الكبار يتساقطون والصغار يسألون عن مصيرهم… والأغلبية تسأل عن السد واختفاء النيل

حسام عبد البصير
حجم الخط
2

القاهرة ـ «القدس العربي» : تحولت قضية التنقيب عن الآثار التي كشف النقاب عنها مؤخرا، وأسفرت عن القبض على عدد من الشخصيات العامة بينها رجل الأعمال الشهير حسن راتب إلى كرة نار مرشحة لحرق مزيد من الوجوه البارزة، ورشحت بورصة التكهنات وزير الآثار الأسبق الأثري المرموق الدكتور زاهي حواس، لأن يكون في صدارة من تطالهم تداعيات القضية، وبدوره صرح علي أبودشيش المستشار الإعلامي للدكتور زاهي حواس، أن ما أشيع عن منع الدكتور عالم المصريات من السفر هو عار من الصحة. وتابع أبو دشيش، أن مصر فيها علماء تتباهى بهم الأمم، وتفخر بهم، وتكرمهم بين الحين والآخر، علماء لم يعطوا لمصر وحسب، بل أعطوا للإنسانية جميعا في شتى المجالات، يكرمون خارج بلادنا ولم يكرموا في داخلها، فلماذا لا نكرمهم ونفخر بهم؟ ولماذا يتم التطاول عليهم بين الحين والآخر؟ ألا يستحقون أن يكرموا على جهودهم؟ أصبح السؤال الشاغل للكثيرين يدور حول أسماء الكبار المتوقع تورطهم في القضية، التي يتابع فصولها الرأي العام باهتمام كبير. وتنظر المحكمة الجنائية المختصة، الأسبوع المقبل، القرار الصادر من النائب العام المستشار حمادةالصاوي، بمنع رجل الأعمال حسن راتب، وعلاء حسانين الشهير نائب العفاريت والجن، من التصرف في أموالهم أو إداراتها، وذلك على ذمة اتهامهما بالتنقيب على الآثار وتهريبها للخارج والاتجار بها، بمشاركة 17 متهما آخرين.
وفي الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 1 يوليو/تموز، تيار مهاجم لجماعة الإخوان ورموزها وكوادرها على حد سواء، إذ كشفت بعض الأصوات من المنتمين للتيارات العلمانية عن تأييدها لمشروع قانون بفصل الإخوان العاملين في الدولة من العمل. أما الأغلبية فمضت في أنينها المكتوم يحيط بها الرعب من لحظة اختفاء النيل وشيوع الجفاف حال مضي الحكومة الإثيوبية خلال ساعات في طريقها نحو الملء الثاني غير مكترثة بالمطالب العادلة لشعبي وادي النيل. ومن تصريحات المسؤولين: أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، على أن الرئيس عبدالفتاح السيسي نجح في إطلاق أكبر حراك تنموي لتغيير وجه الحياة على أرض مصر، وتحسين معيشة المواطنين، والارتقاء بالخدمات المقدمة إليهم، ولعل ما يشهده المصريون حولهم في كل مكان، من مشروعات كبرى وغير مسبوقة، دليل قاطع على أننا نمضي بقوة على طريق التنمية؛ لبناء الجمهورية الجديدة في مصر، التي يُعد تطبيق نظام التأمين الصحى الشامل أحد ركائزها، حيث يُحقق حلم كل المصريين في توفير الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة لكل أفراد الأسرة.. ومن بين التقارير الأمنية: أُجريت حركة تنقلات لأفراد الشرطة، في إطار ضخ دماء جديدة في العديد من المواقع الشرطية، حيث راعت الحركة الظروف الاجتماعية والإنسانية للأفراد. ومن أخبار الحوادث: نجحت قوات الحماية المدنية في الإسكندرية، في استخراج سيدة على قيد الحياة من تحت أنقاض عقار الدخيلة تدعى نادية أحمد موسى 60 عاما، بعد نحو 17 ساعة من انهياره.
الوزير السابق يتبرأ

عبر الدكتور زاهي حواس عالم المصريات، عن غضبه بسبب الزج باسمه في قضية تهريب الآثار، ووصف ما تردد حول علاقته برجل الأعمال حسن راتب المتهم في القضية المعروفة إعلاميا بـ”الآثار الكبرى” بـ”حديث غوغاء”، متابعا في تصريح لـ”الوطن”، “سنتخذ الإجراءات القانونية ولن أرد على تلك القاذورات التي تلقى على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنا أكثر واحد أعدت آثار مصر المنهوبة، ولا أحتاج لقول ذلك، فالعالم كله يعرف ذلك”. وأضاف زاهي حواس عن الصورة التي تجمعه بحسن راتب، والتي اتهمه البعض من خلالها بوجود علاقة تجمعه بالأخير في قضية الآثار، “حسن راتب سلم على مصر كلها فهل كل من سلم على حسن راتب متهم، ولن أنساق لحديث الغوغاء”، مشيرا إلى أنه لم يمنع من السفر، وقد عاد اليوم من رحلة ناجحة إلى روسيا للترويج للسياحة المصرية، وستكون أحد أسباب عودتها، على حد تعبيره. ولفت إلى أنه خلال رحلته إلى روسيا، أجرى لقاء تلفزيونيا لمدة ساعة، تحدث خلاله عن مصر الآمنة، وعن الإنجازات التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل الحفاظ على آثار مصر، ومنها المتحف المصري الكبير، ومتحف الحضارة، وترميم القاهرة الخديوية والقاهرة الإسلامية، الذي تخطت نسبة مشاهدته الـ 300 ألف مشاهد روسي. وأشار حواس إلى أن كتابه الذي وقع عليه خلال رحلته إلى روسيا، وهو كتاب عن سحر الأهرامات، الذي ترجم إلى اللغة الروسية، هو الكتاب الخامس، الذي تمت ترجمته إلى اللغة الروسية، على مدار تاريخه.

زمن المساخيط

ذكرنا الدكتور محمود خليل في “الوطن” برواية الجبل للكاتب فتحي غانم: كان أهل القرية التي تعيش في حضن الجبل يعملون كلهم في الكحت، بحثا عن «المساخيط»، وكذلك كانوا يطلقون على التماثيل الفرعونية التي يستخرجونها ليبيعوها إلى «الخوجاية الفرنسية»، التي أدمنت العيش في القرية، وتعمل كوسيط بين «الكحيتة» وتجار الآثار الأجانب. حاولت الحكومة عبثا نقل سكان الجبل إلى بنايات جديدة أكثر جمالا وأنسب للحياة من الأماكن التي يعيشون فيها فرفضوا، لأن اقتصادهم كله كان مرتبطا بالكحت في الجبل واستخراج الآثار، أو كما كان يردد عمدة القرية «الكحت مكتوب علينا كل ما الواحد يهرب منه يلاجيه جدامه». لا يضع فتحي غانم يده على الهدف من وراء خطة الحكومة لإجلاء سكان قرية الجبل عن مواقعهم، التي يعيشون فيها منذ سنين طويلة، وهل يتحدّد في رغبة حقيقية في الإصلاح، أم يستهدف المنافسة واستخراج الآثار لصالح الدولة، أو لصالح أشخاص بأعينهم من كبار القوم يتربحون من بيع «المساخيط»؟ رواية «الجبل» واحدة من أجمل الروايات التي عالجت جريمة «التجارة بالآثار» التي تديرها شبكات تتشكل من أطراف محلية (شعبية ورسمية)، وأطراف أخرى أجنبية، والأخطر أنه كشف النظرة الشعبية إلى هذا الموضوع. فالبسطاء من الناس لا يجدون غضاضة في استخراج الآثار والتعيش منها، ويعتبرون أي خبيئة يعثرون عليها «ورثة» تركها لهم الأجداد القدامى، ولا يفهمون أن ما يقومون به جريمة. لا يدرك البسطاء أيضا أن الكبار يلقون إليهم بالفتات، في وقت يربحون فيه تلالا من الأموال، وأن هناك أثرياء كثرا بنوا أمجادهم المالية عن طريق التجارة المجرمة بـ«المساخيط».

الفقراء فقراء!

