قاض إسباني يستمع إلى زعيم جبهة البوليساريو في خضم أزمة دبلوماسية مع المغرب

حجم الخط
18

مدريد: يستمع القضاء في إسبانيا الثلاثاء إلى زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، الذي رُفعت شكاوى في حقه بتهمة “التعذيب” وارتكاب “مجازر إبادة”، بعدما أثار استقباله في هذا البلد بداعي الاستشفاء شرارة أزمة بين الرباط ومدريد.

وأُدخل غالي زعيم “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” (بوليساريو) في نيسان/ أبريل إلى المستشفى في لوغرونيو بسبب مضاعفات إصابته بكوفيد-19 وسيستجوبه عبر الفيديو من مستشفى هذه المدينة الواقعة في شمال إسبانيا أحد قضاة المحكمة الوطنية العليا في مدريد في جلسة مغلقة مقررة عند الساعة 10,30 (الساعة 08,30 ت غ).

ولم يوجه الاتهام إلى غالي في أي من هذين الملفين. وفي ختام التحقيق، سيقرر القاضي بشأن الملاحقات قضائية من عدمها.

إلا أن هذه الجلسة هي محط اهتمام كبير في مدريد والرباط على حد سواء بعد توتر على أعلى المستويات في الشهر الأخير بلغ ذروته مع وصول نحو عشرة آلاف مهاجر في منتصف أيار/ مايو إلى جيب سبتة الإسباني.

إعادة فتح ملفات 

يعود هذا الاستجواب إلى شكوى تشمل “الاعتقال غير القانوني والتعذيب وجرائم ضد الإنسانية” رفعها عام 2020 فاضل بريكة المنشق عن جبهة البوليساريو والحاصل على الجنسية الإسبانية الذي يؤكد أنه كان ضحية “تعذيب” في مخيمات اللاجئين الصحراوية في تندوف في الجزائر.

وكانت هذه الشكوى حُفظت لكن أعيد فتحها مطلع السنة الحالية.

ويعود الملف الثاني إلى عام 2007 وكان قد حُفظ أيضا وأعيد فتحه مع تواجد زعيم البوليساريو في إسبانيا.

وتقدمت بالشكوى عام 2007 الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بتهمة ارتكاب “مجازر إبادة” و”اغتيال” و”إرهاب” و”تعذيب” و”إخفاء” في مخيمات تندوف على ما أفادت هذه المنظمة ومقرها في إسبانيا.

ورفض القاضي مصادرة أوراق غالي الثبوتية لمنعه من مغادرة إسبانيا كما يطالب مقدمو الشكوى، مشددا على عدم وجود “مؤشرات واضحة” إلى “مشاركة” زعيم البوليساريو في الأفعال الواردة في الشكوى الثانية.

وكان غالي دعي إلى المثول في إطار هذه الشكوى عام 2016 عندما كان يفترض أن يتجه إلى إسبانيا للمشاركة في مؤتمر دعم للشعب الصحراوي لكنه ألغى زيارته في نهاية المطاف.

وكان المغرب اعتبر الاثنين أن الأزمة “لن تحل بالاستماع” إلى غالي فقط، مشددا على أنها “تستوجب من إسبانيا توضيحا صريحا لمواقفها وقراراتها واختياراتها”. وشددت وزارة الخارجية على أن القضية تشكّل “اختبارا لمصداقية الشراكة” بين البلدين.

ورد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بقوله إن “من غير المقبول” أن “يهاجم المغرب حدود إسبانيا” من خلال السماح لمهاجرين بدخول سبتة بسبب “خلافات على صعيد السياسة الخارجية”.

“مجرم حرب” بالنسبة للرباط

ذكرت صحيفة “إل باييس” الإسبانية أن زعيم البوليساريو وصل إلى إسبانيا فيما “حياته بخطر” بسرية تامة في 18 نيسان/ أبريل في طائرة طبية وضعتها في تصرفه الرئاسة الجزائرية حاملا جواز سفر دبلوماسيا”.

وأُدخل بعد ذلك إلى المستشفى في لوغرونيو تحت اسم مستعار “لأسباب أمنية” ما دفع القاضي إلى إيفاد عناصر من الشرطة مطلع أيار/ مايو إلى المكان للتحقق من هويته وإبلاغه بالاستدعاء.

وردا على استقبال غالي الذي تعتبره الرباط “مجرم حرب”، فتحت القوات المغربية قبل أسبوعين الحدود مع سبتة ما أثار موجهة هجرة غير مسبوقة.

وتطالب البوليساريو مدعومة من الجزائر بإجراء استفتاء تقرير مصير في الصحراء الغربية أقرّته الأمم المتحدة، في حين يقترح المغرب الذي يسيطر على ثلثي هذه المنطقة الصحراوية منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته.

وتعتبر الأمم المتحدة الصحراء الغربية البالغة مساحتها 266 ألف كيلومتر مربع من ضمن “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي” في ظل عدم وجود تسوية نهائية لوضعها.

