الناصرة- “القدس العربي”: دعا مسؤولان إسرائيليان سابقان في السياسة والأمن، حكومةَ نفتالي بينيت ويائير لابيد، للاتصال بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وتصحيح العلاقات التي تضررت مع الأردن طيلة فترة حكم نتنياهو.
وفي هذا السياق، تستذكر كاسيينا سفاتلوفا، عضوة كنيست سابقة وباحثة في معهد هرتزيليا للسياسات والاستراتيجيات، إعلان الأردن قبل بضعة أيام بصورة رسمية إلغاء مشروع “قناة البحرين” الذي من المفترض أن يربط بين البحر الأحمر والبحر الميت، وفي إطاره كان من المفترض إقامة منشأة لتحلية المياه يستخدمها الأردنيون وسكان النقب ووادي عربة.
موضحة أن الاتفاقية بين إسرائيل والأردن وقعتها حكومة بنيامين نتنياهو عام 2013 وأقرتها حكومته في سنة 2019، لكن منذ ذلك الحين لم يحدث شيء. وفي هذه الأثناء مرت الأيام وازدادت الحاجة إلى المياه في الأردن.
على هذه الخلفية، تراجع البنك الدولي مؤخراً عن قراره تمويل المشروع الذي وافق سابقاً عليه، وأعلن الأردنيون أنه بدلاً من قناة البحرين سيقيمون منشأة تحلية للمياه بصورة منفردة سينتهي العمل عليها بعد خمسة أعوام.
وتقول الباحثة الإسرائيلية إنه لو نفّذت حكومة إسرائيل ما وقّعته وأقرّته، لأصبح المشروع نافذاً (الوقت المقدر للمشروع نحو أربعة أعوام)، وهذا لم يحدث.
وبرأيها، تعكس مسألة “قناة البحرين” جيداً القصة الحزينة للعلاقات بين إسرائيل والأردن: الكثير من التوقعات، والكثير من الإمكانات، والكثير من الكلام، وفي النهاية خيبة أمل مريرة.
وتضيف في مقال نشره موقع معهد الدراسات في هريتزليا:” منذ نيل الحكومة الجديدة في إسرائيل الثقة، اكتفى وزير الخارجية ورئيس الحكومة بالمناوبة يائير لابيد بالتحدث مع وزير الخارجية المصري، والاجتماع بوزير الخارجية البحريني، والقيام بزيارة إلى الإمارات، كما تحدث رئيس الحكومة بينيت هاتفياً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. فقط مع الأردنيين لم يجرِ أي اتصال رسمي (وأيضاً مع الفلسطينيين، باستثناء الاتصالات بين وزيريْ الصحة بشأن انتقال اللقاحات) لكن الأردن ليس لاعباً صغيراً في العلاقات بين إسرائيل والشرق الأوسط، بل هو شريك استراتيجي مهم، وله حدود مشتركة وآمنة تمتد على طول 336 كيلومتراً”.
وتعتبر الباحثة أن العلاقة الأمنية بين إسرائيل والأردن لا تزال جيدة، وتنوه لإنشاء غرفة عمليات مشتركة يتبادل من خلالها الجيشان صور المراقبة التي تسمح لهما بتعاون وثيق في محاربة تهريب المخدرات والسلاح، لكن المدماك الأمني ليس وحده المهم. وتتفق مع كل المراقبين الإسرائيليين الذين يرون أن كل ما يحدث في القدس، وخصوصاً في المسجد الأقصى، يمكن أن يمس باستقرار المملكة الأردنية. منوهة أنه في الأعوام الأخيرة حرصت الزعامة الإسرائيلية، خاصة نتنياهو، على عدم أخذ الأردنيين في الحسبان.
وتتابع: “لم تتشاور إسرائيل مع الأردن، وأكثر من مرة اختلقت أزمات مصطنعة وخطيرة مع العائلة الملكية، والوضع المتدهور في الضفة الغربية وفي غزة يجد صدى وتعاطفاً وسط أنصار حركة الإسلامية وحركة المقاطعة الدولية”.
وترى أنه من غير الممكن ولا يجب إخراج الموضوع الفلسطيني من المعادلة الإسرائيلية- الأردنية، وأنه يجب على إسرائيل التعاون مع الأردن من أجل منع استمرار ضعف السلطة الفلسطينية والسماح بتبدّل السلطة بصورة تمنع فوز المتشددين.
وتضيف: “أيضاً المسائل الاقتصادية مهمة جداً. في نهاية الأمر هذا مع وُعِد به الأردنيون عند توقيع اتفاقية السلام في وادي عربة عام 1994. فقد حظيت إسرائيل بالأمن الذي كانت ترغب فيه، بينما حصل الأردن في المقابل على القليل جداً”. وتؤكد الباحثة الإسرائيلية أن معظم المشاريع الكبيرة والمهمة، مثل مشروع قناة البحرين أو المجمعات الصناعية الكبيرة في منطقة الحدود لم تنفَّذ. وتستذكر أنه عند توقيع اتفاقات التطبيع (اتفاقات أبراهام) لم توجَّه دعوة إلى الأردن -كذلك مصر والسلطة الفلسطينية- كي يكون جزءاً من الخطوة الإقليمية الواسعة.
وتنبه أن الأردنيين الذين يعانون جرّاء أزمة اقتصادية حادة، ويلبّون حاجات عدد كبير من اللاجئين شعروا جراء تجاهلهم بأنهم وُضِعوا في الخارج.
وترى أن هناك أيضاً مصلحة شخصية صرفة: ستربح إسرائيل من تحسّن العلاقات بالمملكة الأردنية ومن كونها أكثر استقراراً من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية.
وتوصي كاسيينا سفاتلوفا أمام رئيس الحكومة بينيت ووزير الخارجية لابيد بعدم الانتظار وقتاً طويلاً لاستئناف العلاقة بنظيريْهما الأردنييْن. وتشدد على أن الأردن شريك مهم من أجل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وتستذكر محاولة الإطاحة بالعاهل الأردني بالقول إن التقارير التي نشرتها صحف أجنبية مؤخراً بشأن محاولة الإدارة الأمريكية السابقة المسّ بالأردن، مع تدخّل إسرائيلي أو من دونه، تثير القلق والتخوف. وتخلص للقول: “لا يمكن العودة إلى نقطة البداية في علاقات السلام عندما كانت الأمور تبدو بسيطة وبريئة، لكن بالتأكيد يمكن تحسين التواصل وتنفيذ الاتفاقات مع الأردن بمضمونها الحقيقي- السياسي والاقتصادي والأمني”.
هذا ما يؤكّده ويدعو له رئيس الجناح السياسي الأمني في وزارة الأمن سابقا، الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد، الذي قال في حديث للإذاعة العبرية العامة، إن إسرائيل من عدة نواح وليس فقط من ناحية علاقاتها مع الأردن تحتاج لعملية إشفاء عاجلة بعد عقدين من الجراح.
معربا عن أمله بأن تدوم الحكومة الجديدة هذه رغم وجود تحديات، ورغم أن الخاسر، نتنياهو، هو قط جريح ويسعى بكل ثمن لإسقاطها.
وتابع غلعاد الذي يدعو منذ سنوات لترميم العلاقات المتصدعة مع الأردن: “في الديموقراطية هناك تداول للسلطة، ولا بدّ من دم جديد في السياسة الإسرائيلية. لا يوجد دلائل على المضمون المروع للتقارير الصحافية حول محاولة الإطاحة بالعاهل الأردني، لكن الأردن كنز استراتيجي بالنسبة لإسرائيل؛ لأنه يحافظ على حدود آمنة جدا هي الأطول. ومن هذه الناحية تشكل المملكة درعا واقيا من الجهة الشرقية”.
ويؤكد غلعاد أن نتنياهو ارتكب عدة أخطاء سياسية ودبلوماسية، منها تجاهل طلبات الأردن، حتى أنه رفض تحويل الماء واللقاحات، فردّ الأردنيون بإغلاق الأجواء أمام طائرة نتنياهو عندما رغب بالتحليق فوق الأجواء السيادية الأردنية في طريقه ضمن زيارة لم تتم إلى الإمارات.
كما يستذكر إهانة أحد أمراء المملكة الأردنية خلال زيارته للقدس قبل شهور. وردا على سؤال، قال إن الإسرائيليين لا يدركون حيوية السلام مع الأردن، وهذا محط إجماع لدى المؤسسة الأمنية.
وتابع: “هذا ليس بخلاً، إنما سياسات جديدة ترى ربما بالأردن فلسطين. لن أتفاجأ أن تكون هذه الخلفية لهذا العداء لدى نتنياهو للأردن رغم عدم وجود براهين لدي على ذلك مثلما لا توجد أدلة على حقيقة الأمور الواردة في تقرير واشنطن بوست”.
وخلص عاموس غلعاد للتساؤل: “كيف يمكن أن نهين من يسير معنا؟”. ويضيف: “مع الاحترام، الإمارات دولة بعيدة وصغيرة ولا تقارن من ناحية الأهمية مع مصر والأردن. على إسرائيل التخلص من سياسة العداء للأردن”.
ليس حبا من الإسرائيليين في الأردن إنما خشيتهم مما قد يصدر عن الأردنيين من ” نخوة ” نحو فلسطين.
يحومون و يطوفون و يتخبطون في ما لا ينفعهم …..لذر الرماد في عيون الجميع ……الشيء الوحيد الواجب عليهم فعله ….إرجاع حقوق الفلسطينيين …..؟ لا …..سيرضخون رغم أنف الجميع ….
يجب على اسرائيل تحسين علاقاتها مع الاردن ولا تتبع نهج نتنياهوا المعادي للاردن واجوا من السيد بنيت رائيس الحكومه وسيد لبيد وزير الخارجيه تحسين الاعلاقات مع الاردن لان ذلك يخدم امن واستقرار منطقة الشرق الاوسط برمتها وييحجم طموحاط المطترفين لتوسع وسيطرى على المنطقه وسيطرت الارهابيين .
و مين حكا انو نحنا بدنا علاقات معكم؟؟؟
نحنا ما بدنا اي علاقات مع قتلة الانبياء.