غزة- “القدس العربي”: بدأ مدير المخابرات المصرية زيارة إلى تل أبيب، للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي وعدد من المسؤولين، ضمن التدخلات الرامية لاستمرار الهدوء في غزة، فيما زعم وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، أن حكومته ستعمل على تسهيل وصول المنحة القطرية المخصصة للعوائل الفقيرة في قطاع غزة، والتي يتأخر وصولها للشهر الثالث على التوالي.
نقلت تقارير عبرية عن غانتس قوله بعد اجتماع عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لتقييم الأوضاع في قطاع غزة، إنهم يريدون تسهيل دخول الأموال القطرية، حيث قال: “سنكون سعداء لتسهيل دخول أكبر قدر ممكن من المال القطري، طالما أن الأموال ستذهب إلى الأماكن الصحيحة”، رابطا دخول المنحة القطرية بمعرفة إلى أين تصل؟
ودخول المنحة القطرية هو أحد المطالب التي تقدمت بها فصائل المقاومة للوسطاء من أجل استمرار حالة الهدوء، بعد أن لوحت بالتصعيد المتدرج وتسخين الحدود رفضا للمماطلات الإسرائيلية، خاصة وأن عمل معابر غزة لم يعد كما كان قبل الحرب الأخيرة ضد غزة، حيث لا تزال هناك الكثير من القيود مفروضة على السكان.
وكان كل من بينيت وغانتس، أكدا أن رد إسرائيل على إطلاق صاروخ يوم الاثنين من غزة على إحدى مستوطنات الغلاف “سيكون في الوقت والزمان المناسبين لإسرائيل”، وذلك بعد أن قاما بجولة في منطقة “غلاف غزة”، حيث كشف الإعلام الإسرائيلي أنهما وصلا بطريقة سرية للمنطقة، وبدا أن الأمر مرده الخشية من صواريخ تطلقها المقاومة، وهناك قال غانتس: “لا مصلحة لنا في غزة سوى الهدوء الأمني وإعادة الأسرى الإسرائيليين إلى بيوتهم”.
وكان مسؤول إسرائيلي قال لصحيفة “معاريف” إنه تم إحراز تقدم كبير في إيجاد آلية لتقديم المنحة القطرية للأسر المحتاجة في غزة عبر الأمم المتحدة، ونوه المسؤول إلى أنه لم يتم بعد التوصل إلى اتفاقيات بشأن إدخال أموال المنحة المخصصة لموظفي حماس في قطاع غزة.
يأتي ذلك، بعد الأنباء عن توصل الأمم المتحدة وقطر إلى اتفاق بشأن إدخال أموال المنحة القطرية إلى قطاع غزة، ومن المتوقع أن تدخل الأموال قريبًا بعد منعها لأكثر من ثلاثة أشهر، فيما من المتوقع إتمام الاتفاق النهائي خلال أيام.
وبموجب الاتفاق فإنه سيكون بمقدور الأسر المحتاجة في غزة الموجودة في كشف المنحة، الحصول على 100 دولار بواسطة بطاقات صرف ستوزعها الأمم المتحدة عليهم.
وصل رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل الأربعاء إلى تل أبيب، للقاء كل من بينيت وغانتس، ضمن الجهود المتواصلة التي تجريها المخابرات المصرية مع إسرائيل لتثبيت التهدئة، وبحث أوضاع قطاع غزة.
يذكر أن فصائل المقاومة في غزة، أصرت خلال الاتصالات مع الوسطاء، على ضرورة إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحرب الأخيرة، بما يشمل عمل المعابر، وإدخال المنحة القطرية، والسماح بدخول مواد البناء، من أجل تنفيذ مشاريع الإعمار.
ويتردد أن الوسيط المصري طلب من فصائل المقاومة التريث قليلا، وعدم التوجه لرفع سقف المطالب حاليا، واعدا بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن غزة، والبحث في آلية الإعمار.
إلى ذلك فقد استمرت الفصائل المسلحة في توجيه الرسائل للاحتلال، لتحذيره من القادم، في حال لم يرفع الحصار عن قطاع غزة.
وانتهج الجناح المسلح لحركة حماس كتائب القسام أسلوبا جديدا في إيصال الرسائل، لم تعتمد هذه المرة على المرور من قناة الوسطاء.
وعبر أجهزة الاتصال اللاسلكي، توعدت القسام الاحتلال بعدم الصبر طويلا على الحصار. وجاء في الرسالة التي قرأها أحد أعضاء القسام وعممت عبر الموجة الخاصة للكتائب: “نقول لكم أيُّها العدو بالمختصر أفعالنا تسبق أقوالنا وصواريخنا في مرابضها جاهزة تنتظر القرار”.
وأضاف: “أيُّها العدو الغاصب الجبان لن نصمت طويلاً على هذا الحصار الظالم الجاهل بحق أهلنا وشعبنا داخل القطاع”.
وتابع: “نقول للعدو الغاصب الجبان وبالتحديد لبينيت ومن خلفه نقول للاحتلال بكل ثبات ووضوح، إن عدتم عدنا، وإن زدتم زدنا، وأيادينا على الزناد، ولمعركتنا فصول لم تكتب بعد”.
وفي السياق، تواصل العمل بإجراءات تخفيف الحصار الأخيرة التي أعلنت عنها إسرائيل، حيث بدأ مئات التجار في الدخول إلى إسرائيل ومناطق الضفة الغربية، بعد الحصول على التصاريح اللازمة، وذلك بعد توقف دام لأكثر من عام.
كما بدأ التجار بالتجهيز لإدخال بضائع وسلع لهم من بينها مواد خام، كان الاحتلال يمنع إدخالها منذ انتهاء الخرب الأخيرة ضد قطاع غزة يوم 21 نم شهر مايو الماضي.
ومن المقرر أن تدخل الخميس وفق الترتيبات شاحنات تقل مواد بناء، وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الأخيرة.