وكانت الجبهة أعلنت استئناف القتال في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بعد حوالى ثلاثة عقود من سريان وقف لإطلاق النار، وقد جاء ذلك إثر تنفيذ المغرب عملية عسكرية في منطقة في أقصى جنوب الصحراء الغربية.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شرحبيل الشامي:

    اسبانيا ليست شرطياً لدى المغرب حتى يطلب منها تدقيق الوثائق الثبوتية للسيد ابراهيم غالي، امين عام جبهة البوليساريو،الذي دخل التراب الاسياني بجواز سفره الدبلوماسي. ما هكذا تدار العلاقات بين الدول.

    1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      الا ترى ان اسبانيا لا تتحدث عن جواز سفر .. بل تتحدث عن هوية .. و تقول بهويته قد دخل .. او اوراق ثبوث ..
      .
      لانه اذا تحدتتث عن جواز سفر قستكون مصيبة .. او مصيبتين .. فلماذا؟
      .
      اذا دخل بجواز سفر جزائري .. فاسباتيا تعترف هكذا بانها ترى البوليساريو امتدادا للجزائر امام العالم .. و هو كذلك.مصيبة.
      اما اذا قالت انه دخل بجواز سفر بوليساري .. قهذه مصيبتين .. بحيث ستكون قد ادخلت احدا الى ثراب اوروبا بجواز سفر
      دولة لا تعترف اي دولة اوروبية بها … الطامة.
      .
      و لاحظ .. حتى الشرطة تحدتت على حقيقة هويته … و ليس عن صحة جواز سفره.

    2. يقول نوفل ماليزيا:

      وكيف تدار العلاقات بين الدول في نظرك؟
      وماذا عن الإتفاقيات الثنائية لتبادل المجرمين والمبحوث عنهم والمطالبين للتحقيق؟ ماذا عن إتفاقيات التعاون الأمني بين الدول؟ كيف ستنسق وتتعامل مع دولة حكومتها تتستر على مجرم رفعت في حقه دعاوى قضائية وبتهم وازنة وثقيلة؟ هل يضطر شخص بريء للتخفي بهوية مزورة لدخول إسبانيا لولا أن التهم مثبتة في حقه؟ العلاقات الدولية تتطلب المصداقية والشفافية في المعاملات وإلا يجب على المغرب تعليق كل الإتفاقيات مع إسبانيا لأنها ليس فقط تتعارض مع مصالحه ولاكن أيضا لأنه ضد العدالة والنزاهة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.

  2. يقول warga said:

    ما تريده المغرب ليس سجن ابن بطوش من عدمه … ما يريده المغرب هوا مثول ابن بطوش أمام المحكمة والاستماع له .. الانه لا يعقل بشخص يدعي أنه رئيس الجمهورية العربية الصحراوية يمثل امام قضاء دولة أخرى … الانه لم يسبق فالعالم أن رئيس أي دولة لا زال يمارس مهامه يمثل امام المحكمه.. اين حصانة رؤساء دول … هده رسالة لم يعتقد أن أو يوهم أنه توجد دولة صحراوية … ملاحظة هناك رمزية وهوا بلد المحاكمة هوا بلد استعمر المنطقة والبوليساريو تقول إنه متواطئ مع المغرب وأنه هوا من سلم الصحراء للمغرب … وهناك مفارقة يعالج في بلد محتل سابق بقدرة قادر اصبح الاسبان اصدقاء والمغاربة اعداء

  3. يقول الحسن من العيون- المغرب-:

    العلاقات بين الدول (خصوصا المتجاورة)تحكمها ضوابط واخلاقيات من بينها حسن الجوار والالتزامات المشتركة التي تخضع لتوافقات وتفاهمات بين الدولتين المعنيتين وكذلك المعاملة بالمثل، وفي حالة المغرب واسبانيا فان المغرب لم يستقبل الانفصاليين الكاتلان مثلا او الباسكيين وهو دولة ذات سيادة يمكنه الاعتراف بهما والتعامل معهما لاكنه لم يفعل بل دعم الوحدة الترابية لاسبانيا علنا وعن قناعة لانه يعرف معنى الانفصال ويعارضه من حيث المبدأ، اسبانيا في المقابل تقول كلاما ديبلوماسيا في العلن يدعم الامم المتحدة ويبدو حياديا غير انها في السر تتآمر على المغرب وتستقبل عدوه(بن بطوش) وهو اللذي يعلن ليل نهار انه يخوض حربا ضد المغرب و يقصف ويدمر و… الغير المقبول هو ان اسبانيا(دولة القانون والديموقراطية والحداثة) وبالتنسيق مع مخابرات عبلة دبرت عملية دخول سرية لبن بطوش كي يتداوى خلسة ويعود من حيث اتى لولى يقظة المخابرات المغربية التي كشفت المستور ووضعت الجميع امام الامر الواقع ما فضح بالملموس نوايا الاسبان واظهر للعيان الازدواجية بين القول والفعل وبدد اي ثقة من جانب المغرب تجاهههم.

  4. يقول رشيد:

    اسبانيا انتهكت القانون وحقوق الانسان عندما دخلت مجرم وقاتل مجرم حرب

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية