القلمون ـ «القدس العربي» بدأ «تنظيم الدولة الإسلامية» في إعداد معسكرات تدريبية لمقاتلي المعارضة السورية في القلمون الذين انتسبوا إليه في المرحلة الماضية، حيث أكد مصدر مقرب من التنظيم أن مئات المقاتلين الذين كانوا يتبعون لكل من كتائب «فاروق القصير» و «لواء القصير» و «تجمع صقور الفتح» ومجموعات أخرى كانت تتبع للمعارضة السورية المسلحة، وبايعت الدولة الإسلامية مؤخرا، تخضع الآن إلى معسكرات.
وقال المصدر لـ «القدس العربي» إن: «الهدف من هذه المعسكرات تجهيز المقاتلين نفسيا وعسكريا من خلال التدريب القتالي والدروس الشرعية لخوض المعارك المرتقبة ضد قوات النظام السوري وحلفائه في المنطقة، سواء من جماعات الدفاع الوطني أو اللجان الشعبية، إضافة إلى القوات والعناصر الخارجية التي تنتمي إلى حزب الله اللبناني و لواء أبي الفضل العراقي».
ونوه المصدر إلى أن الدولة الإسلامية قد سعت إلى إدخال العناصر الجدد لها وبهذه الظروف لأن معارك المنطقة تحتاج إلى شراسة كبيرة، انطلاقا من جغرافية الجبال واستراتيجيتها وانتهاء بمناخها، إذا ما قارنا المقاتلين الجدد بالقوات المعادية التي سيستهدفها التنظيم لاحقا، ذلك دون التحالف الدولي الذي يتتبعهم.
وأفاد ناشطون معارضون أن جبهة النصرة نفذت عمليتين نوعيتين ضد مواقع «حزب الله اللبناني» وقوات النظام السوري في القلمون، خلال الساعات الـ48 الماضية.
وأكدوا أن العملية الأولى كانت ضد حاجز بين قرية السحل ومدينة يبرود، وتم تفجير الحاجز برمته، ما أدى إلى مقتل جميع عناصره، فيما كانت العملية الثانية ضد موقعَيْن في منطقة المسراب وهم لـ «حزب الله»، وتكبد فيها الحزب عددا من القتلى والجرحى.
وأشاروا إلى أن هدف هذه العمليات إضعاف وخلخلة قوى النظام وحزب الله في آن واحد، تمهيدا للمعركة الكبرى لتحريرالقلمون، والتي لن تتأخر، حسب قولهم.
وكانت الجبال ذاتها قد تعرضت لقصف صاروخي من قبل الجيش اللبناني، وغارات مكثفة من قبل الطيران التابع للنظام السوري الذي قد نفذ سلسلة من الغارات خلال الأيام الماضية على كل من وادي الشيخ علي وميرا ومرطبية، إضافة إلى منطقة الحليمية التي تحتضن عددا هائلا من اللاجئين السوريين داخل الأراضي اللبنانية التابعة لقضاء البقاع، الأمر الذي أدى إلى مصرع كل من المكنف فاروق الرفاعي وإحسان جلس وبكور الجاعور، وإصابة خمسة من عائلة سورية واحدة.
ونفذ الطيران السوري غارات على الأراضي اللبنانية كما طالت صواريخ الجيش اللبناني مواقع ضمن الأراضي السورية، حيث يتساءل مراقبون هل أصبح النظام السوري وأدواته يلاحقون السوريين المدنيين العزل في مدنهم واللاجئين الفارين من بطشه، أم أن الجيش اللبناني أضحى يخشى تقدم تنظيم الدولة إلى أراضيه؟.
وتشهد جبال القلمون المعروفة بسلسلة لبنان الشرقية الآن مناخا جويا شديد البرودة، فالثلوج تتساقط عليه منذ شهور، ليطرح التساؤل نفسه، هل المقاتلون الجدد الذين كانوا غير مجهزين تماما للقتال في صفوف المعارضة قادرون على التغلب على هذه الظروف؟.
محمد الزهوري