بعد انتخابات النظام السوري: هل تشهد جبهات إدلب تصعيداً جديداً؟

وائل عصام
حجم الخط
0

أنطاكيا – «القدس العربي»: تشهد جبهات إدلب الفاصلة بين النظام السوري وفصائل المعارضة شمال غربي سوريا، ظهور ملامح جولة جديدة من التصعيد، بعد انتهاء الانتخابات الصورية التي فاز فيها بشار الأسد بنسبة 95 في المئة، تمثلت في زيادة وتيرة القصف من جانب قوات النظام على الاراضي الزراعية في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، القريبة من خطوط التماس.
ووفق مصادر المعارضة، ادى القصف هذا الى اشتعال الحرائق التي التهمت عشرات الهكتارات من محاصيل القمح والشعير، مشيرة إلى زيادة الطلعات التي تجريها طائرات الاستطلاع الروسية. وأوضحت ان قوات النظام السوري قصفت بشكل مكثف الأحد بلدات فليفل، وسفوهن، والفطيرة بريف إدلب الجنوبي، بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ، مؤكدة ان القصف أوقع اضراراً مادية كبيرة في ممتلكات المدنيين الخاصة والعامة دون وقوع أضرار بشرية في صفوف المدنيين.
وتزامنت التطورات الاخيرة، مع تهديد أطلقه مفتي النظام السوري، احمد بدر الدين حسون، خلال ظهور اعلامي له على قناة “الميادين” اللبنانية، تحدث فيه عن “الانتصار الانتخابي” الذي حققه رئيس النظام السوري بشار الاسد. وقال حسون: “لم يبق هناك شعارات دينية لا في إدلب ولا غيرها، بل هناك مجموعات من المرتزقة (….) ستروننا في إدلب عاجلاً او آجلاً”، واضاف: “المقاومة الشعبية قادمة لا محالة، ولن نبقي امريكياً ولا ذنباً له لا في شرق سوريا ولا في إدلب”.
وفي الوقت الذي وضع فيه العقيد في الجيش الحر مصطفى بكور تهديدات حسون، في إطار الحرب النفسية ضد المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، قال:” الواجب ان لا نطمئن على إدلب والشمال بشكل عام، الا ان مصير ما تبقى من المنطقة المحررة يخضع وبشكل كامل التفاهات الدولية وخاصة التفاهمات الروسية التركية، ولا يمكن انكار الدور الامريكي فيها، لذلك لا أعتقد بأنه يمكن أن تكون هنالك عملية عسكرية على إدلب في المستقبل القريب خلال اسابيع او بضعة أشهر”.
وأضاف لـ”القدس العربي”: قد تشهد المنطقة تصعيداً كبيراً للقصف الجوي والأرضي من قبل الروس والنظام خلال الاسابيع المقبلة، وتحديداً قبل القمة الروسية – الأمريكية المقررة في 16 حزيران/يوليو المقبل، كوسيلة من قبل الروس للضغط على الموقف الامريكي لتقديم تنازلات معينة في سوريا او في أماكن أخرى من العالم”. وتتقاطع ترجيحات بكور، مع معلومات حصلت عليها “القدس العربي”، من مصدر عسكري في “الجبهة الوطنية للتحرير”، تُفيد باحتمالية قيام النظام السوري بتصعيد عسكري في جبهات الساحل السوري.
ووفق المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، فان المعارضة رصدت مؤخرًا تحركات من جانب النظام في جبهات الساحل، مستدركاً: “بشكل عام، قد تبدأ المعركة في إدلب في وقت قريب”، مشدداً على جاهزية الفصائل لصد اي هجوم محتمل.
وتعليقاً، لم يستبعد القيادي في “الجيش الوطني”، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، ان يقوم النظام بدفع روسي وايراني، بمحاولات تقدم على جبهات إدلب. وأكد لـ”القدس العربي”، ان محاولات النظام الرامية الى التقدم نحو إدلب، لم تنقطع منذ سريان وقف اطلاق النار في آذار/مارس 2020.
وحول دلالة تهديدات مفتي النظام السوري حسون، قال عبد الرزاق: “في وقت لا يستطيع النظام المجرم تقديم أي شيء لحاضنته التي ساهمت في استمرار إجرامه، يريد حسون أن يدغدغ مشاعر الشارع الموالي بانتصار قادم أو إنجاز سوف يتحقق بعد انتخابات الدم هذه، وذلك للهروب من صعوبة الوضع المعيشي الذي لا يمكن للنظام ان يتجاوزه او ان يخفف من وطأته”.
وفي السياق ذاته، سرت أنباء عن تحذيرات تركية للفصائل في إدلب، بضرورة التحضر لجولة جديدة من التصعيد، وأكدت مصادر اخبارية ان الاتراك ابلغوا الفصائل بان هناك حملة اجتياح مرتقبة للنظام وروسيا على ما تبقى من إدلب في الفترة التي تلي انتخابات الاسد. ويعم الهدوء الحذر جبهات إدلب منذ سريان اتفاق وقف اطلاق النار، المتوصَّل اليه في 5 مارس/آذار 2020، بين الرئيسين التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلاديمير بوتين، في منتجع سوتشي الروسي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية