«باجرانغ دال»، و«شيف سينا» (أو جيش شيفاجي)، و«راشتريا سويامسفاك سانغ»، من الوجوه، أو التطبيقات الميدانية، لفوز حزب «بهاراتيا جناتا» القوميّ – الدينيّ بالانتخابات التشريعية الهندية الأخيرة في الربيع الماضي.
«الانجازان» الأخيران: تنظيم احتفال طقوسيّ في مدينة آغرا، التي كانت ذات يوم عاصمة لسلطنة مغول (موغال) الهند، حيث تمّت سيامة مئتين من مسلمي المدينة البسطاء هندوساً «من جديد»، في «توبة نصوح». ثم، اطلاق حملة تنديد ضد استمرار الهند في احياء «عيد الميلاد» المسيحي، والعمل على محاصرة أشكال الاحتفال به.
لم يخفَ على أحد في الهند، بطبيعة الحال، أنّ حفلة اعتناق الهندوسية «من جديد» في أغرا، حدثت تحت ضغط التنظيمات القتالية. هذه تطرح نفسها كـ«أذرع كفاحية» لحركة الاحياء القوميّ ـ الدينيّ، ولها باع في خوض الصدامات الطائفية الدموية منذ عقود، وتستفيد من تواطؤ جهاز الدولة معها منذ وقت ليس بقصير، وسابق على الانتصارات الانتخابية للحزب القومي ـ الديني الأبرز، «بهاراتيا جاناتا».
تستفيد هذه التنظيمات من انتشاء الاسلاموفوبيا عبر العالم، ممزوجة بعقيدة «مكافحة الإرهاب». لكن، غرفها من الاسلاموفوبيا الكونية لم يؤدّ بها إلى مسايرة مسيحيي الهند. أبداً. هذه التنظيمات «صاحبة مبدأ»: لا مكان للمسيحية والاسلام في الهند.
من السهل مجاراة اليساريين والليبراليين الهنود باطلاق نعت «الفاشية» على كل هذه التنظيمات، علماً أنّ بعضها لا يتعفّف من هذه الإحالة، شأن «الجيش الشيفاجي» الذي كان مؤسسه، الرسام والكاريكاتيريست السابق بال ثاكراي، يفخر باعجابه بأدولف هتلر. يبقى، ان اشكالية هذه التنظيمات مختلفة عن الفاشية، لأنها «احيائية» دينية قبل كل شيء، كما تقرّ جدّياً بحالة التوازي بين «الصراع السياسي من أعلى»، أي الديموقراطية الانتخابية والبرلمانية وتداول السلطة، وبين «الصراع الميداني من أسفل»، الذي تركّز عليه، لإعادة «هندسة» المجتمع، سواء قصدنا بذلك، تغليب القيم الهندوسية عليه بشكل شامل، أو هندسته اجتماعياً بالشكل المتوافق مع منطلقاتها الأيديولوجية.
ليست هذه التنظيمات معادية جوهرياً للديموقراطية، والحزب التي تتحلّق حوله يتبنّى الليبرالية الاقتصادية الواسعة، والتخلّص من البيروقراطية «ال اشتراكية» وسلالة آل نهرو – غاندي على حد سواء. تعدّدية التنظيمات الكفاحية الاحيائية الهندوسية هي أيضاً معطى مهمّ: فهي لا تنظر إلى الاحياء القومي – الديني كمهمّة حزب سياسي واحد، أو ذراع قتالية واحدة.
تشكّل عقيدة «الهندوتفا» مصدر الهامها. هذه العقيدة ظهرت منذ النصف الأول للقرن العشرين. تقوم على مماثلة بين الهند كوطن قومي وبين الهند كوطن مقدّس، وبين الهند والهندوسية. لكنها من ناحية ثانية، توسّع «ديموقراطياً» مفهومها للهندوسية. أوّلاً، من خلال زعزعة هيمنة سرديات «البراهمة» على الطوائف المهنية الدينية الوراثية (الكاست) الأخرى (في مقابل هيمنة «براهمانية» ضمنية في «حزب المؤتمر» العلماني)، وثانياً من خلال السعي وراء مصالحة «رمزية» مع الديانات الهندية الأخرى، واعتبارها «هندوسية أيضاً»، أو «نصف هندوسية»، بالنسبة إلى السيخية والجائنية والبوذية ..الا المسيحية والاسلام: فهاتان ديانتان غريبتان عن الهند في عرف أصحاب «الهندوتفا». ما يفترض اما رحيل أتباعهما، أو عودتهم إلى جذورهم الهندوسية ما قبل الاستعمارية .. بالشكل الذي رأيناه قبل أسابيع قليلة في مدينة آغرا.
في احتفالية الإكراه الأخيرة هذه، برزت تحديداً منظمة «باجرانغ دال»، المتهمة بسلسلة اغتيالات في السنوات الماضية. و»باجرانغ» من أسماء القرد «هانومان» في مجمع الآلهة الهندوسي، وبالذات في ملحمة «رامايانا».
في «الرمايانا» يقود هانومان جيشاً من القردة، نصرة للإله راما، ضد «رافانا» اللعين، ملك الشياطين (بالنسبة لجنوب الهند، وفي حركة الاحياء الدرافيدية تنقلب الآية: رافانا طيب، يتصدّى لراما وقردته). شخصية هانومان في هذا الشعر الملحمي ستجعل منه شفيع الملاكمين والإله المحبّب في الأرياف. أليس هو رمز الوفاء لراما؟ أليس هو من يرفع الجبال ويقصيها؟
هانومان غير هانومان؟ التنظيم الكفاحي الاحيائي غير الميثولوجيا والملحمة والشعر طبعاً. لكن، أليس من مشترك بينهما؟ ربّما كان المشترك هو في الدفع بالميثولوجيا الدينية إلى أقصى حدودها التصويرية كأحداث لم تحدث في عالمنا هذا، وليس بتعميم الخلط بين الميثولوجيا والتاريخ، الذي عادة ما يشتكي الاصلاحيّون والتنويريّون في الديانات الابراهيمية منه.
هانومان شيخ القردة في الرامايانا. لكنه أيضاً واحد من الشخصيات الجذابة في سلسلة «القصص المصوّرة» التي أبدعها آنانت باي منذ نهاية الستينيات، وهي سلسلة «آمار شيترا كاتا» التي كشفت لعشرات ملايين الناشئة، جيلاً بعد جيل، روائع المخزون. وك ن قصد «العم باي» كما يعرف في الهند، مقاومة رواج «القصص المصوّرة» والصور المتحرّكة الغربية. بدل سوبرمان» راما وشيفا. بدل «الرجل الوطواط» هانومان. ولم ينسب العم باي حقيقة تاريخية من أي نوع لأبطاله، سوى انها «قصص يتناقلها الأجداد من قديم الزمان». قدّم المخزون كـ»ميثولوجيا» بصريح العبارة.
منذ وفاته عام 2011، والنقاش مستمرّ حول الموقع «السياسي» لقصص العم باي المصوّرة، مع تزامن رواج سلسلته وأسلوبه في بث «القيم الهندوسية»، مع مرحلة رواج الاحيائية القومية – الدينية. طبعاً، الاختزال سيكون سطحياً هنا. لكن، «العلاقة» قائمة بالفعل: فقد لعبت «المَثْلَجة» الكاملة لشخصيات من صنف راما وسيتا وهانومان، وتحويلها إلى زبدة قصص مصوّرة وصور متحرّكة، الدور الذي لعبه التجرّد عن الصور والعبادات الرمزية في أماكن أخرى: «هانومان الميثولوجي الصرف»، تحوّل إلى سوبرمان موجود في الواقع: دخل على مسلمي آغرا في بيوتهم، وقال لهم، هلّموا إلى دين الآباء، دين ما قبل الاستعمار الاسلامي للهند (الذي تنظر «الهندوتفا» للاستعمار البريطاني كامتداد له)، دين ما بعد سلالة آل غاندي و«حزب المؤتمر»، جئت أحرّركم ولو بالإكراه.
٭ كاتب من لبنان
وسام سعادة
انتظروا داعش بالهند
فأين ما يكون هناك ظلم تنمو وتترعرع داعش
فكما داعش بالعراق ردة فعل لظلم الميليشيات الطائفية كذلك سيكون بالهند
المضحك بالهند أن اللغة الرسميه هناك هي الانجليزية وليست الهنديه
ولا حول ولا قوة الا بالله
ﺗﻌﺠﺒﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺻﺪ ﻭﺍﻗﻊ ﺷﻌﻮﺏ ﺃﺧﺮﻯ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻘﻂ . ﻓﻠﻮﻻ ﺃﻥ ﺗﺨﺼﺺ ﻟﻨﺎ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻣﺠﺎﻻ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺷﻌﻮﺏ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺃﻭ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ،،ﻣﻦ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺁﺳﻴﺎ ﻭﺃﻭﺭﺑﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
رميا فستا بيا رميا فستا بيا
ميني سب كتش دل ديا
هذا مقطع غنائي كنت اردده باعجاب وانا صغير واغاني اخرى تمجد لرام وشيفا وكريشنا واوثان اخرى خلدتها السينما الهندية القديمة مرت الايام وشاء الله ان عشت بينهم كاكثرية في البحر بل كان زميلي في الحجرة هندوسي ايضا كاخرين وكان يحيطه بمجسمات للاهاته ويردد هري راما هري كريشنا هنالك حمدت الله لاني خلقت هكدا وزاد احترام للعرب رغم اخطائهم
خدا حفيظ