الكاتب العربي عموما من ذكرٍ أو أنثى هو أو هي… دائما يستمد جرأته من يأسه وإحباطه وليس من شجاعته، أنا بإعتقادي أن الكاتب الحقيقي يجب ان يستمد جرأته من شعوره بالمسؤولية إزاء القارىء ومحيطه الصغير والكبير ومن قضايا شعبه وامته التي ينتمي إليها ، فعندما يخاطب كاتب أو شاعر أي إنسان مثقف أو عادي إن كان لا بد ان تكون هناك قضية او عنوان فمثلا موضوع الأدب اللاتيني في الموروث الثقافي لدول أمريكا اللاتينية ، بدأً من الشاعر التشيلي العظيم بابلو نيرودا ومرورا بالعملاق ماركيز وإنتهاءً بالأديبة التشيليه إيزابيل ألندي مع تقديري لكثير من الأدباء العظام غيرهم من هذه القارة العظيمة.
هؤلاء عندما أبدعوا في روائعهم التي وصلت إلينا وأثَّرت وأثرَت في المشهد الثقافي والثوري في وطننا العربي إستمدوا مادتهم الأدبية من واقع شعوبهم المؤلم وكذلك الأدب الروسي وما وصل إلينا منه من تشيخوف وصولا إلى تولستوي. فالقضيه ليست هو اوهي .. فمثلا شاعرة وهامة شامخة شاعرة مخضرمة مثل الخنساء كيف أبدعت قديمآ وحديثآ وحتى مليون عام مستقبلآ.
وكذلك غيرها من الشاعرات العربيات الفوارس. في المورث الشعري للعصر الجاهلي ، كذالك عندما نتكلم بإسهاب مبسط ومختصر ونخوض في مسيرة الشاعرة والاديبة الأميرة الأندلسية الولادة بنت المستكفي وهي أميرة من بيت الخلافة الأموية ، كيف ابدعت وتناولت القصيدة الحرة الجريئة في حبها وغرامها للشاعر والأديب الأندلسي إبن زيدون ، لا نستطيع أن ننكر رائعة الكاتب والأديب المغربي العظيم محمد شكري ( الخبز الحافي الجرأه التي كتب بها أديبنا هذه الرائعة الجامعة لواقع مؤلم لمحيطه وواقعه الصغير والكبير . هنا مسؤوليه الكاتب تجاه القارىء البسيط والمثقف سويآ هي امانه عمومآ ، فليس الموضوع المذكر او المؤنث بقدر ما هو الموضوعية في الطرح والجرأة في الطرح لأي موضوع أو أي قضية … هل يستطيع كاتب عربي أن يطرح موضوع الطائفية والمذهبية مثلا بعيدا عن التعصب الأعمى لهذا المشهد المعقد، كما طرحه شاعرالهند العظيم وفيلسوفها طاغور في اعماله ومنها رائعته العظيمه ( جورا ) : بإيجاز عندما نتكلم عن الشعر الأنثوي فهناك مدرسة كاملة إسمها نازك الملائكة ، هناك الشاعرة لميعة عباس هي عبقريه متكاملة في هذا الموروث الأدبي.
دعوني اطرح ملخص الأديبة والشاعرة سلمى خضرا الجيوسي التي أحدثت ثورة ادبية لدى القارىء والباحث الغربي عموما .! فدوى طوقان وعلاقتها بواقعها وإلتزامها تجاه قضيه شعبها .. هناك مثال آخر مغاير لا يروق لكثير من القراء مثلا الكاتبة والأديبة العربية المصرية نوال السعداوي طريقه تناولها لكثير من هموم وقضايا محيطها المعقد تناولتها بصورة جريئة يعجز عنها اعظم الرجال.
الكاتب يجب أن يستمد جرأته من إلتزامه الأدبي والاخلاقي إزاء القارىء وقضاياه وهمومه اليومية وليس الموضوع مؤنثا او مذكرا مع تحفظي على مقوله المجتمع العربي مجتمع رجال فهذا يعود لثقافه الفرد الفاعل في المجتمع وهناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المثقف العربي من المحيط للخليج في جزء كبير من هذا المشهد .
غاندي حنا ناصر – كوريا الجنوبية