بعض الكبار من تجار المساخيط “التماثيل الأثرية”، كما أوضح الدكتور محمود خليل، يعتبرون أن البحث عن الدفائن أمر لا يتناقض مع الدين أو التدين، ويذكر المقريزي، أن أجدادنا المصريين ممن كانوا احترفوا البحث عن المساخيط، بدءا من عصر أحمد بن طولون وما تلاه، كانوا يبررون مسألة النبش عن الآثار بواقعة «أبب رغال»، حين دلّ النبي الصحابة على المكان الذي دفن فيه أبورغال وأعطاهم أمارة لذلك، بأن في قبره قضيبا من ذهب دفن معه، فسارع عدد من الصحابة إلى نبش المكان الذي حدّده النبي حتى استخرجوا القضيب. الكلام الذي يذكره المقريزي لا سند له بالطبع، لكنه يوضح لك كيف يشرعن بعض الفسدة فسادهم بالأحاديث المفتراة، فلا يجد أحدهم غضاضة في أن يمسك «سبحة طويلة» ويرتدي عباءة ويحدثك بقال الله وقال الرسول، وكل ماله مشبوه وأساسه «المساخيط». وبقدرة قادر يتحول هذا المال إلى وقود لأعمال تجارية شعارها التنمية وجوهرها الاستهلاك، ليصبح صاحبها «رجل أعمال كبير» يشار إليه بالبنان، وحينها يسأل الناس من أين أتى بهذا المال الذي بنى عليه أمجاده؟ والإجابة دائما في «بطن الأرض»، لأن الكل يعلم أن الاجتهاد فوق أرض المحروسة قد يغنى من جوع، لكنه لا يسمن بحال. ثمة حقيقة في حياتنا الاقتصادية تقول إن بعض رجال الأعمال في مصر ليسوا رجال أعمال بالمعنى الحقيقي، وإن أغلب من يملكون المال الوفير «الملياري» لم يجتهدوا فوق الأرض، بل اجتهدوا في التجارة بالأرض، وتمويل عمليات النبش داخلها، ثم السمسرة في ما تخرجه من مساخيط. إنه زمن «المساخيط» بامتياز.
بعضها يأكل بعضا

اندفعت الحوادث داخل إثيوبيا كما أوضح عبد الله السناوي في “الشروق” إلى مستوى لم يكن في دائرة الأخبار المتوقعة بهزيمة الجيش الإثيوبي في إقليم التيغراي، واضطراره للانسحاب من عاصمة الإقليم تحت ضربات «جبهة تحرير شعب التيغراي»، رغم ما ارتكبه من فظائع وجرائم ضد الإنسانية، والمساندة التي حازها من قوات إريترية، اضطرت بدورها إلى انسحابات أخرى من ذلك الإقليم. كان ذلك تطورا جوهريا في معادلات الصراع على السلطة في إثيوبيا يهدد وحدتها وينذر بفوضى في القرن الافريقي تهدد بالعمق استراتيجيات ومصالح غربية. إن أحدا في العالم لم يول اهتماما حقيقيا بما يحدث في التيغراي من فظاعات وجرائم ضد الإنسانية، باستثناء ما صدر عن بعض منظمات الأمم المتحدة من تقارير. المعادلات الآن اختلفت، الجيش الإثيوبي روحه المعنوية في الحضيض، على الأقل لم يعد بوسعه أن يتحدث بعنجهية عن جاهزيته العسكرية، حكومة أبي أحمد في أوضاع اهتزاز، واحتمالات التصعيد العسكري في الحرب الأهلية مفتوحة على مصاريعها. كان انهيار القوات الإثيوبية في مواجهات التيغراي، واضطرارها لإعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد، مروعا في حجمه وتأثيراته الاستراتيجية، وداعيا في الوقت نفسه لتحرك جميع المؤسسات الأمريكية المعنية بصناعة السياسة الخارجية، في مجلسي الكونغرس، كما في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، لمحاولة التوصل إلى تسوية سياسية تمنع انفلات السلاح في هذه المنطقة الحيوية من القرن الافريقي من أن يضرب في مصالحها الاستراتيجية.

واشنطن مهددة

رأى عبد الله السناوي أن المصالح الأمريكية هي المهددة قبل أي ادعاءات عن حقوق الإنسان، لا مصلحة للولايات المتحدة في تفكيك إثيوبيا، كما لا مصلحة لمصر والسودان شرط أن تلتزم حكومة أبي أحمد بقواعد القانون الدولي، وتحترم حقوق البلدين العربيين في مياه نهر النيل. المشكلة الحقيقية التي تعترض إثيوبيا الآن أن مشروعها لبناء قوة إقليمية مهيمنة على نهر النيل يتعرض للتقويض من داخلها، لا بتآمر من خارجها، كما تحاول أن تحشد مواطنيها ضد «العدو المصري المفترض». إذا ما عجزت دولة ما أن تحفظ وحدة ترابها الوطني فإن شرعية الحكم فيها تسقط، أو على الأقل توضع بين قوسين كبيرين. إذا ما تمددت نيران الحروب الأهلية فإن فكرة الدولة نفسها تتقوض. الأسوأ في الحالة الإثيوبية استدعاء قوات من خارج الحدود للتنكيل بمواطنيها في التيغراي، وارتكاب جرائم حرب بحقهم استثمارا في أحقاد وعدوات قديمة. في أي معايير قانونية وسياسية فهذه جريمة خيانة عظمى لا تؤسس لمشروع دولة إقليمية مهيمنة، ولا تتيح فرصة حقيقية لتنمية تحتاجها إثيوبيا للخروج من ربقة الفقر المتوارث. عند المنعطف الأخير توفر المستجدات أمام مصر فرصا سانحة لإعادة عرض قضيتها العادلة، باعتبارها مسألة حياة أو موت، وأن تكون الخيارات كلها مفتوحة، أيا كانت تكلفتها، فـ«يا روح ما بعدك روح» ــ كما يقول المصريون عادة عند مواجهات المصير.

لا أحد يزجرهم

السؤال الأهم الذي سعى للإجابة عليه عماد الدين حسين في “الشروق”: كيف يمكننا إقناع إثيوبيا بأن تفيق من أوهامها، وتنصت لصوت العقل والحكمة؟ استشهد الكاتب بالتصريحات المستفزة التي أطلقها مدير إدارة الهندسة في وزارة الدفاع الإثيوبية الجنرال بوتا باتشاتا ديبيلي، إذ أكد أن بلاده مستعدة للخيار العسكري في سد النهضة، وأن مصر لن تستطيع حل المشكلة عسكريا، ولن تحاول مهاجمة السد، وحتى لو هاجموه فلن يكونوا قادرين على تدميره، حتى بقنابل الطائرات المقاتلة. من الطبيعي أن تصدر مثل هذه التصريحات العنترية المستفزة من بعض المسؤولين الإثيوبيين. وحينما تقوم الحكومة الإثيوبية بارتكاب جرائم تطهير عرقي ضد جزء من شعبها في إقليم التيغراي، فلن يكون مستغربا أن تلجأ لمثل هذه التصريحات. في اليوم نفسه كان هناك رد مباشر من السفير سامح شكري وزير الخارجية، قال كلاما عاقلا وموزونا وقويا أيضا، مثل «مصر لن تتهاون في الدفاع عن حقوقها المائية ومصالح شعبها. ونسعى للحفاظ على هذه الحقوق بالطرق السلمية، لكن ذلك لا ينفي أن لدينا القدرة والإصرار على عدم الإضرار بمصلحة الشعب، وفي حالة وقوع الضرر، فلن تتهاون الدولة المصرية في الدفاع عن مصالح شعبها». ما قاله المسؤول في وزارة الدفاع الإثيوبية من موسكو، أمر صار روتينيا، ويكاد يكون بصورة يومية، ويبدو والله أعلم أن لديهم يقينا بأن مصر لن تتحرك للدفاع عن مصالحها، إذا حدث ضرر لحقوقها المائية. وإذا صح هذا التوقع فمن المهم أن يتم تغيير هذه الصورة لديهم بأي طريقة، حتى يفيقوا من الأوهام التي يعيشون فيها، وتدفعهم لاتخاذ إجراءات أحادية، وإصدار تصريحات استفزازية يوميا في رسائل مباشرة لمصر عنوانها الرئيسي: «سوف نستمر في بناء السد وملئه بصورة أحادية، وعلى من لا يعجبه الأمر فليخبط رأسه في أقرب حائط».
قمة الهموم

شدد مرسي عطا الله في “الأهرام” على أن قمة بغداد الثلاثية الأخيرة يمكن تسميتها بقمة الهموم العربية، على ضوء ما نشهده من تراكم الأخطار التي تهدد أقطار الأمة كافة وإن تنوعت التفاصيل. إن هذه القمة بتوقيتها الحساس وبمكان التئامها في أحد أكثر المناطق التهابا بالدم والنار منذ سنوات، تمثل استشعارا صادقا من الزعماء الثلاثة حول مخاطر استمرار السكوت والصمت على بقاء الصفوف في حالة تفرق، وبالتالي بقاء الجهد العربي مبعثرا وبدون الحد الأدنى المطلوب لمواجهة أخطار المطامع المطلة على الأمة، من خارج حدودها، وشرور الإرهاب والعنف والتطرف في داخلها. وأشاد الكاتب بحرص الرئيس السيسي على أن يعدد حزمة المخاطر التي تهدد الأمن القومي العربي، بدءا من تهديدات الأمن المائي، مرورا بجائحة كورونا، ووصولا إلى الملفات الساخنة بشأن فلسطين وليبيا واليمن وسوريا، وما يستوجبه ذلك من استعادة روح الحق والصدق والمصارحة، حتى يمكن بناء موقف عربي يمكننا من استعادة احترام العالم لأمتنا، وحسن تفهمه لقضايانا المشروعة. إن قمة بغداد تمثل رسالة لكل أقطار الأمة قبل الذهاب إلى القمة العربية في الجزائر بعد أشهر قليلة، حيث يفترض أن تشكل قمة الجزائر نقطة بداية مهمة لاستعادة روح التضامن، على أساس من الفهم الصحيح للواقع العربي وفتح صفحة جديدة تسمح بأن نلتمس الأعذار لبعضنا بعضا، بدلا من استمرار الانزلاق نحو جب الخلافات والملاسنات، التي يجب أن تختفي تماما من قاموس العلاقات العربية العربية. وبصرف النظر عما انتهت إليه قمة بغداد من نتائج مهمة، وقرارات بارزة فإن المهم ـ من وجهة نظري ـ أن هذه القمة الثلاثية رسمت خطوطا عريضة بالأمل، ووضعت النقاط فوق الحروف بشأن قضايا خطيرة من قضايا الساعة، كما أنها فتحت الأبواب أمام آفاق واسعة من التعاون بين مصر والعراق والأردن، بما في ذلك مجالات الاستفادة لكل بلد عربي من تجارب شركاء القمة ورفاق النضال.

محفوف بالأمل

نسعى لتغيير حقيقى لأهلنا في الريف، والبلاد لا تبنى بالكلام والأماني، كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء تفقده للمعدات الخاصة بمبادرة «حياة كريمة» لتطوير الريف المصري، وهي المبادرة التي تأتي من بين مبادرات كثيرة نجحت، كما قال أكرم القصاص في “اليوم السابع” على مدى السنوات الثماني الماضية في تغيير واقع فئات كثيرة من المجتمع، وتأتي مبادرة حياة كريمة لتمثل درة مبادرات بناء الإنسان، لأنها تتعلق بأكثر من نصف السكان في مصر، وقرى ظلت بعيدة عن الاهتمام لعقود، وبقيت التنمية في هذه الأقاليم تتوقف عند عمليات ترميم. كان اختيار 30 يونيو/حزيران، للتأكيد على مبادرة بدأت بالفعل وقطعت شوطا في التنفيذ، رسالة على أن الجمهورية الجديدة نتاج ثقة الشعب المصري في قدراته، وثمار صبر وتحمل لنتائج إصلاح اقتصادي مؤلم، ما كان يمكن أن ينجح لولا ثقة الشعب، ولهذا لا يترك الرئيس السيسي مناسبة إلا ويوجه فيها الشكر للشعب، باعتباره بطل ثورة 30 يونيو، وبطل التغيير والإصلاح.
اليوم تأتي مبادرة حياة كريمة ضمن عملية بناء شاملة للدولة، بالشكل الذي يستحقه المواطنون، وهي واحدة من أضخم المبادرات التي تم إطلاقها خلال السنوات الأخيرة، وتتضمن النهوض بمكونات البنية التحتية من مياه وكهرباء وغاز وصرف صحي وتبطين الترع ورصف الطرق وخدمات الصحة والتعليم، وتشمل 4500 قرية وتوابعها، تمثل 56 % من السكان، وتنتهى خلال 3 سنوات، بعدها كما جرت العادة سوف تظهر ثمار الاستراتيجية الكبرى للتنمية، التي بدأت قبل 8 سنوات. وأعلن الرئيس السيسي رصد 200 مليار جنيه لكل مرحلة في مبادرة تطوير الريف، والواقع أن سياسة المبادرات نجحت في توفير الجهد والوقت، وساهمت في تحقيق النتائج بشكل تجاوز الكثير من العراقيل الإدارية أو البيروقراطية، حيث نجحت مبادرة القضاء على فيروس «سي» في علاج ملايين المصريين، بعد عقود ظل فيها المصريون تحت رحمة فيروس قاتل، عاجزين عن تلقى العلاج، لكن المبادرة نجحت في علاج المرضى بالمجان.

ذباب للأثرياء

نتوجه لمشاكل الاثرياء بصحبة جلال دويدار في “الأخبار”: مع بداية موسم الصيف الذي ينتظره مئات الآلاف، بل الملايين من المصريين يعيش الساحل الشمالي حيث أجمل شواطئ الدنيا.. فريسة لهجوم حافل من جحافل الذباب. وهكذا كتب على المواطنين الهاربين من كورونا اللعينة إلى الهواء الطلق في الساحل الشمالي.. أن يكونوا ضحية لهذه المحنة. لم يدر بخلدهم أن يجدوا هناك في انتظارهم على الشواطئ.. ما هو أسوأ من هذه اللعينة، تهديدا لصحتهم، وكانت المحصلة تحويل حياتهم إلى خطر داهم، يتمثل في تعرضهم لكل أنواع الأمراض. هذه الجحافل الذبابية تمكنت من الاستيلاء على كل منطقة الساحل الشمالي واستيطانها، وجعلت من قراه السياحية مرتعا لها. هذه النوعية من الذباب اتصفت باللزوجة والتفنن في المضايقة، ومقاومة كل المبيدات المتوافرة في الأسواق. إنها لم يكفها ما يعانيه البشر من هجمات الناموس ليلا بزيادة الطين بلة نهارا. احتلال هذا الذباب لقرى الساحل الشمالي نجح في تحويلها إلى ثكنات لجحافله. كل القرى كبيرها وصغيرها.. عجزت عن المقاومة والتصدي لهذا الخطر المستطير. إنه مصر على حرمان الهاربين من اللعينة، من الاستمتاع بأيام أجازاتهم في سلام. المهندس إبراهيم صبري نائب رئيس إدارة مارينا العلمين أكبر وأشهر قرى الساحل الشمالي.. أكد لي أن وجود هذه المحنة حقيقة. قال إنهم بذلوا ويبذلون كل الجهود في التصدي والعلاج، ولكن بدون جدوى. تعاظم ارتفاع المعاناة والضيق لم يقتصر على رواد مارينا وحسب.. ولكنه شمل رواد الساحل الشمالي. تداعيات هذه المحنة التي يتعرض لها الساحل الشمالي.. أصابت كما أوضح جلال دويدار أيضا، في مقتل أصحاب المشروعات والعاملين الذين يترقبون شهور الصيف للارتزاق الذي يُمول عائده احتياجاتهم طوال العام. إنهم مهددون بفقدان زبائنهم الموسميين. كل هذا يزداد تفاقما بينما وزارتا البيئة والصحة لا حياة لمن تنادي، وكأن الأمر لا يعني مسؤوليها، رغم أنه من صميم عملهم ومهامهم. هل كان لا بد من الانتظار حتى يبدأ توجه.. الوزراء إلى العلمين الجديدة، ومعايشة الأزمة حتى يتحركا.. أين بالله أجهزتهم ومعداتهم وأرتال خبرائهم ومتخصصيهم، الذين يكلف وجودهم موازنة الشعب مئات الملايين من الجنيهات؟ هل هم في انتظار دعوة للقيام بمهام وظائفهم؟ أم أنهم اتفقوا على عدم المبالاة ولتذهب مصالح الناس إلى الجحيم؟ العارفون بأسباب الكارثة قالو لي إن سببها يعود إلى عمليات إلقاء النفايات (الزبالة).. عشوائيا في المناطق القريبة من القرى السياحية، بدون أي رقابة أو إجراءات صحية أو بيئية احترازية، أو للرقابة أو المنع من جانب الأجهزة المعنية.

الفلاحون ينتظرون

أكد المستشار بهاء أبو شقة في “الوفد”، على أن مشروع تطوير الريف المصري الذي دشنه مؤخرا الرئيس عبدالفتاح السيسي جاء ضمن مبادرة حياة كريمة، خاصة أن سكان الريف يتعدى تعدادهم الـ55 مليون نسمة. والمعروف أن إطلاق هذه المبادرة، تأتي بعد الإهمال الجسيم والشديد الذي تعرض له الريف خلال عدة عقود من الزمن. وكان من نتيجة ذلك ظهور أزمات كثيرة، وعلى رأسها الإهمال الشديد في البنية التحتية خاصة مياه الشرب والصرف الصحي، التي تعد أبرز مشاكل ريف مصر. وتابع ابوشقة: إلى وقت قريب كان الريف المصري نسيا منسيا، ولولا حرص القيادة السياسية على الاهتمام به، ما وجدنا في الأصل هذه المبادرة الرئاسية الرائعة، التي تنتشل الريف من كل هذا الإهمال الشديد. ويبدأ تنفيذ المشروع بتنمية المراكز الأكثر فقرا على مستوى الجمهورية، كمرحلة عاجلة، وتم حصرها في 50 مركزا على مستوى 20 محافظة، وتشتمل على 1391 قرية، بالإضافة إلى 11087 عزبة وتابعا، بإجمالي استثمارات 150 مليار جنيه، ويستفيد منها 18 مليون مواطن مصري، يسكنون هذه المناطق الريفية. وأبرز أهداف هذا المشروع العملاق هو، إعادة بناء الإنسان المصري في الريف كغيره من أقرانه من أهل الحضر، وذلك ضمن مستهدفات «رؤية مصر 2030»، التي تتضمن الارتقاء بجودة حياة المواطنين المصريين، لتكون هناك عدالة في توفير الموارد واندماج بين الريف والحضر، فدائما كان الريف يعاني العديد من المشاكل، بالإضافة إلى العمل على إيجاد اقتصاد تنافسي ومتنوع قائم على المنافسة والتنوع والتحول الرقمي، وأن تحقق مصر بحلول عام 2030 مكانة كبيرة بين أكبر 30 دولة حول العالم، وتكون حياتنا قائمة على المعرفة والابتكار، والبحث العلمى، كركائز أساسية للتنمية، وتطبيق مبادئ الحوكمة لمؤسسات الدولة المصرية والقطاع الإداري.

