيس السيسي التأكيد مجددا على ضرورة إبراز حسن النية والإرادة السياسية اللازمة من الأطراف كافة في مسار المفاوضات. تلك هي رسالة السيسي من أرض «عفار وعيسى» المعروفة سياسيا باسم دولة جيبوتي التي تحتل موقعا مهما في القرن الافريقي ولها حدود مشتركة مع إثيوبيا… رسالة تخلو من أي تهديد، أو وعيد، لكنها تشير إلي وجود خطر حقيقي قد يضع المنطقة برمتها في مأزق، قد يصعب الخروج منه إذا تغلب العناد علي صوت العقل، واستهان البعض بحجية القانون الدولي كحكم وكمرجعية في التسوية الحتمية لضمان الحقوق القانونية والتاريخية المنصوص عليها في ميثاق إنشاء الاتحاد الافريقي، وأهمها احترام الاتفاقيات كافة، التي جرى توقيعها بين دول القارة من قبل حصولها على الاستقلال لتفادي النبش في الماضي الذي يمكن أن يؤدي إلى عواقب لا تحتملها استحقاقات الحفاظ على أمن واستقرار دول القارة بأكملها. إن فن التعامل مع الأزمات ليس طرحا ولا ترديدا للمبهر من الشعارات، وإنما هو فن القدرة على رؤية الفرص المتاحة لتجنب المخاطر، دون مساس بالثوابت والحقوق التاريخية.. وحتى هذه اللحظة فإن مصر ليست في عجلة من أمرها، وما زال رهانها على الحل السياسي قائما حتى ساعة تاريخه.

الأوروبيون خذلونا

يقول عماد الدين حسين في «الشروق» إنه يجهل الأسباب التي تمنع غالبية البلدان الأوروبية من تأييد الحقوق المصرية العادلة في قضية مياه النيل عموما، وسد النهضة خصوصا، علما أنه لو تم تطبيق ما تريد إثيوبيا أن تفرضه على مصر والسودان، واعتباره قاعدة جديدة في تقاسم مياه الأنهار العابرة للدول، فإن أكثر المتضررين من القاعدة الإثيوبية الجديدة هم العديد من الدول الأوروبية، التي تواجه الحالة نفسها. هناك العديد من الأنهار العابرة لأكثر من دولة أوروبية، لكن الفارق المهم أن الدول الأوروبية استقرت على قواعد ملزمة لإدارة الأنهار المشتركة. في هذه البلدان لا توجد دولة ينبع منها النهر تقول إنه حكر عليها، وإنه بحيرة داخلية، بل هو نهر دولي عابر للحدود، يتقاسم مياهه كل البلدان التي ينبع منها، أو يمر عبرها أو يصب فيها. ولا أعرف السر الذي جعلنا في مصر لا نستطيع أن نقنع هذه البلدان الأوروبية المؤثرة بعدالة موقفنا وقضيتنا حتى الآن، وأن ما يهمنا يفترض أنه يهمهم، ولماذا لم نلح عليهم ونقول لهم عليكم بالضغط على إثيوبيا، لأنها تريد اختراع قانون دولي جديد، إذا تم اعتماده فسوف يقلب القواعد الدولية المستقرة في إدارة الأنهار المشتركة.

