لندن ـ «القدس العربي»: 30انشغل المصريون بموجة جديدة من الجدل على شبكات التواصل الاجتماعي بعد أن ظهرت بلادهم على رأس قائمة «أسوأ الأماكن السياحية» على مستوى العالم وفقاً لتصنيف خلص إليه موقع «ريديت» العالمي المتخصص بملاحقة قطاع السياحة والسفر، فيما انشغل الكثير من المعلقين الأجانب المشاركين في التصويت على الموقع في استعراض العديد من المشاكل التي تواجه السائح الأجنبي عندما يزور مصر.
وسرعان ما التقط المصريون على شبكات التواصل الاجتماعي هذا الخبر وانشغلوا في التعليق عليه، فيما دعا الكثير منهم إلى معالجة واقع القطاع السياحي الذي يُعتبر أحد أهم روافد الاقتصاد المصري، كما ألقى كثير من المصريين باللائمة على النظام الذي اعتبروا بأن فساده هو الذي أدى إلى هذه النتائج، وإن التدهور لا يقتصر على السياحة وإنما يمتد إلى العديد من القطاعات الأخرى.
كما تسبب التصنيف أيضاً بإشعال جدل جديد حول ظاهرة التحرش الجنسي في مصر، وسط دعوات إلى تشديد العقوبات لمرتكبي هذه الجريمة.
وغرد عمر جاد على «تويتر» منتقداً ظاهرة التحرش التي تؤدي إلى خلق بيئة طاردة للسياح، حيث قال: «يمكن مش مصر الوحيدة الموبوءة بالتحرش بس مؤكد من أعلى البلاد، ممكن حظنا السيء إن إتجمع ناس كتير راحت مصر على موقع (ريديت) لكن نقطة أجنبيات يجوا ويحلفوا ما يرجعوا المفروض متوقعة من غير حاجة كلنا بنشوف بعينينا. أتمنى حلا قانونيا جذريا فاشيا للتحرش».
وكتب زياد مرسي: «فيه مشكلة كبيرة في مصر، ولازم نواجهها دون أن ندفن رؤوسنا في التراب، المشكلة هي إن مصر مش بترحّب بالأجانب.. مصر في المركز الأول للبلد اللي الناس مش حتزورها تاني، الموضوع ده انا لمسته فعلياً بنفسي خلال آخر سنتين».
وعلق مغرد مصري آخر بالقول: «موضوع آراء الأجانب بالسياحة في مصر على «ريديت» حتى لو افترضنا أن فيه شيئاً من المبالغة لكن مسؤولية الدولة أن تقوم بتغييره، وذلك بتعيين كفاءات تطبق قوانين وتحسين خدمات وكله بيرمي في حجر الدولة. توجيه اللوم لسلوك الشعب دا خيابة لأن سلوك الشعب بيتغير بتحسين التعليم وانتقاء الكفاءات وتطبيق القوانين».
وغردت ليليان وجدي قائلة: «ألطف حاجة في موضوع البوست بتاع ريديت ده هو كمية الإنكار عند ناس كتير لإن ده بيحصل أصلا رغم إنهم دخلوا على البوست وشافوا عددا ضخما من الناس بيكتبوا شهاداتهم عن البشاعات اللي شافوها لما زاروا مصر.. برافو يا حبايبي خليكم دافنين راسكم في الرمل».
وكتب أحد المعلقين: «فتحت الثريد بتاع ريديت اللي العالم كله بيتكلم فيه عن مصر.. فعلاً حاجة حزينة ومؤذية فشخ على أصعدة مختلفة.. متضايق للناس اللي نزلت هنا واتعاملت معاملة وحشة ومتضايق للسمعة السيئة اللي أخدناها وزعلان أكتر وأكتر على نفسي وعلى الناس اللي حواليا اللي مش عارفين نعيش حياة طبيعية هادية».
وعلق محمد عصام: «معتقدش ان بوست في ريديت ممكن يأثر على 1% حتى من السياحة في مصر، لكن أيضاً المفروض الدولة تهتم بالسياحة وتخلي شركة هي الي تمسك وتدير الأهرام والأماكن السياحية والأماكن المجاورة بدل من شوية بلطجية ماسكينها حالياً».
وكتبت إحدى المعلقات المصريات: «مصر بيتعمل عليها مؤامرات أيوة.. هل كل حاجة بتتقال عن مصر جزء من المؤامرة لا.. فيه مشاكل حقيقية بيواجهها السياح واحنا نفسنا واجهناها وأنا جبت اكتر مثالين حرقوا دمي واتكلمت عنهم قبل موضوع ريديت كمان: منطقة الأهرامات والمطار اللي هو واجهة البلد. مش هنعرف نحل حاجة لو بننكر كل المشاكل».
وغرد حساب يُدعى «كريستال» قائلاً: «الحمد لله لفيت في مصر إلى حد ما، وأقدر بكل ثقة أقول ان مصر مش دولة سياحية ولا مؤهلة انها تكون دولة سياحية. رغم أن كل محافظة لوحدها ممكن تجيب فلوس كتير قوي من السياحة.. بس الظاهر محدش عايز». وأضاف: «بكل بساطة: عشان يكون عندك سياحة لازم توفر بنية تحتية كويسة ونظام آمن وعادل للمواطن. لو انت مش بتفكر في المواطن يبقى عمرك ما حاتعرف تقدم حاجة للسائح.. السياحة مش مجرد مزار سياحي وعربية حراسة، السياحة منظومة خدمية وحياتية».
وأضاف «كريستال» في تغريدة ثانية: «السياحة منظومة، السائح الي حايجي ويلاقي نفايات في الشارع أو يتضحك عليه في الفلوس او يتشد في محل أو سائحة واحد يبحلقلها أو يلمس جسمها، كل دول حايروحوا بلدهم يقولوا محدش يروح مصر.. عايز سائح يبقى تبني وطن».
وتابع: «السياحة صناعة لكن احنا في مصر بنتعامل معاها إن ازاي السائح أجيبه وازاي يقضي 4-5 ايّام في القاهرة أو شرم أو الأقصر وأسوان. مش بنفكر في جودة الوقت الي حايقضيه أو ممكن يشتري ايه أو يعمل ايه بالليل، أو حتى حايرجع يقول ايه عن مصر».
وغرد «مصري حر» قائلاً: «كان نفسنا ننضفك يا بلد.. بس الأوساخ عاوزينك وسخة زي ضمايرهم، فضيحة للأسف.. سؤال على موقع ريديت الشهير: ما هي الدولة التي لن تفكر أبدا في زيارتها مرة أخرى، والإجابات حطت مصر كأسوأ مكان سياحي معظم السياح ما يفكروش يرجعوله».
وكتب مصري آخر: «فيه ناس في التعليقات ناقص يقولوا موقع ريديت ده أصلا إخوان، والسياح دول إخوان!! يا ناس فوقوا، هتتعالجوا ازاي وانتو مش مشخصين أمراضكم؟! هتتعالجوا ازاي وانتو مستكبرين تعترفوا بالمرض!! الناس بتتكلم وكأنهم مبيعانوش بالفعل من كل القرف ده في كل موقف يومي في كل شارع ومحل في مصر».
يشار إلى أن القطاع السياحي يمثل 15في المئة من الناتج المحلي الاجمالي في مصر، بحسب تصريح لوزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط يعود إلى العام 2019 أي إلى ما قبل أزمة «كورونا» التي تسببت بتعطيل السياحة في مختلف أنحاء العالم. وقالت الوزيرة إن السياحة المصرية حققت 12.6 مليار دولار في العام المالي 2018/ 2019 وهو أعلى إيرادات في تاريخ السياحة المصرية، مرجعة ذلك إلى الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في إطار برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة.
وتسببت «كورونا» بضرر بالغ للسياحة في مصر، حيث نقلت جريدة محلية في مصر عن مصدر في هيئة تنشيط السياحة تأكيده تراجع أعداد السياح الوافدين لمصر خلال العام 2020 بنحو 72 في المئة مقارنة بالعام الذي سبق «كورونا» أي العام 2019.
وأضاف المصدر أن إجمالي السائحين الذين زاروا مصر خلال عام 2020 لم يتجاوز عددهم الـ3 ملايين سائح، بالمقارنة مع 13 مليوناً زاروا مصر في 2019.