وداعا أنسي

من بين من تألموا لرحيل قطب عائلة ساويرس رجل الأعمال أنسي ساويرس الكاتب محمد أمين في “المصري اليوم”: كان مثالا لجيل البنائين العظام، الذي لم ينكسر بعد التأميم، ولكنه أعاد بناء الشركة مرة أخرى باسم أوراسكوم.. وأصبحت شركة أولى على غرار شركة المقاولون العرب.
التقيت الراحل مرة واحدة بدعوة من المهندس نجيب على الغداء.. وذهبت إليه في فندق شهير على النيل في جوار بيته، كان يذهب إليه كل صباح.. وقال نجيب إنت فين؟ قلت على باب الفندق، إلى أين أتجه؟ قال تعال إلى حديقة الفندق بسرعة «فيه حد نفسه يشوفك».. فرحت جدا وقلت لا بد أن هناك ترتيبا على مستوى عال.. وصلت فوجدت في الانتظار الأب المحترم أنسي بك، استقبلني بمحبة فائقة.. وقال إنه يقرأ مقالي منذ أيام الوفد، وأكلفه جنيهين يوميا.. فابتسمت وقلت خليها علينا يا باشا. تابع الكاتب: كان نجيب يجلس في حضرة والده، في هدوء الأطفال.. فأحسست بأن المهندس أنسي لم يبن إمبراطورية عظيمة فقط، وإنما بنى عائلة عظيمة أيضا، كل واحد يعرف مركزه فيها.. ولكننا نحن الثلاثة في المجلس كان يجمعنا شيء واحد وهو «الليبرالية».. فكل واحد له رأي بدون ضغوط.. وبدا لي أن أنسي بك كان مهتما بالوفد.. ولولا أنه لا يمارس السياسة لكان عضوا قياديا في حزب الوفد.. وكان يتألم لما صار إليه، وكان يرى أنه مؤهل لدور كبير بعد الثورة، ولم أعرض عليه أن ينضم للوفد.. فقد اكتشفت أنه اتخذ قرارا بالبعد عن الأحزاب السياسية، الأمر الذي خالفه فيه نجيب، فأسس حزب المصريين الأحرار. كان الراحل قليل الكلام متسامحا مع الدنيا والناس، وكان منحازا إلى مصر، وعلم أبناءه البقاء فيها وخدمتها قدر الاستطاعة.. وشاء الله أن يموت على أرضها التي عشقها.. لا غريبا عنها ولا مطاردا خارجها.. لم يذكره أحد بسوء.. وظل مرتبطا بالصعيد يقدم المشروعات، ويبنى المساجد قبل الكنائس.

الإنسانية طبعه

من مؤيدي القصر الرئاسي بشدة عبد المحسن سلامة في “الأهرام”: يطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى المشروعات الضخمة، والإستراتيجية، لكنه، في الوقت ذاته، يهتم بالتفاصيل الإنسانية الدقيقة، التي تؤكد إنسانيته. قبل أيام قليلة كان الاحتفال بثورة 30 يونيو/حزيران وكان احتفالا مختلفا يليق بالحدث، حيث قام رئيس الجمهورية بتفقد المعدات المشاركة في مشروع تطوير «الريف المصري»، الذي يعتبر المشروع التنموي، والحضاري الأضخم في العصر الحديث، لأنه يصب في مصلحة 58% من الشعب المصري بشكل مباشر. فى الوقت نفسه، كانت المفاجأة، التي لفتت انتباهي، وانتباه كل الحاضرين، حينما تحدث الرئيس السيسي عن مرض «ضمور العضلات» وهو المرض، الذي يصيب بعض الأطفال، لأنه من الأمراض النادرة، لكن مشكلته في طريقة علاجه وتكلفة هذا العلاج، التي قد تقترب من 50 مليون جنيه لكل حالة على حدة. رئيس الجمهورية درس تفاصيل هذا المرض اللعين وتأثر بشدة، بحالة الأسرة المصرية، التي قد يعاني أحد أفرادها من هذا المرض اللعين، وعدم قدرتها على تحمل التكاليف الضخمة للعلاج. المفاجأة أن الرئيس السيسي كان يتابع تلك المشكلة منذ عدة أشهر، وأوفد الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، إلى الخارج، للتفاوض مع الشركة المنتجة للعلاج، وتم توقيع اتفاقية مع تلك الشركة، لتوريد العلاج بأسعار تفضيلية، ونجحت المفاوضات، وتم عقد الاتفاقيات اللازمة لتوريد العلاج. فى الأسبوع المقبل، سوف يبدأ العلاج، طبقا للخطة الموضوعة، حيث ستكون الأولوية للأطفال أقل من عام، ثم المرحلة الثانية للأطفال أقل من عامين.. وهكذا. ليس هذا فقط، لكن ستكون هناك خطة للكشف المبكر عن هذا المرض اللعين، اعتبارا من الشهر المقبل، بحيث تتم محاصرة ذلك المرض، والقضاء عليه، كما حدث في فيروس «سي».. والعديد من الأمراض الأخرى. كل التحية والتقدير لرئيس الجمهورية الإنسان.

في كل تفاصيله

ماذا يعني “الوطن” من جانبها سعت الدكتورة نهلة الحوراني في “البوابة” لفك طلاسم تلك الكلمة: ذلك الوميض الذي يأتي من أعماقك دافئا قويا.. يشعرك بفصيلة دمك وملمس بشرتك ولون عينيك. يخبرك أنك تنتمي بالجسد والروح لذلك التراب. يتلو عليك شهادة ميلادك.. اسم جدك.. عنوان بيتك الذي ولدت فيه. ينساك هناك تحت مظلة الصيف قبل أن ترحل السحابات عن جلدك المسترخي تراقب حركة الحياة البطيئة في الذكرى. تتحسس خلايا وجهك لا إراديا.. وقد تتأمل وجهك في أقرب مرآة. قد تتذكر حينها كلمات لجدك : “كلنا سافرنا وأحببنا أن نعود.. لم نعد لأنهم أعادونا” كما أخبروني أن جدي الرابع كان يقول ذلك كلما أخبرهم عن عودته للوطن. تلك الضحكة الأولى التي تذكرها.. أخبروك أنك ضحكت أول مرة حين كنت في شهرك الثالث.. لكن تلك الضحكة لا تعني لك شيئا، ما دمت لا تذكرها.. فضحكتك الأولى هي الذكرى الأولى للضحك. ربما حين قبلتك أمك قبل النوم ذات ليلة فضحكت حبا.. ذلك الطريق الطويل إلى المدرسة.. شجرة الجرازينا المنتشرة في كل مكان بأزهارها البرتقالية الشقية. تهطل الأزهار في الشهر الثاني من الفصل الدراسي الأول.. إنه الخريف. لون سترتك الأولى في المدرسة يشبه الجرازينا، على الرغم من أنه كان سكري اللون باستيلي الهوى. لا تكبر الجرازينا أبدا وكذا أنت حين تسير في الشارع ذاته المؤدي لمدارسك الثلاث.. الابتدائية والإعدادية والثانوية.. الثانوية.. حبك الأول الصامت واقعيا.. المفعم بالأحاديث الافتراضية، أول “أنا” أول رفض.. أول قبول.. التخرج.. العمل.. أول حفلة زفاف لصديق، الجميع هناك.. لم يغب أحد، لذا لا يغيبون للأبد عنك، أصدقاء يرقصون. يحبون، يتعثرون بأسلاك على الأرض، يسقطون، يجرح بعضهم، لكن الجميع يضحكون، الجميع سعداء. تبتسم حين تتذكرهم.. أنت ما زلت تنظر في مرآة وجدتها. تتحسس جرحا في جبهتك ترك أثرا لذلك الحفل، أول تذكرة سفر، أول سكتة قلبية. لا أحد يرحل بسهولة. قد نتشاجر من مدينتنا لكننا لا نكرهها أبدا. يظل فراقها غصة في القلب نورثها حتى لأبنائنا الذين قد لا يرونها يوما. السفر الأول، أرق أول ليلة، البعض يسميه فرق التوقيت البيولوجي. والبعض يسميه “غيرت مكان نومك”. الاتصالات الكثيرة في الأيام الأولى.. ثم الرضوخ للغربة. أول تمرد على الغربة.. العودة الأولى.. هذا هو الوطن بكل تفاصيله شوق وحب وعتب وعنف.الكبار يتساقطون والصغار يسألون عن مصيرهم… والأغلبية تسأل عن السد واختفاء النيل
القاهرة ـ «القدس العربي» – من حسام عبد البصير:
تحولت قضية التنقيب عن الآثار التي كشف النقاب عنها مؤخرا، وأسفرت عن القبض على عدد من الشخصيات العامة بينها رجل الأعمال الشهير حسن راتب إلى كرة نار مرشحة لحرق مزيد من الوجوه البارزة، ورشحت بورصة التكهنات وزير الآثار الأسبق الأثري المرموق الدكتور زاهي حواس، لأن يكون في صدارة من تطالهم تداعيات القضية، وبدوره صرح علي أبودشيش المستشار الإعلامي للدكتور زاهي حواس، أن ما أشيع عن منع الدكتور عالم المصريات من السفر هو عار من الصحة. وتابع أبو دشيش، أن مصر فيها علماء تتباهى بهم الأمم، وتفخر بهم، وتكرمهم بين الحين والآخر، علماء لم يعطوا لمصر وحسب، بل أعطوا للإنسانية جميعا في شتى المجالات، يكرمون خارج بلادنا ولم يكرموا في داخلها، فلماذا لا نكرمهم ونفخر بهم؟ ولماذا يتم التطاول عليهم بين الحين والآخر؟ ألا يستحقون أن يكرموا على جهودهم؟ أصبح السؤال الشاغل للكثيرين يدور حول أسماء الكبار المتوقع تورطهم في القضية، التي يتابع فصولها الرأي العام باهتمام كبير. وتنظر المحكمة الجنائية المختصة، الأسبوع المقبل، القرار الصادر من النائب العام المستشار حمادةالصاوي، بمنع رجل الأعمال حسن راتب، وعلاء حسانين الشهير نائب العفاريت والجن، من التصرف في أموالهم أو إداراتها، وذلك على ذمة اتهامهما بالتنقيب على الآثار وتهريبها للخارج والاتجار بها، بمشاركة 17 متهما آخرين.
وفي الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 1 يوليو/تموز، تيار مهاجم لجماعة الإخوان ورموزها وكوادرها على حد سواء، إذ كشفت بعض الأصوات من المنتمين للتيارات العلمانية عن تأييدها لمشروع قانون بفصل الإخوان العاملين في الدولة من العمل. أما الأغلبية فمضت في أنينها المكتوم يحيط بها الرعب من لحظة اختفاء النيل وشيوع الجفاف حال مضي الحكومة الإثيوبية خلال ساعات في طريقها نحو الملء الثاني غير مكترثة بالمطالب العادلة لشعبي وادي النيل. ومن تصريحات المسؤولين: أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، على أن الرئيس عبدالفتاح السيسي نجح في إطلاق أكبر حراك تنموي لتغيير وجه الحياة على أرض مصر، وتحسين معيشة المواطنين، والارتقاء بالخدمات المقدمة إليهم، ولعل ما يشهده المصريون حولهم في كل مكان، من مشروعات كبرى وغير مسبوقة، دليل قاطع على أننا نمضي بقوة على طريق التنمية؛ لبناء الجمهورية الجديدة في مصر، التي يُعد تطبيق نظام التأمين الصحى الشامل أحد ركائزها، حيث يُحقق حلم كل المصريين في توفير الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة لكل أفراد الأسرة.. ومن بين التقارير الأمنية: أُجريت حركة تنقلات لأفراد الشرطة، في إطار ضخ دماء جديدة في العديد من المواقع الشرطية، حيث راعت الحركة الظروف الاجتماعية والإنسانية للأفراد. ومن أخبار الحوادث: نجحت قوات الحماية المدنية في الإسكندرية، في استخراج سيدة على قيد الحياة من تحت أنقاض عقار الدخيلة تدعى نادية أحمد موسى 60 عاما، بعد نحو 17 ساعة من انهياره.
الوزير السابق يتبرأ

