لبنان يدين الانتهاك: إسرائيل تخرق قواعد الاشتباك وطيرانها الحربي ينفّذ غارتين للمرة الأولى منذ حرب تموز

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”: تنذر التطورات الميدانية في جنوب لبنان بتصعيد خطير على الجبهة الجنوبية بين العدو الإسرائيلي وحزب الله، وفي تطوّر قلّ نظيره منذ عدوان تموز/يوليو 2006 نفّذت طائرات حربية إسرائيلية غارتين فجر الخميس على منطقة الدمشقية في خراج بلدة المحمودية يٌشتبه بأنها المكان الذي انطلقت منه 3 صواريخ في اتجاه شمال فلسطين المحتلة وسقط أحدها في محيط مستوطنة كريات شمونة.

وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن “طائرات حربية شنّت غارات على المناطق التي أطلقت منها القذائف الصاروخية من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية بالإضافة إلى بنية تحتية تستخدم لأهداف إرهابية، كما أغارت على هدف آخر في المنطقة التي أطلقت منها سابقاً قذائف صاروخية”. وتوعّد “بأن تتواصل الغارات وقد تتصاعد في مواجهة محاولات إرهابية لاستهداف إسرائيل”، محمّلاً ” دولة لبنان مسؤولية ما يجري داخل أراضيها”.

وتأتي هاتان الغارتان لتخرقا قواعد الاشتباك التي يحاول حزب الله تكريسها في الجنوب اللبناني، وهذه المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل طيرانها الحربي ضد أهداف في لبنان منذ حرب تموز ولا تكتفي بقصف مدفعي على الخطوط الأمامية، كما تأتي الغارتان قبل يومين على إطلالة مرتقبة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

ورداً على هذه الاعتداءات الإسرائيلية التي أسفرت عن اندلاع حرائق ووقوع أضرار جسيمة في المحاصيل الزراعية، أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون أن “استخدام إسرائيل سلاحها الجوي في استهداف قرى لبنانية هو الأول من نوعه منذ عام 2006، ويؤشر إلى وجود نوايا عدوانية تصعيدية تتزامن مع التهديدات المتواصلة ضد لبنان وسيادته، وما حصل انتهاك فاضح وخطير لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وتهديد مباشر للأمن والاستقرار في الجنوب”. واطلع عون من قيادة الجيش على نتائج التحقيقات المتعلقة بإطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية التي حصلت أمس، والإجراءات الواجب اتخاذها في هذا الشأن، واعتبر أن “تقديم الشكوى إلى الأمم المتحدة خطوة لا بدّ منها لردع إسرائيل عن استمرار اعتداءاتها على لبنان”.

بدوره، طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب من وزيرة الخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر “الإيعاز إلى مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة السفيرة أمل مدللي تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان”. وقال في بيان “نفّذ الجيش الإسرائيلي، بمدفعيته أولاً وبطائراته الحربية ثانياً، عدواناً صريحاً على السيادة اللبنانية، واعترف علناً بهذا الخرق الفاضح للقرار 1701، متذرّعاً بسقوط صواريخ مشبوهة الأهداف والتوقيت على شمال فلسطين المحتلة من الأراضي اللبنانية ولم تتبنّها أي جهة”. وأكد “أن هذا العدوان الجديد والخطير يشكّل تهديداً كبيراً للهدوء على حدود لبنان الجنوبية، بعد سلسلة من الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية واستخدام الأجواء اللبنانية للعدوان على سوريا”. ودعا “الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى ردع إسرائيل لوقف انتهاكاتها المتكررة للسيادة اللبنانية، لأن هذه الانتهاكات باتت تهدّد القرار 1701 والاستقرار القائم منذ عام 2006”.

على خط اليونيفيل، أوضحت نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ”اليونيفيل” كانديس آرديل أنه “في وقت مبكر من فجر هذا اليوم، سمع جنود من بعثة حفظ السلام التابعة لليونيفيل انفجارات قوية بالقرب من صور ومرجعيون والمحمودية، ولاحقا أكد الجيش الإسرائيلي أنه شنّ غارات جوية على 3 مواقع في جنوب لبنان”. وقالت: “رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول، وعلى النحو الذي كان عليه طوال اليوم السابق، تواصل بشكل فوري مع الأطراف وحثهم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في هذه الأوقات العصيبة لتجنب المزيد من تصعيد الوضع”. واضافت “تواصل اليونيفيل التنسيق مع الأطراف والعمل مع القوات المسلحة اللبنانية لتعزيز الأمن، وقد فتحنا تحقيقاً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية