العراق: أضرار مادية وبشرية لهجوم صاروخي على قاعدة تضم أمريكيين في الأنبار

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: تعرضت قاعدة «عين الأسد» في محافظة الأنبار، غربي العراق، الأربعاء، إلى قصفٍ صاروخي تسبب بإصابات وأضرار مادية في المنطقة «السكنية» المحيطة بالقاعدة التي تستضيف جنوداً أمريكان، تزامناً مع هجمات بطائرات مسيّرة في منطقة حقل العمر الذي يشكل أكبر قاعدة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في سوريا وبعد أقل من 24 ساعة على هجوم بطائرة مسيرة «مفخخة» استهدف مطار مدينة أربيل عاصمة كردستان.
خلية الإعلام الأمني الحكومية، أفادت في بيان صحافي، أن «(بعد نصف ساعة من منتصف ظهر أمس) توقفت عجلة حمل (نوع تريلة) بداخلها حاوية في منطقة البغدادي في محافظة الأنبار، كان الظاهر من هذه العجلة أنها كانت تحمل أكياس مادة الطحين، إلا أنها كانت تحمل قاعدة لاطلاق الصواريخ».
ووفقاً للبيان فقد، تم إطلاق «14 صاروخاً باتجاه قاعدة عين الأسد الجوية سقطت في محيط القاعدة» مبيناً أن «في غضون ذلك، انفجرت بقية الصواريخ التي كانت متبقية بداخلها، مما أدى إلى أضرار في دور المواطنين القريبة وأحد المساجد».
وكشف «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، تفاصيل الهجوم، موضحاً أن «في تمام الساعة 12:30 مساء بالتوقيت المحلي، تعرضت قاعدة عين الأسد الجوية لقصف بـ 14 صاروخا» مبينا أن «الصواريخ سقطت على القاعدة ومحيطها».
وأضاف أن «تم تفعيل تدابير دفاعية لحماية القوة» لافتا إلى أن «التقارير الأولية تشير إلى 3 إصابات طفيفة (دون ذكر إن كانت في صفوف العراقيين أم القوات الأجنبية) وسيتم تقييم الضرر».

«سنجبركم على الرحيل»

وبعد ساعات على الهجوم أعلن فصيل يسمي نفسه «ثأر الشهيد المهندس» مسؤوليته عن الهجوم.
وقال في بيان، «تمكن مجاهدونا من استهداف قاعدة عين الأسد التي يشغلها الاحتلال الأمريكي في محافظة الأنبار بـ30 صاروخا من نوع غراد في تمام الساعة 12:33 (09:33 ت.غ)».
وأضاف أن «تم إصابة الأهداف بدقة عالية» مردفا: «نجدد دعوانا للاحتلال الغاشم إننا سنجبركم على الرحيل من أرضنا مهزومين منكسرين».
وفصيل «ثأر الشهيد المهندس» استوحى اسمه، فيما يبدو، من القيادي في «الحشد الشعبي» (الشيعي) أبو مهدي المهندس، وهو غير معروف في العراق، ويعتقد مراقبون أنه واجهة لفصائل أخرى نافذة في البلاد مثل «كتائب حزب الله».
يأتي ذلك بعد ساعات من استهداف مطار عاصمة إقليم كردستان العراق، بطائرة مفخخة.
وقالت مديرية مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، في بيان مقتضب، إن «مطار اربيل تم قصفه مساء اليوم (ليلة الثلاثاء/ الأربعاء) عبر طائرة مسيرة مفخخة».
وأضافت أن «هجوم أربيل لم يخلف ضحايا بشرية والنيران مندلعة في الاعشاب نتيجة القصف».

«تحقيق جدي»

وأكد محافظ أربيل، أوميد خوشناو، أن مطار أربيل الدولي تعرض «لهجوم إرهابي» مطالباً الحكومة العراقية والتحالف الدولي بفتح تحقيق «جدي».
وقال، في مؤتمر صحافي عقده عقب الهجوم، إن «المطار تعرض لهجوم إرهابي ولم يسفر عن أي أضرار بشرية أو مادية، وأن القوات الأمنية وأجهزة الأمن ومكافحة الإرهاب في إقليم كردستان شرعت بإجراء التحقيقات حول الهجوم».
وأشار إلى أن «أربيل آمنة ولن تهتز بهذه الأعمال الجبانة، ولم يسفر الهجوم عن أي خسائر بشرية» موضحاً أن «الهدف من الهجوم هو استهداف مدينة أربيل التي تعدّ مركزاً لاتخاذ القرارات السياسية، وهي مستهدفة من قبل الإرهابيين بشكل دائم».
وبين أن «مدينة أربيل آمنة، وتواصل الحياة فيها بشكل اعتيادي».

تزامناً مع طائرات مسيرة استهدفت مطار أربيل وموقع للتحالف في سوريا

وأكد المتحدث باسم «التحالف الدولي» واين ماروتو، أمس، استمرار دعم قوات البيشمركه لردع الهجمات.
وقال في توضيح، «نواصل دعم شركائنا في إقليم كردستان العراق وقوات البيشمركه».
وأضاف: «سنواصل العمل معًا لردع الهجمات ضد إقليم كردستان وشعبه، و داعش لن تسود».
وعلقت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أمس، حول استهداف مطار أربيل.
وقالت جيسيكا ماكنولتي المتحدثة باسم «البنتاغون» في بيان نشرته وسائل إعلام أمريكية، «لا توجد مؤشرات على إصابة أي شخص بجروح أو أي شيء تضرر بعد الحادث».
وأضاف البيان، «إننا على علم بالإبلاغ عن حادث طائرة في محيط أربيل بالعراق. وفي هذا الوقت، تشير التقارير الأولية إلى عدم وقوع أضرار هيكلية أو إصابات».
وردد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والمتحدث باسمه، العقيد في الجيش واين ماروتو، هذه الرواية وأكدا استخدام طائرة بدون طيار في تصريحات مماثلة.
ويأتي الهجوم الأخير في أعقاب سلسلة من الغارات الجوية التي أمر بها جو بايدن الشهر الماضي ضد مواقع على جانبي الحدود العراقية السورية، استهدفت ما وصفه البنتاغون بأنه منشآت «تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران التي تشارك في هجمات بالطائرات بدون طيار ضد أفراد ومنشآت أمريكية في العراق».
وتعليقاً على حادثة أربيل الأخيرة، قالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس، إن الهجمات على أربيل «إهانة لسيادة القانون وتدفع البلاد نحو المجهول».
وكتبت بلاسخارت في تدوينة على «تويتر» إن «هذه الهجمات المستمرة، والليلة الماضية في أربيل مرة أُخرى، هي إساءة لسيادة القانون».
وحذرت من أن «مثل هذه الأعمال تدفع بالبلاد نحو المجهول، وقد يدفع الشعب العراقي ثمناً باهظاً، يجب ألا تُهدد شرعية الدولة من قبل عناصر مسلحة غاشمة».

اتهام للفصائل

واتهم القيادي في «الاتحاد الوطني الكردستاني» فائق يزيدي، فصائل قال بأنها تنتمي لقوى سياسية فاعلة بالحكومة، بتنفيذ أغلب الهجمات على مطاري أربيل وبغداد.
كما رجح «استمرار مثل هكذا استهدافات في الفترة المقبلة، كما حصل بمطار بغداد والمنطقة الخضراء، كونه مرتبط بالانتخابات المقبلة بشكل عام» داعيا الحكومة الاتحادية إلى «اتخاذ موقف جاد لايقاف سلسلة الهجمات تلك» حسب موقع «المربد» البصري.
وأضاف أن «الهجمات على مطار أربيل مرتبط بالجو الانتخابي العام والأجواء والصراعات السياسية» مطالبا الحكومة الاتحادية، بالحد منها «إن كانت تقوم بها فصائل خارجة عن القانون أو فصائل تدعي الانتماء للحشد الشعبي».
في المقابل، عدت حركة «عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، القصف الذي استهدف مطار أربيل، رداً من «فصائل المقاومة العراقية» على قصف «الحشد الشعبي» في قضاء القائم بوقت سابق، فيما توعدت بعمليات «نوعية» جديدة ضد القوات الامريكية في العراق.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة، سعد السعدي، إن «العمليات التي جرت أمس في اربيل تأتي ضمن سياق الرد الذي توعدت فيه فصائل المقاومة عبر بيان الهيئة التنسيقية جراء الجريمة التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية بحق أبناء الحشد الشعبي، عندما قصفت لواء 16 على الحدود السورية العراقية» وفقاً لموقع «شفق نيوز».
وأضاف أن «الأيام المقبلة ستشهد تصاعد وتيرة العمليات النوعية ضد التواجد الأمريكي حتى تنصاع هذه الإدارة إلى قرار البرلمان العراقي القاضي بمغادرة العراق واحترام السيادة العراقية».

«اعتداءً على هيبة الدولة»

كذلك، أدان المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول اليوم الأربعاء عمليات القصف التي تعرض لها مطار أربيل الدولي وقاعدة عين الأسد الجوية لما يمثله من «انتهاك صارخ لكل القوانين، واعتداءً على هيبة الدولة والتزاماتها الدولية».
وقال المتحدث، في بيان صحافي :»مرة أخرى يوغل أعداء العراق في غيهم ويستهدفون أمن البلاد وسيادتها، وسلامة المواطنين من خلال اعتداء إرهابي جديد على مطار أربيل، ومعسكر عين الأسد التابع لوزارة الدفاع العراقية، وقبل ذلك العودة لاستهداف مقارّ البعثات الدبلوماسية التي تقع تحت حماية الدولة؛ مما يمثّل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين، واعتداءً على هيبة الدولة والتزاماتها الدولية».
وأضاف أن «الحكومة العراقية في الوقت الذي تشجب فيه هذا الهجوم الآثم وتستنكره، فإنها تؤكد ملاحقة المتجاوزين على القانون، وفرض الأمن استعداداً لتنظيم الانتخابات النزيهة العادلة».
وذكر أن «تغيير واقع بلادنا نحو الإصلاح والازدهار على مختلف الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية هو نتاج تكاتف شعبنا، وتلاحم قوانا الوطنية، وإن خيارات السلم والحرب هي حق حصري للدولة؛ لأنها مسؤولية أمام الله وأمام الشعب والتاريخ، وليست اجتهادات لمجموعات، أو أفراد، أو توجهات محددة».
وقال إن «الحكومة تؤكد رفضها استخدام الأراضي العراقية وأمن مواطنيها ساحةً لردود الفعل؛ مما يستوجب ضبط النفس واحترام مخرجات الحوار الاستراتيجي».
وتعدّ «فصائل المقاومة الإسلامية» الشيعية، المُتهمة بالولاء لإيران، التحالف الدولي ـ وخصوصاً القوات الأمريكية ـ في العراق بأنها قوات احتلال، وترى في مهاجمة مصالحها في هذا البلد المُثقل بالأزمات دافعاً لإخراجها.
لكن نائب رئيس الوزراء الأسبق، بهاء الأعرجي، يرى إن من يقوم بضرب المصالح الأمريكية في العراق، لا يريد خروجها.
وكتب الأعرجي تدوينة أمس، قال فيها إن «استمرار استهداف المصالح الأمريكيّة في العراق من قبل بعض الفصائل المسلحة في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات الحكوميّة لانسحاب قواتها، يجعلنا نضع ألف علامة استفهام لنخرج بنتيجة: إنّ مَن يقوم بضربها لا يريد خروجها».

طائرات مسيرة

وتزامن كل ذلك، مع إعلان «قوات سوريا الديمقراطية» أنها تصدت لهجمات بطائرات مسيّرة في منطقة حقل العمر الذي يشكل أكبر قاعدة لـ«التحالف الدولي» بقيادة واشنطن في سوريا، في هجوم هو الثاني من نوعه خلال أيام.
وقال مدير المركز الاعلامي لـ«قوات سوريا الديموقراطية» فرهاد شامي، إن «قواتنا المتقدمة لمحاربة داعش وقوات التحالف الدولي في منطقة حقل العمر في دير الزور تعاملت مع هجمات معادية بواسطة الطائرات المسيّرة».
وأوضح أن «التقارير الأولية تؤكد إفشال الهجمات وعدم وجود أضرار» بدون أن هويّة الطائرات المسيّرة.
إلا أن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رجّح أن تكون «تابعة للميليشيات الإيرانية وانطلقت من مناطق نفوذها في ريف مدينة الميادين» الواقعة شرق مدينة دير الزور.
وتخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية والميادين لنفوذ إيراني، عبر مجموعات موالية لها تقاتل الى جانب قوات النظام السوري.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية