يهدد بوقف التعاون الامني مع اسرائيل. يعرف بأن موشيه بوغي يعلون دقيق في ادعائه بأن الفلسطينيين سيتضررون اكثر من اسرائيل اذا ما تحقق هذا التهديد بالفعل. هكذا ايضا يقول له قادة اجهزته. ولكنه يواصل التهديد، ولا ينفذه، غير أن روح القائد تفعل فعلها – فيلقي الشباب الفلسطينيون بمبادرتهم الزجاجات الحارقة بالجملة نحو سيارات اليهود، وواحدة من كثر تصيب وتشتعل وتتسبب لأييلا شبيرا بالاحتراق والكفاح في سبيل حياتها.
كما أنه يطالب بأن يرابط رجال السلطة الفلسطينية في المعابر إلى غزة، بموجب اتفاق تحقق في حملة الجرف الصامد. أما حماس فتتلبث، وبالتالي فان الدول المانحة لا تنقل إلى غزة المبالغ الطائلة التي وعدت بها في المؤتمر في القاهرة. لقد جاءت الجرف الصامد كي تحقق بالضبط هذه النتيجة وما كان يمكنها أن تصل إلى اهداف اخرى (إلا اذا كانت اسرائيل تخطيء فتحتل القطاع)، ولكن هنا تأتي لحظة التمييز الدقيقة للخبراء: أبو مازن لا يسارع إلى تحقيق مرابطة رجاله في المعابر إلى غزة، وبتلبثه يضعف ضغط الدول العربية المانحة على حماس للموافقة على ذلك. العجل لا يريد أن يرضع تماما مثلما لا تريد البقرة أن تُرضع.
والآن جاءت مرحلة اخرى وهي مرحلة مركزية. فأبو مازن لم يتقدم فقط إلى مجلس الامن بمشروع القرار لاقامة فلسطين بشكل احادي الجانب بل ايضا يسعى إلى تصويت سريع. لماذا؟ مرة اخرى مقلوب على مقلوب. هناك احتمال في أن ترفض التشكيلة الحالية في مجلس الامن في تصويت عادي مشروعه. بعد الاول من كانون الثاني ستتغير تشكيلة المجلس، وستكون ظاهرا اكثر راحة للفلسطينيين. ستكون اغلبية لمشروعهم، وهذا سيجبر الولايات المتحدة على استخدام الفيتو. ولكن أبو مازن لا يريد أن يحرج الامريكيين لاستخدام الفيتو ولهذا فانه يفضل أن يخسر هنا والآن، مرة اخرى مقلوب على مقلوب.
من هذه الناحية كان يجدر باسرائيل ألا تدع المفاوضات السياسية تتدهور إلى طريق مسدود. صحيح أن بنيامين نتنياهو غير معني بحل الدولتين للشعبين والذي هو التسوية الأقل شرا، ولكن حتى لو كان أبدى سخاءً اكبر تجاه الفلسطينيين ما كان ليفوت شيئا من زاوية نظره. فمرة اخرى كان سيكتشف – في الموضوع الذي يثقل على اسرائيل في علاقاتها مع امريكا واوروبا – بأن أبو مازن سياسي المقلوب على المقلوب، المرة تلو الاخرى.
اسرائيل اليوم 28/12/2014
دان مرغليت