ماذا لو؟

واصل عماد الدين حسين كلامه: قبل أيام قرأت على أحد المواقع كلاما مهما لناظم ميشال عبدالله، يقول:«إلى أولئك الذين قيل لهم إن النيل الأزرق ملك لإثيوبيا، وبالتالي يحق لحكومتهم السيطرة عليه كما تراه مناسبا» من فضلك: (خذ دقيقة) أو (توقف) و(تخيل) أو (فكر) بما يلي: ماذا لو أعلنت سويسرا صباح الغد أنها تبنى سدا هائلا يمنع مياه نهر الراين من الوصول إلى ألمانيا وبلجيكا والنمسا وفرنسا وهولندا؟ هل تتخيل مدينة بون الألمانية دون الراين؟ ماذا لو أعلنت ألمانيا غدا بناء سد ضخم، وفي هذه العملية، هل ستمنع مياه نهر الدانوب من التدفق إلى النمسا وسلوفاكيا والمجر وصربيا وبلغاريا ورومانيا ومولدوفا؟ تخيل مدن فيينا وبودابست وبلغراد حيث يمر نهر الدانوب بصعوبة. ماذا لو بدأت روسيا ببناء سد عملاق، ومنعت مياه نهر الدنيبر من الوصول إلى بيلاروسيا وأوكرانيا؟ ماذا لو كندا منعت سانت لورانس من الوصول إلى ولاية نيويورك؟ وأيضا توقف نهر كولومبيا عن التدفق إلى ولاية واشنطن؟ ماذا لو شيدت بيرو عدة سدود تمنع نهر الأمازون من التدفق إلى البرازيل؟ وأخيرا ماذا سيكون رد فعل روسيا إذا أوقفت الصين تدفق نهر (Irc hi) فحولت السهوب الروسية الخضراء إلى صحارٍى؟ الأنهار الدولية التي تتجاوز الحدود الوطنية هي أوقاف إلهية، تمنح هبة الحياة للعديد من البلدان، ولملايين الأشخاص. مياه النهر ليست خدمة يمكن لدولة ما أن تمنحها لأخرى، ولا يمكنها أن تمارس سلطة مطلقة لتقرير مصير دولة ذات سيادة. منذ عهد الفراعنة، تم الاعتراف بنهر النيل على أنه نبض قلب مصر، ومصدر الحياة.. وهكذا سيبقى. انتهى كلام الأستاذ ناظم ميشال، والمعنى الأساسي الذي نخرج منه في هذه الحالة هو أن غالبية البلدان الأوروبية تمارس النفاق السياسي على أعلى درجاته، وهي تقول في العلن، إنها تدعم الوصول إلى حلول سياسية تضمن حقوق البلدان الثلاثة مصر وإثيوبيا والسودان، لكنها في الواقع تبيع لنا كلاما معسولا وتدغدغ مشاعرنا، لكنها تتغاضى عن الضغط على إثيوبيا.

واجب الدولة

استطاعت الدولة المصرية كما يرى أحمد التايب في «اليوم السابع» محاصرة الفقر، في المحافظات، فضلا عن تحقيق عدة إيجابيات، منها التقليل من معدلات التسرب من التعليم، ومساعدة الأسر الفقيرة على المتابعة الصحية لأطفالهم؛ وكذلك توفير الحماية الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن فوق الـ65 عاما، من خلال توفير احتياجاتهم الضرورية، بل حققت هذه البرامج فائدة مهمة، ويجب وضعها في الاعتبار وعدم تجاهلها، وهي قطع الطريق على الجماعات المتأسلمة من استغلال عوز هذه الفئات، خاصة الأرامل والأيتام والفئات المهمشة، مثلما كان يحدث في السابق، لكن مع اتساع رقعة المستفيدين من هذه البرامج، استطاعت الدولة أن تحميهم أولا من هذا الاستغلال من ناحية، ومن ناحية أخرى استطاعت أن تمد يد العون لهذه الأسر بطرق محترمة وآدمية، ما يعزز المواطنة والانتماء لديهم، ويعكس حرص الدولة على تطبيق مبادئ حقوق الإنسان، التي على رأسها القضاء على الفقر والعوز، إلا أن هناك بعض سلبيات وسط نجاحات هائلة، لكن يجب تداركها فورا، خاصة في ما يتعلق بالباحث، أو البحث الاجتماعي، لأنه بيت القصيد في المنظومة كلها، فهو صاحب قرار المنح والمنع، وهو من يطبق المعايير والشروط، ويرى مدى صحة بيانات المتقدمين، فبفساده تُحرم أسر كثيرة من الدعم، ويذهب الدعم إلى غير مستحقيه، ومعظم الشكاوى تتعلق بعمله وأمانته، لذا لابد أن تكون هناك آلية واضحة لعمله حتى لا تسيطر الأهواء، ويتحقق الهدف من هذه البرامج الذي تبذل الدول جهودا مضنية لنجاحها. ما تفعله الدولة من برامج الحماية الاجتماعية متمثلا في برنامجى «تكافل وكرامة» لأمر يستحق التقدير والإشادة، وخاصة أنه فتح باب الأمل لهذه الفئات المهمشة.

فساد علني

بعد موسم رمضاني مزدهر بالدراما الملوثة، ودراما التسويق السياسي، كانت هناك ليلة ساخنة في شركة سينرجي، حيث أشارت أخبار متناثرة كشف عنها هشام لاشين في «المشهد» من داخل الشركة المتحدة، إلى إقالة مديرها تامر مرسي، وهي الشركة التي تظهر في واجهة الإنتاج الفني كمحتكرة ووحيدة دراميا بإشراف الدولة، ووضعه تحت الإقامة الجبرية، وكذلك القبض على حسام شوقي المدير المالي للشركة، وتعيين رجل الأعمال والمنتج كامل أبو علي رئيسا للشركة المتحدة للإعلام. يأتي ذلك بعد عامين فقط من القبض على ياسر سليم نائب تامر مرسي في الشركة بسبب فساد مالي وإعلامي، حيث أسند له إصدار شيكات دون رصيد وشراء فضائيات من خلف ظهر الشركة، وأمور أخرى. وسليم بدوره ولمن لا يعرف هو عراب عملية السيطرة على الصحف والقنوات الفضائية في مصر منذ عام 2014 وحتى لحظة القبض عليه في 2019. ولو صحت هذه الأخبار التي تعج بها مواقع إخبارية وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، فإنها تأتي عقب فضائح استبعاد المخرج محمد سامي ومسلسله «نسل الأغراب» وأخرى بدأت قبل شهر رمضان من نوعية إيقاف مسلسل «الملك» لعمرو يوسف، الذي يقدم الفرعون بأسلوب «سبارتكوس» وليس انتهاء بكل المشاهد المقززة ونشر البلطجة والإرهاب خلال الشهر الكريم عبر دراما مشوهة وملوثة لا تعرف شيئا عن الأسرة المصرية الحقيقية.

البحث عن شلة

نبقى مع هشام لاشين وحديث الفساد: إذا كنت من غير المتفائلين بوجود نية حقيقية لتغيير هذا الوضع الشاذ والغريب، لأعرق دراما في المنطقة باعتبار أن الجهة المحتكرة لها لم تتغير، حتى لو تغير الأشخاص، حيث هناك توجهات وتوجيهات لا يصلح معها الاجتهاد الشخصي، فمن المنتظر استمرار التوجه الفكري بتقديم الدراما نفسها التي تركز على التفكك الأسري، ونشر البلطجة والعنف والمحرمات، مع توابل المقبل الجديد صاحب أفلام من نوعية «أبو العربي» الذي تردد أنه يعرض سيرته الذاتية وتكوين ثروة طائلة بعد سفره لسويسرا عام 1974 ليعود لمصر وينشئ مجموعة كبيرة من الفنادق والشركات السياحية، مرورا بالقبض على نجله العام الماضي مخمورا ومحششا ويسير عكس الاتجاه ليقتل مهندسة ويخرج من التهمة بعد دفع مليون جنيه لأسرة القتيلة. وربما التغيير الجديد المتوقع هو استجلاب شلة مغايرة للمسؤول الجديد، لتواصل الهيمنة والاحتكار وليظهر محمد سامي جديد بأسماء جديدة حتى فترة، قبل أن نعود للمربع صفر مرة أخرى. وهكذا هي دوائر الفساد والاحتكار.. قديمة وغائرة مهما تغيرت الوجوه.. والضحية دوما هو المواطن الذي لا حول له ولا قوة وسلاحه الوحيد أمام الدراما المشبعة بالسم القاتل، هو الريموت كنترول أو الاستسلام التام للمسلسلات الزؤام.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية