طرابلس – «القدس العربي»: استغلت معظم الأطراف السياسية والأجسام المختلفة مناسبة عيد الأضحى المبارك، لتذكير المواطنين والمتنازعين بأهمية التوافق وضرورة إنجاز الاستحقاق الانتخابي في موعده المحدد في الرابع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر، معتبرين هذا التاريخ فرصة تاريخية يجب استغلالها.
المفوضية الوطنية العليا للانتخابات كانت أول المهنئين والمذكرين، فقد هنأت المفوضية الشعب الليبي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، مؤكدة عزمها على تحقيق تطلعات الليبيين في استحقاق 24 ديسمبر.
وذكرت المفوضية المواطنين في رسالة بهذه المناسبة، بأن عملية تسجيل الناخبين ما زالت مستمرة، وأنها رصدت حتى الآن تسجيل أكثر من 2.5 مليون ناخب.
ودعت الليبيين إلى المشاركة في الانتخابات التي ستقود إلى بناء وطن آمن مستقر وينعم بالسلام، منبهة المواطنين الذين سبق لهم التسجيل في أي استحقاق انتخابي بأنهم يعدون مسجلين كناخبين ولا داعي لإعادة التسجيل مرة أخرى.
المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيتش، طالب في رسالة تهنئة هو الآخر جميع القادة والمؤسسات الليبية على استحضار رسالة السلام والتعاطف والمصالحة التي ترمز إليها هذه المناسبة من أجل إنهاء الانقسامات المستمرة في البلاد ووضع حد للمصاعب التي لا يزال الشعب الليبي يتحملها.
وقال في الرسالة ذاتها أنه يجب على الليبيين استلهام روح التآلف التي تجسدها هذه المناسبة المقدسة لتكثيف جهودهم لمواصلة مسيرة السلام عبر التمكين من إجراء الانتخابات الوطنية في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021.
بعثة الاتحاد الأوروبي رأت أن ليبيا حققت تقدماً ملحوظاً، حيث قالت إن عيد الأضحى يأتي هذا العام في وقت حققت فيه ليبيا تقدماً حقيقيّاً في اتجاه السلام والمصالحة الوطنية، معبرة عن الأمل في أن “يكون عيد الأضحى فاتحة لعام مليء بالأمل والتفاؤل لكل مكونات الشعب الليبي”.
وطالب رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشرى، في كلمة مسجلة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، جميع الفاعلين في المشهد بضرورة الوفاء بالالتزامات والتضحيات للعبور بالبلاد من المراحل الانتقالية إلى انتخابات الرابع والعشرين من ديسمبر، معبراً عن الأمل في أن يكون 24 ديسمبر عيداً للاستقلال وأيضاً انتهاء هموم الأمة .
الولايات المتحدة الأمريكية أكدت عبر سفارتها لدى ليبيا، على التزامها بمستقبل سلمي لجميع الليبيين، حيث جاء في التهنئة التي نشرتها السفارة: “نرسل أحر تحياتنا إلى جميع مَن يحتفلون بعيد الأضحى في ليبيا والولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم، ونعيد تأكيد التزام الولايات المتحدة بمستقبل سلمي لجميع الليبيين. عيد مبارك”.
كما هنأ رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، الشعب الليبي بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وقال في بيان، وفق مكتبه الإعلامي: “تمر علينا هذه المناسبة العظيمة، وقد وفقنا الله في تثبيت وقف إطلاق النار، وتوحيد جل المؤسسات، وإنشاء مفوضية وطنية للمصالحة، لتكون نواة للم الشمل ورأب الصدع بين أبناء الوطن الواحد”.
وأضاف: “ندعو الله أن يوفقنا لتحقيق مزيد الاستقرار في البلاد، والوصول بها إلى الاستحقاق الانتخابي، وأن يعم الرخاء كافة أرجائها”.
وهنأ نائب رئيس المجلس الرئاسي موسى الكوني، الثلاثاء، الشعب الليبي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، داعياً الله أن يعيد هذه المناسبة العظيمة وقد أسعف الله بلادنا بمخرج عدل وسلام والعبور نحو الموعد مع التاريخ في الرابع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر.
أما المواطنون فقد احتفلوا، الثلاثاء، بأول أيام عيد الأضحى المبارك بإقامة الصلاة في الساحات العامة، وسط دعوات لإجراءات احترازية للوقاية من فيروس كورونا.
وكانت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية قد دعت إلى التقيد بالضوابط الاحترازية في إقامة صلاة العيد، لا سيما أثناء المعايدة، مشددة على أن تكون صلاة العيد حصراً في الساحات.
ولكن غلاء الأسعار كانت المنغص الوحيد أمام الليبيين للاحتفال بهذا العيد، حيث ارتفعت أسعار الأضاحي بشكل غير مسبوق، وقابله غياب ونقص السيولة فضلاً عن تناقص في قيمة الدينار الليبي .
ما كان سيئاً هو الوضع الوبائي في البلاد، حيث قال رئيس مركز مكافحة الأمراض بدر الدين النجار، إن الوضع الوبائي في ليبيا خطير، وإن إمكانيات البلاد ضعيفة ولا تستطيع استيعاب الموقف.
وأوضح في تصريحات صحافية الأحد، أن مراكز العزل تعمل بنسبة خمسين في المائة من قدراتها الاستيعابية، مشيراً إلى غياب العناصر الطبية التي تركت العمل بعد مرور سبعة أشهر دون تلقيهم مرتباتهم.
وأكد رئيس مركز مكافحة الأمراض إخطارهم اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بضرورة تشديد الإجراءات الاحترازية قبل الوصول إلى مراحل لا يمكن تداركها، حيث ارتفعت أعداد الإصابات بالفيروس في عدد كبير من المدن الليبية، أبرزها مصراتة، حيث صرح رئيس اللجنة العليا لمجابهة كورونا في بلدية مصراتة محمد الفقيه، بأن عدداً كبيراً من الإصابات بكورونا ورد على مركز العزل في معهد الأورام.
وقال إن عدد الحالات كثيرة جداً، وكلها في حاجة إلى الأوكسجين، وأن العدد أصبح يفوق قدرات المراكز البشرية والتقنية.