عواصم ـ وكالات ـ الغوطة الشرقية ـ «القدس العربي»: كثفت طائرات النظام قصفها لقرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، بعد سيطرة المعارضة المسلحة قبل أسبوعين على معسكري «وادي الضيف» و «الحامدية» أكبر معقلين للنظام في المنطقة، وشمل القصف مدينتي «معرة النعمان»، و «كفر نيل»، وبلدات «كنصفرة»، و «سفوهن»، و «الهبيط»، و «خان شيخون»، و «تل عاس» وامتد ليطال بلدات اللطامنة وكفر زيتا بريف حماة الشمالي.
وأفاد قائد الدفاع المدني في مدينة «معرة النعمان» أن «طائرات النظام السوري شنت نحو 200 غارة خلال الأسبوعين الماضيين على ريف إدلب الجنوبي»، مشيرا إلى أن «منطقة معرة النعمان لوحدها تعرضت لعشرات الغارات، أسفر عنها مقتل وجرح العشرات من المدنيين، واضطر الأطباء لبتر أطراف بعض الجرحى نتيجة إصابتهم الشديدة».
من جانبه أوضح الدكتور مازن السعود مدير مشفى أورينت، أن «مدينة كفر نبل نالت كذلك نصيبها من القصف، راح ضحيته 13 مدنيا، إثر استهداف المشفى الأسبوع الماضي»، مضيفا أن عشرات القتلى سقطوا في بلدتي «معصران»، و «سفوهن» في القصف المتواصل خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي سياق متصل قصفت طائرات النظام صباح امس الثلاثاء وسط بلدة «الهبيط» بريف إدلب الجنوبي، أسفرت عن سقوط جريحين مجهولي الهوية حالتهم حرجة، يعتقد أنهما من النازحين إلى البلدة، كما تسببت في دمار كبير في البيوت والمحال التجارية، وقامت طواقم الدفاع المدني بإسعاف الجرحى للمشافي التركية الحدودية، بسبب عجز المشافي الميدانية عن معالجتهم لنقص الإمكانيات.
وتمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة تتقدمها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وفصائل من الجيش الحر قبل أسبوعين، من السيطرة على معسكري «وادي الضيف»، و «الحامدية»، أكبر معسكرين لقوات النظام في ريف إدلب، بعد معارك استمرت طيلة يوم الأحد الماضي، حيث تمت السيطرة بعد تحرير أكثر من 20 حاجزا حولهما.
وتمكنت قوات المعارضة من تدمير أكثر من 8 دبابات، وقتل أكثر من 50 عنصرا من قوات النظام، إلى جانب اغتنام 12 آلية ثقيلة، وكميات كبيرة من الذخائر.
إلى ذلك قام الجيش السوري بتوفير «خروج آمن» لعشرات العائلات من مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، حسبما ما أوردت وكالة الانباء الرسمية خروج (سانا) الثلاثاء.
وذكرت الوكالة ان «وحدات من الجيش والقوات المسلحة قامت بتأمين خروج عشرات العائلات من مدينة دوما وبلدة زبدين بالغوطة الشرقية» التي تعتبر معقلا لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق، وهي محاصرة من القوات النظامية منذ أكثر من عام.
وأشارت إلى خروج 31 أسرة من دوما «ضمن مبادرة المصالحة الوطنية بالتعاون مع لجان شعبية من داخل مدينة دوما».
وتتكون هذه الأسر من أطفال ونساء وكبار السن «وبينهم العديد من المسلحين الذين سلموا انفسهم للجهات المختصة ليصار إلى تسوية أوضاعهم» بحسب الوكالة.
ولفتت الوكالة إلى ان الجيش سبق ان أمّن في التاسع من الشهر الجاري خروج 76 عائلة من دوما ضمت 322 شخصا «بينهم عشرون مسلحا سلموا انفسهم مع اسلحتهم إلى الجهات المختصة».
وأكد ناشط من دوما عرف عن نفسه باسم سعيد البطل لوكالة فرانس برس في بيروت عبر الإنترنت عمليات الاجلاء، الا انه حذر من «أن الكثير من المحاصرين يخشون تجنيدهم في صفوف الميليشيات الموالية للنظام أو تعرضهم لمكائد».
وأشار الناشط إلى ان «قسما من الاشخاص الذين تم إجلاؤهم منذ نحو شهر ونصف الشهر ما يزال موقوفا حتى الآن»، مضيفا «تسري شائعات مفادها ان الخارجين (الذكور) سيتم تجنيدهم».
وتعاني دوما وغيرها من مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة من القوات النظامية منذ أكثر من سنة من نقص شديد في المواد الغذائية والاساسية والطبية. وتوفي العشرات في هذه المنطقة خلال الاشهر الاخيرة جوعا أو بسبب عدم توفر الأدوية اللازمة.
وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية منذ سنة ونصف السنة. وقد احرزت تقدما على الأرض خلال الشهرين الماضيين في محيط العاصمة على حساب مواقع للمعارضة المسلحة.
إلى ذلك ينفذ مئات المعتقلين في سجن حمص المركزي إضرابا عن الطعام لليوم الرابع على التوالي احتجاجا على احتجازهم على الرغم من انتهاء فترة الاحكام وعلى التعسف اللاحق بهم، بحسب ما أفاد الثلاثاء سجين والمرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال سجين رفض الكشف عن اسمه من داخل السجن «كل من في السجن، وعددهم أكثر من ألف شخص، يشاركون في حملة اضراب عن الطعام بدات قبل أربعة ايام».
وأضاف «نريد ان نعرف مصيرنا، ونطالب بالحرية. هناك اشخاص حكم عليهم بالسجن هنا لمدة ثلاثين عاما لمجرد انهم شاركوا في التظاهر السلمي، وآخرون سجنوا اعتباطيا. انا في السجن منذ سبع سنوات بعدما اتهمت بارتكاب أعمال عنف خلال الثورة».
وتعتقل السلطات السورية، بحسب منظمات عدة مدافعة عن حقوق الانسان، عشرات آلاف الاشخاص، بعضهم لنشاطهم المعارض، وآخرون للاشتباه بانهم معارضون للنظام، أو حتى بناء على وشاية كاذبة.
ويتعرض المعتقلون في السجون والفروع والمقار الامنية «لأساليب تعذيب وحشية» تتسبب بحالات وفاة، أو الإصابة بأمراض مزمنة، تترافق مع حرمان من الغذاء والأدوية والعلاج اللازم، بحسب هذه المنظمات.
وقال السجين «لم يأت احد لزيارتنا. لقد اغمي على 12 شخصا بسبب النقص في الطعام. هناك أطباء ومسعفون بين السجناء يهتمون بالأمور الصحية، لكن لا يوجد دواء»، مضيفا «لم يستجب أحد لإضرابنا عن الطعام».
وذكر المرصد في بريد إلكتروني ان بعض المعتقلين في سجن حمص «انتهت فترة محكومياتهم (…) ولم يتم إخلاء سبيلهم إلى الآن من سلطات النظام بحجة ضياع ملفاتهم».
وإضاف «أعلن السجناء والمعتقلون المضربون عن الطعام أنهم مستمرون في إضرابهم بسبب سوء معاملة سلطات السجن للسجناء والمعتقلين، وقلة الغذاء والدواء وبسبب رفض طلبات إخلاء السبيل، وإلى ان ياتي وزير المصالحة الوطنية في حكومة النظام علي حيدر ويلبي مطالبهم».