خلايا تنظيم «الدولة» تمنع «المكياج» عن النساء وتفرض الزكاة على الرجال في ريف دير الزور

وائل عصام
حجم الخط
0

انطاكيا -«القدس العربي»: يعيش الأهالي في ريف دير الزور الشرقي على وقع تهديدات مستمرة مصدرها خلايا تدعي انتسابها لتنظيم “الدولة”، تقوم بتهديد العاملات في الحقول الزراعية بسبب وضعهم “المكياج”، وكذلك فرض إتاوات على الأموال بذريعة “الزكاة”، وفق ما أكدت مصادر متطابقة لـ”القدس العربي”.
المصادر أوضحت ان خلايا تابعة للتنظيم استأنفت نشاط “جهاز الحسبة” الذي كان التنظيم قد أوجده في مناطق سيطرته سابقاً، وتحديداً في ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد). وقالت الناشطة الأعلامية، راوية محمد، لـ”القدس العربي”، ان خلايا التنظيم فرضت على المزارعين اتاوات بذريعة جباية أموال “الزكاة”، موضحة ان خلايا التنظيم تفرض على الميسورين من الأهالي مقداراً محدداً من الأموال.
وبيّنت محمد، ان الخلايا تقوم بإبلاغ المزارعين بالأموال المفروضة عليهم، وتحدد موعداً لتسلمها، تحت طائلة التهديدات بالقتل لكل من يتخلف عن تسليم الأموال. وحسب الناشطة، فأن الأهالي يجبرون تحت التهديد بدفع الأموال، مشيرة الى ضعف سيطرة “قسد” على الوضع الأمني في المنطقة.
وحول هوية عناصر الخلايا، أكدت راوية محمد، ان غالبيتهم من السكان المحليين، الذين انتسبوا للتنظيم في وقت سابق، مشيرة الى ٔان “الخلايا توظف الأموال لمواصلة عملياتها ضد قوات النظام و”قسد” في البادية السورية، وغيرها من المناطق”. وأكدت ان ناحية البصيرة بريف دير الزور الشرقي، الخاضعة لسيطرة “قسد” هي من أكثر المناطق نشاطاً لخلايا التنظيم، لافتة الى تداول أهل المنطقة لكلمة الناطق باسم تنظيم “الدولة” المدعو أبو حمزة القرشي، وهي الكلمة التي توعد فيها القرشي قبل أسبوع “قسد” و “التحالف الدولي” بعمليات عسكرية كبيرة.
ولا يقتصر نشاط خلايا التنظيم على جباية الأموال، وفق الناشطة، التي أشارت الى قيام عناصر من خلايا التنظيم قبل أيام بتهديد عدد من العاملات في الحقول الزراعية، بسبب وضع عدد منهن للمكياج على الوجه، في ريف دير الزور الشرقي. وفي حين أكد الكاتب والمحلل السياسي، فراس علاوي، وهو من دير الزور، وجود نشاط لخلايا التنظيم في ريف دير الزور الشرقي، قال “لكن هذا النشاط لم يرق الى حد أحياء “جهاز الحسبة”، وأنما هناك نشاط لعدد محدود من الخلايا في مناطق سيطرة “قسد”.
وقال لـ”القدس العربي”، لم يتوقف نشاط خلايا التنظيم في دير الزور منذ انتهاء الوجود الفعلي للتنظيم في آخر جيوبه في بلدة الباغوز في الربع الأول من العام 2019، وتحديداً في مجال جباية الأموال من الأهالي. وأكد علاوي في هذا السياق، ان الخلايا تفرض جباية الأموال بشكل دوري، مشيراً الى فرض عناصر التنظيم الأموال في شهر رمضان الماضي، والآن على المزارعين في موسم حصاد القمح والشعير. وأشار الكاتب، الى ان المنطقة تعاني من فلتان أمني واضح، بحيث لم تتوقف الاغتيالات، في المناطق الممتدة من جنوب شرق الحسكة الى ريف دير الزور الشرقي، وقال: “الأهالي يقولون ان المنطقة يحكمها ليلاً التنظيم، ونهاراً قسد”.
ووفق علاوي، فأن خلايا التنظيم تستهدف كل من يتعامل مع “قسد” عسكرياً، منهياً بقوله: “الخلايا قادرة على الوصول لأي شخص يتعاون مع “قسد”، أو يرفض أوامرهم المتعلقة بدفع الأموال”. وفي السياق ذاته، أكد تقرير نشره مكتب الرصد العسكري لـ”قسد” أن خلايا تنظيم الدولة نفذت 11 عملية اغتيال استهدفت سوريين وعراقيين في مخيم الهول في ريف الحسكة، مشيراً كذلك إلى أن الخلايا نفذت 32 هجوماً بريف دير الزور خلال شهر أيار /مايو الفائت.
وأضاف التقرير، أن هجمات خلايا التنظيم في مخيم الهول تمت بحق من يسعون للابتعاد عن أفكار التنظيم المتشددة، فيما ألقت القوات الأمنية القبض على عشرة نساء من الجنسيتين الألمانية والعراقية أثناء محاولتهن الفرار من المخيم. وتابع التقرير، أن خلايا التنظيم نفذت هجمات عديدة بريف دير الزور، عبر التفجيرات والاغتيالات وعمليات الاختطاف والقتل، مؤكداً أن “قسد” تمكنت من إلقاء القبض على 178 شخصاً ينتمون لخلايا موزعة في مناطق متفرقة، ينشطون في عمليّات الاغتيال وتهريب الأسلحة واستهداف المدنيين والقوات العسكرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية