نواكشوط – «القدس العربي»: استهلت المعارضة الموريتانية الموجودة منذ أشهر في سبات سياسي عميق، أمس، العام الجديد ببيان شديد اللهجة انتقدت فيه استدعاء مجلس الوزراء الموريتاني هيئة الناخبين لانتخاب ثلث مجلس الشيوخ.
وتزامن هذا البيان مع صدور وثيقة ختامية لمؤتمر المنظمة الشبابية للإصلاح والتنمية (إخوان موريتانيا) انتقد فيها شباب الإصلاحيين بدورهم ما سموه «الأزمة السياسية التي تعيشها موريتانيا».
وأكدت المعارضة «أن استدعاء الحكومة الموريتانية لهيئة ناخبي مجلس الشيوخ يمثل هروبا إلى الأمام يدلل عمليا على حقيقة النظام الأحادية، والبعيدة كليا عن الروح الديمقراطية».
«فبدلا من أن يبحث النظام عن وضع يخفف من أزماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية الطاحنة» يضيف بيان المعارضة «فضل النظام الدخول في مهزلة جديدة من مهازله التي عود الجميع عليها والتي تأخذ شكليا بآلية صندوق الاقتراع وتسعى عمليا إلى نسف أية إمكانية لتجسيد خيارات الشعب كلما سنحت فرصة لاختيار من يمثله، بغية إدارة الشأن العام وتضميد الجراح التي عمقها هذا النظام وزاد من تفاقمها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.»
وأعلنت المعارضة المجتمعة في منتدى الديموقراطية والوحدة «استهجانها لهذه الخطوة الأحادية»، مؤكدة للنظام «أن مهزلته هذه ما هي إلا محطة، ستزيد من تضييق الخناق عليه وستفاقم من عزلته الداخلية والخارجية»، حسب منطوق البيان.
وفي سياق متصل أكد مجلس المنظمة الشبابية للإصلاح والتنمية (الإخوان) في وثيقته التي وزعها أمس «حرصه على مواصلة النضال المشترك مع جميع الأطياف السياسية حتى تستعيد الدولة الموريتانية هيبتها وتقضي على رواسب الفساد والظلم والتخلف».
وأكد «على خطورة الأزمة السياسية التي يعيشها البلد، والتي لا يمكن تجاوزها إلا بمشاركة كل الأطياف السياسية موالاة ومعارضة».
وشدد المجلس على «أن الشباب التواصلي (نسبة لحزب تواصل الإسلامي)، سيظل شوكة في حلق النظام الحالي الذي يسير بالبلاد إلى هاوية المجهول».
وأعرب «عن رفضه التام لاستخدام القضاء في تصفية الخصوم، ووقوفه مع المظلومين للحصول على كامل حقوقهم».
وكانت رئاسة الحكومة في موريتانيا قد استدعت في مرسوم صدر الأسبوع الماضي هيئة الناخبين للتجديد الجزئي لمجلس الشيوخ (الفئتان «ب» و «ج») يوم السبت 14 آذار/مارس 2015 وفي حالة شوط ثان يوم السبت 21 آذار/مارس 2015.
وأوضح المرسوم في مادته الثانية «أن تصاريح الترشح تودع لدى الممثل المحلي للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بعد دفع الكفالة في الفترة ما بين يوم الاربعاء 28 كانون الثاني/يناير 2015 عن الساعة صفر (0) ويوم الخميس 12 شباط/فبراير 2015 عند منتصف الليل».