عبر الدكتور زاهي حواس عالم المصريات، عن غضبه بسبب الزج باسمه في قضية تهريب الآثار، ووصف ما تردد حول علاقته برجل الأعمال حسن راتب المتهم في القضية المعروفة إعلاميا بـ”الآثار الكبرى” بـ”حديث غوغاء”، متابعا في تصريح لـ”الوطن”، “سنتخذ الإجراءات القانونية ولن أرد على تلك القاذورات التي تلقى على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنا أكثر واحد أعدت آثار مصر المنهوبة، ولا أحتاج لقول ذلك، فالعالم كله يعرف ذلك”. وأضاف زاهي حواس عن الصورة التي تجمعه بحسن راتب، والتي اتهمه البعض من خلالها بوجود علاقة تجمعه بالأخير في قضية الآثار، “حسن راتب سلم على مصر كلها فهل كل من سلم على حسن راتب متهم، ولن أنساق لحديث الغوغاء”، مشيرا إلى أنه لم يمنع من السفر، وقد عاد اليوم من رحلة ناجحة إلى روسيا للترويج للسياحة المصرية، وستكون أحد أسباب عودتها، على حد تعبيره. ولفت إلى أنه خلال رحلته إلى روسيا، أجرى لقاء تلفزيونيا لمدة ساعة، تحدث خلاله عن مصر الآمنة، وعن الإنجازات التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل الحفاظ على آثار مصر، ومنها المتحف المصري الكبير، ومتحف الحضارة، وترميم القاهرة الخديوية والقاهرة الإسلامية، الذي تخطت نسبة مشاهدته الـ 300 ألف مشاهد روسي. وأشار حواس إلى أن كتابه الذي وقع عليه خلال رحلته إلى روسيا، وهو كتاب عن سحر الأهرامات، الذي ترجم إلى اللغة الروسية، هو الكتاب الخامس، الذي تمت ترجمته إلى اللغة الروسية، على مدار تاريخه.

زمن المساخيط

ذكرنا الدكتور محمود خليل في “الوطن” برواية الجبل للكاتب فتحي غانم: كان أهل القرية التي تعيش في حضن الجبل يعملون كلهم في الكحت، بحثا عن «المساخيط»، وكذلك كانوا يطلقون على التماثيل الفرعونية التي يستخرجونها ليبيعوها إلى «الخوجاية الفرنسية»، التي أدمنت العيش في القرية، وتعمل كوسيط بين «الكحيتة» وتجار الآثار الأجانب. حاولت الحكومة عبثا نقل سكان الجبل إلى بنايات جديدة أكثر جمالا وأنسب للحياة من الأماكن التي يعيشون فيها فرفضوا، لأن اقتصادهم كله كان مرتبطا بالكحت في الجبل واستخراج الآثار، أو كما كان يردد عمدة القرية «الكحت مكتوب علينا كل ما الواحد يهرب منه يلاجيه جدامه». لا يضع فتحي غانم يده على الهدف من وراء خطة الحكومة لإجلاء سكان قرية الجبل عن مواقعهم، التي يعيشون فيها منذ سنين طويلة، وهل يتحدّد في رغبة حقيقية في الإصلاح، أم يستهدف المنافسة واستخراج الآثار لصالح الدولة، أو لصالح أشخاص بأعينهم من كبار القوم يتربحون من بيع «المساخيط»؟ رواية «الجبل» واحدة من أجمل الروايات التي عالجت جريمة «التجارة بالآثار» التي تديرها شبكات تتشكل من أطراف محلية (شعبية ورسمية)، وأطراف أخرى أجنبية، والأخطر أنه كشف النظرة الشعبية إلى هذا الموضوع. فالبسطاء من الناس لا يجدون غضاضة في استخراج الآثار والتعيش منها، ويعتبرون أي خبيئة يعثرون عليها «ورثة» تركها لهم الأجداد القدامى، ولا يفهمون أن ما يقومون به جريمة. لا يدرك البسطاء أيضا أن الكبار يلقون إليهم بالفتات، في وقت يربحون فيه تلالا من الأموال، وأن هناك أثرياء كثرا بنوا أمجادهم المالية عن طريق التجارة المجرمة بـ«المساخيط».

الفقراء فقراء!

بعض الكبار من تجار المساخيط “التماثيل الأثرية”، كما أوضح الدكتور محمود خليل، يعتبرون أن البحث عن الدفائن أمر لا يتناقض مع الدين أو التدين، ويذكر المقريزي، أن أجدادنا المصريين ممن كانوا احترفوا البحث عن المساخيط، بدءا من عصر أحمد بن طولون وما تلاه، كانوا يبررون مسألة النبش عن الآثار بواقعة «أبب رغال»، حين دلّ النبي الصحابة على المكان الذي دفن فيه أبورغال وأعطاهم أمارة لذلك، بأن في قبره قضيبا من ذهب دفن معه، فسارع عدد من الصحابة إلى نبش المكان الذي حدّده النبي حتى استخرجوا القضيب. الكلام الذي يذكره المقريزي لا سند له بالطبع، لكنه يوضح لك كيف يشرعن بعض الفسدة فسادهم بالأحاديث المفتراة، فلا يجد أحدهم غضاضة في أن يمسك «سبحة طويلة» ويرتدي عباءة ويحدثك بقال الله وقال الرسول، وكل ماله مشبوه وأساسه «المساخيط». وبقدرة قادر يتحول هذا المال إلى وقود لأعمال تجارية شعارها التنمية وجوهرها الاستهلاك، ليصبح صاحبها «رجل أعمال كبير» يشار إليه بالبنان، وحينها يسأل الناس من أين أتى بهذا المال الذي بنى عليه أمجاده؟ والإجابة دائما في «بطن الأرض»، لأن الكل يعلم أن الاجتهاد فوق أرض المحروسة قد يغنى من جوع، لكنه لا يسمن بحال. ثمة حقيقة في حياتنا الاقتصادية تقول إن بعض رجال الأعمال في مصر ليسوا رجال أعمال بالمعنى الحقيقي، وإن أغلب من يملكون المال الوفير «الملياري» لم يجتهدوا فوق الأرض، بل اجتهدوا في التجارة بالأرض، وتمويل عمليات النبش داخلها، ثم السمسرة في ما تخرجه من مساخيط. إنه زمن «المساخيط» بامتياز.
بعضها يأكل بعضا

اندفعت الحوادث داخل إثيوبيا كما أوضح عبد الله السناوي في “الشروق” إلى مستوى لم يكن في دائرة الأخبار المتوقعة بهزيمة الجيش الإثيوبي في إقليم التيغراي، واضطراره للانسحاب من عاصمة الإقليم تحت ضربات «جبهة تحرير شعب التيغراي»، رغم ما ارتكبه من فظائع وجرائم ضد الإنسانية، والمساندة التي حازها من قوات إريترية، اضطرت بدورها إلى انسحابات أخرى من ذلك الإقليم. كان ذلك تطورا جوهريا في معادلات الصراع على السلطة في إثيوبيا يهدد وحدتها وينذر بفوضى في القرن الافريقي تهدد بالعمق استراتيجيات ومصالح غربية. إن أحدا في العالم لم يول اهتماما حقيقيا بما يحدث في التيغراي من فظاعات وجرائم ضد الإنسانية، باستثناء ما صدر عن بعض منظمات الأمم المتحدة من تقارير. المعادلات الآن اختلفت، الجيش الإثيوبي روحه المعنوية في الحضيض، على الأقل لم يعد بوسعه أن يتحدث بعنجهية عن جاهزيته العسكرية، حكومة أبي أحمد في أوضاع اهتزاز، واحتمالات التصعيد العسكري في الحرب الأهلية مفتوحة على مصاريعها. كان انهيار القوات الإثيوبية في مواجهات التيغراي، واضطرارها لإعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد، مروعا في حجمه وتأثيراته الاستراتيجية، وداعيا في الوقت نفسه لتحرك جميع المؤسسات الأمريكية المعنية بصناعة السياسة الخارجية، في مجلسي الكونغرس، كما في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، لمحاولة التوصل إلى تسوية سياسية تمنع انفلات السلاح في هذه المنطقة الحيوية من القرن الافريقي من أن يضرب في مصالحها الاستراتيجية.

واشنطن مهددة

رأى عبد الله السناوي أن المصالح الأمريكية هي المهددة قبل أي ادعاءات عن حقوق الإنسان، لا مصلحة للولايات المتحدة في تفكيك إثيوبيا، كما لا مصلحة لمصر والسودان شرط أن تلتزم حكومة أبي أحمد بقواعد القانون الدولي، وتحترم حقوق البلدين العربيين في مياه نهر النيل. المشكلة الحقيقية التي تعترض إثيوبيا الآن أن مشروعها لبناء قوة إقليمية مهيمنة على نهر النيل يتعرض للتقويض من داخلها، لا بتآمر من خارجها، كما تحاول أن تحشد مواطنيها ضد «العدو المصري المفترض». إذا ما عجزت دولة ما أن تحفظ وحدة ترابها الوطني فإن شرعية الحكم فيها تسقط، أو على الأقل توضع بين قوسين كبيرين. إذا ما تمددت نيران الحروب الأهلية فإن فكرة الدولة نفسها تتقوض. الأسوأ في الحالة الإثيوبية استدعاء قوات من خارج الحدود للتنكيل بمواطنيها في التيغراي، وارتكاب جرائم حرب بحقهم استثمارا في أحقاد وعدوات قديمة. في أي معايير قانونية وسياسية فهذه جريمة خيانة عظمى لا تؤسس لمشروع دولة إقليمية مهيمنة، ولا تتيح فرصة حقيقية لتنمية تحتاجها إثيوبيا للخروج من ربقة الفقر المتوارث. عند المنعطف الأخير توفر المستجدات أمام مصر فرصا سانحة لإعادة عرض قضيتها العادلة، باعتبارها مسألة حياة أو موت، وأن تكون الخيارات كلها مفتوحة، أيا كانت تكلفتها، فـ«يا روح ما بعدك روح» ــ كما يقول المصريون عادة عند مواجهات المصير.

لا أحد يزجرهم

السؤال الأهم الذي سعى للإجابة عليه عماد الدين حسين في “الشروق”: كيف يمكننا إقناع إثيوبيا بأن تفيق من أوهامها، وتنصت لصوت العقل والحكمة؟ استشهد الكاتب بالتصريحات المستفزة التي أطلقها مدير إدارة الهندسة في وزارة الدفاع الإثيوبية الجنرال بوتا باتشاتا ديبيلي، إذ أكد أن بلاده مستعدة للخيار العسكري في سد النهضة، وأن مصر لن تستطيع حل المشكلة عسكريا، ولن تحاول مهاجمة السد، وحتى لو هاجموه فلن يكونوا قادرين على تدميره، حتى بقنابل الطائرات المقاتلة. من الطبيعي أن تصدر مثل هذه التصريحات العنترية المستفزة من بعض المسؤولين الإثيوبيين. وحينما تقوم الحكومة الإثيوبية بارتكاب جرائم تطهير عرقي ضد جزء من شعبها في إقليم التيغراي، فلن يكون مستغربا أن تلجأ لمثل هذه التصريحات. في اليوم نفسه كان هناك رد مباشر من السفير سامح شكري وزير الخارجية، قال كلاما عاقلا وموزونا وقويا أيضا، مثل «مصر لن تتهاون في الدفاع عن حقوقها المائية ومصالح شعبها. ونسعى للحفاظ على هذه الحقوق بالطرق السلمية، لكن ذلك لا ينفي أن لدينا القدرة والإصرار على عدم الإضرار بمصلحة الشعب، وفي حالة وقوع الضرر، فلن تتهاون الدولة المصرية في الدفاع عن مصالح شعبها». ما قاله المسؤول في وزارة الدفاع الإثيوبية من موسكو، أمر صار روتينيا، ويكاد يكون بصورة يومية، ويبدو والله أعلم أن لديهم يقينا بأن مصر لن تتحرك للدفاع عن مصالحها، إذا حدث ضرر لحقوقها المائية. وإذا صح هذا التوقع فمن المهم أن يتم تغيير هذه الصورة لديهم بأي طريقة، حتى يفيقوا من الأوهام التي يعيشون فيها، وتدفعهم لاتخاذ إجراءات أحادية، وإصدار تصريحات استفزازية يوميا في رسائل مباشرة لمصر عنوانها الرئيسي: «سوف نستمر في بناء السد وملئه بصورة أحادية، وعلى من لا يعجبه الأمر فليخبط رأسه في أقرب حائط».
قمة الهموم

شدد مرسي عطا الله في “الأهرام” على أن قمة بغداد الثلاثية الأخيرة يمكن تسميتها بقمة الهموم العربية، على ضوء ما نشهده من تراكم الأخطار التي تهدد أقطار الأمة كافة وإن تنوعت التفاصيل. إن هذه القمة بتوقيتها الحساس وبمكان التئامها في أحد أكثر المناطق التهابا بالدم والنار منذ سنوات، تمثل استشعارا صادقا من الزعماء الثلاثة حول مخاطر استمرار السكوت والصمت على بقاء الصفوف في حالة تفرق، وبالتالي بقاء الجهد العربي مبعثرا وبدون الحد الأدنى المطلوب لمواجهة أخطار المطامع المطلة على الأمة، من خارج حدودها، وشرور الإرهاب والعنف والتطرف في داخلها. وأشاد الكاتب بحرص الرئيس السيسي على أن يعدد حزمة المخاطر التي تهدد الأمن القومي العربي، بدءا من تهديدات الأمن المائي، مرورا بجائحة كورونا، ووصولا إلى الملفات الساخنة بشأن فلسطين وليبيا واليمن وسوريا، وما يستوجبه ذلك من استعادة روح الحق والصدق والمصارحة، حتى يمكن بناء موقف عربي يمكننا من استعادة احترام العالم لأمتنا، وحسن تفهمه لقضايانا المشروعة. إن قمة بغداد تمثل رسالة لكل أقطار الأمة قبل الذهاب إلى القمة العربية في الجزائر بعد أشهر قليلة، حيث يفترض أن تشكل قمة الجزائر نقطة بداية مهمة لاستعادة روح التضامن، على أساس من الفهم الصحيح للواقع العربي وفتح صفحة جديدة تسمح بأن نلتمس الأعذار لبعضنا بعضا، بدلا من استمرار الانزلاق نحو جب الخلافات والملاسنات، التي يجب أن تختفي تماما من قاموس العلاقات العربية العربية. وبصرف النظر عما انتهت إليه قمة بغداد من نتائج مهمة، وقرارات بارزة فإن المهم ـ من وجهة نظري ـ أن هذه القمة الثلاثية رسمت خطوطا عريضة بالأمل، ووضعت النقاط فوق الحروف بشأن قضايا خطيرة من قضايا الساعة، كما أنها فتحت الأبواب أمام آفاق واسعة من التعاون بين مصر والعراق والأردن، بما في ذلك مجالات الاستفادة لكل بلد عربي من تجارب شركاء القمة ورفاق النضال.

محفوف بالأمل

نسعى لتغيير حقيقى لأهلنا في الريف، والبلاد لا تبنى بالكلام والأماني، كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء تفقده للمعدات الخاصة بمبادرة «حياة كريمة» لتطوير الريف المصري، وهي المبادرة التي تأتي من بين مبادرات كثيرة نجحت، كما قال أكرم القصاص في “اليوم السابع” على مدى السنوات الثماني الماضية في تغيير واقع فئات كثيرة من المجتمع، وتأتي مبادرة حياة كريمة لتمثل درة مبادرات بناء الإنسان، لأنها تتعلق بأكثر من نصف السكان في مصر، وقرى ظلت بعيدة عن الاهتمام لعقود، وبقيت التنمية في هذه الأقاليم تتوقف عند عمليات ترميم. كان اختيار 30 يونيو/حزيران، للتأكيد على مبادرة بدأت بالفعل وقطعت شوطا في التنفيذ، رسالة على أن الجمهورية الجديدة نتاج ثقة الشعب المصري في قدراته، وثمار صبر وتحمل لنتائج إصلاح اقتصادي مؤلم، ما كان يمكن أن ينجح لولا ثقة الشعب، ولهذا لا يترك الرئيس السيسي مناسبة إلا ويوجه فيها الشكر للشعب، باعتباره بطل ثورة 30 يونيو، وبطل التغيير والإصلاح.
اليوم تأتي مبادرة حياة كريمة ضمن عملية بناء شاملة للدولة، بالشكل الذي يستحقه المواطنون، وهي واحدة من أضخم المبادرات التي تم إطلاقها خلال السنوات الأخيرة، وتتضمن النهوض بمكونات البنية التحتية من مياه وكهرباء وغاز وصرف صحي وتبطين الترع ورصف الطرق وخدمات الصحة والتعليم، وتشمل 4500 قرية وتوابعها، تمثل 56 % من السكان، وتنتهى خلال 3 سنوات، بعدها كما جرت العادة سوف تظهر ثمار الاستراتيجية الكبرى للتنمية، التي بدأت قبل 8 سنوات. وأعلن الرئيس السيسي رصد 200 مليار جنيه لكل مرحلة في مبادرة تطوير الريف، والواقع أن سياسة المبادرات نجحت في توفير الجهد والوقت، وساهمت في تحقيق النتائج بشكل تجاوز الكثير من العراقيل الإدارية أو البيروقراطية، حيث نجحت مبادرة القضاء على فيروس «سي» في علاج ملايين المصريين، بعد عقود ظل فيها المصريون تحت رحمة فيروس قاتل، عاجزين عن تلقى العلاج، لكن المبادرة نجحت في علاج المرضى بالمجان.

ذباب للأثرياء

نتوجه لمشاكل الاثرياء بصحبة جلال دويدار في “الأخبار”: مع بداية موسم الصيف الذي ينتظره مئات الآلاف، بل الملايين من المصريين يعيش الساحل الشمالي حيث أجمل شواطئ الدنيا.. فريسة لهجوم حافل من جحافل الذباب. وهكذا كتب على المواطنين الهاربين من كورونا اللعينة إلى الهواء الطلق في الساحل الشمالي.. أن يكونوا ضحية لهذه المحنة. لم يدر بخلدهم أن يجدوا هناك في انتظارهم على الشواطئ.. ما هو أسوأ من هذه اللعينة، تهديدا لصحتهم، وكانت المحصلة تحويل حياتهم إلى خطر داهم، يتمثل في تعرضهم لكل أنواع الأمراض. هذه الجحافل الذبابية تمكنت من الاستيلاء على كل منطقة الساحل الشمالي واستيطانها، وجعلت من قراه السياحية مرتعا لها. هذه النوعية من الذباب اتصفت باللزوجة والتفنن في المضايقة، ومقاومة كل المبيدات المتوافرة في الأسواق. إنها لم يكفها ما يعانيه البشر من هجمات الناموس ليلا بزيادة الطين بلة نهارا. احتلال هذا الذباب لقرى الساحل الشمالي نجح في تحويلها إلى ثكنات لجحافله. كل القرى كبيرها وصغيرها.. عجزت عن المقاومة والتصدي لهذا الخطر المستطير. إنه مصر على حرمان الهاربين من اللعينة، من الاستمتاع بأيام أجازاتهم في سلام. المهندس إبراهيم صبري نائب رئيس إدارة مارينا العلمين أكبر وأشهر قرى الساحل الشمالي.. أكد لي أن وجود هذه المحنة حقيقة. قال إنهم بذلوا ويبذلون كل الجهود في التصدي والعلاج، ولكن بدون جدوى. تعاظم ارتفاع المعاناة والضيق لم يقتصر على رواد مارينا وحسب.. ولكنه شمل رواد الساحل الشمالي. تداعيات هذه المحنة التي يتعرض لها الساحل الشمالي.. أصابت كما أوضح جلال دويدار أيضا، في مقتل أصحاب المشروعات والعاملين الذين يترقبون شهور الصيف للارتزاق الذي يُمول عائده احتياجاتهم طوال العام. إنهم مهددون بفقدان زبائنهم الموسميين. كل هذا يزداد تفاقما بينما وزارتا البيئة والصحة لا حياة لمن تنادي، وكأن الأمر لا يعني مسؤوليها، رغم أنه من صميم عملهم ومهامهم. هل كان لا بد من الانتظار حتى يبدأ توجه.. الوزراء إلى العلمين الجديدة، ومعايشة الأزمة حتى يتحركا.. أين بالله أجهزتهم ومعداتهم وأرتال خبرائهم ومتخصصيهم، الذين يكلف وجودهم موازنة الشعب مئات الملايين من الجنيهات؟ هل هم في انتظار دعوة للقيام بمهام وظائفهم؟ أم أنهم اتفقوا على عدم المبالاة ولتذهب مصالح الناس إلى الجحيم؟ العارفون بأسباب الكارثة قالو لي إن سببها يعود إلى عمليات إلقاء النفايات (الزبالة).. عشوائيا في المناطق القريبة من القرى السياحية، بدون أي رقابة أو إجراءات صحية أو بيئية احترازية، أو للرقابة أو المنع من جانب الأجهزة المعنية.

الفلاحون ينتظرون

أكد المستشار بهاء أبو شقة في “الوفد”، على أن مشروع تطوير الريف المصري الذي دشنه مؤخرا الرئيس عبدالفتاح السيسي جاء ضمن مبادرة حياة كريمة، خاصة أن سكان الريف يتعدى تعدادهم الـ55 مليون نسمة. والمعروف أن إطلاق هذه المبادرة، تأتي بعد الإهمال الجسيم والشديد الذي تعرض له الريف خلال عدة عقود من الزمن. وكان من نتيجة ذلك ظهور أزمات كثيرة، وعلى رأسها الإهمال الشديد في البنية التحتية خاصة مياه الشرب والصرف الصحي، التي تعد أبرز مشاكل ريف مصر. وتابع ابوشقة: إلى وقت قريب كان الريف المصري نسيا منسيا، ولولا حرص القيادة السياسية على الاهتمام به، ما وجدنا في الأصل هذه المبادرة الرئاسية الرائعة، التي تنتشل الريف من كل هذا الإهمال الشديد. ويبدأ تنفيذ المشروع بتنمية المراكز الأكثر فقرا على مستوى الجمهورية، كمرحلة عاجلة، وتم حصرها في 50 مركزا على مستوى 20 محافظة، وتشتمل على 1391 قرية، بالإضافة إلى 11087 عزبة وتابعا، بإجمالي استثمارات 150 مليار جنيه، ويستفيد منها 18 مليون مواطن مصري، يسكنون هذه المناطق الريفية. وأبرز أهداف هذا المشروع العملاق هو، إعادة بناء الإنسان المصري في الريف كغيره من أقرانه من أهل الحضر، وذلك ضمن مستهدفات «رؤية مصر 2030»، التي تتضمن الارتقاء بجودة حياة المواطنين المصريين، لتكون هناك عدالة في توفير الموارد واندماج بين الريف والحضر، فدائما كان الريف يعاني العديد من المشاكل، بالإضافة إلى العمل على إيجاد اقتصاد تنافسي ومتنوع قائم على المنافسة والتنوع والتحول الرقمي، وأن تحقق مصر بحلول عام 2030 مكانة كبيرة بين أكبر 30 دولة حول العالم، وتكون حياتنا قائمة على المعرفة والابتكار، والبحث العلمى، كركائز أساسية للتنمية، وتطبيق مبادئ الحوكمة لمؤسسات الدولة المصرية والقطاع الإداري.

وداعا أنسي

من بين من تألموا لرحيل قطب عائلة ساويرس رجل الأعمال أنسي ساويرس الكاتب محمد أمين في “المصري اليوم”: كان مثالا لجيل البنائين العظام، الذي لم ينكسر بعد التأميم، ولكنه أعاد بناء الشركة مرة أخرى باسم أوراسكوم.. وأصبحت شركة أولى على غرار شركة المقاولون العرب.
التقيت الراحل مرة واحدة بدعوة من المهندس نجيب على الغداء.. وذهبت إليه في فندق شهير على النيل في جوار بيته، كان يذهب إليه كل صباح.. وقال نجيب إنت فين؟ قلت على باب الفندق، إلى أين أتجه؟ قال تعال إلى حديقة الفندق بسرعة «فيه حد نفسه يشوفك».. فرحت جدا وقلت لا بد أن هناك ترتيبا على مستوى عال.. وصلت فوجدت في الانتظار الأب المحترم أنسي بك، استقبلني بمحبة فائقة.. وقال إنه يقرأ مقالي منذ أيام الوفد، وأكلفه جنيهين يوميا.. فابتسمت وقلت خليها علينا يا باشا. تابع الكاتب: كان نجيب يجلس في حضرة والده، في هدوء الأطفال.. فأحسست بأن المهندس أنسي لم يبن إمبراطورية عظيمة فقط، وإنما بنى عائلة عظيمة أيضا، كل واحد يعرف مركزه فيها.. ولكننا نحن الثلاثة في المجلس كان يجمعنا شيء واحد وهو «الليبرالية».. فكل واحد له رأي بدون ضغوط.. وبدا لي أن أنسي بك كان مهتما بالوفد.. ولولا أنه لا يمارس السياسة لكان عضوا قياديا في حزب الوفد.. وكان يتألم لما صار إليه، وكان يرى أنه مؤهل لدور كبير بعد الثورة، ولم أعرض عليه أن ينضم للوفد.. فقد اكتشفت أنه اتخذ قرارا بالبعد عن الأحزاب السياسية، الأمر الذي خالفه فيه نجيب، فأسس حزب المصريين الأحرار. كان الراحل قليل الكلام متسامحا مع الدنيا والناس، وكان منحازا إلى مصر، وعلم أبناءه البقاء فيها وخدمتها قدر الاستطاعة.. وشاء الله أن يموت على أرضها التي عشقها.. لا غريبا عنها ولا مطاردا خارجها.. لم يذكره أحد بسوء.. وظل مرتبطا بالصعيد يقدم المشروعات، ويبنى المساجد قبل الكنائس.

الإنسانية طبعه

من مؤيدي القصر الرئاسي بشدة عبد المحسن سلامة في “الأهرام”: يطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى المشروعات الضخمة، والإستراتيجية، لكنه، في الوقت ذاته، يهتم بالتفاصيل الإنسانية الدقيقة، التي تؤكد إنسانيته. قبل أيام قليلة كان الاحتفال بثورة 30 يونيو/حزيران وكان احتفالا مختلفا يليق بالحدث، حيث قام رئيس الجمهورية بتفقد المعدات المشاركة في مشروع تطوير «الريف المصري»، الذي يعتبر المشروع التنموي، والحضاري الأضخم في العصر الحديث، لأنه يصب في مصلحة 58% من الشعب المصري بشكل مباشر. فى الوقت نفسه، كانت المفاجأة، التي لفتت انتباهي، وانتباه كل الحاضرين، حينما تحدث الرئيس السيسي عن مرض «ضمور العضلات» وهو المرض، الذي يصيب بعض الأطفال، لأنه من الأمراض النادرة، لكن مشكلته في طريقة علاجه وتكلفة هذا العلاج، التي قد تقترب من 50 مليون جنيه لكل حالة على حدة. رئيس الجمهورية درس تفاصيل هذا المرض اللعين وتأثر بشدة، بحالة الأسرة المصرية، التي قد يعاني أحد أفرادها من هذا المرض اللعين، وعدم قدرتها على تحمل التكاليف الضخمة للعلاج. المفاجأة أن الرئيس السيسي كان يتابع تلك المشكلة منذ عدة أشهر، وأوفد الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، إلى الخارج، للتفاوض مع الشركة المنتجة للعلاج، وتم توقيع اتفاقية مع تلك الشركة، لتوريد العلاج بأسعار تفضيلية، ونجحت المفاوضات، وتم عقد الاتفاقيات اللازمة لتوريد العلاج. فى الأسبوع المقبل، سوف يبدأ العلاج، طبقا للخطة الموضوعة، حيث ستكون الأولوية للأطفال أقل من عام، ثم المرحلة الثانية للأطفال أقل من عامين.. وهكذا. ليس هذا فقط، لكن ستكون هناك خطة للكشف المبكر عن هذا المرض اللعين، اعتبارا من الشهر المقبل، بحيث تتم محاصرة ذلك المرض، والقضاء عليه، كما حدث في فيروس «سي».. والعديد من الأمراض الأخرى. كل التحية والتقدير لرئيس الجمهورية الإنسان.

في كل تفاصيله

ماذا يعني “الوطن” من جانبها سعت الدكتورة نهلة الحوراني في “البوابة” لفك طلاسم تلك الكلمة: ذلك الوميض الذي يأتي من أعماقك دافئا قويا.. يشعرك بفصيلة دمك وملمس بشرتك ولون عينيك. يخبرك أنك تنتمي بالجسد والروح لذلك التراب. يتلو عليك شهادة ميلادك.. اسم جدك.. عنوان بيتك الذي ولدت فيه. ينساك هناك تحت مظلة الصيف قبل أن ترحل السحابات عن جلدك المسترخي تراقب حركة الحياة البطيئة في الذكرى. تتحسس خلايا وجهك لا إراديا.. وقد تتأمل وجهك في أقرب مرآة. قد تتذكر حينها كلمات لجدك : “كلنا سافرنا وأحببنا أن نعود.. لم نعد لأنهم أعادونا” كما أخبروني أن جدي الرابع كان يقول ذلك كلما أخبرهم عن عودته للوطن. تلك الضحكة الأولى التي تذكرها.. أخبروك أنك ضحكت أول مرة حين كنت في شهرك الثالث.. لكن تلك الضحكة لا تعني لك شيئا، ما دمت لا تذكرها.. فضحكتك الأولى هي الذكرى الأولى للضحك. ربما حين قبلتك أمك قبل النوم ذات ليلة فضحكت حبا.. ذلك الطريق الطويل إلى المدرسة.. شجرة الجرازينا المنتشرة في كل مكان بأزهارها البرتقالية الشقية. تهطل الأزهار في الشهر الثاني من الفصل الدراسي الأول.. إنه الخريف. لون سترتك الأولى في المدرسة يشبه الجرازينا، على الرغم من أنه كان سكري اللون باستيلي الهوى. لا تكبر الجرازينا أبدا وكذا أنت حين تسير في الشارع ذاته المؤدي لمدارسك الثلاث.. الابتدائية والإعدادية والثانوية.. الثانوية.. حبك الأول الصامت واقعيا.. المفعم بالأحاديث الافتراضية، أول “أنا” أول رفض.. أول قبول.. التخرج.. العمل.. أول حفلة زفاف لصديق، الجميع هناك.. لم يغب أحد، لذا لا يغيبون للأبد عنك، أصدقاء يرقصون. يحبون، يتعثرون بأسلاك على الأرض، يسقطون، يجرح بعضهم، لكن الجميع يضحكون، الجميع سعداء. تبتسم حين تتذكرهم.. أنت ما زلت تنظر في مرآة وجدتها. تتحسس جرحا في جبهتك ترك أثرا لذلك الحفل، أول تذكرة سفر، أول سكتة قلبية. لا أحد يرحل بسهولة. قد نتشاجر من مدينتنا لكننا لا نكرهها أبدا. يظل فراقها غصة في القلب نورثها حتى لأبنائنا الذين قد لا يرونها يوما. السفر الأول، أرق أول ليلة، البعض يسميه فرق التوقيت البيولوجي. والبعض يسميه “غيرت مكان نومك”. الاتصالات الكثيرة في الأيام الأولى.. ثم الرضوخ للغربة. أول تمرد على الغربة.. العودة الأولى.. هذا هو الوطن بكل تفاصيله شوق وحب وعتب وعنف.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول علي السيد ابراهيم:

    الريف المصري يعيش على الزراعة يعني النيل فكيف سيطوره السيسي و قد وافق على سد على النيل و جعل امر حياة المصريين في يد اثيوبيا او من يهيمن على اثيوبيا

  2. يقول علي:

    الدور على من؟ هذا هو سؤال الساعة بين الجمهور الذي يتفرج على أنصار العسكري الانقلابي من الذين فضلوا الديكتاتورية والاستبداد على الحرية والديمقراطية. ذهب بعضهمإلى السجون،وآخرونإلى البيوت،وغيرهم ينتظرون المصير المجهول. صدق من قال: منأعانظالما سلطه الله عليه. والظالم هنا لا يخجل من معاقبة أقرب الناس إليه. أين وزراء الدفاع والداخلية ورئيس الأركان وغيرهم. أين من أعلن الإخوان جماعة إرهابية؟ أين من … أين من … أين من .. فاعتبروا يا أولى الألباب.. أما النيل فليرحمه الله!

إشترك في قائمتنا البريدية