أخميم المصرية مدينة الأساطير وملتقى الحضارات والديانات الثلاث

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة-»القدس العربي»:  تقول الأساطير ان رجال إحدى المدائن خرجوا جميعا قاصدين الحرب وتركوا خلفهم النساء اللواتي لم يكن لهن من خيار سوى الانتظار ومن ملاذ إلا رجل مبتور الذراع والساق يمكن التعوذ برجولته. وعندما لم يعد الرجال من حروبهم، قامت النسوة ببناء بيت كبير لهذا الرجل وأصبح زوجا لهن جميعا. ومن أبنائه خرج جيش كبير يعمر المدينة ويسترد أمجادها. تلك أسطورة الإله «مين» رمز الخصوبة والنماء لدى الفراعنة. أما المدينة التي حيكت حولها الأسطورة فهي أخميم، التي تواترت عليها الحضارات الفرعونية واليونانية والرومانية لتتحول بشهادة علماء المصريات لأكبر معبد فرعوني على مر التاريخ. يقول: أن عجائب الدنيا ثلاثون. ورشح بربا أي متح أخميم من هذه العجائب بما فيها من صور وأعاجيب. وقد حاول المؤرخون أن يعرفوا سر أعجوبة بربا أو معبد أخميم، وبالتالي حاولوا أن يعرفوا نشأة هذه المدينة وبعضهم أكد أن الذي بناها ملك يسمى أخميم، في ما يقول المؤرخ إبن دقماق في كتابه «الانتصار لواسطة عقد الأمصار» إن البربا هو أخميم. بينما يميل المقريزي إلى أن الذي بنى المدينة ملك يدعى مناقيوس، وأشار إلى أن بانيها رجل من أولاد الكهنة. من أعلم الناس بالسحر وأبصرهم بأخذ التماسيح والسباع، وكان يعلم الغلمان، فأوعز إلى مناقيوس أن تبنى له مدينة خاصة. فبنيت أخميم. وتفرد المقريزي بأنه كان بها اثنا عشر ألف عريف من السحرة يقال أن فرعون استعان بهم يوم ألقى موسى العصا.

هنا توقفت عجلة الزمن ووضع التاريخ ظلاله متجسدة في كل أثر، فهي واحدة من المدن القديمة في محافظة سوهاج بصعيد مصر، تحوي بين أسرارها الكثير من العوالم الأثرية والمعالم التاريخية، التي اكتشفت قبيل حقب زمنية بعيدة. ويجمع كثير من علماء الآثار، إن ما تحت الأرض من آثار المدينة يفوق ما جري اكتشافه على أيدي عشرات الأثريين والبعثات العلمية.

الألهة يصيبها الملل!

إنها مدينة أخميم الراقدة فوق معابد تمثل حضارات وأديان شتى بحسب ما أكد كثير من علماء المصريات، الذين رجحوا وجود أعداد هائلة من القطع الأثرية والمعابد التي لم تكتشف بعد أسفل المدينة التابعة لمحافظة سوهاج بصعيد مصر. لا يمكن اختزال التاريخ في مدينة عريقة كأخميم، تلك المدينة التي وصف المؤرخ الأشهر المقريزي المولود في القاهرة في العصر المملوكي معبدها المتفرد بأنه من عجائب الدنيا، بينما جسدها من قبله بقرون عديدة هيردوت أبو التاريخ، بقوله أنها تضم أضخم التماثيل المصرية التي رآها بعينه. مدينة الأساطير الصعيدية أخميم، التي عثر بين بطونها في القرن التاسع عشر على بردية الحكيم عنخ شاشنجي، آخر حكماء مصر الفرعونية، إذ أكتشفت فيها مقبرة لحاملة الشخشيشة، إحدى أهم الآلات الموسيقية التي تفردت بها المعبودة حتحور ألهة الحب والجمال والموسيقى، وفق ما جرى تصويرها في معبد دندرة بقنا، فيما يؤكد الأثريون أيضاً أن الصلاصل الشخشيشية التي حيرت عددا من العلماء فترة من الوقت كانت تستخدم أساساً في تهدئة الغضب وإرضاء المعبودات والرجال، بجانب الترويح عن النفس وخلق النشوة عند سماع النغمات والمقامات الموسيقية المختلفة. وأشار أثريون إلى أن الشخشيشة استُخدمت في مصر القديمة للترفيه عن الأطفال والمواليد، وظلت على هذا النحو حقباً إلى أن قررت الكاهنات بعد ذلك إدخالها ضمن النطاق الكهنوتي في المعابد المصرية القديمة، من خلال إمساكها بالصلاصل وهزها لكي تعطي صوتاً موسيقيا رناناً، يسر الآلهة بما يساير المعتقدات المصرية القديمة، حيث كان يتم استحضار روح حورس من خلالها كما توحي بذلك المعتقدات الفرعونية. وأشار علماء المصريات إلى أن تلك المدينة أرخى على أثرها التاريح ستائره «أخميم الضاربة بجذورها في أعماق الزمن، كانت عاصمة الإقليم التاسع في مصر القديمة، والذي كان يمتد ما بين جبل طوخ في الجنوب، وجبل الشيخ هريدي في الشمال».
عرفت أخميم قديما باسم خنتى مين، التي حرفها العرب إلى أخميم، أما اليونانيون فنعتوها بـ»بانابوليس» وكانت في العصور المصرية القديمة عاصمة لعبادة الإله مين، رب الإخصاب والنماء لدى قدماء المصريين. يجمع الأثريون على أن أخميم واحدة من بين أقدم المدن المصرية في مختلف البلاد، وقد زخرت بالعديد من الآثار التي تنتمي للعصور المختلفة، من بينها الإغريقية، فضلاً عن العديد من الأديرة المسيحية، وعندما أشرقت سماء العرب كانت مدينة رئيسية يطلق عليها اسم كور أخميم.
توجه الكثير من الرحالة والمؤرخون صوب أخميم، مبكراً كما كتب عنها الجغرافيون، وورد ذكرها في الكثير من الكتب مثل كتاب «المسالك» وكتاب «معجم البلدان» و»جغرافية اميلينو» و»أحسن التقاسيم» وكتاب «نزهة المشتاق» وفق وصفها إنها «مدينة كثيرة النخيل ومزارع الكروم» وأنها «بلدة قديمة بها آثار ومبانٍ قديمة وبها مقر والي الإقليم ونائب الوجه القبلي وقاضٍ وبها جامع قديم وعدة مدارس وأسواق وفنادق».

توتو يحمي المدينة

وتوضح إحدى نصوص مقبرة توتو، ابن يوحات المكتشفة بمنطقة الديابات بأخميم، أن توتو من الآلهة الفرعونية القديمة، وكان يسند إليه الحماية والأمن، وشكله على هيئة جسم أسد ووجه بشري، أما المناظر الملتقطة للمقبرة التي تضم رفاته مع زوجته فتكشف الكثير من التفاصيل عن شروق رع وفقاً لما تذهب إليه المعتقدات الفرعونية. أما عن الصور والرسومات التي تخص زوجته فكثيرة ويتحدث أحد المناظر عن أوزير زعيم الغربيين المعبود العظيم سيد مدينة أبيدوس، ويبوح النقش بما يلي «تأتي لك الأوزيرية عازفة الصلاصل شرت إيزيس صادقة الصوت ابنة ثامو صادق الصوت المولودة من سيدة الدار اتب ورت». بحسب رأي علماء الآثار فإن مقبرتها حوت الكثير من النقوش، وهي عبارة عن تراتيل مثل «بواسطة ايزيس العظيمة القاطنة في قلب مينة آبو» وترتيل آخر يقول «أتيت لرؤيتك يا أوزير» كما حوت المقبرة مناظر تصور مجموعة من حاملي شارات الآلهة يرفعها الكهنة، بالإضافة لتمثيل رحلة قارب رع.
ومن بين الآثار المكتشفة حديثاً مقبرة مزدوجة من العصر البطلمي لشخص يدعى توتو وزوجته تا شريت إيزيس، وكانت تشغل منصب عازفة الصلاصل (الشخشيخة) الخاصة بالآلهة حتحور، فضلاً عن بقايا آدمية ومجموعة من دفنات لطيور وحيوانات، جدير بالذكر ان المقبرة تتميز بجمال نقوشها وألوانها الزاهية كما تحمل النقوش أيضا أسماء لبعض أفراد عائلة صاحبي المقبرة، وتتكون من غرفتين وقد زين مدخل الغرفة الثانية بالكورنيش المصري عليه قرص الشمس المجنح، أما العتب فزين بقرص شمس ثان دون على جانبية لقب حورس سيد السماء. وأثناء أعمال الحفر الأثري عثرت البعثة على تابوتين من الحجر الجيري بداخلهما دفنات آدمية. ويجمع أثريون على أن الحفريات التي عثر عليها بأخميم لا تحصى، ومن أبرزها برديات رياضية تبرهن على أن علم الرياضيات بدأ من مصر، مثلما عثر بها على لوحات الكتابة وبرديات أعظم الحكماء في مصر عنخ شاشنجي حكيم عين شمس في القرن الخامس قبل الميلاد.

ميريت أبنة رمسيس

من أعاجيب أخميم القديمة، كذلك معابد المرمر في منطقة البربا، ومعبد الملك رمسيس الثاني ويحتوي على تماثيل ومجسمات ضخمة وفريدة، منها تمثال الأميرة ميريت آمون ابنة رمسيس الثاني، والذي اكتشف أول ثمانينات القرن الماضي، وتمثال للملك رمسيس الثاني، وتمثال روماني مهشم الرأس ويعتقد بعض العلماء أنه تمثال للآلهة فينوس ربة الحب والجمال لدى الإغريق. وتستهدف الحكومة المزيد من النهوض بالمنطقة المحيطة بمعبد الملك رمسيس الثاني، في مدينة أخميم بصعيد مصر، وإقامة منطقة خدمية للسياح، مع تزايد الوافدين في زيارته بعد افتتاح متحف سوهاج القومي، ونجاح خطط إعادة جمع وترميم وتركيب التمثال الضخم للملك رمسيس الثاني، في مكان عرضه الأصلي بجانب تمثال الملكة ميريت آمون، في المعبد الذي يرى علماء مصريات، بأنه الأضخم في مصر القديمة، وأن أجزاء كبيرة منه لا تزال تحت التراب أسفل منازل وجبانة مدينة أخميم. منطقة آثار أخميم، إحدى المناطق الأثرية المهمة في مصر ومحافظة سوهاج، حيث تضم آثارا فرعونية وقبطية وإسلامية، ومنذ فترة افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار، مشروع ترميم وإعادة رفع تمثال الملك رمسيس الثاني، بمكان عرضه الأصلي، بجانب تمثال الملكة ميريت آمون، بمعبدها بتلك المنطقة. تزخر المدينة العتيقة بالعديد من المعالم الأثرية التي تعود للحقب الثلاث، وفي مقدمتها الآثار الفرعونية وأبرزها: معبد رمسيس الثاني، أحد أهم المعابد الفرعونية ويضم تماثيل من عصور مختلفة أشهرها تمثال الملكة ميريت آمون، وتم اكتشافه عام 1981.
أما عن ميريت آمون فهي ابنة رمسيس الثاني وهي الزوجة الملكة، ويعد تمثالها من أهم الكشوف الأثرية في أخميم وهو أطول تمثال لملكة مصرية في التاريخ، ويعد نموذجا للفن المصري القديم من حيث دقة التصميم وتمايز الألوان. أما ثاني الآثار الفرعونية بالمدينة: مقابر الحواويش، تقع جبانة المقاطعة التاسعة في مصر القديمة بالجبل الشرقي بقرية الحواويش، وتبعد عن مدينة سوهاج 10 كم ومن أخميم 7مسيرة كم، ويضم ذلك التل ثلاثة أديرة قبطية تعرف بالدير البحري والدير الأوسط والدير القبلي، واستخدم ذلك التل منذ بداية عصر ما قبل التاريخ مرورا بالعصر الفرعوني ثم اليوناني والروماني والقبطي. وانتهت أعمال هيئة الآثار في ذلك التل إلى ظهور بعض المقابر الصخرية التي ترجع للعصر البطلمي أطلق عليها الجبانة A بينما تضمن جبل الحواويش مقابر صخرية لوزراء وكهان وموظفين كانت لهم مسؤوليات إدارية ودينية عديدة في الدولة القديمة ومرحلة الانتقال الأول، وقد بلغ عددها قرابة 800 مقبرة منها نحو60 مقبرة لا تزال تحتفظ ببعض مناظرها وما يقرب من خمس مقابر تحتفظ بمناظرها شبه كاملة ومن بين تلك المقابر: مقابر السلاموني التي تقع في الصحراء الشرقية بجبل السلاموني، والذي يحتوي على جبانة مرتفعة بعض مقابرها تعود لعصر الدولة القديمة وكذلك تعود غالبية المقابر للعصر اليوناني الروماني المتأخر وبعض هذه المقابر لا تزال تزخر برسومها الجدارية الملونة، والتي تعد مزيجا بين الحضارة المصرية والهلينية المتضمنة آلهة مصرية ومناظر البروج وأشخاص في نسق روماني، وفي قمة الجبل معبد صخري صغير شيده الملك آي، التالي مباشرة للملك توت عنخ آمون؛ لأجل إله الخصب والنماء الإله مين رب أخميم ولأجل الإله حورس – مين هذا الإله الذي كان مزيجًا بين الإثنين، وقد ظهر فيه أدب الدولة الوسطى.

أبو السيفين كان هنا

ومن أبرز الآثار القبطية في أخميم: كنيسة أبو سيفين، التي تقبع بوسط المدينة ومقامة على تل نسطور، وينخفض مستوى الكنيسة ثلاثة أمتار عن مستوى الشوارع المحيطة بها، وتعود مبانيها للقرن 16 و17 الميلادي. وجدير بالذكر أن القديس أبو السيفين كان ضابطًا بالجيش الروماني واستشهد سنة 362م، وترسم صورته بزي الجند ممتطيا جوادا شاهرا سيفين فوق رأسه، ويجسد السيف الثاني رمز الجهاد في سبيل الدين. أما ثاني المعالم المسيحية بأخميم فهو دير السيدة العذراء بالديابات، يقع على مسافة 4 كم شرق قرية الحواويش التي تبعد 12 كم جنوب شرق أخميم، ويرجع تاريخه إلى القرن 17 و18 الميلادي. يحيط بالدير سور مربع وتعتبر كنيسة الدير هي المبنى الرئيسي بالدير.أما دير ماري جرجس، الذي يعد أبرز المزارات المسيحية فيقع على الطريق الشرقي بين أخميم ونجع حمادي ويبعد 15 كم جنوب أخميم، وكان يسمى قديمًا دير الحديد للقديسين أولوجيوس وأرسانيوس، ثم سُمي باسم مارجرجس الشهيد المشهور، ولا يوجد به سوى الكنيسة من طراز كنائس أخميم من القرن 16 – 17ميلادي، ذات الـ3 هياكل النصف دائرية وحجرتين جانبيتين وقبة رئيسية في الصحن أمام الهيكل الأوسط، وما تبقى من قباب فهي منخفضة، ويوجد تاج عمود قديم داخل الحوائط في الساحة أمام الكنيسة وهو المتبقي من الكنيسة الأثرية التي كانت موجودة في عصر أقدم. ومن آثار أخميم المسيحية كذلك دير الأنبا بسادة، ويقع في الضفة الشرقية للنيل بقرية نجع الدير، يرجع تاريخه للقرن الرابع الميلادي وكنيسة الأنبا بسادة قائمة داخل أسوار الدير في الجهة الشرقية منه، ويعرف هذا الدير لدى أهالي المنطقة بدير الشايب.
أما دير الملاك، فيقع بقرية الديابات، وألمح أثريون إلى أن الأديرة كانت تستخدم كمزارات في أعياد القديسين، وذكر المقريزي أن دير الملاك كان يسكنه راهب واحد في عهده، وجزء كبير من مباني الدير كانت لحفظ دواب الزوار ولا يوجد بئر للمياه داخل هذه الأديرة، وتعود كنيسة الدير الكبيرة للقرن 15 – 16 ميلادي.

أيقونات إسلامية

أما أبرز الآثار الإسلامية في المدينة فتشمل مسجد الأمير حسن، ويقع على الجانب الشمالي لشارع الأمير حسن، وقد أنشأه الأمير حسن بن الأمير محمد سنة 1117 هجريًا، وفرغ من إنشاءه سنة 1121 هجريًا، كما أنشأ له ضريحًا ملاصقًا له في الجهة الشرقية. يتميز المسجد بأعمدة خشبية تحمل سقفه، وهو طراز من العمارة لم ير له مثيلا في مساجد الصعيد، وندر في مساجد مصر بصفه عامة، كما أن هذا المسجد يشتمل على الكثير من العناصر المعمارية والزخرفية والهندسية والكتابية، والأعمال الخشبية ما يكسبه أهمية أثرية خاصة. ومن الأيقونات الإسلامية بالمدينة مسجد الشيخ كمال الدين عبد الظاهر، يشمل المكان الذي أنشئ به ضريح الشيخ كمال الدين عبدالظاهر مجموعة من الوحدات المعمارية، يؤدي إليها المدخل الرئيسي في الواجهة الشرقية، ويقع المدخل في الطرف الجنوبي من الواجهة الشرقية ويجري الوصول إلى الضريح من الباب بالحائط الغربي للمسجد، وينقسم الضريح لقسمين لكل منهما قبة، القسم الشمالي مربع يشغله ضريح الشيخ كمال الدين، والمربع الجنوبي عبارة عن مصلى بها تابوت خشبي في الجهة الغربية ولكنه يأخذ شكل المصلى، ويتصل المربعان بفتحه معقودة. أما مسجد ومئذنة الأمير محمد، فيرجع إلى العصر العثماني وبناه الأمير محمد والد الأمير حسن ويسمى جامع السوق، وتشير المعالم المعمارية للمسجد والمئذنة وبعض العناصر الزخرفية إلى أن بناءه كان معاصرًا لبناء مسجد الأمير حسن، ومئذنة الأمير محمد هي الوحيدة الباقية من المسجد، وتتكون من 3 طوابق.

الأحفاد عباقرة أيضاً
لم تعدم أخميم لاحقاً المواهب، إذ فجر أحفاد القدماء العديد من محطات الإبداع بمناحي شتي أبرزها حرفة النسيج اليدوي وهي مهنة ورثوها عن أجدادهم منذ أكثر من 4 آلاف عام، وعلى مر العصور أصبح النسيج الأخميمي يحظى بشهرة عالمية. وتشير الوثائق إلى أنه كان في مدينة أخميم منذ مئات السنين أكثر من 10 آلاف نول يدوي في معظم بيوتها، غير ان أصحاب الأنوال تردت أحوالهم على إثر تأسيس المصانع الخاصة بإنتاج النسيج والحرير، وتراجع عدد الأنوال في المدينة إلى أقل من عشرة وهو ما أسفر عن توجه محافظة سوهاج لدعم تلك الحرفة الأثرية وأنشأت قريتين ومنحت كل أسرة بيتا ونولا. فيما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم حرفة النسيج اليدوي بألف نول توزع على الشباب، كما وافق البنك الدولي من قبل على دعم الحرفة بقرض قيمته 100 مليون جنيه. كما أدرجت منظمة اليونسكو، النسيج اليدوي بمنطقة الصعيد في قائمة مواقع التراث الثقافي غير المادي، الذي يحتاج إلى دعم. ومن أبرز المتاعب التي تواجه المحترفين لتلك المهنة عدم قدرتهم على تسويق منتجاتهم، وعجزهم عن شراء المواد الخام التي يحتاجونها، ويشارك محترفو تلك المهنة في المعارض الدولية، كما أن هناك بعض السياح الذين يسافرون لمدينة أخميم لشراء احتياجاتهم من النسيج اليدوي لما له من شهرة عالمية، وذوق متفرد بالإضافة لتنوع الصناعات من المفروشات اليدوية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية